1052 رياح المسك العطرة بفوائد الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
بإشراف سيف بن دورة الكعبي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3 والإستفادة والمدارسة.
وشارك أحمد بن علي
””””””””””””””””
بَاب صَلَاةِ الْكُسُوفِ جَمَاعَةً وَصَلَّى ابْنُ عَبَّاسٍ لَهُمْ فِي صُفَّةِ زَمْزَمَ وَجَمَعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَصَلَّى ابْنُ عُمَرَ
1052 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ انْخَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
ذكر بعض أهل الفتوى :
رقم الفتوى 49156 تفسير حديث دخول الذي سقى الكلب الجنة وأمثاله
تاريخ الفتوى : 10 ربيع الثاني 1425
السؤال
ورد في بعض الأحاديث مثل حديث الرجل الذي سقى الكلب فدخل الجنة، وأيضاً نجد ذلك في عدة أحاديث، فكيف ذلك رغم أن القيامة لم تقم إلى الآن منذ بداية الخلق، أفيدوني مأجورين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عن أشياء كثيرة من أمور القيامة نحو الحديث الذي أشرت إليه، وهو في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة.
وروى الشيخان كذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة حسبتها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار…. الحديث.
وفي هذه الأمور التي ذكرت مع أن القيامة لم تقم بعد تفسيران أوردهما النووي عند شرح الحديث : عرضت علي الجنة والنار: قال: قال القاضي عياض : قال العلماء: تحتمل أنه رآهما رؤية عين كشف الله تعالى عنهما، وأزال الحجب بينه وبينهما، كما فرج له عن المسجد الأقصى حين وصفه، ويكون قوله صلى الله عليه وسلم في عرض هذا الحائط أي في جهته وناحيته، أو في التمثيل لقرب المشاهدة، قالوا: ويحتمل أن يكون رؤية علم، وعرض وحي باطلاعه وتعريفه من أمورها تفصيلاً، ما لم يعرفه قبل ذلك…
ويمكن أن يكون الذي حصل هو مجرد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن دخول بعض الناس الجنة أو النار بإخبار من الله أنهم سيدخلونها يقينا، ولا غرابة في الإخبار بصيغة الماضي عما هو مجزوم بوقوعه في المستقبل، على غرار قوله تعالى: أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [النحل:1].
والله أعلم.
——-
ذكر ابن حجر أنه ورد في حديث جابر( فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب : شيئا صنعته في الصلاة لم تكن تصنعه ) فذكر نحو حديث ابن عباس إلا أن في حديث جابر أن ذلك كان في الظهر أو العصر ، فإن كان محفوظا فهي قصة أخرى ، ولعلها القصة التي حكاها أنس ، وذكر أنها وقعت في صلاة الظهر ، وقد تقدم سياقه في باب وقت الظهر إذا زالت الشمس، لكن فيه ( عرضت عليَّ الجنة والنار في عرض هذا الحائط ) حسْبُ، حديث جابر فهو شبيه بسياق ابن عباس في ذكر العنقود وذكر النساء. انتهى
قلت سيف :
ورد في الصحيح المسند 943- وعزاه لابن حبان عن عقبة بن عامر يقول: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطال القيام-وكان اذا صلى لنا خفف- ثم لا نسمع منه شيئا غير أنه لا نسمع منه شيئا غير أنه يقول:(( رب وأنا فيهم)), ثم رأيته أهوى بيده ليتناول شيئا, ثم ركع, ثم أسرع بعد ذلك, فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس وجلسنا حوله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( قد علمت أنه راعكم طول صلاتي وقيامي)) قلنا: أجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( قد علمت أنه راعكم طول قيامي)). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( والذي نفسي بيده ما من شيء وعدتموه في الآخرة الا قد عرض علي في مقامي هذا, حتى لقد علي النار, فأقبل الي منها شيء حتى دنا بمكاني هذا, فخشيت أن تغشاكم, فقلت: رب رب وأنا فيهم, فصرفها عنكم, فأدبرت قطعا كأنها الزرابي , فنظرت اليها نظرة, فرأيت عمرو بن حرثان أخا بني غفار متكئا في جهنم على قوسه, واذا فيها الحمرية صاحبة القطة التي ربطتها, فلا هي أطعمتها,ولا هي أرسلتها)).
هذا حديث حسن
————
وقال صاحبنا مصطفى الموريتاني وفيصل في التعليق عليه :
ورد في صحيح الجامع من حديث جابر وعزاه لمسلم :
– يا أيها الناس ! إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله و إنهما لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي إنه ليس من شيء توعدونه إلا و قد رأيته في صلاتي هذه و لقد جيء بالنار حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها حتى قلت : يا رب و أنا فيهم ؟ ; و رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن به قال : إنما تعلق بمحجني ! و إن غفل عنه ذهب به حتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها و لم تتركها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ; و جيء بالجنة فذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي فمددت يدي و أنا أريد أن أتناول من ثمرها شيئا لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل
وهو في مسلم 904، وأخرجه أحمد 3/217، ومن طريقه أبوداود، 1178
ورد في صحيح الجامع :
9262 – لقد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم بقطاف من قطافها و دنت مني النار حتى قلت : أي رب ! و أنا فيهم ؟ و رأيت امرأة تخدشها هرة لها فقلت : ما شأن هذه ؟ قال : حبستها حتى ماتت جوعا لا هي أطعمتها و لا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض
( حم هـ ) عن أسماء بنت أبي بكر .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث
قال السندي في حاشيته على سنن ابن ماجه :
1255 – قَوْله ( لَقَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّة )
عَلَى بِنَاء الْفَاعِل مِنْ الدُّنُوّ قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر مِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى أَنَّ الْحُجُب كُشِفَتْ لَهُ دُونهَا فَرَآهَا عَلَى حَقِيقَتهَا وَطُوِيَتْ الْمَسَافَة بَيْنهمَا حَتَّى أَمْكَنَهُ أَنْ يَتَنَاوَل مِنْهَا وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى أَنَّهَا مَثَلَتْ لَهُ فِي الْحَائِط كَمَا تَنْطَبِع الصُّورَة فِي الْمِرْآة فَرَأَى جَمِيع مَا فِيهَا
قَوْله ( بِقِطَافِ )
ضُبِطَ بِكَسْرِ الْقَاف
تنبيه : سيأتي في كلام ابن رجب أن الظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم رآى الجنة والنار بعين رأسه، وذكر : أنه يحتمل أن يكون جلي ذَلِكَ لقلبه.
وهو ما قرره القرطبي كما نقله عنه ابن حجر
قال : لا إحالة في إبقاء هذه الأمور على ظواهرها لا سيما على مذهب أهل السنة في أن الجنة والنار قد خلقتا ووجدتا، فيرجع إلى أن الله تعالى خلق لنبيه صلى الله عليه وسلم إدراكا خاصاً به أدرك به الجنة والنار على حقيقتهما.
قال ابن رجب في شرح حديث أسماء في شرحه للبخاري 745 :
وفي هَذَا الحَدِيْث فوائد كثيرة:
مِنْهَا: مَا يتعلق بصفة صلاة الكسوف، ويأتي الكلام عَلِيهِ فِي موضعه – إن شاء الله – سبحانه وتعالى -.
ومنها: أَنَّهُ يدل عَلَى وجود الجنة والنار، كما هُوَ مذهب أهل السنة والجماعة.
ومنها: مَا هُوَ مقصوده بإيراد الحَدِيْث فِي هذا الباب: أن المصلي لَهُ النظر فِي صلاته إلى مَا بَيْن يديه، وما كَانَ قريباً، ولا يقدح ذَلِكَ فِي صلاته.
ولكن المنظور إليه نوعان:
أحدهما: مَا هُوَ من الدنيا الملهية، فهذا يكره النظر إليه فِي الصلاة؛ فإنه يلهي.
وقد دل عَلِيهِ حَدِيْث الإنبجانية، وقد سبق.
والثاني: مَا ينظر إليه مِمَّا يكشف من أمور الغيب، فالنظر إليه غير قادح فِي الصلاة؛ لأنه كالفكر فِيهِ بالقلب، ولو فكر فِي الجنة والنار بقلبه فِي صلاته كَانَ حسناً.
وقد كَانَ ذَلِكَ حال كثير من السلف، ومنهم من كَانَ يكشف لقلبه عَن بعض ذَلِكَ حَتَّى ينظر إليه بقلبه بنور إيمانه، وَهُوَ من كمال مقام الإحسان.
وأما النَّبِيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فإنه كشف ذَلِكَ لَهُ فرآه عياناً بعين رأسه، هَذَا هُوَ الظاهر، ويحتمل أن يكون جلي ذَلِكَ لقلبه…..
وفي الجملة؛ فإن كَانَ البخاري ذكر هَذَا الباب للاستدلال بهذا الحَدِيْث عَلَى أن نظر المصلي إلى مَا بَيْن يديه غير قادح فِي صلاته، فَقَدْ ذكرنا أن الحَدِيْث لا دليل فِيهِ عَلَى النظر إلى الدنيا ومتعلقاتها، وإن كَانَ مقصوده الاستدلال بِهِ عَلَى استحباب الفكر للمصلي فِي الآخرة ومتعلقاتها، وجعل نظر النَّبِيّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِيهِ إلى الجنة بقلبه كَانَ حسناً؛ لأن المصلي مأمور بأن يعبد الله كأنه يراه، فينبغي لَهُ أن يستغرق فكره فِي قربه من الله، وفيما وعد الله أولياءه، وتوعد بِهِ أعداءه، وفي الفكر فِي معاني مَا يتلوه من القرآن.
وقد كَانَ السلف الصالح ينجلي الغيب لقلوبهم فِي الصلاة، حَتَّى كأنهم ينظرون إليها رأى عين، فمن كَانَ يغلب عَلِيهِ الخوف والخشية ظهر لقلبه فِي الصلاة صفات الجلال من القهر والبطش والعقاب والانتقام ونحو ذَلِكَ، فيشهد النار ومتعلقاتها وموقف القيامة، كما كَانَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز – صاحب الأوزاعي – يَقُول: مَا دخلت فِي الصلاة قط إلا مثلت لِي جهنم.
ومن كَانَ يغلب عَلِيهِ المحبة والرجاء، فإنه مستغرق فِي مطالعة صفات الجلال والكمال والرأفة والرحمة والود واللطف ونحو ذَلِكَ، فيشهد الجنة ومتعلقاتها، وربما شهد يوم المزيد وتقريب المحبين فِيهِ.
وقد روي عَن أَبِي ريحانة – وَهُوَ من الصَّحَابَة -، أَنَّهُ صلى ليلة، فما انصرف حَتَّى أصبح، وَقَالَ: مَا زال قلبي يهوى فِي الجنة وما أعد الله فيها
لأهلها حَتَّى أصبحت.
وعن ابن ثوبان – وكان من عباد أهل الشام -، أَنَّهُ صلى ليلة ركعة الوتر، فما انصرف إلى الصبح، وَقَالَ: عرضت لِي روضة من رياض الجنة، فجعلت أنظر إليها حَتَّى أصبحت.
يعني: ينظرها بعين قلبه.انتهي
قال ابن حجر :
وقوله( لو أصبته ) استشكل مع قوله( تناولت ) واجيب بأن المقصود تكلف الأخذ أو وضعت يدي عليه لكن لم يقدر لي ففي حديث أسماء( حتى لو اجترات عليها )
وفي حديث جابر( ثم بدأ لي أن لا أفعل )
(قوله ) يكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير :
ورد بزيادة( واو ) ويكفرن العشير وهو شاذة حيث انفرد بها يحيى بن يحيى من دون أصحاب مالك.
وابن حجر قال ممكن توجه من حيث المعنى بأن المقصود أن في النار الكافرات والعاصيات
– وذكر ابن حجر علة كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدر له على قطف العنقود أو رأى أن لا يقطفه لأن باب التوبة سيغلق. قرره ابن بطال.
قلت سيف : ومنه المائدة التي طلبها بنو إسرائيل إنزالها، فتهددهم رب العزة إن كفروا بعدها بالعذاب الأليم.
– حديث الباب ذكره أصحاب نضرة النعيم في نكران الجميل ، وذكروا أحاديث أخرى منها : حديث أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، وحديث ما ينقم ابن جميل..، وحديث الأبرص والأقرع والأعمى ، وحديث الذي يمنع فضل الماء وغيرها من الأحاديث.
ونقل صاحبنا أحمد بن علي فوائد من شرح العثيمين للبخاري :
باب صلاة الكسوف جماعة؛
– فيه دليل على وجود النار وعلى وجود الجنة الآن؛ لأنه كشف للنبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وأراد أن يأخذ عنقودا وبين أنه لو أصابه ؛ لأكل الناس منه ما بقيت الدنيا وهذا يدل على أن عناقيد الجنة ليست كعناقيد الدنيا بل هي باقية بإذن الله عز وجل، وأما كيف يأكل الناس منه فهذا شيئ لم يقع وهو من الأمور الخبرية المحضة فيجب علينا أن نؤمن به.
– فيه أن منظر النار فظيع ولهذا قال: فلم أر منظرًا كاليوم قطُّ أفظع.
– فيه أن الجزاء من جنس العمل وأن لكل شيء سبباً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل قال: يكفرن.
– فيه أن أكثر أهل النار هم النساء.
– فيه أن المجمل يجب أن يسأل عنه حتى يتبين، لأن قوله يكفرن قد يفهم منه أنه الكفر بالله.
– فيه أن النساء ناقصات ؛ لأنك لو أحسنت إليها كل الدهر ثم رأت سيئة واحدة، قالت : ما رأيت منك خيراً قَطُّ ، وهذا يدل على نسيانها المعروف.
– فيه أن نساء بني آدم أكثر من الرجال لأن أهل النار ( 999 ) من الألف ، فإذا هن أكثر أهل النار لزم أن يكون النساء أكثر من الرجال، لكن لا يعني ذلك أن النساء أكثر من الرجال في كل زمان وفي كل مكان. قد يكون بعض الأزمنة الرجال أكثر أو في بعض البلدان الرجال أكثر، لكن على سبيل العموم النساء أكثر من الرجال. انتهى
مسائل في الخسوف لم يسبق التعرض لها منقولة من بحث لأحد الباحثين :
. يجوز أداء الصلاة ولو في وقت الكراهة
المعلوم أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن صلاة التنفل بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وقبل الزوال – أي: الظهر -، وبعد العصر إلى غروب الشمس – وهذا ثابت في الصحيحين -، لكن إذا كان لهذه النوافل أسبابٌ: فالصحيح أنه يجوز أداؤها، ويبقى النَّهي عن الصلاة لغير ذوات الأسباب.
قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: ونهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها لأنَّ المشركين يسجدون للشمس حينئذٍ والشيطان يقارنها وإن كان المسلم المصلِّي لا يقصد السجود لها لكن سدَّ الذريعة لئلا يتشبه بالمشركين في بعض الأمور التي يختصون بها فيفضي إلى ما هو شركٌ، ولهذا نهى عن تحرِّي الصلاة في هذين الوقتين هذا لفظ ابن عمر الذي في الصحيحين فقصد الصلاة فيها منهيٌّ عنه.
وأما إذا حدث سببٌ تُشرع الصلاة لأجله مثل تحية المسجد، وصلاة الكسوف، وسجود التلاوة، وركعتي الطواف، وإعادة الصلاة مع إمام الحيِّ، ونحو ذلك فهذه فيها نزاع مشهور بين العلماء والأظهر جواز ذلك واستحبابه فإنه خيرٌ لا شرَّ فيه وهو يفوت إذا ترك وإنما نهي عن قصد الصلاة وتحرِّيها في ذلك الوقت لما فيه مِن مشابهة الكفار بقصد السجود ذلك الوقت فما لا سبب له قد قصد فعله في ذلك الوقت وإن لم يقصد الوقت بخلاف ذي السبب فإنه فعل لأجل السبب فلا تأثير فيه للوقت بحال. أ. هـ “مجموع الفتاوى” (17/ 502).
– بداية الصلاة ونهايتها :
ويسنُّ أن يبدأ الناس بالصلاة أول وقت الكسوف، ويستمر الوقت إلى نهاية الكسوف، فإذا انتهى الوقت لم يشرع أداء الصلاة لانتهاء السبب وخروج الوقت. وسبق( فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم ) رواه البخاري 1040، ومسلم 911. من حديث أبي مسعود
قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: والمقصود أنْ تكون الصلاة وقت الكسوف إلى أنْ يتجلى فإن فرغ مِن الصلاة قبل التجلي ذَكر الله ودعاه إلى أنْ يتجلى، والكسوف يطول زمانه تارة ويقصر أخرى بحسب ما يكسف منها فقد تكسف كلها وقد يكسف نصفها أو ثلثها فإذا عظم الكسوف طوَّل الصلاة حتى يقرأ بالبقرة ونحوها في أول ركعة وبعد الركوع الثاني يقرأ بدون ذلك.
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بما ذكرناه كله. أ. هـ “مجموع الفتاوى” (24/ 260).
فوائد:
1.قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: والصواب أنه لم يصلِّ – أي: النَّبي صلى الله عليه وسلم – إلا بركوعين، وأنَّه لم يصلِّ الكسوف إلا مرةً واحدةً يوم مات إبراهيم وقد بيَّن ذلك الشافعيُّ وهو قول البخاري وأحمد بن حنبل في إحدى الروايتين عنه والأحاديث التي فيها الثلاث والأربع فيها أنَّه صلاها يوم مات إبراهيم، ومعلومٌ أنَّه لم يمت في يومي كسوف ولا كان له إبراهيمان.أ. هـ “مجموع الفتاوى” (1/ 256).
2. قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: ولم يأمرهم أن يدْعوا مخلوقاً ولا ملكاً ولا نبيّاً ولا غيرهم ومثل هذا كثيرٌ في سنَّته لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به مِن دعاء الله، وذكره والاستغفار، والصلاة، والصدقة، ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها مِن سلطان تضاهي دين المشركين والنصارى. أ.هـ “مجموع الفتاوى” (27/ 89 – 90). وكلامه – رحمه الله -: عن دعاء غير الله عز وجل.
3. قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: الخسوف والكسوف لهما أوقاتٌ مقدَّرةٌ كما لطلوع الهلال وقتٌ مقدَّرٌ وذلك ما أجرى الله عادته بالليل والنهار والشتاء والصيف وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر، وذلك من آيات الله تعالى كما قال تعالى {وَهُوَ الذي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ والشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، وقال تعالى {هُوَ الذي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ مَا خَلَقَ الله ذَلِكَ إلاَّ بِالحَقِّ}، وقال تعالى {وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} ……وكما أنَّ العادة التي أجراها الله تعالى أنَّ الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين مِن الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظنَّ أنَّ الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط.
فكذلك أجرى الله العادة أنَّ الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وأنَّ القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلال يستسر آخر الشهر إما ليلة وإما ليلتين كما يستسر ليلة تسع وعشرين وثلاثين والشمس لا تكسف إلا وقت استسراره وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف كما أن من علم كم مضى من الشهر يعلم أن الهلال يطلع في الليلة الفلانية أو التي قبلها، لكن العلم بالعادة في الهلال علمٌ عامٌّ يشترك فيه جميعُ النَّاس وأمَّا العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه مَن يعرف حساب جريانهما وليس خبر الحاسب بذلك مِن باب علم الغيب، ولا مِن باب ما يخبر به من الأحكام التي يكون كذبه فيها أعظم مِن صدقه، فإنَّ ذلك قولٌ بلا علمٍ ثابتٍ وبناء على غير أصلٍ صحيحٍ.أ. هـ “مجموع الفتاوى” (24/ 254 – 256).
4. قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: والعلم بوقت الكسوف والخسوف وإن كان ممكناً لكن هذا المخبر المعيَّن قد يكون عالماً بذلك وقد لا يكون، وقد يكون ثقةً في خبره وقد لا يكون، وخبر المجهول الذي لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبُه موقوفٌ، ولو أَخبرَ مخبِرٌ بوقت الصلاة وهو مجهولٌ لم يُقبل خبرُه لكن إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون، ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علمٌ شرعيٌّ فإنَّ صلاة الكسوف والخسوف لا تُصلَّى إلا إذا شاهدنا ذلك وإذا جوَّز الإنسانُ صدق المخبر بذلك أو غلب على ظنِّه فنوى أن يصلي الكسوف والخسوف عند ذلك واستعد ذلك الوقت لرؤية ذلك كان هذا حثّاً مِن باب المسارعة إلى طاعة الله تعالىوعبادته فانَّ الصلاة عند الكسوف متفقٌ عليها بين المسلمين وقد تواترت بها السنن عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ورواها أهل الصحيح والسنن والمسانيد مِن وجوهٍ كثيرةٍ واستفاض عنه أنَّه صلى بالمسلمين صلاة الكسوف يوم مات ابنه إبراهيم.أ. هـ “مجموع الفتاوى” (24/ 258).
5.اختلف أهل العلم فيما تُدرك به صلاة الكسوف، والأظهر – والله أعلم – أنَّها تُدرك بالركوع الأول مِن الركعة الأولى، وعليه: فمن فاته الركوع الأول فعليه قضاء الركعة. والله أعلم