84 ، 85 ، 86 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسىبإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس
84 – حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل في حجته فقال ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده قال ولا حرج قال حلقت قبل أن أذبح فأومأ بيده ولا حرج85 – حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن سالم قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج فقال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل
86 – حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت سبحان الله قلت آية فأشارت برأسها أي نعم فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب لا أدري أي ذلك قالت أسماء من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري بأيهما قالت أسماء فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
———-
1- حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى.
2- أما بخصوص أعمال يوم النحر وتقديم بعضها على بعض فقد سبقت الإشارة إليه في الباب السابق من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
3- قوله (فأومأ بيده ولا حرج) هذا هو موضع الشاهد وعند ابن ماجه 3049 من طريق سفيان بن عيينة ” إِلَّا يُلْقِي بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا: “لَا حَرَجَ””
4- وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل في صلاة الفجر فأومأ بيده أن مكانكم ثم جاء ورأسه يقطر فصلى بهم. أخرجه أبو داود وأورده الشيخ مقبل الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 1173 وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
5- عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفة وجعل يقول السكينة عباد الله يقول بيده هكذا وأشار أيوب بباطن كفه إلى السماء أخرجه النسائي في سننه 3022 وفيه عنعنة أبي الزبير وعند مسلم 1218 وغيره من طريق محمد بن علي ” ويقول بيده اليمنى «أيها الناس، السكينة السكينة»”
6- قوله ( حدثنا وهيب) تابعه سفيان بن عيينة كما عند ابن ماجه 3049
7- قوله (حدثنا أيوب) تابعه خالد – هو الحذاء – كما عند البخاري 1723 و1735 وابن ماجه 3050
8- قوله (عن عكرمة) تابعه عطاء كما عند البخاري 1721 و1722وأبي داود 1983 والنسائي في السنن الكبرى 4089
و6666 تابعه طاوس كما عند البخاري 1734 ومسلم 13079- الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري
ومسلم وأبو داود وابن ماجه.10- قوله ( حدثنا المكي بن إبراهيم) هو من كبار شيوخ البخاري وللبخاري في الصحيح ثلاثيات عن شيخه المكي.تابعه إسحق بن سليمان كما عند مسلم
11- قوله ( يقبض العلم) أي بقبض العلماء وقد مر معنا أنها من أشراط الساعة قبل ثلاثة أبواب عند شرح حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
12- قوله ( هكذا بيده فحرفها، كأنه يريد القتل) هذا هو موضع الشاهد. وعند أبي عوانة في مستخرجه من طريق عمرو بن محمد العنقزي ” فأشار بيده، يعني القتل”.
13- وعند أبي عوانة عن عباس الدوري حدثنا أبو عاصم النبيل عن حنظلة به وفيه ” فقال بيده هكذا ، وأرانا أبو عاصم كأنه يضرب عنق إنسان وأراناه أبو عوانة.”.
14- قوله ( عن سالم) هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب صرح به أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم 11725 ولفظه ” سمعت سالم بن عبد الله بن عمر.
15- الحديث الثالث حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه النسائي وابن ماجه في أصل الحديث وليس فيه موضع الشاهد ولا ذكر لعائشة فيه عندهما.
16- باب الإشارة في الصلاة قاله البخاري ولها نوع تعلق بترجمة الباب أيضا
17- باب من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل قاله البخاري في صحيحه.
18- باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف. قاله البخاري.
19- حضور النساء صلاة الكسوف مع الجماعة فى المساجد قاله ابن بطال في شرحه.
20- فيه : جواز استماع المصلي إلى ما يخبره به من ليس فى صلاة قاله ابن بطال في شرحه.
21- وفيه : جواز إشارة المصلي بيده ورأسه لمن يسأله مرة بعد أخرى قاله ابن بطال.
22- وفيه : أن صلاة الكسوف قيامها طويل قاله ابن بطال.
23- وقولها : ( فجعلت أصب فوق رأسي الماء ) ، فيه دليل على جواز العمل اليسير فى الصلاة قاله ابن بطال.
24- باب ما جاء في عذاب القبر قاله البخاري ففيه أن فتنة القبور حق كما يقول أهل السنة . قاله ابن بطال.
25- وفيه : أن من ارتاب فى تصديق النبي أو شك فى صحة رسالته ، فهو كافر قاله ابن بطال
26- وفيه : ذم التقليد وأن المقلد لا يستحق اسم العلم التام على الحقيقة قاله ابن بطال في شرحه.
27- باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد قاله البخاري وأورد الحديث من طريق أبي أسامة عن هشام معلقا 922و1061.
28- باب ما يستحب من العتاقة في الكسوف أو الآيات قاله البخاري.
29- باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله البخاري
30 – نقل ابن حزم «رحمه الله» في كتابه (طوق الحمامة) ما تعارف عليه الناس في بيئة من إشارات العين، وعقد لذلك بابًا اسمه:
باب الإشارة بالعين.
قال فيه: ثم يتلو التعريض بالقبول – إذا وقع القبول والموافقة – الإشارة بلحظ العين، وإنه ليقوم في هذا المعنى المقام المحمود، ويبلغ المبلغ العجيب، ويقطع به ويتواصل، ويوعد ويهدد، ويقبض ويبسط، ويؤمر وينهى، وتضرب به الوعود، وينبه على الرقيب، ويضحك ويحزن، ويسأل ويجاب، ويمنع ويعطي.
ولكل واحد من هذه المعاني ضرب من هيئة اللحظ، لا يوقف على تحديده إلا بالرؤية
وسائر ذلك لايدرك إلا بالمشاهدة.
ثم يقول: والحواس الأربع أبواب إلى القلب … والعين أبلغها]العين تبدي الذي في نفس صاحبها من المحبة أو بغضًا إذا كانا
والعين تنطق والأفواه صامتة حتى ترى من ضمير القلب تبيانا31 – أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده لرد السلام وهو في الصلاة ، وكذلك استعمل النبي صلى الله عليه وسلم يده وغيرها من الأعضاء لدعم الكلام وكذلك استعملها بعض الصحابة :
عن جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه عنهما قال: كان رسول اللَّه ﷺ إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم …رواه مسلموأخبر النبي صلى الله عليه وسلم :
بينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة، فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع، فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ وهو يحكي ارتضاعه بأصبعه السبابة في فيه، فجعل يمصها. قال: ومروا بجارية هم يضربونها، ويقولون: زنيت سرقت، وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل: فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر إليها فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهنالك تراجعا الحديث فقالت: مر رجل حسن الهيئة فقلت: اللهم اجعل ابني مثله فقلت، اللهم لا تجعلني مثله، ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها، ويقولون: زنيت سرقت، فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت: اللهم اجعلني مثلها؟ ! قال: إن ذلك الرجل كان جبارًا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون لها زنيت، ولم تزن، وسرقت، ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها)) متفق عليه.وروى البخاري ومسلم من حديث أبي بكرة: أن النبي ﷺ قال: «ألا أُنَبِّئُكُمْ بِأكْبَرِ الكَبائِرِ؟» (ثَلاثًا)، قالُوا: بَلى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: «الإشْراكُ بِاللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ»، وجَلَسَ وكانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ: «ألا وقَولُ الزُّورِ». قالَ: فَما زالَ يُكَرِّرُها، حَتّى قُلْنا: لَيتَهُ سَكَتَ
وفي صحيح مسلم في قصة إسلام أبي ذر وبقائه في زمزم شهرا :
وجاءَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حَتّى اسْتَلَمَ الحَجَرَ، وطافَ بِالبَيْتِ هُوَ وصاحِبُهُ، ثُمَّ صَلّى فَلَمّا قَضى صَلاتَهُ – قالَ أبُو ذَرٍّ – فَكُنْتُ أنا أوَّلَ مَن حَيّاهُ بِتَحِيَّةِ الإسْلامِ، قالَ فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ فَقالَ: «وعَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ» ثُمَّ قالَ «مَن أنْتَ؟» قالَ قُلْتُ: مِن غِفارٍ، قالَ: فَأهْوى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أصابِعَهُ عَلى جَبْهَتِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أنِ انْتَمَيْتُ إلى غِفارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ، فَقَدَعَنِي صاحِبُهُ، وكانَ أعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قالَ: «مَتى كُنْتَ هاهُنا؟» قالَ قُلْتُ -: قَدْ كُنْتُ هاهُنا مُنْذُ ثَلاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ ويَوْمٍ، قالَ: «فَمَن كانَ يُطْعِمُكَ؟» قالَ قُلْتُ: ما كانَ لِي طَعامٌ إلّا ماءُ زَمْزَمَ فَسَمِنتُ حَتّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وما أجِدُ عَلى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ، قالَ: «إنَّها مُبارَكَةٌ، إنَّها طَعامُ طُعْمٍ» ….وفي الاستسقاء بالغ في الرفع حتى قلبها إشارة إلى قلب الحال
وفي قصة موسى عليه السلام لما قال: ﴿رب أرني أنظر إليك﴾ فقال الله: ﴿لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًا وخر موسى صعقًا
ولما فسر النبي ﷺ هذه الآية قرأها وقال بيده: (هكذا – ووضع الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر – ثم قال عليه الصلاة والسلام: (فساخ الجبل)
الحديث رواه الترمذي برقم ٣٠٧٤ وأحمد ٣/ ١٢٥، ٢٠٩ وساق ابن كثير طرق الحديث في تفسيره ٣/ ٤٦٦، قال ابن القيم: إسناده صحيح على شرط مسلم، وخرجه الألباني وصححه في تخريج السنة لابن أبي عاصم حديث ٤٨٠.وفي قضية قريظة لما حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم :
فاسْتَشارُوا أبا لُبابَةَ بْنَ عَبْدِ المُنْذِرِ، فَأشارَ إلَيْهِمْ أنَّهُ الذَّبْحُ، قالُوا: نَنْزِلُ عَلى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «انْزِلُوا عَلى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ “.» عزاه ابن كثير لمسند أحمد.
٢٥٠٩٧ – حَدَّثَنا يَزِيدُ، قالَ: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وقّاصٍ، قالَ: أخْبَرَتْنِي عائِشَةُ
قال محققو المسند : بعضه صحيح، وجزء منه حسن، وهذا إسناد فيه ضعف، عمرو بن علقمة لم يرو عنه غيرُ ابنه محمد، ولم يوثقه غير ابن حبان فهو مجهول
وذكروا لهذه لفقرة شواهد مراسيل32 – الإشارة عند الفقهاء:
حظيت دلالة الإشارة لدى الفقهاء بعناية فائقة، وبنوا عليها أحكامًا، حتى وإن وردت وحدها دون مصاحبة اللفظ، مما يعني إمكانية استقلالها بالدلالة، ومن ذلك ما جاء في كثير من أبواب الفقه،يقول المهلب: [قد تكون الإشارة في كثير من أبواب الفقه أقوى من الكلام، مثل قوله» ﷺ “: بعثت أنا والساعة كهاتين فعرّف قرب ما بينهما بمقدار زيادة الوسطى على السبابة.
وفي اجتماع العقول على أن العِيان أقوى من الخبر دليل على أن الإشارة قد تكون في بعض المواضع أقوى من الكلام] .ومن الأفكار التي بنيت على الإشارة عند الفقهاء:
أنهم [كرهوا للرجل التكلم والإمام يخطب، وإن تكلم غيره فلا ينكر عليه إلا بالإشارة]
[واشترطوا لحل الذبيحة شروطا، منهًا:
أن يقول باسم الله عند حركة يده بالذبح …… فإن كان الذابح أخرس أومأ برأسه إلى السماء، وأشار إشارة تدل على التسمية، بحيث يفهم منها أنه أراد التسمية، وهذا كاف في حل ذبيحة الأخرس.وفي باب القذف قالوا:
إن القذف لا يصح إلا بالتصريح ….
قال ابن القصار: وهذا باطل، وقد نص مالك على أن شهادة الأخرس مقبولة، إذا فهمت
إشارته، وأنها تقوم مقام اللفظ بالشهادة … ]33 – الإشارة للتوكيد :
في قصة استشهاد عامر بن الأكوعسَلَمَةَ بْنَ الأكْوَعِ، قالَ: لَمّا كانَ يَوْمُ خَيْبَرَ قاتَلَ أخِي قِتالًا شَدِيدًا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفُهُ فَقَتَلَهُ، فَقالَ أصْحابُ رَسُولِ اللهِ ﷺ فِي ذَلِكَ، وشَكُّوا فِيهِ رَجُلٌ ماتَ فِي سِلاحِهِ، وشَكُّوا فِي بَعْضِ أمْرِهِ….. قُلْتُ: إنَّ ناسًا يَهابُونَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ – فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كَذَبُوا ماتَ جاهِدًا مُجاهِدًا، فَلَهُ أجْرُهُ مَرَّتَيْنِ» وأشارَ بِإصْبَعَيْهِ . أخرجه مسلم 1802
فقوله: مرتين، ثم يشير بإصبعيه إنما هي توكيد لفظي لأن المقام في حاجة إلى ذلك، وانظر إلى ما أصاب سيدنا سلمة بن الأكوع من غم حين رأى إعراض الصحابة عن الصلاة على
أخيه، حتى ارتاب في الأمر، ودخله ما دخله من الشك في عاقبة أخيه، ومن هنا كان من الأولى إزالة هذا الشك من عنده، ومن عند جميع الصحابة، فأكد النبي ﷺ كلامه بالإشارة،34 – الإشارة لتمثيل الموقف كأنه رؤيا عيان
ففي حديث : عن المِقْدادُ بْنُ الأسْوَدِ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: «تُدْنى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حَتّى تَكُونَ مِنهُمْ كَمِقْدارِ مِيلٍ» – قالَ سُلَيْمُ بْنُ عامِرٍ: فَواللهِ ما أدْرِي ما يَعْنِي بِالمِيلِ؟ أمَسافَةَ الأرْضِ، أمِ المِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ العَيْنُ – قالَ: «فَيَكُونُ النّاسُ عَلى قَدْرِ أعْمالِهِمْ فِي العَرَقِ، فَمِنهُمْ مَن يَكُونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومِنهُمْ مَن يَكُونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومِنهُمْ مَن يَكُونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومِنهُمْ مَن يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلْجامًا» قالَ: وأشارَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِيَدِهِ إلى فِيهِ . أخرجه مسلم 2468إن الإضافة التي أتت بها الإشارة، هي استحضار الصورة لتشاهدها العيون
35 – التعريف بالإشارة
ومن هذا الباب عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: كُنّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ، إذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الجُمُعَةِ، فَلَمّا قَرَأ: ﴿وآخَرِينَ مِنهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ [الجمعة ٣] قالَ رَجُلٌ: مَن هَؤُلاءِ؟ يا رَسُولَ اللهِ فَلَمْ يُراجِعْهُ النَّبِيُّ ﷺ حَتّى سَألَهُ مَرَّةً أوْ مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثًا، قالَ: وفِينا سَلْمانُ الفارِسِيُّ قالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ عَلى سَلْمانَ، ثُمَّ قالَ: «لَوْ كانَ الإيمانُ عِنْدَ الثُّرَيّا، لَنالَهُ رِجالٌ مِن هَؤُلاءِ»
أخرجه مسلم 254636 – دلالة الإشارة على المحذوف
ومن ذلك عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قالَ: «أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ عَلى سَبْعَةِ أعْظُمٍ الجَبْهَةِ، وأشارَ بِيَدِهِ عَلى أنْفِهِ واليَدَيْنِ، والرِّجْلَيْنِ، وأطْرافِ القَدَمَيْنِ، ولا نَكْفِتَ الثِّيابَ، ولا الشَّعْرَ» أخرجه مسلم 490
والحديث حذف منه لفظ الأنف وإن كان أشير إليه باليد، ذلك لأن الأصل في الرأس الجبهة، فالسجود عليها هو الفرض ويتبع ذلك الأنف.
وفيه خلافومن هذا الباب أيضًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قالَ: اشْتَكى سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ شَكْوى لَهُ، فَأتى رَسُولُ اللهِ ﷺ يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وسَعْدِ بْنِ أبِي وقّاصٍ، وعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيْهِ وجَدَهُ فِي غَشِيَّةٍ، فَقالَ: «أقَدْ قَضى؟» قالُوا: لا، يا رَسُولَ اللهِ فَبَكى رَسُولُ اللهِ ﷺ، فَلَمّا رَأى القَوْمُ بُكاءَ رَسُولِ اللهِ ﷺ بَكَوْا، فَقالَ: «ألا تَسْمَعُونَ؟ إنَّ اللهَ لا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، ولا بِحُزْنِ القَلْبِ، ولَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذا – وأشارَ إلى لِسانِهِ – أوْ يَرْحَمُ» أخرجه مسلم 924
37 – الاختصاص بالإشارة
في هذا الباب عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أبِي مَسْعُودٍ، قالَ: أشارَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِيَدِهِ نَحْوَ اليَمَنِ فَقالَ «الإيمانُ يَمانٍ ها هُنا، ألاَ إنَّ القَسْوَةَ وغِلَظَ القُلُوبِ فِي الفَدّادِينَ، عِنْدَ أُصُولِ أذْنابِ الإبِلِ، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنا الشَّيْطانِ فِي رَبِيعَةَ، ومُضَرَ» أخرجه البخاري 3302ومن هذا الباب عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: «فِيهِ ساعَةٌ، لاَ يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي، يَسْألُ اللَّهَ تَعالى شَيْئًا، إلّا أعْطاهُ إيّاهُ» وأشارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُها . أخرجه البخاري 935 ومسلم 852
وهذه الإشارة استنبط منها الصحابة معنى القلة38 – التعليم بالإشارة :
أنزل قول الله تعالى: ” (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) (المائدة:٦) ، فتمرغ عمار في التراب فقام النبي ﷺ بتعليمه كيفية التيمم ، وهو ينظر39 – دلالة الإشارة للتشبيه :
أخرج البخاري ٥٣٠٤ – عَنْ سَهْلٍ، قالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وأنا وكافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا» وأشارَ بِالسَّبّابَةِ والوُسْطى، وفَرَّجَ بَيْنَهُما شَيْئًاوأخرج مسلم – (٢٩٨٣) عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «كافِلُ اليَتِيمِ لَهُ أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهُوَ كَهاتَيْنِ فِي الجَنَّةِ» وأشارَ مالِكٌ بِالسَّبّابَةِ والوُسْطى