138 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الوضوء من صحيحه:
باب التخفيف في الوضوء
138 – حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان عن عمرو قال أخبرني كريب عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نام حتى نفخ ثم صلى وربما قال اضطجع حتى نفخ ثم قام فصلى ثم حدثنا به سفيان مرة بعد مرة عن عمرو عن كريب عن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة ليلة فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل فلما كان في بعض الليل قام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا يخففه عمرو ويقلله وقام يصلي فتوضأت نحوا مما توضأ ثم جئت فقمت عن يساره وربما قال سفيان عن شماله فحولني فجعلني عن يمينه ثم صلى ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة فقام معه إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ قلنا لعمرو إن ناسا يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه قال عمرو سمعت عبيد بن عمير يقول رؤيا الأنبياء وحي ثم قرأ{إني أرى في المنام أني أذبحك}
فوائد الباب:
1- حديث ابن عباس رضي الله عنهما سبق في باب السمر في العلم (باب41). من كتاب العلم.
وكذلك تكلمنا على فوائد أخرى للحديث في
كتاب الوتر، باب ما جاء في الوتر
حديث ٩٩٢
2- فيه ما جاء في القصد في الوضوء وكراهية التعدي فيه قاله ابن ماجه، والتخفيف في الوضوء وترجم عليه البخاري ههنا. أي جواز التخفيف قاله الحافظ ابن حجر.
3- موضع الشاهد من الحديث “قام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا يخففه عمرو ويقلله”. وزاد البخاري مرة 859 بنفس هذا الإسناد،” ويقلله جدا”.
4- وعند البخاري 183 من طريق مخرمة بن سليمان “ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه” فهذا التقليل لم يؤثر في الحسن. وعند البخاري 4569 من طريق شريك عن كريب ” ثم قام فتوضأ واستن” وعند مسلم من طريق علي بن عبد الله بن عباس ” فاستيقظ فتسوك وتوضأ”.
5- ويزيده وضوحا عند البخاري 6316 ومسلم 763 من طريق سلمة بن كهيل عن كريب ” فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته فغسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ” وفي رواية عند مسلم 763 من طريق سلمة بن كهيل ” فسكب منها فتوضأ ولم يكثر من الماء، ولم يقصر في الوضوء”.
6- وعند مسلم من طريق عياض بن عبد الله الفهري، عن مخرمة بن سليمان ” ثم عمد إلى شجب من ماء فتسوك، وتوضأ، وأسبغ الوضوء، ولم يهرق من الماء إلا قليلا”.
7- قال المهلب: قوله: وضوءا خفيفا – يريد تمام غسل الأعضاء دون التكثر من إمرار اليد عليها، وهو مرة سابغة، وهو أدنى ما تجزئ به الصلاة، وإنما خففه المحدث لعلمه بأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يتوضأ ثلاثا ثلاثا للفضل، والواحدة بالإضافة إلى الثلاث تخفيف. وقد ذكر البخاري هذا الحديث في كتاب التفسير وبينه، فقال: فقام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه -، وذكره في كتاب الدعاء، وقال: فتوضأ وضوءا بين وضوئين لم يكثر وقد أبلغ -. فهذا كله يفسر قوله: وضوءا خفيفا – أنه وضوء تجوز به الصلاة. انتهى نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري، قلت ورواية مسلم ” ” فسكب منها فتوضأ ولم يكثر من الماء، ولم يقصر في الوضوء”. أوضح في تبيان المقصود
8 – تخفيف الوضوء يعني التخفيف الذي يكون معه القيام بالواجب، ليس التخفيف الذي يخل بالواجب، فإن التخفيف المخل بالواجب قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ويل للأعقاب من النار ) . قاله ابن عثيمين كما في شرح البخاري
9- قال الخطابي كما في أعلام الحديث:” الشن: القربة التي تبدت للبلى. وقوله في الرواية الأولى: (من شن معلق) بلفظ التذكير، إنما قال ذلك لأنه أراد الجلد. وفي الرواية الأخرى: (ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها) لأنه أراد القربة فأنث.
10- فائدة زائدة: أخرج الخطابي في أعلام الحديث فقال قال الربيع: ركب الشافعي يوما فلصقت بسرجه وهو على الدابة، فجعل يفتل شحمة أذني بيده، فأعظمت ذلك منه حتى وجدته عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتل شحمة أذنه فعلمت أنه إنما فعل ذلك عن أصل.
11- قوله (قال عمرو سمعت عبيد بن عمير يقول رؤيا الأنبياء وحي ثم قرأ{إني أرى في المنام أني أذبحك}) قال الإمام الشافعي قال غير واحد من أهل التفسير: رؤيا الأنبياء وحي، لقول ابن إبراهيم الذي أمر بذبحه: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ) الآية.
12- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ” رؤيا الأنبياء وحي ” أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 463 والطبري في تفسيره 18778 و 18779 والطبراني في المعجم الكبير 12302 والحاكم في المستدرك 3670 من طريق سفيان الثوري، عن سماك بن حرب ، عن سعيد بن جبير به قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين
13- قال العلامة الألباني كما في السلسلة الصحيحة 2925 وهذه الزيادة صريحة في أن النوم لا ينقض وضوءه صلى الله عليه وسلم وأن ذلك من خصوصياته. انتهى ويقصد قوله “كان تنام عيناه ولا ينام قلبه “. قال فهي صحيحة جاءت موصولة في ” الصحيحين ” وغيرهما.
14 – ومن فوائد هذا الحديث جواز التصرف بمال الغير إذا علم رضاه بذلك قاله ابن عثيمين
15- ومنها جواز الوضوء من الماء المعد للشرب، من أين يؤخذ ؟ .
لكن هذا مشروط بما إذا لم يكن الماء وقفا
أنا الوضوء من البرادات اليوم ففيه تفصيل :
إذا كانت البرادات تتغذى بماء محصور، فلا يجوز؛ لأن هذا فيه إنفاذ للمال في غير ما أريد به.
أما إذا كانت تتغذى من المشروع العام، فالظاهر أنه لا بأس به , ما لم يكن في ذلك تضييق على الشاربين قاله ابن عثيمين
16 – قبول رواية من تحمل صغيرا وروى كبيرا. قاله الشوكاني كما في الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني
17 – مشروعية صلاة ركعتين الفجر في البيت قبل الخروج إلى الصلاة. قاله الشوكاني كما في المصدر السابق .
18- قوله (عن كريب) هو من أفراد الكتب الستة، قاله ابن الملقن في التوضيح شرح الجامع الصحيح.
* وكريب بالتصغير من الأسماء المفردة في الصحيحين قاله ابن حجر في الفتح