1043-1040 رياح المسك العطرة بفوائد الأصحاب المباركة
كتاب الكسوف
بَابُ الصَّلاَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ؛؛
1040 – حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْكَسَفَتِ [ص:34] الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَصَلُّوا، وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ»
1041 – حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَقُومُوا، فَصَلُّوا»
1042 – حَدَّثَنَا أَصْبَغُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القَاسِمِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ كَانَ يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا»
1043 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ، عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللَّهَ»
————–
مشاركة عبدالله الديني :
وفي ” أحكام الطبري ” في الكسوف فوائد : ظهور التصرف في هذين الخلقين العظيمين ، وإزعاج القلوب الغافلة وإيقاظها ، وليرى الناس نموذج يوم القيامة ، وكونهما يفعل بهما ذلك ، ثم يعادان، فيكون تنبيها على خوف المكر ، ورجاء العفو ، والاعلام بأنه قد يؤخذ من لا ذنب له ، فكيف من له ذنب ؟
[ ” عون الباري ” (328/2 ) ]
– فيه ابطال ما كان يعتقده أهل الجاهلية من تأثير الكواكب في الأرض .
– فيه ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من الشفقة على أمته وشدة الخوف من ربه .
—–
مشاركة سيف بن دورة الكعبي :
الكوارث البشرية قد تكون نعماً:
إن الله ينذر العباد بالآيات السمعية ويخوفهم بها أليم عقابه (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا الله)، غير أن بعض البشر ربما طغت على قلوبهم وعقولهم حجب تحول دون التدبر أوالتأثر بالآيات السمعية، فمن رحمة الله تعالى بهم أنه يرسل كذلك الآيات العينية، لعلها ترفع الحجب وتزيل الغشاوة ( .. وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا)
أمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم ومثل هذا كثير فى سنته، وفى صحيح البخارى
(عن ابن عباس رضى الله عنهما أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين
القى فى النار وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه حين قال لهم
الناس إن الناس قد جمعوا لكم وفى الصحيح (عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم
أنه كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب
العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم) وقد روى
أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته وفى السنن (أن النبى صلى الله عليه
وآله وسلم كان إذا حزبه أمر قال يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث) وراجع كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج: 27 ص: 83
الرد على الطبايعيين :
وما أرسلنا في قربة من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون. ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة ..وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون. [الأعراف: 94].
ورغم هذا يجادلون في هذه الحوادث ولا يربطونها بالله ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال. [الرعد 13].
أما أهل الإيمان يعرفون من كتاب ربهم وسنة نبيهم أن هذه الحوادث إنما هي آيات يخوف الله بها عباده لكي يرجعوا إليه يقول سبحانه وتعالى معقباً على إهلاكه قوم لوط وتخويفاً لمن بعدهم وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم [الذاريات: 37] ويقول وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا. [الإسراء:8] قال الله عنه: فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين [القصص: 81].
ويعرفون أن السبب المعاصي : قال صلى الله عليه وسلم : ((سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف. إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور))
قال: ((بينما رجل يجد يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)) البخاري.
وقال عمر في زلزلة : والله ما رجفت المدينة إلا بذنب أحدثته أو أحدثتموه، والله لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً.
وقال صلى الله عليه وسلم : ((لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتها واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم. وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان)).
وقال تعالى : أَءمِنتُمْ مَّن فِى ?لسَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ?لأرْضَ فَإِذَا هِىَ تَمُورُ [الملك: 16].
وقال أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيّئَاتِ أَن يُخْسَفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ [النحل: 45].
عن عبد الله بن عمرو بن العاص – أيضاً – قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكد يركع ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم نفخ في آخر سجوده فقال: أف أف، ثم قال: رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ ونحن نستغفرك، فلما صلى ركعتين انجلت الشمس فقام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله تعالى. رواه أبو داود (1194) وصححه اللي الألباني في ” صحيح أبي داود ” (1055) لكن بذكر الركوع مرتين كما في الصحيحين.
وذكره البخاري بصيغة التمريض وبوب باب ما يجوز من النفخ في الصلاة.
قلت: حماد بن سلمة لم تتميز روايته هل قبل الإختلاط أم بعده، لكن تابعه شعبة أخرجه أحمد 6763 وهو في كتابنا الذيل على الصحيح المسند، وتابعه جرير أيضاً.
في فتوى لابن باز بين الحكمة من الكسوف :
صلاة الكسوف
ما صفة صلاة الكسوف والخسوف؟ وهل هناك فرق بينهما؟ وما رأي سماحتكم حول ما ينشر في الصحف عن بدء وانتهاء الخسوف والكسوف؟
قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة صفة صلاة الكسوف، وأمر أن ينادى لها بجملة “الصلاة جامعة”.
وأصح ما ورد في ذلك في صفتها أن يصلي الإمام بالناس ركعتين في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، ويطيل فيهما القراءة والركوع والسجود، وتكون القراءة الأولى أطول من الثانية، والركوع الأول أطول من الركوع الثاني، وهكذا القراءة في الركعة الثانية أقل من القراءة الثانية في الركعة الأولى، وهكذا الركوع في الركعة الثانية أخف من الركوعين في الأولى. وهكذا القراءة في الثانية من الركعة الثانية أخف من القراءة الأولى فيها، وهكذا الركوع الثاني فيها أخف من الركوع الأول فيها.
أما السجدتان في الركعتين فيسن تطويلهما تطويلاً لا يشق على الناس؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام فعل ذلك، ثم بعد الصلاة يشرع للإمام إذا كان لديه علم أن يعظ الناس ويذكرهم ويخبرهم أن كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وأن المشروع للمسلمين عند ذلك الصلاة وكثرة الذكر والدعاء والتكبير والعتق والصدقة حتى ينكشف ما بهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يرسلهما يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم))، وفي رواية أخرى: ((فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره)) وجاء في بعض الأحاديث الأمر بالصدقة والعتق.
ونقل ابن حجر في قوله( فصلى بنا ركعتين ) زاد النسائي( كما تصلون ) واستدل به من قال ان صلاة الكسوف كصلاة النافلة، وحمله البيهقي وابن حبان على أن المعنى كما تصلون في الكسوف؛ لأن أبا بكرة خاطب بذلك أهل البصرة وقد كان ابن عباس علمهم أنها ركعتان في كل ركعة ركوعان كما روى ذلك الشافعي وابن أبي شيبة وغيرهما… وثبت في حديث جابر مسلم( إن في كل ركعة ركوعين ) انتهى من الفتح
حكم صلاة الكسوف :
حكمها الوجوب لثبوت الأمر بها عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم في ((الصحيحين)) وغيرهما منها:
وحديث جابر بن عبدالله عند مسلم في الصحيح رقم (904) وفيه( فإذا رأيتم فصلوا حتى تنجلي).
وحديث أبي هريرة عند النسائي (ج3 ص139) بسند حسن وفيه: فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عز وجل وإلى الصلاة.
وبلغها بعضهم سبعة أحاديث صحيحة صريحة في الأمر بالصلاة عند رؤية الكسوف وليس هناك ما يصرف هذه الأوامر إلا ما يذكر من حديث طلحة بن عبيدالله في ((الصحيحين)) حين سأل أعرابي النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عن الإسلام؟ فقال:( … خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ فقال: لا، إلا أن تطوع.
وحديث معاذ في ((الصحيحين)) وفيه لما بعث معاذا إلى اليمن قال له النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: فإن هم أطاعوك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة
استدل الجمهور بهذين الحديثين على أن الأوامر بالصلاة فيها للاستحباب وليس للوجوب، وأجاب من قال بوجوبها بأن حديث طلحة وحديث معاذ من أوائل أحاديث التشريع وقد حصلت بعد ذلك واجبات أخرى وليس في هذين الحديثين حصر الواجبات كلها كتحية المسجد والكسوف والعيدين وأجاب بعضهم بجواب آخر وهو أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذكر الصلوات الخمس لأنها تتكرر وأما ما عداها من الصلوات الواجبة فإنها تجب بأسبابها وليست واجبة مطلقا ومن التي تجب بأسبابها الكسوف.اهـ
وقد قال بوجوبها من العلماء جمع كثير منهم ابن القيم في كتابه الصلاة ص(15)، وقبله أبوعوانة في ((صحيحه)) (ج2 ص398)، وقال مالك: (إجراؤها مجرى الجمعة)، وأوجبها أبوحنيفة كما في ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)).
ونقل الإمام النووي في ((المجموع)) : أنها سنة مؤكدة بالإجماع. وقلت: ولا شك أنه إجماع الشافعية فقط كما هي عادة النووي في إطلاق لفظة الإجماع على إجماعهم في كثير من المسائل وإلا فقد رأيت الخلاف وأن الراجح الذي تعضده الأدلة هو وجوبها.
انتهى مختصرا من كلام بعض مشايخنا
قال الألباني : وهو ظاهر صنيع ابن خزيمة في صحيحة فإنه قال فيه، 2/308 🙁 باب الأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر…. )
وقال ابن حجر : فالجمهور أنها سنة مؤكدة وصرح ابوعوانة في صحيحه بوجوبها، ولم أره لغيره إلا ما حكي عن مالك أنه أجراها مجرى الجمعة، ونقل الزين بن المنير عن أبي حنيفة أنه أوجبها، وكذا نقل بعض مصنفي الحنفية أنها واجبة
قال صاحبنا سيف بن غدير :
هل تشرع جماعة؟ قال الشيخ عبدالمحسن العباد : نعم
وهل تصلى فرادى؟ قال الشيخ عبدالمحسن العباد : لا أدري
قلت سيف بن دورة : قال الحافظ : وإن لم يحضروا الإمام الراتب، فيؤم لهم بعضهم وبه قال الجمهور، وعن الثوري إن لم يحضر الإمام صلَّو فرادى. انتهى
-وفي نشر الصحيفه :
115 – مسألة في صلاة الخسوف
1 – حدثنا هشيم أخبرنا يونس عن الحسن عن أبي بردة قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا كان ذلك فصلوا حتى تنجلي».
2 – حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني فلان بن فلان أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن كسوف الشمس آية من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة».
3 – حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن عطاء بن عبيد بن عمير عن عائشة قالت: صلاة الآيات ست ركعات في أربع سجدات.
4 – حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة: إذا فزعتم من أفق آفاق السماء فافزعوا إلى الصلاة.
5 – حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلّى في كسوف نحواً من صلاتكم يركع ويسجد.
وخالف أبو حنيفة قال: لا يُصلَّى في كسوف القمر
وهل تشرع للمسافر:
قال في ((المجموع)) (ج5 ص45): وتسن للمرأة والعبد والمسافر. اهـ
قال بعض شيوخنا: بل تجب عليهم للأدلة المتقدمة وقد انتقد دعوى الإجماع الأمير الصنعاني في ((العدة)) حاشية ((إحكام الأحكام)) (ج3 ص181) فقال: ونقل النووي في ((شرح مسلم)) الإجماع على أنها سنة وفيه نظر فقد صرح أبوعوانة في ((صحيحه)) أنها واجبة وفي صلاة التطوع من ((الحاوي الكبير)) للماوردي وجه أنها فرض كفاية وبه جزم الخفاف.اهـ
قال صاحبنا الديني :
– لا تقضى صلاة الكسوف بعد انجلائها وهو متفق عليه .
قلت سيف بن دورة :قال الموفق ابن قدامة رحمه الله في المغني: فصل: وصلاة الكسوف سنة مؤكدة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها وأمر بها، ووقتها من حين الكسوف إلى حين التجلي، فإن فاتت لم تقضَ؛ لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة حتى تنجلي. فجعل الانجلاء غاية للصلاة، ولأن الصلاة إنما سنت رغبة إلى الله في ردها، فإن حصل ذلك حصل مقصود الصلاة، وإن انجلت وهو في الصلاة خففها وأتمها. اهـ والله أعلم.
كسوف كوكب الزهرة :قال باحث :
لا أدري أين موضع خوف الناس عندما تختفي نجمة وراء القمر لمدة نصف ساعة!
ما أعرفه أن كوكب الزهرة يكسف (يتوارى خلف القمر) كل 29 سنة ..
ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الصلاة لكسوف الزهرة
. ماذا لو انكشفت وهو في الصلاة؟ الجواب: يتمها خفيفة.
متى تبدأ صلاة الكسوف : أجابة اللجنة الدائمة:
ج 2: على المسلمين أن يبادروا بصلاة الكسوف متى رأوا بدايته، ولا يشرع لهم الانتظار حتى يكون الكسوف كليا؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا حتى يكشف ما بكم » رواه مسلم، وقوله – صلى الله عليه وسلم -: «فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره » متفق عليه. وهذا يدل على الفورية وعدم التأخير. انتهى
وفي قوله( فقوموا فصلوا )قال ابن حجر: استدل به على أنه لا وقت لصلاة الكسوف معين وبهذا قال الشافعي ومن تبعه ثم ذكر أقوال وفي بعضها استثناء أوقات الكراهة، قال ابن حجر : صلاها النبي صلى الله عليه وسلم ضحا لكن هذا وقع اتفاقا فلا يدل على منع ما سواه
استحباب فعل صلاة الكسوف في المسجد :
عن أبي بكرة قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجرُّ رداءه حتى دخل
المسجد فدخلنا فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس فقال صلى الله عليه وسلم : إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما
بكم .
رواه البخاري ( 993 ) . وسيأتي تبويب البخاري على ذلك
تنبيه : في أحاديث معلة ذكر الشيخ مقبل حديثاً معلاً:
قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه رحمه الله (ج1ص401) : حدثنا محمد بن المثنى وأحمد بن ثابت وجميل بن الحسن، قالوا حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال: انكسفت الشمس على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ. فخرج فزعا يجر ثوبه، حتى أتى المسجد. فلم يزل يصلي حتى انجلت، ثم قال (إن أناسا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك. أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا تجلى الله لشيء من خلقه خشع له)
هذا الحديث إذا نظرت في سنده وجدته على شرط الصحيح، وأحمد بن ثابت وجميل بن الحسن مقرونان بمحمد بن المثنى، وهو من شيوخ الشيخين، ولكن الحديث فيه انقطاع، قال الحافظ العلائي في “جامع التحصيل” في ترجمة أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي: وقال يحيى بن معين: وأبو قلابة عن النعمان بن بشير مرسل. اهـ
وقال الحافظ المزي في “تحفة الأشراف” بعد ذكره من رواه عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير. ورواه عفان، عن عبد الوارث، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل، عن (سقط المروي عنه) ورواه وهيب بن خالد وعبيد الله بن الوزاع، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن مخارق. اهـ المراد منه
قلت : وذكر البيهقي وجه إعلاله وأن الاشبه رواية الحسن عن النعمان وأنه روي بروايات خالية من الألفاظ المشكلة. ولفظه موافق للروايات المشهورة
وذكر ابن حجر حديث النعمان وفيه( فجعل يصلي ركعتين ركعتين ويسأل عنها حتى انجلت ) قال : فإن كان محفوظا احتمل أن يكون معنى قوله : ركعتين أي ركوعين انتهى كلام ابن حجر
ورد في كشف الاستار بلفظ (كأحدث صلاة )667 عَنْ بِلالٍ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا “.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى، عَنْ بِلالٍ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلا مِنْ نَصْرٍ.
وضعفه الألباني في الضعيفه
-سبق ذكر في آخر كتاب الإستسقاء نقل كلام لابن القيم وكان من ضمن النقل في الاعتقاد في النجوم :
القسم الثالث: أن يعتقد أنها سبب لحدوث الخير والشر أي إنه إذا وقع شيء نسبه إلى النجوم، ولا ينسب إلى النجوم شيئاً إلا بعد وقوعه، فهذا شرك أصغر لأنه أضاف الحوادث إلى ما ليس سبباً لها شرعاً ولا حساً.
فإن قيل: ينتقض هذا بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده” فمعنى ذلك أنهما علامة إنذار.
فالجواب:
أن هذا لا يدل على أن للكسوف تأثيراً في الحوادث من الجدب والقحط والحروب، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته”، لا في ما مضى، ولا في المستقبل، وإنما يخوف الله بهما العباد لعلهم يرجعون.
-عرض الجنة والنار كان في صلاة الكسوف :
ففي الحديث عرضت علي الجنة، حتى لو مددت يدي تناولت من قطوفها، وعرضت علي النار، فجعلت أنفخ خشية أن يغشاكم حرها، ورأيت فيها سارق بدنة رسول الله، ورأيت فيها أخا بني دعدع سارق الحجيج، فإذا فطن له قال: هذا عمل المحجن، ورأيت فيها امرأة طويلة سوداء تعذب في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تسقها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت، وإن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا انكسف أحدهما فاسعوا إلى ذكر الله عز وجل صحيح صحيح الجامع 4001
وصححه محققو المسند 11/374 حيث أن شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط.
وفيه دلالة على صلاة خسوف القمر
وذكر في البدر المنير رواية وعزاها لابن حبان( فإذا انكسف أحدهما فافزعوا إلى المسجد، وفي رواية البيهقي بإسناد حسن : فإذا كسف واحد منهما فادعوا واذكروا الله )
لكن رواية ابن حبان من طريق ابن فضيل وهو متأخر السماع من عطاء.
وصلاة الكسوف في المسجد سيأتي الكلام عليها إن شاء الله. وسبق التدليل عليها
-تكلم بعض أهل العلماء في إعلان الكسوف قبل حدوثه بكلام جيد، نأتي عليه بتمامه.
1 – شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي (24/ 254 – 262) سؤالا نصه:
عَنْ قَوْلِ أَهْلِ التَّقَاوِيمِ: فِي أَنَّ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ يَخْسِفُ الْقَمَرُ وَفِي التَّاسِعِ وَالْعِشْرِينَ تَكْسِفُ الشَّمْسُ فَهَلْ يُصَدَّقُونَ فِي ذَلِكَ؟ وَإِذَا خَسَفَا هَلْ يُصَلَّى لَهُمَا؟ أَمْ يُسَبَّحُ؟ وَإِذَا صَلَّى كَيْفَ صِفَةُ الصَّلَاةِ؟ وَيَذْكُرُ لَنَا أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ فِي ذَلِكَ.
فأجاب بجواب سأختار ما يهمنا في موضوعنا:
قال ابن تيمية ” … وَأَمَّا مَا يُعْلَمُ بِالْحِسَابِ فَهُوَ مِثْلُ الْعِلْمِ بِأَوْقَاتِ الْفُصُولِ كَأَوَّلِ الرَّبِيعِ وَالصَّيْفِ وَالْخَرِيفِ وَالشِّتَاءِ لِمُحَاذَاةِ الشَّمْسِ أَوَائِلَ الْبُرُوجِ الَّتِي يَقُولُونَ فِيهَا إنَّ الشَّمْسَ نَزَلَتْ فِي بُرْجِ كَذَا: أَيْ حَاذَتْهُ … وَالْعِلْمُ بِوَقْتِ الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ وَإِنْ كَانَ مُمْكِنًا لَكِنَّ هَذَا الْمُخْبِرَ الْمُعَيَّنَ قَدْ يَكُونُ عَالِمًا بِذَلِكَ وَقَدْ لَا يَكُونُ وَقَدْ يَكُونُ ثِقَةً فِي خَبَرِهِ وَقَدْ لَا يَكُونُ. وَخَبَرُ الْمَجْهُولِ الَّذِي لَا يُوثَقُ بِعِلْمِهِ وَصِدْقِهِ وَلَا يُعْرَفُ كَذِبُهُ مَوْقُوفٌ. وَلَوْ أَخْبَرَ مُخْبِرٌ بِوَقْتِ الصَّلَاةِ وَهُوَ مَجْهُولٌ لَمْ يُقْبَلْ خَبَرُهُ وَلَكِنْ إذَا تَوَاطَأَ خَبَرُ أَهْلِ الْحِسَابِ عَلَى ذَلِكَ فَلَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ وَمَعَ هَذَا فَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَى خَبَرِهِمْ عِلْمٌ شَرْعِيٌّ فَإِنَّ صَلَاةَ الْكُسُوفِ وَالْخُسُوفِ لَا تُصَلَّى إلَّا إذَا شَاهَدْنَا ذَلِكَ وَإِذَا جَوَّزَ الْإِنْسَانُ صِدْقَ الْمُخْبِرِ بِذَلِكَ أَوْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ فَنَوَى أَنْ يُصَلِّيَ الْكُسُوفَ وَالْخُسُوفَ عِنْدَ ذَلِكَ وَاسْتَعَدَّ ذَلِكَ الْوَقْتَ لِرُؤْيَةِ ذَلِكَ كَانَ هَذَا حَثًّا مِنْ بَابِ الْمُسَارَعَةِ إلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَعِبَادَتِهِ فَإِنَّ الصَّلَاةَ عِنْدَ الْكُسُوفِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ تَوَاتَرَتْ بِهَا السُّنَنُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهَا أَهْلُ الصَّحِيحِ وَالسُّنَنِ وَالْمَسَانِيدِ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ … ا. هـ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: وقوله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته ردٌّ لما كان قد توهمه بعض النَّاس مِن أنَّ كسوف الشمس كان لأجل موت إبراهيم ابن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وكان قد مات وكسفت الشمس فتوهم بعض الجهَّال من المسلمين أنَّ الكسوف كان لأجل هذا فبين لهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الكسوف لا يكون سببه موت أحدٌ مِن أهل الأرض ونفى بذلك أنْ يكون الكسوف معلولاً عن ذلك وظنوا أنَّ هذا مِن جنس اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ كما ثبت ذلك في الصحيح فنفى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك وبيَّن أن ذلك مِن آيات الله التي يخوِّف بها عباده. أ.هـ “الرد على المنطقيين” (ص 271).
وقال شيخ الإسلام – رحمه الله -: والتخويف إنما يكون بما يكون سببا للشر قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} فلو كان الكسوف وجوده كعدمه بالنسبة إلى الحوادث لم يكن سبباً لشرٍّ وهو خلاف نص الرسول.
وأيضاً: في السير أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر وقال لعائشة: “يا عائشة تعوذي بالله مِن شرِّ هذا فإنَّ هذا هو الغاسق إذا وقب” – رواه الترمذي (3366) وصححه، وأحمد (23802) -، والاستعاذة إنما تكون مما يحدث عنه شرٌّ.
وأمر صلى الله عليه وسلم عند انعقاد أسباب الشرِّ بما يدفع موجبها بمشيئة الله تعالى وقدرته مِن الصلاة، والدعاء، والذكر، والاستغفار، والتوبة، والإحسان بالصدقة، والعتاقة، فإنَّ هذه الأعمال الصالحة تعارض الشرَّ الذي انعقد سببه ….، وهذا كما لو جاء عدو فإنَّه يُدفع بالدعاء وفعل الخير وبالجهاد له وإذا هجم البرد يدفع باتخاذ الدفء فكذلك الأعمال الصالحة والدعاء، وهذا ما اتفق عليه الملل. أ. هـ “الرد على المنطقيين” (ص 271 – 272).
2 – الحافظ ابن حجر – رحمه الله ونقل كلاما لابن دقيق -:
فَالْعُلَمَاء بِاَللَّهِ لِقُوَّةِ اِعْتِقَادهمْ فِي عُمُوم قُدْرَته عَلَى خَرْق الْعَادَة وَأَنَّهُ يَفْعَل مَا يَشَاء إِذَا وَقَعَ شَيْء غَرِيب حَدَثَ عِنْدهمْ الْخَوْف لِقُوَّةِ ذَلِكَ الِاعْتِقَاد , وَذَلِكَ لَا يَمْنَع أَنْ يَكُون هُنَاكَ أَسْبَاب تَجْرِي عَلَيْهَا الْعَادَة إِلَى أَنْ يَشَاء اللَّه خَرْقهَا. وَحَاصِله أَنَّ الَّذِي يَذْكُرهُ أَهْل الْحِسَاب حَقًّا فِي نَفْس الْأَمْر لَا يُنَافِي كَوْن ذَلِكَ مُخَوِّفًا لِعِبَادِ اللَّه تَعَالَى.ا. هـ.
وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – تعليقا على كلام ابن دقيق العيد:
ما قاله ابن دقيق العيد هنا جيد. وقد ذكر كثير من المحققين – كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – ما يوافق ذلك، وأن الله سبحانه قد جرى العادة بخسوف الشمس والقمر لأسباب معلومة يعقلها أهل الحساب، والواقع شاهد بذلك. ولكن لا يلزم من ذلك أن يصيب أهل الحساب في كل ما يقولون، بل قد يخطئون في حسابهم، فلا ينبغي أن يصدقوا ولا أن يكذبوا، والتخويف بذلك حاصل على كل تقدير لمن يؤمن بالله واليوم الآخر.ا. هـ.
وقال مرة : فلا يجوز التعويل عليهم، ولا يشرع لأحد أن يصلي صلاة الكسوف بناء على قولهم، وإنما تشرع صلاة الكسوف عند وقوعه ومشاهدته.
فينبغي لوزارات الإعلام منع نشر أخبار أصحاب الحساب عن أوقات الكسوف حتى لا يغتر بأخبارهم بعض الناس؛ ولأن نشر أخبارهم قد يخفف وقع أمر الكسوف في قلوب الناس
النبي صلى الله عليه وسلم ارشدنا لما ينفعنا :
فحثنا على:
(1) الصلاة ..
(2) الصدقة ..ورد في البخاري 1044 🙁 فادعوا الله وكبِّروا وصلوا وتصدقوا )
، قال صاحب عون المعبود: (“وتصدقوا” فيه إشارة إلى أن الأغنياء هم المقصود بالتخويف).
(3) الدعاء ..
كما في حديث الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يقول صاحب عون المعبود: (أمر بالدعاء لأن النفوس عند مشاهدة ماهو خارق للعادة تكون معرضة عن الدنيا فتكون أقرب للإجابة).
(4) ذكر الله والاستغفار قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-: (وفيه الندب إلى الاستغفارعند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء).
(5) العتق ..
وإذا لم يكن في هذا الزمان رقابٌ تُعتق، فيُعمل بالأولى وهو عتق النَّفس مِن الإثم، ومِن النار
عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: “لَقَدْ أَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ”. رواه البخاري
(6) التعوذ بالله من عذاب القبر ..
فأحاديث فتنة القبر ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام عندما كسفت الشمس، فبعد أن انتهى عليه الصلاة والسلام قال ماشاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر. رواه البخاري
يقول ابن حجر-رحمه الله-: (مناسبة التعوذ عند الكسوف أن ظلمة النهار بالكسوف تشابه ظلمة القبر، وإن كان نهاراً، والشيء بالشيء يذكر، فيخاف من هذا كما يخاف من هذا، فيحصل الاتعاظ بهذا في التمسك بما ينجي من غائلة الآخرة).
فكل هذه الأمور تدل على أن الكسوف إنما كان بسبب المعاصي، فلا يزول إلا بالتخلص منها، وتكفيرها.
قال ابن حجر-رحمه الله-: (فكل ما ذكر من أنواع الطاعة يرجى أن يدفع به ما يخشى من أثر ذلك الكسوف)، وقال أيضاً: (من حكمة وقوع الكسوف تبيين أنموذج ما سيقع في القيامة).
تكلم العلماء عن بطلان السحر والتنجيم بكلام يطول لعلنا ننقله في موضعه إن شاء الله لكن لعلنا ننقل بعضه :
مطالعة كتب الأبراج ولا النظر فيها بدعوى أن لها تأثيراً في حياة الإنسان وأن هذا علم ثابت، فإن الكواكب والنجوم من آيات الله الدالة على عظمته وقدرته، المسبحة له الساجدة لعزته، قال تعالى: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس) [الحج: 18] .
وقد جعل الله تعالى فيها منافع لعباده وسخرها لهم بأمره ، قال تعالى: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) [الأعراف: 54] .
وقد بين عز ذكره أن من منافع النجوم أنها يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، قال تعالى: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) [النحل:16] .
وقال تعالى: (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) [الأنعام: 97] .
وأخبر تعالى أنها زينة السماء الدنيا وأن الشياطين ترجم بها، وإن كانت النجوم التي ترجم بها الشياطين من نوع آخر غير النجوم الثابتة في السماء التي يهتدى بها، فإن هذه لا تزول عن مكانها بخلاف التي يرمى بها فإن حقيقتها تخالف تلك، وإن كان اسم النجم يجمعها. قال تعالى: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير) [الملك: 5] .
3 – الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله -:
قال العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم في ” مجموع فتاويه ” (3/ 128):
838 – الكسوف يدرك بالحساب، وليس توثبا على علم مستقبل، بل هو أخذ مستقبل ماض عادة ضبطت به بالنسبة إلى المنازل والبروج إلا أنه لا يجزم بقولهم، فلا يصدقون ولا يكذبون، لأنه أمر حسابي قد يصيبون وقد يخطئون، كأخبار بني إسرائيل، يُعْرَض عنه ويغلطون في جزمهم به إذا تفوهوا بذلك، وتوضؤ الإنسان وتهيؤه هو تصديق وهو مخطىء وغلطان.
وقول أهل الفلك في سبب الكسوف والخسوف لا ينافي كون ذلك تخويفا، ليس من شرط التخويف ألا يكون له سبب، فإن الله كون العالم على هذا الشكل الذي يوجد فيه كسوف، ولو شاء لكونه على خلاف ذلك.ا. هـ.
4 – الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
قال الشيخ ابن عثيمين في ” الشرح الممتع ” في الجزء الخامس عند بداية كلامه عن أحكام الكسوف:
لكن هناك سبب شرعي لا يُعلم إلا عن طريق الوحي، ويجهله أكثر الفلكيين ومن سار على منهاجهم.
والسبب الشرعي هو تخويف الله لعباده، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وإنما يخوف الله بهما عباده “؛ ولهذا أمرنا بالصلاة والدعاء والذكر وغير ذلك كما سيأتي إن شاء الله.
فهذا السبب الشرعي هو الذي يفيد العباد؛ ليرجعوا إلى الله، أما السبب الحسي فليس ذا فائدة كبيرة، ولهذا لم يبينه النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان فيه فائدة كبيرة للناس لبيّنه عن طريق الوحي؛ لأن الله يعلم سبب الكسوف الحسي، ولكن لا حاجة لنا به، ومثل هذه الأمور الحسية يكل الله أمر معرفتها إلى الناس، وإلى تجاربهم حتى يدركوا ما أودع الله في هذا الكون من الآيات الباهرة بأنفسهم.
أما الأسباب الشرعية، أو الأمور الشرعية التي لا يمكن أن تدركها العقول ولا الحواس، فهي التي يبيّنها الله للعباد.
فإن قال قائل: كيف يجتمع السبب الحسي والشرعي، ويكون الحسي معلوماً معروفاً للناس قبل أن يقع، والشرعي معلوم بطريق الوحي، فكيف يمكن أن نجمع بينهما؟
فالجواب: أن لا تنافي بينهما؛ لأن الأمور العظيمة كالخسف بالأرض، والزلازل، والصواعق، وشبهها التي يحس الناس بضررها، وأنها عقوبة، لها أسباب طبيعية، يقدرها الله حتى تكون المسببات
قال تعالى: ” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ” [الروم:41] ولكن تضيق قلوب كثير من الناس عن الجمع بين السبب الحسي والسبب الشرعي، وأكثر الناس أصحاب ظواهر لا يعتبرون إلا بالشيء الظاهر، ولهذا تجد الكسوف والخسوف لما علم الناس أسبابهما الحسية ضعف أمرهما في قلوب الناس حتى كأنه صار أمراً عادياً، ونحن نذكر قبل أن نعلم بهذه الأمور أنه إذا حصل الكسوف رعب الناس رعباً شديداً، وصاروا يبكون بكاءً شديداً، ويذهبون إلى المساجد
مسألة : إذا رأيتم ذلك فصلوا “، أما إذا منّ الله علينا بأن صار لا يرى في بلدنا إلا بمكبر أو نظارات فلا نصلي.ا. هـ
. في البخاري من حديث أبي بكرة قال (فصلوا وادعوا حتى يُكشَف ما بكم) وفي حديث المغيرة قال (فادعوا الله وصلوا): ليكون الدعاء قبل الصلاة وبعدها, فيدعى قبل الصلاة بالانكشاف, ويدعى بعدها إذا سلم من الصلاة قبل الانكشاف.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 614):
(وَلَا لِحَيَاتِهِ): اِسْتُشْكِلَتْ هَذِهِ الزِّيَادَة لِأَنَّ السِّيَاق إِنَّمَا وَرَدَ فِي حَقّ مَنْ ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيم وَلَمْ يَذْكُرُوا الْحَيَاة. وَالْجَوَاب أَنَّ فَائِدَة ذِكْر الْحَيَاة دَفْع تَوَهُّم مَنْ يَقُول لَا يَلْزَم مِنْ نَفْي كَوْنه سَبَبًا لِلْفَقْدِ أَنْ لَا يَكُون سَبَبًا لِلْإِيجَادِ , فَعَمَّمَ الشَّارِع النَّفْي لِدَفْعِ هَذَا التَّوَهُّم.ا. هـ.
قوله (فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا): التعقيب بالفاء يدل على أن المسلم إذا رأى ذلك فإنه يفزع إلى الصلاة في أي وقت كان, وبهذا يستدل من يقول إن صلاة الكسوف تُفعَل في أوقات النهي
في الزاد وغيره (وإن غابت الشمس كاسفة أو طلعت والقمر خاسف لم يصلوا) , ويعللون هذا بذهاب وقت الانتفاع بهما
لو فرغ من الصلاة قبل أن تنكشف؟ الجواب: لا يعيد الصلاة, وإنما يلزم الذكر ويكثر من الاستغفار ويلجأ إلى الله جل وعلا بالدعاء ويستمر في ذلك حتى تنكشف.
فوائد :
1 – قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 613): وَفِي هَذَا الْحَدِيث إِبْطَال مَا كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة يَعْتَقِدُونَهُ مِنْ تَأْثِير الْكَوَاكِب فِي الْأَرْض , وَهُوَ نَحْو قَوْله فِي الْحَدِيث الْمَاضِي فِي الِاسْتِسْقَاء ” يَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا “.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الْكُسُوف يُوجِب حُدُوث تَغَيُّر فِي الْأَرْض مِنْ مَوْت أَوْ ضَرَر , فَأَعْلَمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اِعْتِقَاد بَاطِل , وَأَنَّ الشَّمْس وَالْقَمَر خَلْقَانِ مُسَخَّرَانِ لِلَّهِ لَيْسَ لَهُمَا سُلْطَان فِي غَيْرهمَا وَلَا قُدْرَة عَلَى الدَّفْع عَنْ أَنْفُسهمَا.ا. هـ.
2 – وقال أيضا: وَفِيهِ – أي الحديث – مَا كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ مِنْ الشَّفَقَة عَلَى أُمَّته وَشِدَّة الْخَوْف مِنْ رَبّه.ا. هـ.
3-قال الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 614): (مِنْ آيَات اللَّه): أَيْ الدَّالَّة عَلَى وَحْدَانِيَّة اللَّه وَعَظِيم قُدْرَته أَوْ عَلَى تَخْوِيف الْعِبَاد مِنْ بَأْس اللَّه وَسَطَوْته , وَيُؤَيِّدهُ قَوْله تَعَالَى ” وَمَا نُرْسِل بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا “.ا. هـ.
4- جر الرداء الواقع في الحديث؛ إنما كان من غير عمد للخوف والعجلة قال ابن رجب : لأنه صلى الله عليه وسلم قام عجلا دهشا. وتعقب ابن باز في حاشية الفتح ابن حجر في تجويزه جر الرداء من غير قصد الخيلاء. وقال : لو قال : من غير قصد الجر لكان أصح.
مشاركة أبي صالح :
5- إن الشمس والقمر آيتان يخوف الله تعالى بهما عباده
6-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.