103 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
وشارك عبدالله المشجري وسلطان الحمادي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم من صحيحه:
باب من سمع شيئا فلم يفهمه فراجع فيه حتى يعرفه
103 – حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن عمر قال حدثني ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حوسب عذب قالت عائشة فقلت أوليس يقول الله تعالى {فسوف يحاسب حسابا يسيرا} قالت فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك
———-
فوائد الباب:
1- قوله (من سمع شيئا فلم يفهمه فراجع فيه) وفي نسخة “فراجعه” قاله الكرماني. وقال النسائي في السنن الكبرى ” باب من سمع شيئا فراجع فيه حتى يفهمه” لكنه ذكر حديثا غيره
2- حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي في السنن الكبرى.
3- قوله (حدثنا سعيد بن أبي مريم) يقال إنه أتاه رجل فسأله كتابا ينظر فيه أو سأله فامتنع وسأله رجل آخر في ذلك فأجابه فقال له الأول أجبته ولم تجبني وليس هذا حق العلم فقال ابن أبي مريم إن كنت تعرف أبا حمزة من أبي جمرة وكلاهما عن ابن عباس حدثناك وخصصناك كما خصصناه به. قاله الكرماني. قلت أبو جمرة الضبعي هو نصر بن عمران، وأَبُو حَمْزَة صَاحب بن عَبَّاس اسْمه عمرَان بن أبي عَطاء.
4- (قوله إن عائشة) واعلم أن هذا القدر من كلام ابن أبي مليكة مرسل إذ لم يسنده إلى صحابي) قاله الكرماني في شرحه، قال الحافظ ابن حجر في الفتح عقبه لكن تبين وصله بعد في قوله (قالت عائشة فقلت).
5- قوله (قالت عائشة) زاد عند البخاري4939 في رواية ” قلت يا رسول الله جعلني الله فداءك ”
6- قولها (أوليس يقول الله تعالى) وجه المعارضة أن الحديث عام في تعذيب كل من حوسب والآية على عدم تعذيب بعضهم وهم أصحاب اليمين قاله الكرماني في شرحه.
7- وجوابها أن المراد من الحساب في الآية العرض يعني الإبراز والإظهار وعن عائشة رضي الله عنها هو أن يعرف ذنوبه ثم يتجاوز عنه. قاله الكرماني.
8 – قال ابن حجر ( العرض ) أي عرض الناس على الميزان .
9 – لكن كون العرض أقرب في تفسيره لحديث ابن عمر من الميزان أن المسلم الذي تعرض أعماله في حديث ابن عمر يتجاوز عنه وأما الميزان فيدخل فيه المحسن والمسيء وقد يعذب بعضهم بدخول النار
10 – قال ابن عثيمين : ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﻠﻪ ﻟﻠﺨﻼﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ؛ اﻟﻨﻮﻉ اﻷﻭﻝ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ؛ ﻭاﻟﻨﻮﻉ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ؛ ﺃﻣﺎ ﺣﺴﺎﺏ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺨﻠﻮ ﺑﻌﺒﺪﻩ اﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻭﻳﻘﺮﺭﻩ ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: «ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺬا ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺬا» ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺮ ﻭﻳﻌﺘﺮﻑ، ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻪ: «ﻗﺪ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﻔﺮﻫﺎ ﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ» ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﻦ ﻧﻮﻗﺶ اﻟﺤﺴﺎﺏ ﻋﺬﺏ؛ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻟﻴﺲ اﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ: {ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺤﺎﺳﺐ ﺣﺴﺎﺑﺎ ﻳﺴﻴﺮا}
ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺫﻟﻚ اﻟﻌﺮﺽ» ؛ ﺃﻱ ﺗﻌﺮﺽ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺮ؛ ﻓﺈﺫا ﺃﻗﺮ ﺑﻬﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ: «ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﻔﺮﻫﺎ ﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ» ؛ ﻭﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺎﺳﺒﻮﻥ ﻛﺫﻟﻚ؛ ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ: ﻻ ﻳﺤﺎﺳﺒﻮﻥ ﺣﺴﺎﺏ ﻣﻦ ﺗﻮﺯﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻪ، ﻭﺳﻴﺌﺎﺗﻪ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻟﻬﻢ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺤﺼﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻭﺗﺤﻔﻆ، ﻓﻴﻮﻗﻔﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﺑﻬﺎ، ﻭﻳﺨﺰﻭﻥ ﺑﻬﺎ؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﻭﻳﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ اﻟﺨﻼﺋﻖ: {ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺬﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﺃﻻ ﻟﻌﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ}
[ ﻫﻮﺩ: 18
تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
11 – وقال ابن عثيمين أيضا في شرحه لصحيح البخاري :
وفي هذا الحديث من الفوائد أنه قد يراد باللفظ ما يخالف ظاهره ، فالحساب في الأصل مناقشة ، تقول حاسبت الكاتب ، أو كاتب الضبط أو كاتب الديوان يعني ناقشته عن الداخل والخارج ، لكن هنا فسره النبي عليه الصلاة والسلام هو بنفسه أن المراد بالحساب هو العرض ، تعرض على الإنسان أعماله ثم يقر بها, فيقول الله له قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم .
12 – وقد قسم الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله معاني العرض إلى معنيين، فقال: العرض له معنيان: معنى عام، وهو عرض الخلائق كلهم على ربهم عز وجل, بادية له صفحاتهم, لا تخفى عليه منهم خافية، وهذا يدخل فيه من يناقش الحساب ومن لا يحاسب، والمعنى الثاني: عرض معاصي المؤمنين عليهم, وتقريرهم بها, وسترها عليهم, ومغفرتها لهم
معارج القبول 2/247
13 – قوله {نوقش} من المناقشة وهي الاستقصاء في الحساب. قاله الكرماني.
14 -قال أبو عبيد:
«في حديثه عليه السلام: من نوقش الحساب عذب. قال: المناقشة الاستقصاء في الحساب حتى لا يترك منه شيء ومنه قول الناس: انتقشت منه جميع حقي»
«غريب الحديث للقاسم بن سلام» (1/ 201)
15 – قال القسطلاني:
(إنما ذلك العرض) بكسر الكاف لأنه خطاب المؤنث.
والمعنى أن تحرير الحساب يفضي إلى استحقاق العذاب لأن حسنات العبد متوقفة على القبول وإن لم تحصل الرحمة المقتضية للقبول لا تقع النجاة.
«شرح القسطلاني = إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» (1/ 197)
16 – قال البيضاوي:
«المناقشة في الحساب: التشدد والاستقصاء فيه, فلا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.»
«تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة» (3/ 399)
17 – فيه بيان فضيلة عائشة وحرصها على التعلم والتحقيق. قاله الكرماني.
18- قوله (أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم) في إثبات أن عائشة رضي الله عنها هي إحدى أمهات المؤمنين وهو أشهر من أن يذكر.
19- فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يتضجر من المراجعة إليه. قاله الكرماني.
20 – فيه إثبات الحساب والعرض والعذاب قاله الكرماني.
21- فيه جواز المناظرة ومقابلة السنة بالكتاب وتفاوت الناس في الحساب. قاله الكرماني.
22 – ومن المراجعات مراجعات عمر بن الخطاب للاستفهام . قال ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل بعد أن ذكر فضائل عمر بن الخطاب 7/54 وما بعدها : وقد اشتبه عليه معنى نص، وليس ظاهره ينافي الواقع، فإن الله تعالى قال: ﴿لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين﴾ [الفتح ٢٧].
ظاهره يقتضي التعجيل، أورده على النبي ﷺ، ثم على صديقه، وأجاب كل منهما في مغيب الآخر بأنه ليس في الخطاب ما يقتضي التعجيل، وإنما الذي فهم ذلك من الخطاب غلط في فهمه.
فالغلط منه، لا لنقص في دلالة الخطاب.
وأيضًا ففي الصحيح أنه قال ﷺ: «من نوقش الحساب عذب…..
وكذلك في الحديث الصحيح أنه قال: «والذي نفسي بيده لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة.
قالت حفصة: فقلت يا رسول الله: أليس الله يقول: ﴿وإن منكم إلا واردها﴾ [مريم ٧١].
فقال: ألم تسمعيه قال: ﴿ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا﴾ [مريم ٧٢]»
وقد بين في الحديث الصحيح الذي رواه جابر وغيره أن الورود هو المرور على الصراط، ومعلوم أنه إذا كان قد أخبرهم أن جميع الخلق يعبرون الصراط ويردون النار بهذا الاعتبار، لم يكن قوله لهم: فلان لا يدخل النار منافيًا لهذا العبور
كما سأله الحباب بن المنذر لما نزل ببدر فقال: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل الذي نزلته: أهو منزل أنزلكه الله، فليس لنا أن نتعداه، أم هو الرأي
والحرب والمكيدة؟ …
هذا وأمثاله كثير.
هذا من المؤمنين به المحبين له، فأما معارضة الكفار بما لا يصلح للمعارضة – عند أهل النظر والخبرة بالمناظرة – على سبيل الجدل بالباطل فكثيرة.
مثل معارضتهم لله لما نزل قوله تعالى: ﴿إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون﴾ [الأنبياء ٩٨]، فقام ابن الزبعري وغيره فقالوا: قد عبد المسيح، فآلهتنا خير أم هو؟
فأنزل الله تعالى: ﴿ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون﴾ [الزخرف ٥٧]: إي يضجون.
{وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم
خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل} [الزخرف ٥٨-٥٩]. انتهى
وذكر مثل هذه المراجعات في الصفدية 1/140 في رده على الفلاسفة الذين ينكرون المعجزات وأن الصحابة يستَفْهِمُون النبي صلى الله عليه وسلم في الأشياء ؛
فقرر أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بسورة القمر في الأعياد والمجامع العامة وقال :
ومن المعلوم أن ذلك لو لم يكن وقع لم يكن ذلك أما أولا فلأن من مقصوده أن الناس يصدقونه ويقرون بما جاء به لا يخبرهم دائما بشيء يعلمون كذبه فيه فإن هذا ينفرهم ويوجب تكذيبهم لا تصديقهم وأما ثانيا فلأن المؤمنين كانوا يسألونه عن أدنى شبهة…..
وكذلك ذكر مراجعات الصحابة في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 1/227
وابن تيمية له مناظرات مع علماء عصره
وقد جمعت مناظراته في كتاب بعنوان مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
23 – والصحابة رضي الله عنهم ناظروا الخوارج، وحاولوا إزالة الشبه التي عرضتها الخوارج وكثير منهم عادوا إلى الحق، وانضموا إلى الجماعة .
24 – ودارت بين العلماء مناظرات كثيرة في العقائد والفقه
والشافعي في كتبه يتبع في طريقة عرضه للمسائل في بعض الأحيان المناظرات .
25 – ذكر الإخبار عن وصف الذي يقع به الحساب بالمسلم والكافر في العقبى قاله ابن حبان في صحيحه.
26 – قوله (العرض) أي عرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة. قاله القسطلاني كما في إرشاد الساري.
27 – فيه رد على من يتعجل فيرفض السّنة بحجة مخالفتها للقرآن، والواجب عليه السؤال إذا أشكل عليه الفهم.
28 – يمكن اعتبار هذا الحديث أصل في كيفية التعامل مع النصوص التي ظاهرها التعارض.
29 – ولم يقع مثل هذا من الصحابة الا قليلا مع توجه السؤال وظهوره وذلك لكمال فهمهم ومعرفتهم باللسان العربي فيحمل ما ورد من ذم من سأل عن المشكلات على من سأل تعنتا قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
30 – فيه أن المراجعة لرفع الإشكال وإزالة الشبهة ليست من التعنت والسؤال المنهي عنه بل يمدح المتعلم من أجل ذلك . قاله ابن حجر
31 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري: جواز إيراد الإشكال على المعلم ، لا لقصد الرد عليه ، ولكن لقصد إزالة الشبهة .
32 – ترجم عليه الإمام أبو داود 3093 فقال عيادة النساء
وأورد حديث أم العلاء قالت : عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة فقال ابشري يا ام العلاء فإن المرض يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة .
ثم أورد حديث عائشة في استشكال عائشة قوله تعالى ( من يعمل سوءا يجز به )
٣٠٩٣ – من طريق أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَشَدَّ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ: «أَيَّةُ آيَةٍ يَا عَائِشَةُ؟»، قَالَتْ: قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣]، قَالَ: «أَمَا عَلِمْتِ يَا عَائِشَةُ، أَنَّ الْمُؤْمِنَ تُصِيبُهُ النَّكْبَةُ، أَوِ الشَّوْكَةُ فَيُكَافَأُ بِأَسْوَإِ عَمَلِهِ وَمَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ» قَالَتْ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: ٨]، قَالَ: «ذَاكُمُ الْعَرْضُ، يَا عَائِشَةُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ»، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَهَذَا لَفْظُ ابْنِ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ
[حكم الألباني] : ضعيف الإسناد لكن شطر من حوسب عذب الخ صحيح ق
«سنن أبي داود ت محيي الدين عبد الحميد» (3/ 184)
33 – و يجب أن نعلم أنه لا يمكن أن تعارض سنة صحيحة لكتاب الله عز وجل على وجه لا يمكن الجمع بينهما ، اللهم إلا أن يكون هناك نسخ. قاله ابن عثيمين في التعليق على البخاري
34 – ومن فوائد الحديث إثبات القول لله عز وجل ، وهذا شيء معلوم بالقرآن والسنة والإجماع.
قاله ابن عثيمين في التعليق على البخاري
35 – ذكر الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين 2/275 وما بعدها أن طريق الصحابة والتابعين وأئمة الحديث كالشافعي والإمام أحمد ومالك وأبي حنيفة وأبي يوسف والبخاري وإسحق …. أنهم يردون المتشابه إلى المحكم، ويأخذون من المحكم ما يفسر لهم المتشابه ويبينه لهم، فتتفق دلالته مع دلالة المحكم، وتوافق النصوص بعضها بعضا ويصدق بعضها بعضا، فإنها كلها من عند الله، وما كان من عند الله فلا اختلاف فيه ولا تناقض، وإنما الاختلاف والتناقض فيما كان من عند غيره ولنذكر لهذا الأصل أمثلة لشدة حاجة كل مسلم إليه أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب
ثم شرع في ذكر أمثلة عديدة ينصح بالرجوع إليها
36 – قال ابن باز:
«قلت: قال شيخ الإسلام: عائشة لها نظائر – رضي الله عنها – من ذلك، فترد الحديث الذي لم تسمعه من رسول الله لمخالفته القرآن – رضي الله عنها -.»
«الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري» (1/ 42)
يقصد بقوله : ترد الحديث أي توَّهم الصحابي الذي يروي حديثا يخالف القرآن.
37 – قوله (حدثنا سعيد بن أبي مريم) تابعه يونس كما عند النسائي في السنن الكبرى.
38 – قوله (أخبرنا نافع بن عمر) تابعه عثمان بن الأسود كما عند البخاري 4939 ومسلم 2876 والترمذي 2426 والنسائي في السنن الكبرى 11554 تابعه أيوب كما عند البخاري 4939 ومسلم 2876 والترمذي 3337،والنسائي في السنن الكبرى 11595 تابعه إسماعيل بن علية كما عند مسلم 2876 تابعه أبو عامر الخزاز كما عند أبي داود في سننه 3093، تابعه ابن جريج ومحمد بن سليم وصالح بن رستم كما عند البخاري معلقا 6536 تابعه أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة كما عند البخاري 4939 ومسلم 2876 وزاد رجلا في الإسناد بين ابن أبي مليكة وعائشة وهو القاسم بن محمد .
39 – قوله (أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت…) وعند البخاري من طريق عثمان بن الأسود ” سمعت عائشة” فلعل ابن أبي مليكة سمع الحديث من القاسم عن عائشة ، وسمعه أيضا من عائشة بلا واسطة والحديث أورده الدارقطني في العلل 3705 وبين طرقه وقال
والصحيح حديث يحيى القطان، وابن المبارك. أي بإثبات القاسم عن عائشة والله أعلم.
قال الكرماني:
وهذا الإسناد مما استدركه الدارقطني على البخاري ومسلم قال اختلفت الرواة فيه عن ابن أبي مليكة فروى عنه عن عائشة وروى عنه عن القاسم عن عائشة وأقول هدا استدراك ضعيف لأنه محمول على أنه سمعه عنها بالواسطة وبدون الواسطة فرواه بالوجهين فالاستدراك مستدرك.
«الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (2/ 101)
=====