رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
أخرج الإمام البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه:
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الوضوء
باب ما جاء في الوضوء وقول الله تعالى{إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}قال أبو عبد الله وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فرض الوضوء مرة مرة وتوضأ أيضا مرتين وثلاثا ولم يزد على ثلاث وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوزوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم
——–
فوائد الباب:
1- قوله (كتاب الوضوء) أي ذكر أحكامه وشرائطه وصفته ومقدماته قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
2- الوضوء بالضم هو الفعل، وبالفتح الماء الذي يتوضأ به على المشهور فيهما. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
3- قوله (ما جاء في الوضوء) أي وفضله أيضا وما يتعلق به.
4- الوضوء وهو مشتق من الوضاءة وهي الحسن والنظافة وسمى به لأنه ينظف المتوضئ ويحسنه. قاله الكرماني كما في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
5- قوله (وقول الله تعالى {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}). ذكر أركان الوضوء بما فيها النية ومن شروطه الإيمان فأول الآية (يا أيها الذين آمنوا).
6- قال تعالى:
(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَأَیۡدِیَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُوا۟ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ إِلَى ٱلۡكَعۡبَیۡنِۚ وَإِن كُنتُمۡ جُنُبࣰا فَٱطَّهَّرُوا۟ۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰۤ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَاۤءَ أَحَدࣱ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَاۤىِٕطِ أَوۡ لَـٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَاۤءَ فَلَمۡ تَجِدُوا۟ مَاۤءࣰ فَتَیَمَّمُوا۟ صَعِیدࣰا طَیِّبࣰا فَٱمۡسَحُوا۟ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَیۡدِیكُم مِّنۡهُۚ مَا یُرِیدُ ٱللَّهُ لِیَجۡعَلَ عَلَیۡكُم مِّنۡ حَرَجࣲ وَلَـٰكِن یُرِیدُ لِیُطَهِّرَكُمۡ وَلِیُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَیۡكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ)[سورة المائدة 6]
7- قال الخطابي كما في أعلام الحديث: يريد إذا أردتم القيام إلى الصلاة فقدموا لها الطهارة.
8- أخرج البخاري في صحيحه 4608 من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حديث في إحدى أسفار النبي صلى الله عليه وسلم وفيه ” وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة } الآية فقال أسيد بن حضير لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة لهم.
9- قال ابن العربي في أحكام القرآن : ذكر العلماء أن هذه الآية من أعظم آيات القرآن مسائل، وأكثرها أحكاماً في العبادات (وبحقٍ ) ذلك فإنها شطر الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان) في صحيح الخبر عنه، ولقد قال بعض العلماء: إن فيها ألف مسألة واجتمع أصحابنا بمدينة السلام فتتبعوها فبلغوها ثمانمائة مسألة.
10- ” أهل السنة من أحوج الناس لمعارضة ما قيل أن الوضوء لم يكن قبل نزول المائدة، وإنما نزول المائدة في حجة الوداع، والنبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وله شاهد صحيح ناطق بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ، ويأمر بالوضوء قبل الهجرة” قاله الحاكم في المستدرك على الصحيحين وأورد حديث فاطمة في وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، وحديث عمرو بن عبسة في ذكر الوضوء في أول الهجرة أي قبل نزول المائدة.
11- عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه و سلم في أول ما أوحي إليه فعلمه الوضوء فلما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم أخذ بيده فانتضح به فرجه أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط 3901 قال حدثنا علي بن سعيد الرازي قال نا محمد بن عاصم الرازي قال نا سعيد بن شرحبيل قال نا الليث بن سعد عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن أسامة وقال لم يرو هذا الحديث عن الليث إلا سعيد بن شرحبيل والمشهور من حديث ابن لهيعة اه. قلت لعل الوهم من شيخ الطبراني علي بن سعيد الرازي وهذا الإسناد شاذ ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح ولو ثبت لكان على شرط الصحيح لكن المعروف رواية ابن لهيعة.
فقد روي من طريق ابن لهيعة ورشدين بن سعد. وبعضهم جعله من مسند أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
12- لا خلاف بين العلماء أن الآية مدنية …. وأنها نزلت في قصة عائشة، كما أنه لا خلاف أن الوضوء كان مفعولا قبل نزولها غير متلو؛ ولذلك قال علماؤنا: إن الوضوء كان بمكة سنة، معناه كان مفعولا بالسنة، فأما حكمه فلم يكن قط إلا فرضا. قاله ابن العربي في أحكام القرآن.
13- ومعلوم عند جميع أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم افترضت عليه الصلاة بمكة والغسل من الجنابة وأنه لم يصل قط بمكة إلا بوضوء مثل وضوئه بالمدينة ومثل وضوئنا اليوم وهذا ما لا يجهله عالم ولا يدفعه إلا معاند قاله ابن عبد البر في الاستذكار
14- بان بما ثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) من سنته أن الوضوء لا يجب إلى القيام للصلوات إلا عن الأحداث الموجبة للطهارة، وهذا قول مالك، والثوري، وأبى حنيفة، وأصحابه، والأوزاعي، والشافعي، وعامة فقهاء الأمصار، ومن بعدهم إلى وقتنا هذا قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
15- قوله (قال أبو عبد الله وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فرض الوضوء مرة مرة) أبو عبد الله هو الإمام البخاري نفسه بين أن فرض الوضوء مرة لكل عضو. وعلقه ههنا ووصله بعد أبواب وأفرد له بابا مستقلا وكذا لمن بعده.
16- قوله (وتوضأ أيضا مرتين وثلاثا) وعلقه ههنا ووصله بعد أبواب، وهو على سبيل الاستحباب، قال ابن بطال كما في شرح صحيح البخاري هو من باب الرفق بأمته والتوسعة عليهم ليكون لمن قصر في المرة الواحدة عن عموم غسل أعضاء الوضوء أن يستدرك ذلك في المرة الثانية والثالثة.
17- قوله (ولم يزد على ثلاث) أي من فعله صلى الله عليه وسلم.
18- قوله (وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوزوا فعل النبي صلى الله عليه وسلم) أي أن مجاوزة فعل النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء إسراف.
19- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: ” ما هذا السرف يا سعد؟ ” قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: ” نعم، وإن كنت على نهر جار ” رواه الإمام أحمد في مسنده 7065 وابن ماجه 425 فيه حيي بن عبد الله مختلف فيه، وفيه ابن لهيعة لكنه من رواية قتيبة بن سعيد عنه وهذه ألحقها بعض أهل العلم برواية العبادلة عنه. والحديث حسنه الألباني كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة 3292
20- عن أبي نَعامة أنَّ عبدَ الله بنَ مُغفَّل سمع ابنَه يقول: اللهم إنِّي أسألُكَ القَصرَ الأبيَضَ عن يمينِ الجنَّة إذا دخلتُها، فقال: أيْ بُنَيَّ، سَلِ اللهَ الجنَّةَ، وتعوَّذ به مِنَ النَّار، فإني سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – ويقول: “إنَّه سيكونُ في هذه الأمَّةِ قومٌ يَعتَدونَ في الطُّهور والدُّعاء” أخرجه أبو داود في سننه 96 وابن ماجه 3864 وابن حبان في صحيحه 6764 ولم يذكر ابن ماجه موضع الشاهد، وأخرجه ابن حبان في صحيحه 6763 من وجه آخر ثم قال سمع هذا الخبر الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي نعامة، فالطريقان جميعا محفوظان. وقال الألباني كما في الإرواء 140 إسناد صحيح.
21- عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ – أحد التابعين- قَالَ: ” كَانَ يُقَالَ: إِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِسْرَافًا حَتَّى فِي الْمَاءِ , وَإِنْ كُنْتَ عَلَى شَاطِئِ نَهَرٍ ” أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الطهور 121 وإبراهيم الحربي في غريب الحديث عن هُشَيْمٌ، قَالَ: ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَال به. تابعه ابن فضيل عن حصين به أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 718
22- عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ , قَالَ: كَانَ يُقَالَ: «مِنْ وَهَنِ عِلْمِ الرَّجُلِ وُلُوعُهُ بِالْمَاءِ فِي الطَّهُورِ» أخرجه أَبُو عُبَيْدٍ في كتاب الطهور ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَار به
23 – قال ابن كثير:
وقد اختلف أصحابنا رحمهم الله في الإسراف في الوضوء والغسل على وجهين: الجمهور على كراهة ذلك. وقال البغوي، والمتولي: هو حرام. والله أعلم. فينبغي أن يتجنب الإسراف في الوضوء والغسل.
«الآداب والأحكام المتعلقة بدخول الحمام» (ص69)
24- عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري، ثم المازني مازن بني النجار، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، قال، قلت له: أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر، عم هو؟، فقال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب، أن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيل، حدثها: ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمر بالوضوء لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر، فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسواك عند كل صلاة، ووضع عنه الوضوء إلا من حدث قال: فكان عبد الله يرى أن به قوة على ذلك، كان يفعله حتى مات ”
* على شرط الذيل على الصحيح المسند. وتم شرحه في عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند. وابن رجب حمله أن الأمر أولا على الوجوب ثم نسخ وعليه تحمل الآية . وسيأتي في البخاري باب الوضوء من غير حدث .
والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده 21960 من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحق به تابعه سعيد بن يحي اللَّخْمِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ به أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ1263/ لكن عنده ” فلما شق ذلك عليهم”
تابعه أحمد بن خالد عن ابن إسحق به لكن قال عبد الله بن عبد الله مكبرا بدلا من عبيد الله أخرجه أبو داود 48 والدارمي في سننه 684 وابن خزيمة في صحيحه 15 وعند ابن خزيمة ” فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم”
قال أبو داود عقبه قال أبو داود: إبراهيمُ بنُ سعدٍ رواهُ عن محمدِ بن إسحاق قال: “عُبيدُ الله بنُ عبد الله”. وهذا الاختلاف لا يضر فكلاهما ثقة من رجال الشيخين وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحق صاحب السيرة وهو مدلس وقد صرح بالتحديث. والحديث حسنه الألباني كما في صحيح أبي داود.
25 – قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (٣٦١/٢١)
ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻓﻲ ﻫﺬا ﺧﻼﻓﺎ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﻮﺿﺄ ﻗﺒﻞ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻮﺿﻮء ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻝ اﻟﻮﻗﺖ. ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬا ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻭﺿﻮء. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻠﻢ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻴﻤﻦ ﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮء اﻷﻭﻝ: ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ؟ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺑﻪ: ﻓﻼ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻪ ﺇﻋﺎﺩﺓ اﻟﻮﺿﻮء؛ ﺑﻞ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﻮﺿﻮء ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﺑﺪﻋﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ. انتهى
وذكر بعضهم أن الحجة في ذلك أنه لا يشرع الزيادة في الوضوء على ثلاث فمن أعاد وضوءاُ دون أن يؤدي عبادة فهو قد زاد على ثلاث . وراجع فتح الباري شرح الباب
=====