141، 142 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه
باب التسمية على كل حال وعند الوقاع
141 – حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره»
فوائد الباب:
1- حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى.
2- قوله (التسمية على كل حال وعند الوقاع) هو من عطف الخاص على العام. قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
3- فيه أن التسمية عند ابتداء كل عمل مستحبة، تبركا بها واستشعارا أن الله سبحانه هو الميسر لذلك العمل. قاله ابن بطال في شرحه.
4- أورد البخاري الحديث في هذا الباب للتنبيه على مشروعية التسمية عند الوضوء فإن قلت كان المناسب أن يذكر حديث لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه قلت هذا الحديث ليس على شرطه وإن كثرت طرقه وقد طعن فيه الحفاظ واستدركوا على الحاكم تصحيحه بأنه انقلب عليه إسناده واشتبه قاله العيني في عمدة القاري.
5- يشير إلى عدم صحة حديث أبى هريرة مرفوعا: ” لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه “. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه
قال الترمذي في العلل الكبير 17: يَعْقُوبُ بْنُ سَلَمَةَ مَدَنِيُّ لَا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِيهِ، وَلَا يُعْرَفُ لِأَبِيهِ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَة
قال الترمذي في العلل الكبير 16 في حديث سعيد بن زيد فَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا – أي البخاري- عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ أَحْسَنَ عِنْدِي مِنْ هَذَا ثم قال الترمذي وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَل.
قال الإمام أحمد: لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسناد جيد. نَقله الترمذي في العلل الكبير 17
وقال مرة: لا يثبت عندي، إسناده ضعيف.
وقال مرة: لا أعلم في هذا الباب حديثًا يثبت، أقوى شيء فيه حديث كثير بن زيد عن ربيح وربيح ليس بمعروف.
وقال مرة: ليس في هذا حديث يثبت، وأحسنها حديث كثير بن زيد، وضعف حديث ابن حرملة وقال: أنا لا آمره بالإعادة، وأرجو أن يجزئه الوضوء، لأنه ليس في هذا حديث أحكم به
قال العقيلي في الضعفاء الأسانيد في هذا الباب فيها لين
لكن البخاري يشير إلى أن التسمية مشروعة بأدلة أخرى
6- لما كان حال الوقاع أبعد حال من ذكر الله تعالى ومع ذلك تسن التسمية فيه ففي سائر الأحوال بالطريق الأولى قاله الكرماني في الكواكب الدراري
7- عن ثابت وقتادة عن أنس قال طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مع أحد منكم ماء فوضع يده في الماء ويقول توضئوا بسم الله فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه حتى توضئوا من عند آخرهم قال ثابت قلت لأنس كم تراهم قال نحوا من سبعين. أخرجه النسائي في الصغرى وترجم عليه باب التسمية عند الوضوء وصححه الألباني وقال البيهقي في المعرفة حديث أنس أصح ما ورد في التسمية
8- قوله (إذا أتى أهله) وعند البخاري 6388 عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير به بلفظ “إذا أراد أن يأتي أهله” تابعه حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير به كما عند البخاري 7396 كأن البخاري يشير إلى أن التسمية موضعها قبل البدء في الوضوء أيضا.
9- قوله (إذا أتى أهله) فيه التعبير بألطف العبارات كناية عن الجماع
10- قوله (فقضي بينهما ولد) وعند البخاري من طريق همام، عن منصور ” فرزقا ولدا” فالولد رزق من الله تعالى يهبه لمن يشاء من عباده
11- قوله ( لم يضره) زاد البخاري 3283 من طريق شعبة حدثنا منصور “لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه”
12- باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها قاله البخاري.
13- باب صفة إبليس وجنوده قاله البخاري.
14- باب ما يقول الرجل إذا أتى أهله قاله البخاري.
15- ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الوطء لم يضر الشيطان ولده قاله ابن حبان في صحيحه .
16- ما يَقُولُهُ عِنْدَ إِتْيَانِ أَهْلِهِ لِيَأْمَنَ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى نَسْلِهِ قاله شَرَفُ الدِّيْنِ، عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُفَرِّجِ بنِ حَاتِمِ بنِ حَسَنِ بنِ جَعْفَرٍ المَقْدِسِيُّ (المتوفى: 611هـ) في كتاب الأربعين في فضل الدعاء والداعين.
17 – ومقصود هذا الحديث – والله تعالى أعلم -: أنَّ الولد الذي يقال له ذلك يُحفَظُ من إضلال الشيطان وإغوائه، ولا يكون للشيطان عليه سلطان؛ لأنه يكون من جملة العباد المحفوظين، المذكورين في قوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَانٌ} وذلك ببركة نيَّة الأبوين الصالحين، وبركة اسم الله تعالى، والتعوُّذ به، والالتجاء إليه.
وكأنَّ هذا شِوب من قول أم مريم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ} ولا يُفهم من هذا نفي وسوسته، وتشعيثه، وصرعه. فقد يكون كلُّ ذلك، ويحفظ الله تعالى ذلك الولد من ضرره في: قلبه، ودينه، وعاقبة أمره، والله تعالى أعلم.
قاله القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم.
18- ونقل ابن الملقن كلام القرطبي ثم نقل ترجيح ابن دقيق بأن المقصود الحفظ في البدن لأننا لو قلنا في الدين للزم أنه يحفظ من المعاصي
تنبيه : في الإعلام بفوائد عمدة الأحكام ونسخة للمفهم (اشرب )بدل ( شوب ) وكلاهما بمعني المزح والخلط
19 -سُئل الشيخ ابن باز عن الضرر المنفي؟ فقال: عام لظاهر الحديث.
حاشية الحلل الإبريزية على صحيح البخاري
20 -قال ابن أبي جمرة: فمن نسي التسمية حتى أولج فيقول: جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ويترك التسمية تنزيهًا لاسم الله،ويحصل المقصود، ومن تركه الاتباع .
نقله عنه ابن رسلان المقدسي في شرحه لسنن أبي داود
21 -فيه الحث على المحافظة على تسميته ودعائه في كل حال لم ينه الشرع عنه، حتى في حال ملاذ الإنسان
22 -فيه الإشارة إلى ملازمة الشيطان لابن آدم من حين خروجه من ظهر أبيه إلى رحم أمه إلى حين موته -أعاذنا الله منه- فهو يجري منه مجرى الدم ، وعلى خيشومه إذا نام ، وعلى قلبه إذا استيقظ، فإذا غفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس، ويضرب على قافية رأسه إذا نام ثلاث عقد: عليك ليل طويل؛ وينحل بالذكر والوضوء والصلاة .
23 – قال ابن الملقن : فيه -كما قال ابن بطال:- الحث على ذكر الله في كل وقت على حال طهارة وغيرها، ورد على من أنكر ذلك، وهو قول مروي عن ابن عمر، أنه كان لا يذكر الله إلا وهو طاهر، وروي مثله عن أبي العالية والحسن، وروي عن ابن عباس أنه كره أن يذكر الله على حالين: على الخلاء، والرجل يواقع أهله ، وهو قول عطاء، ومجاهد. قال مجاهد: يجتنب الملك الإنسان عند جماعه وعند غائطه.
قال ابن بطال: وهذا الحديث خلاف قولهم .
قلت: لا، فإن المراد بإتيانه أهله إرادة ذلك، وحينئذ فليس خلاف قولهم، وكراهة الذكر على غير طهر؛ لأجل تعظيمه. انتهى من التوضيح
24 – مسألة الكلام عند قضاء الحاجة:
♢- قال الصنعاني في سبل السلام (1/ 111): ” فإن صح الإجماع، وإلا فإن الأصل هو التحريم”. انتهى يقصد بالتحريم في الرجلين يخرجان للغائط كاشفين عن عورتيهما يتحدثان فإن الله يمقت على ذلك .
♢- قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (1/ 119):
“أنه لا ينبغي أن يتكلم حال قضاء الحاجة، إلا لحاجة كما قال الفقهاء رحمهم الله، كأن يرشد أحدا، أو كلمه أحد لا بد أن يرد عليه، أو كان له حاجة في شخص وخاف أن ينصرف، أو طلب ماء ليستنجي، فلا بأس”. انتهى
25 – مسألة : ذكر الله أثناء قضاء الحاجة.
♢- اختلف العلماء في مسألة ذكر الله أثناء قضاء الحاجة على قولين:
الأول: أنه يكره ذكر الله تعالى حال قضاء الحاجة وهذا مذهب الجمهور.
الثاني: الإباحة والجواز وهو قول مالك ورجحه القرطبي وهذا المذهب منسوب إلى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، والنخعي، وابن سيرين والشعبي.
♢- انظر: مراقي الفلاح (ص: 23)، البحر الرائق (1/ 256)، حاشية الدسوقي (1/ 106)، الخرشي (1/ 145)، المجموع (2/ 103،104)، المبدع (1/ 79)، الفروع (1/ 83)، الأوسط لابن المنذر (1/ 339)، تفسير القرطبي (4/ 311)، شرح مسلم للنووي (4/ 65)، وفتح الباري (ح142).
♢- استدل من قال بالكراهة بالتالي:
الأول: حديث أنس، قال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أراد أن يدخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. اخرجه البخاري في الأدب المفرد (692).
وجه الدلالة: أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يتعوذ قبل دخول الخلاء، ولو كان الأمر غير مكروه لكان التعوذ مصاحباً للفعل عند الشروع في قضاء الحاجة، فلما قدمه على سببه علم كراهيته له فيه.
الثاني: حديث ابن عمر، أن رجلا مرَّ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يبول، فسلم، فلم يرد عليه. صحيح مسلم (375).
♢- ادلة من قال بالجواز:
الأول: حديث عائشة قالت كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يذكر الله على كل أحيانه. اخرجه مسلم في صحيحه (373).
وجه الاستدلال: قوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث: ” كل ” وكل من ألفاظ العموم. وقوله: ” أحيانه” أي أوقاته، وهي نكرة مضافة، فتعم كل وقت، ومنه حال قضاء الحاجة.
وأجيب:
بأن المقصود يذكر الله متطهراً ومحدثاً، وجنباً، وفي حال القعود والمشي، والقيام والاضطجاع، وليس المقصود أنه يذكر الله حال قضاء الحاجة، فهذه الحال مخصوصة من الحديث.
الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا؛ فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً. متفق عليه اخرجه البخاري (6388)، ومسلم (1434)
وجه الاستدلال:
ترجم له البخاري في صحيحه بقوله: باب التسمية على كل حال، وعند الوقاع.
قال الحافظ في فتح الباري (1/ 242): فيه إشارة إلى تضعيف ما ورد من كراهية ذكر الله في حالين: الخلاء والوقاع . اهـ
قالوا: فإذا كان الإنسان يذكر الله حال كشف العورة في الجماع، فلا مانع من ذكر الله حال البول والغائط.
26 – قوله (حدثنا علي بن عبد الله) تابعه عثمان بن أبي شيبة كما عند البخاري 6388 تابعه قتيبة بن سعيد كما عند البخاري 7396
27 – قوله (حدثنا جرير) تابعه همام كما عند البخاري 3271 تابعه شعبة كما عند البخاري 3283 ومسلم 1434 تابعه شيبان كما عند البخاري 5165 تابعه الثوري كما عند مسلم 1434 تابعه سفيان بن عيينة كما عند الترمذي 1092 تابعه عبد العزيز بن عبد الصمد كما عند النسائي في السنن الكبرى 10024 تابعه فضيل كما عند النسائي في السنن الكبرى 10026
28- قوله (عن منصور) تابعه الأعمش كما عند البخاري 3283 والنسائي في السنن الكبرى 10028
29- قوله (عن منصور) وعند البخاري من طريق شعبة “حدثنا منصور”
===
===
===
قال البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه
باب ما يقول عند الخلاء
142 – حدثنا آدم قال حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنسا يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث
تابعه ابن عرعرة عن شعبة
وقال غندر عن شعبة إذا أتى الخلاء
وقال موسى عن حماد إذا دخل
وقال سعيد بن زيد حدثنا عبد العزيز إذا أراد أن يدخل
فوائد الباب
1- حديث أنس أخرجه الستة البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي في الصغرى وابن ماجه.
2- الْخُبث الشَّرُّ وَالْخَبَائِثُ الشَّيَاطِينُ قَالَهُ أَبُو عُبَيْد القاسم بن سلام في غريب الحديث .
3- وقال أبو سليمان – أي الخطابي- : الخبث بضم الباء جماعة الخبيث والخبائث جمع الخبيثة يريد ذكران الشياطين وإناثهم نقله البيهقي في السنن الكبرى
4-قال ابن الجوزي متعقبا على الخطابي حصر معنى الخبث والخبائث بذكور الجن وإناثها: وهو يروي أن ابن الأعرابي كان يقول: أصل الخبث في كلام العرب المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار. فإن صح التعوذ من المكروه فما وجه الإنكار؟
بل ما عليه الجماعة أولى؛ لأنه يحصل فائدتين: التعوذ من المكروه فيدخل في ذلك كل شر، والتعوذ من الشياطين وهو اسم يعم ذكورها وإناثها، كذلك قال أبو عبيد: الخبائث: الشياطين، ولم يجعله اسما للإناث دون الذكور.
قاله ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين
5- فيه القول عند دخول الخلاء قاله النسائي
6- باب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء قاله النووي في شرح صحيح مسلم
7- بَابُ دَعَوَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله البخاري في الأدب المفرد
8-منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم مفتقر إلى الله لا يملك لنفسه أن يدفع عنها، وجه ذلك: أنه استعاذ به؛ أي: بالله عز وجل.
9-ومن فوائد هذا الحديث: إثبات علم الله عز وجل؛ لأنه لا يستعاذ بمن لا علم عنده.
10-ومن فوائده: إثبات قدرة الله وسلطانه – تبارك وتعالى-، وأن قدرة الله وسلطانه فوق كل قدر وسلطان.
11-ومن فوائد هذا الحديث – لاسيما على وجه ضم الباء-: حكمة الله عز وجل؛ حيث كانت الأماكن الخبيثة مأوى للنفوس الخبيثة الشريرة
من الفائدة الثامنة إلى الحادية عشرة للشيخ ابن عثيمين في فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام
12-أن فيه مشروعية الاستعاذة عند إرادة الدخول في الخلاء، وقد أجمع أهل العلم على استحبابها، وسواء في ذلك البنيان والصحراء، لأن الشياطين تحضر تلك الأمكنة، وهي مواضع يهجر فيها ذكر الله تعالى، فيقدم لها الاستعاذة، تحصنا منهم، لأن لهم تسلطا على ابن آدم لم يكن في غيرها، لبعد الحفظة عنه، والصحراء تصير مأوى لهم بخروج الخارج، فلو نسي التعوذ، فدخل، فذهب ابن عباس وغيره إلى كراهة التعوذ، وأجازه جماعة، منهم ابن عمر رضي الله عنهما أفاده العيني.
ورجح الشيخ الأتيوبي رحمه الله القول الأول وذكر علة الترجيح كما في شرحه للنسائي
مستدلا بحديث المهاجر بن قُنْفُذ، أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يبول فسلم عليه، فلم يرد عليه، حتى توضأ، ثم اعتذر إليه، فقال: “إني كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر” أو قال: “على طهارة”.
ثم ذكر ممن أجازه وناقش أدلتهم.
13- جاء ما يدل على مشروعية التسمية عند دخول الخلاء وهو حديث علي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ “ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول:
بسم الله” أخرجه الترمذي 606 وابن ماجه وضعفه الترمذي لكن مال مغلطاي إلى صحته كما قال المناوي وله شاهد من حديث أنس عند الطبراني من طريقين عنه فالحديث حسن على أقل الدرجات قاله الألباني في تمام المنة
14- قوله (حدثنا آدم) هو ابن أبي إياس تابعه محمد بن عرعرة كما عند البخاري 6322 تابعه وكيع كما عند أَبِي داود 4 والترمذي 5 تابعه محمد بن جعفر غندر كما عند الإمام أحمد 13999
15- قوله (حدثنا شعبة) تابعه حماد بن زيد كما عند مسلم 375 وأبي داود 4 تابعه هشيم كما عند مسلم 375 والإمام أحمد في مسنده11947 تابعه إسماعيل بن علية كما عند مسلم 375 والنسائي في الصغرى 19 و ابن ماجه 298 والإمام أحمد في مسنده 11983 تابعه عبد الوارث كما عند أبي داود 4
16- قوله (عن عبد العزيز) وعند الإمام أحمد 11983 حدثنا إسماعيل “حدثنا عبد العزيز”
17- قوله (تابعه ابن عرعرة عن شعبة) هو محمد بن عرعرة شيخ البخاري في هذا الحديث أورده في موضع آخر في الصحيح برقم 6322
18- وقوله (وقال غندر عن شعبة إذا أتى الخلاء) وصله الإمام أحمد13999 والبزار في مسنده 6409 عن محمد بن جعفر – غندر -، حدثنا شعبة به
19- وقوله (وقال موسى عن حماد إذا دخل) أفاد الحافظ المزي كما في تحفة الأشراف أن حمادا هو ابن سلمة وكذلك قال الحافظ في الفتح وموسى هو ابن إسماعيل التبوذكي شيخ البخاري وعلقه ربما لأنه لا يخرج لحماد في الأصول
وأخرجه السراج في مسنده 27 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْد به وأخرجه مسلم 375 وأَبُو عوانة في مستخرجه 647 والبيهقي في السنن الكبرى 452 من طريق يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد به.
20- قوله (وقال سعيد بن زيد حدثنا عبد العزيز إذا أراد أن يدخل) هذا التعليق وصله المصنف في الأدب المفرد 692 قال ” حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْد ” فذكره.
وأخرج البيهقي في السنن الكبرى 453 من طريق مسدد، ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الخلاء قال: ” أعوذ بالله من الخبث والخبائث “.