67 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم من صحيحه:
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «رب مبلغ أوعى من سامع»
67 – حدثنا مسدد، قال: حدثنا بشر، قال: حدثنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره، وأمسك إنسان بخطامه – أو بزمامه – قال: «أي يوم هذا»، فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه، قال: «أليس يوم النحر» قلنا: بلى، قال: «فأي شهر هذا» فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، فقال: «أليس بذي الحجة» قلنا: بلى، قال: «فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه»
—
فوائد الباب:
1- قوله (رب مبلغ أوعى من سامع) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في صحيحه 1741 والنسائي في السنن الكبرى 5819 من طريق قرة بن خالد به من حديث أبي بكرة كما سيأتي، وأخرجه الترمذي في سننه 2657 و2658 وابن ماجه في سننه 232 من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا إسناده صحيح وقد أثبت البخاري في التاريخ الكبير سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه.
2- قوله (رب مبلغ أوعى من سامع) ذكره أبو الشيخ في كتابه الأمثال وقصد به ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم فصار مثلا.
3- قوله (سامع) أي سامع للنبي ولا بد من هذا القيد لأن المقصود ذلك قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
4- حديث أبي بكرة رضي الله عنه أخرجه البخاري 67، ومسلم 1679، وأبو داود مختصرا 1947
5- ذكره ابن مندة في مستخرجه من حديث سبعة عشر صحابيا قاله ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح
6- فيه الحث على تبليغ العلم، والحرص على التفقه فيه لقوله “رب مبلغ أوعى من سامع”، وفي كل خير.
7- فيه جواز التحمل قبل كمال الأهلية قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
8- فيه “تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال” كما ذكره النووي في شرح مسلم
9- فيه تعيين ” الأشهر الحرم” قاله أبو داود السجستاني وقد أخرج الحديث مختصرا جدا.
10- فيه تعظيم يوم النحر والشهر الحرام والبلد الحرام.
11- فيه الخطبة يوم النحر.
12- دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن أدى من أمته حديثا سمعه قاله ابن حبان في صحيحه. وأورد تحت هذا الباب حديث ابن مسعود : ٦٦ – بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ كَما سَمِعَهُ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعى مِن سامِعٍ»
13 – للمبلغ نضارة الوجه وأجر امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأجور من عمل بما بلغه
14- قوله (ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قعد على بعيره) فيه استحضار الصحابي للمشهد وهو يروي الحديث كأنه ماثل أمامه، ومن طريق قرة بن عبد الرحمن كما عند البخاري 1741 قال ” خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر” .
15- وعند البخاري 5550 من طريق أيوب في أول الحديث: ” ” إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان”.
16- فيه أن التلاعب الذي كانت تعمله العرب من تغيير بعض الأشهر من أجل الإغارة على بعضهم البعض قد تم ضبطه وتصحيحه.
17- فيه حجة الوداع قاله البخاري.
18- دليل على استحباب ضرب الأمثال وإلحاق النظير بالنظير قياسا قاله النووي
19- فيه من الفقه : أن العالم واجب عليه تبليغ العلم لمن لم يبلغه ، وتبيينه لمن لا يفهمه قاله المهلب ونقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري له.
20 – فيه جواز القعود على ظهور الدواب، إذا احتيج إلى ذلك ، ولم يكن لأشر قاله أبو الزناد ونقله ابن بطال في شرحه.
21- فيه الخطبة على موضع عال ليكون أبلغ في إسماعه للناس ورؤيتهم إياه. قاله ابن حجر
22- فيه الإشارة إلى ” قول الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 23]
قلت وذكر الحديث وفيه من الزيادة قوله ” وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم” قال الحافظ ابن حجر وهو المراد منه هنا ، قلت ويشير أيضا إلى حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه مرفوعا ” نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والإمام أحمد وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة 404 وأودعه الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 351
23- قوله (وأمسك إنسان بخطامه – أو بزمامه -) أبهمه وورد عند البيهقي في السنن الكبرى 6208 من طريق ابن المبارك عن ابن عون أن أبا بكرة نفسه هو من فعل ذلك. قال ابن الملقن في التوضيح واسم هذا الممسك: (أبو بكرة راوي الحديث).
24- وإنما أمسك إنسان بخطامه ليتفرغ للحديث ، ولا يشتغل بإمساك البعير قاله ابن بطال في شرح البخاري. وفيه تعظيم الطالب لشيخه من غير غلو فيه.
25- قوله (قال: «أي يوم هذا» ؟، فسكتنا) هذا السؤال للفت الانتباه والتركيز لما سيقال بعد ذلك.
26- قوله (فسكتنا) وعند البخاري 1741 من طريق قرة ” قلنا: الله ورسوله أعلم، “قال القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم: ” وسكوته بعد كل واحد منها؛ كان ذلك منه استحضارًا لفهومهم، وتنبيهًا لغفلتهم، وتنويهًا بما يذكره لهم؛ حتى يُقبلوا عليه بكليتهم، ويستشعروا عظمة حرمة ما عنه يخبرهم.”
27- قوله ( حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه) فيه إشارة إلى تفويض الأمور الكلية إلى الشارع، قاله الحافظ ابن حجر في الفتح.
28- قوله («فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب،) وعند البخاري 1741 زاد من طريق قرة ” إلى يوم تلقون ربكم”. وعند البخاري 1741 زاد من طريق أيوب ” فسيسألكم عن أعمالكم”.
29- وعند البخاري 105 زاد من طريق حماد عن أيوب: ” وكان محمد يقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ذلك «ألا هل بلغت» مرتين
30- وزاد أبو عبيد القاسم بن سلام في روايته من طريق أيوب ” قال قال ابن سيرين قد كان ذاك كان بعض من بلغه أوعى من بعض من سمعه
31- وعند البخاري 1741 زاد من طريق قرة ” فلا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض»”
32- وزاد البخاري 7078 من طريق قرة ” فلما كان يوم حرق ابن الحضرمي، حين حرقه جارية بن قدامة، قال: أشرفوا على أبي بكرة، فقالوا: هذا أبو بكرة يراك، قال عبد الرحمن: فحدثتني أمي عن أبي بكرة، أنه قال: لو دخلوا علي ما بهشت بقصبة”.
33- فيه استفادة أبي بكرة رضي الله عنه من سماعه لهذا الحديث وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم فحادثة ابن الحضرمي كانت سنة ثمان وثلاثين من الهجرة النبوية.
34 – ذُكر حديث الباب في موسوعة نضرة النعيم من ضمن الأحاديث المتعلقة بالتبليغ.
35 – ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر في بعض الأحيان قوله ( فليبلغ الشاهد الغائب ) فمن ذلك
– عن زهير بن الأقمر قال: بينما الحسن بن على يخطب بعد ما قتل علي رضي الله عنه إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعه في حبوته يقول من أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حدثتكم . هذا حديث صحيح .
الصحيح مما ليس في الصحيحين1480
36 – كان الصحابة يوصون أن يبلغ الشاهد الغائب إقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم : عن أبي مالك الأشْعَريِّ رضيَ الله عنه:
أنهُ لمَّا حضَرتْهُ الوَفاةُ قال: يا مَعْشَر الأشْعَرِّيين! ليُبلِّغِ الشاهِدُ الغائِبَ؛ إنِّي سمِعْتُ رسولَ الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يقول:
“حلاوَةُ الدنيا مُرَّةُ الآخِرَةِ، ومُرَّةُ الدنْيا حلاوَةُ الآخِرَةِ”.
رواه الحاكم وقال: “صحيح الإسناد”.
صَحِيحُ التَّرْغِيب وَالتَّرْهِيب3248
37 -تأكيد الخبر بما يثبته ويؤيده، من بيان الطرق الوثيقة، التي وصل منها، لكونه سمعه بنفسه، أو تكرر عليه، أو شاهد الحادث، أو نقله عن ثقة، ونحو ذلك.
38 – البداءة بالحمد والثناء على الله تعالى، في الخطب والمخاطبات، والرسائل وغيرها، من الكلام المهم.
39 – تحريم الله لمكة منذ خلق السماوات والأرض، مما يدل على أنها لم تفضل لمناسبات مؤقتة. وإنما هي عريقة أصيلة في التعظيم والتقديس.
أما تحريم إبراهيم عليه السلام، فهو إظهار لتحريم الله.
40 – أن الإيمان الصحيح هو الرادع عن محارم الله وتعدِّي حدوده.
41 – أن النبي فتح مكة عَنْوَةً لقوله في رواية ” فإن أحد ترخص بقتال رسول الله”.
42 – تطبيق الصحابة في إبلاغ العلم : فأبو شريح قام بنصيحة عمرو بن سعيد.
وكذلك جرير بن عبد الله البجلي نصح أهل الكوفة حين مات أميرهم بالسكينة حتى يأتيهم أمير وقال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم .
43 – قَوْلُهُ ( فَلْيُبَلِّغِ الشّاهِد الغائِب ) قالَ بن جَرِيرٍ فِيهِ دَلِيلٌ عَلى جَوازِ قَبُولِ خَبَرِ الواحِدِ لِأنَّهُ مَعْلُومٌ أنَّ كُلَّ مَن شَهِدَ الخُطْبَةَ قَدْ لَزِمَهُ الإبْلاغُ ( نقله ابن حجر في افتح )
44 – بوب البيهقي : باب الحجة في تثبيت خبر الواحد وذكر من حجج الشافعي :
حديث ابن مسعود رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ” نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا وَأَدَّاهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ ….) الحديث
معرفة السنن والآثار 1/109
45 -استنبط من الحديث أن حامل الحديث يؤخذ عنه وإن كان جاهلاً بمعناه وهو مأجور بتبليغه محسوب في زمرة أهل العلم.
قاله القسطلاني في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري
46 -من جوز نقل الحديث بالمعنى ؛ إنما جوزه من الفقيه العالم بمواقع الألفاظ . ومن أهل العلم من منع ذلك مطلقا .
47 – الشيخ عبدالمحسن العباد أورد حديث الباب ليرد به على حسن المالكي
فقال حفظه الله:وهؤلاء الذين حجُّوا معه وشهدوا خطبتَه وسَمعوها، وأُمروا بإبلاغها غيرَهم هم من أصحابه، لا كما يقول المالكي من أنَّ الصُّحبةَ الشرعيَّة خاصَّةٌ بِمَن كان قبل الحُديبية.
الانتصار للصحابةِ الأخيار في ردِّ أباطيل حسن المالكي
48 – فيه التحذير من التكفير ؛لأن القول بكفر المسلم من أعظم ما يقدح في عرضه، وهو مستتبع لهتك ماله ودمه لقوله “فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام”
49 -بَابُ مَا جَاءَ فِي إِخْبَارِهِ بِسَمَاعِ أَصْحَابِهِ حَدِيثَهُ , ثُمَّ بِسَمَاعِ مَنْ تَبِعَهُمْ مَا سَمِعُوهُ , ثُمَّ بِسَمَاعِ مَنْ تَبِعَ التَّابِعِينَ مَا سَمِعُوهُ وَأَنَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ حَدِيثُهُ قَدْ يَكُونُ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ , وَإِخْبَارِهِ بِمَنْ يَأْتِيهُمْ مِنَ الْآفَاقِ يَتَفَقَّهُونَ , وَوُجُودِ جَمِيعِ مَا أَخْبَرَ بِهِ كَمَا أَخْبَرَ
قاله البيهقي في دلائل النبوة
50 – مناط التشبيه في قوله ( كحرمة يومكم ) وما بعده ظهوره عند السامعين لأن تحريم البلد والشهر واليوم كان ثابتا في نفوسهم مقررا عندهم بخلاف الأنفس والأموال والأعراض فكانوا في الجاهلية يستبيحونها . قاله ابن حجر
51 – قال الكرماني في «الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (٢/ ٢٧):
قوله (رب) هو للتقليل لكنه كثر في الإستعمال للتكثير بحيث غلب على الحقيقة كأنها صارت حقيقة فيه. اهــ
52 – قال العيني في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» (٢/ ٣٤):
فوائد :
الرابع: فيه أن ما كان حراما يجب على العالم أن يؤكد حرمته، ويغلظ عليه بأبلغ ما يوجد، كما فعل النبي، عليه الصلاة والسلام، في المتشابهات. . اهــ
53 -قال ابن العثيمين في التعليق على صحيح البخاري:
وفيه من الفوائد
جواز عرض المسألة على الطالب.
شدة احترامهم للرسول عليه الصلاة والسلام ، وخوفهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم.
وجوب تبليغ حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله : ليبلغ الشاهد الغائب واللام للأمر ، اللام للأمر ، والأصل في الأمر الوجوب ، ويتأكد ذلك على أهل العلم.
يقول بعض الناس أنا أبلغ ولكن لا فائدة ، قلنا بل فائدة ، أولاً : براءة الذمة ، والثاني : بيان للناس أن هذا حرام لئلا يحتجوا بسكوت العلماء على جوازه وعلى حله ، ثالثاً : انتفاع الأجيال . انتهى باختصار
54 – قوله (حدثنا ابن عون) تابعه أيوب كما عند البخاري 105
تابعه قرة بن خالد كما عند البخاري 1741
55 – قوله (عن ابن سيرين) وعند البخاري 7078 ” حدثنا ابن سيرين”
56 – قوله (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة) وعند البخاري 1741 في رواية ” أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة” تابعه حميد بن عبد الرحمن عند البخاري 1741.
==
==
==