118 ، 119 ، 120 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وسيف بن غدير
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب حفظ العلم
118 – حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قالَ: حَدَّثَنِي مالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنِ الأعْرَجِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: «إنَّ النّاسَ يَقُولُونَ أكْثَرَ أبُو هُرَيْرَةَ، ولَوْلاَ آيَتانِ فِي كِتابِ اللَّهِ ما حَدَّثْتُ حَدِيثًا، ثُمَّ يَتْلُو ﴿إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أنْزَلْنا مِنَ البَيِّناتِ والهُدى﴾ [البقرة ١٥٩] إلى قَوْلِهِ ﴿الرَّحِيمُ﴾ [البقرة ١٦٠] إنَّ إخْوانَنا مِنَ المُهاجِرِينَ كانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأسْواقِ، وإنَّ إخْوانَنا مِنَ الأنْصارِ كانَ يَشْغَلُهُمُ العَمَلُ فِي أمْوالِهِمْ، وإنَّ أبا هُرَيْرَةَ كانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِشِبَعِ بَطْنِهِ، ويَحْضُرُ ما لاَ يَحْضُرُونَ، ويَحْفَظُ ما لاَ يَحْفَظُونَ»
119 – حَدَّثَنا أحْمَدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ أبُو مُصْعَبٍ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إبْراهِيمَ بْنِ دِينارٍ، عَنِ ابْنِ أبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي أسْمَعُ مِنكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أنْساهُ؟ قالَ: «ابْسُطْ رِداءَكَ» فَبَسَطْتُهُ، قالَ: فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: «ضُمَّهُ» فَضَمَمْتُهُ، فَما نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ. حَدَّثَنا إبْراهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ قالَ: حَدَّثَنا ابْنُ أبِي فُدَيْكٍ بِهَذا أوْ قالَ: غَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ
120 – حَدَّثَنا إسْماعِيلُ، قالَ: حَدَّثَنِي أخِي، عَنِ ابْنِ أبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قالَ: «حَفِظْتُ مِن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وِعاءَيْنِ: فَأمّا أحَدُهُما فَبَثَثْتُهُ، وأمّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذا البُلْعُومُ»
————
فوائد الباب:
1- قوله (باب حفظ العلم) وترجم النسائي في السنن الكبرى مثله
2- قوله (حفظ العلم) يشير إلى أسباب حفظ العلم من ملازمة العالم والتقلل من الدنيا وطلب دعاء الرجل الصالح بل النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم.
3- حديث أبي هريرة الأول أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى وعند ابن ماجه باختصار
4- قوله (إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة) قد قالها بعض الصحابة كابن عمر رضي الله عنهما وقالها بعض من بعدهم.
5- حدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنهم يقول من تبع جنازة فله قيراط فقال أكثر أبو هريرة علينا… رواه البخاري 1323
6- قوله (ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى إلى قوله الرحيم}) والظاهر أن الآيتان متتاليتان وهما:
7- قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) من سورة البقرة.
8- ولقد استشهد بنفس الآية عثمان بن عفان رضي الله عنه “ قَالَ: وَاللهِ لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا, وَاللهِ لَوْلاَ آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمُوه…. قَالَ عُرْوَةُ: الآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} إِلَى قَوْلِهِ: {اللاَّعِنُونَ}.” رواه مسلم 462 وروي عن عبد الله بن سلام أنه استشهد بالآية أيضا.
9- عن مجاهد في قول الله:” إنّ الذين يَكتمونَ مَا أنزلنا من البينات والهدى” قال، هم أهل الكتاب. أخرجه الطبري في تفسيره 2371 و2372 بإسناد صحيح.
10- وعن قتادة قال “أولئكَ أهلُ الكتاب، كتموا الإسلام وهو دين الله، وكتموا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهم يَجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل. أخرجه الطبري 2374 بإسناد صحيح.
11- قال الإمام الطبري عقبه ” وهذه الآية وإن كانت نزلت في خاصٍّ من الناس، فإنها معنيٌّ بها كل كاتمٍ علمًا فرضَ الله تعالى بيانه للناس.”
12- وزاد البخاري 2350 من طريق إبراهيم بن سعد والبخاري 7354 ومسلم 2492 والنسائي في السنن الكبرى 5837 من طريق سفيان – هو ابن عيينة-
وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوما لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئا أبدا فبسطت نمرة ليس عليَّ ثوب غيرها حتى قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته ثم جمعتها إلى صدري فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا
13- قوله (عن الأعرج) هو عبد الرحمن بن هرمز القرشي، قال العلماء يجوز ذكر الراوي بلقبه أو صفته التي يكرهها إذا كان المراد تعريفه لا نقصه وجوزوا ذلك كما جوزوا جرحهم للحاجة. قاله الكرماني في الكواكب الدراري.
14- قال أبو الزناد – أحد شراح البخاري-: فيه حفظ العلم والدؤوب عليه، والمواظبة على طلبه قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
15- فيه فضيلة لأبى هريرة فضله صلى الله عليه وسلم بها قاله ابن بطال.
16- فيه من ” أعلام النبوة في الإسلام” قاله البخاري.
17- لذا قال الإمام الذهبي كما في سير أعلام النبلاء “وكان حفظ أبي هريرة الخارق من معجزات النبوة.” وقال الحافظ ابن حجر كما في الفتح فيه ” فضيلة ظاهرة لأبي هريرة ومعجزة واضحة من علامات النبوة لأن النسيان من لوازم الإنسان وقد اعترف أبو هريرة بأنه كان يكثر منه ثم تخلف عنه ببركة النبي صلى الله عليه وسلم”.
18- فيه : فضل التقلل من الدنيا ، وإيثار طلب العلم على طلب المال قاله ابن بطال في شرحه.
19- باب الحجة على من قال إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة وما كان يغيب بعضهم من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمور الإسلام قاله البخاري.
20- وفيه: أنه جائز للإنسان أن يخبر عن نفسه بفضله إذا اضطر إلى ذلك ، لاعتذار من شيء ، أو لتبيين ما يلزمه تبيينه إذا لم يقصد بذلك الفخر . قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
21 – قال صاحب فتح المنعم في شرحه لصحيح مسلم:
أخذ من قوله في رواية ( فما نسيت شيئا سمعته منه ) ومن قوله في رواية ( فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني به ) أن أبا هريرة لم ينس شيئا من الأحاديث التي سمعها، وأن عدم النسيان عنده خاص بالحديث، فإن قيل: قد أخرج ابن وهب من طريق الحسن بن عمرو ابن أمية، قال: تحدثت عند أبي هريرة بحديث، فأنكره، فقلت: إني سمعته منك؟ فقال: إن كنت سمعته مني فهو مكتوب عندي.
فهذا يدل على وقوع نسيانه في الحديث، ويحمل عدم النسيان على عدم نسيان تلك المقالة، يستأنس لذلك برواية شعيب فما نسيت من مقالته تلك من شيء مما يخص عدم النسيان بتلك المقالة، ويلتحق بهذا حديث أبي سلمة عنه لا عدوى فإنه قال فيه: إن أبا هريرة أنكره، قال: فما رأيته نسي شيئا غيره.
قال الحافظ ابن حجر: سند حديث ابن وهب ضعيف، وعلى تقدير ثبوته فهو نادر، وسياق الكلام في روايتنا يقتضي ترجيح العموم، لأن أبا هريرة نبه بذلك على كثرة محفوظه من الحديث، والوثوق منها، فلا يصح حمله على تلك المقالة وحدها.
22- قوله (إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق) هي أخوة الدين، واشتهر المهاجرون بالتجارة.
23- قوله (وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم). واشتهر الأنصار بالزراعة. وقد ترجم عليه البخاري فقال باب ما جاء في الغرس
24- ينبغي لكل من أمر بمعروف إذا خاف على نفسه في التصريح أن يعرض. ولو كانت الأحاديث التي لم يحدث بها من الحلال والحرام ما وسعه تركها قاله ابن بطال.
25- فيه منَ الْفِقْهِ مَعَانٍ: مِنْهَا أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُكْمُهُ حُكْمُ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْمُنَزَّلِ.
26- وَمِنْهَا إِظْهَارُ الْعِلْمِ وَنَشْرُهُ وَتَعْلِيمُهُ.
27- وَمِنْهَا مُلَازَمَةُ الْعُلَمَاءِ وَالرِّضَا بِالْيَسِيرِ لِلرَّغْبَةِ فِي الْعِلْمِ، وَمِنْهَا الْإِيثَارُ لِلْعِلْمِ عَلَى الِاشْتِغَالِ بِالدُّنْيَا وَكَسْبِهَا ” وهذه الثلاث الأخيرة قالها الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله
28- قال علي بن خشرم شكوت إلى وكيع قلة الحفظ، فقال: ” استعن على الحفظ بقلة الذنوب ” أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 1604 وقال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع :أنشدنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري لبعضهم : شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأومأ لي إلى ترك المعاصي وقال بأن حفظ الشيء فضل وفضل الله لا يدركه عاصي. قلت وعزاه بعضهم للإمام الشافعي.
29- من فوائد الحديث الثالث:” هذا دال على جواز كتمان بعض الأحاديث التي تحرك فتنة في الأصول أو الفروع، أو المدح والذم، أما حديث يتعلق بحل أو حرام فلا يحل كتمانه بوجه، فإنه من البينات والهدى”. قاله الإمام الذهبي كما في سير أعلام النبلاء.
30- قَالَ الْحَسَنُ – أي البصري-: صَدَقَ وَاللَّهِ، لَوْ أَخْبَرَنَا أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ وَيُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ ” أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى من طريق أبي هلال- هو الراسبي- عن الحسن ، وأبو هلال فيه ضعف .
31 – قال الحافظ في «الفتح»: وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة، ومثله قول ابن مسعود: ما أنت محدثا قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
رواه مسلم في مقدمة صحيحه ١ / ١١.
32 – وممن كره التحديث ببعض دون بعض؛ أحمد في الأحاديث التي ظاهرها الخروج على السلطان، …. وأبو يوسف في الغرائب، ومن قبلهم أبو هريرة كما تقدم عنه في الجرابين وأن المراد ما يقع من الفتن، ونحوه عن حذيفة وعن الحسن أنه أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين، لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من المبالغة في سفك الدماء، بتأويله الواهي، وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة، وظاهره في الأصل غير مراد فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب . فتح الباري 1/272
33 – قال المهلب، وأبو الزناد: يعنى أنها كانت أحاديث أشراط الساعة، وما عرف به (صلى الله عليه وسلم) من فساد الدين، وتغيير الأحوال، والتضييع لحقوق الله تعالى، كقوله (صلى الله عليه وسلم): يكون فساد هذا الدين على يدي أغيلمة سفهاء من قريش -، وكان أبو هريرة يقول: لو شئت أن أسميهم بأسمائهم، فخشى على نفسه، فلم يصرح. وكذلك ينبغي لكل من أمر بمعروف إذا خاف على نفسه في التصريح أن يعرض. نقله ابن بطال في شرحه.
34 – وقال شيخ الإسلام في حديث أبي هريرة: كان فى ذلك الجراب أحاديث الفتن التى تكون بين المسلمين فإن النبى صلى الله عليه وسلم أخبرهم بما سيكون من الفتن التى تكون بين المسلمين ومن الملاحم التى تكون بينهم وبين الكفار ولهذا لما كان مقتل عثمان وفتنة ابن الزبير ونحو ذلك قال ابن عمر : لو أخبركم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم وتهدمون البيت وغير ذلك لقلتم كذب أبو هريرة فكان أبو هريرة يمتنع من التحديث بأحاديث الفتن قبل وقوعها لأن ذلك مما لا يحتمله رؤوس الناس وعوامهم. انتهى مجموع الفتاوى 2/218 وراجع أيضا مجموع الفتاوى 13/256
وكذلك في حديث (من شهد أن لا إله إلا الله ..) قال معاذ للنبي ﷺ أفلا أخبر الناس: قال لا تخبرهم فيتكلوا. والله أعلم
35 – قال الشاطبي – رحمه الله- في الموافقات (٤/ ١٨٩):
(فصل:
ومن هذا يعلم أنه ليس كل ما يعلم مما هو حق يطلب نشره وإن كان من علم الشريعة ومما يفيد علما بالأحكام بل ذلك ينقسم:
فمنه ما هو مطلوب النشر وهو غالب علم الشريعة.
ومنه ما لا يطلب نشره بإطلاق أو لا يطلب نشره بالنسبة إلى حال أو وقت أو شخص:
– ومن ذلك تعيين هذه الفرق فإنه وإن كان حقا فقد يثير فتنة كما تبين تقريره فيكون من تلك الجهة ممنوعا بثه.
– ومن ذلك علم المتشابهات والكلام فيها فإن الله ذم من اتبعها فإذا ذكرت وعرضت للكلام فيها فربما أدى ذلك إلى ما هو مستغنى عنه وقد جاء فى الحديث عن علي: «حدثوا الناس بما يفهمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله» وفى الصحيح عن معاذ أنه ﵊ قال: «يا معاذ تدرى ما حق الله على العباد وما حق العباد
على الله» الحديث إلى أن قال: قلت: يا رسول أفلا أبشر الناس قال: لا تبشرهم فيتكلوا «وفى حديث آخر عن معاذ فى مثله قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها فيستبشروا فقال إذا يتكلوا قال أنس فأخبر بها معاذ عند موته تأثما» ونحو من هذا عن عمر بن الخطاب مع أبى هريرة أنظره فى كتاب مسلم والبخاري فإنه قال فيه عمر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا به قلبه بشره بالجنة قال: نعم قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون فقال رسول الله ﷺ:فخلهم «وحديث ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف قال:» لو شهدت أمير المؤمنين أتاه رجلا فقال:
إن فلانا يقول لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانا فقال عمر: لأقومن العشية فأحذر هؤلاء الرهط الذين يريدون يغضبونهم قلت: لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس ويغلبون على مجلسك فأخاف أن لا ينزلها على وجهها فيطيروا بها كل مطير وأمهل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنة فتلخص بأصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار ويحفظوا مقالتك وينزلوها على وجهها فقال: والله لأقومن فى أول مقام أقومه بالمدينة الحديث.
ومنه حديث سلمان مع حذيفة وقد تقدم
– ومنه أن لا يذكر للمبتدئ من العلم ما هو حظ المنتهى بل يربي بصغار العلم قبل كباره وقد فرض العلماء مسائل مما لا يجوز الفتيا بها وإن كانت صحيحة فى نظر الفقه كما ذكر عز الدين بن عبد السلام فى مسألة الدور فى الطلاق لما يؤدى إليه من رفع حكم الطلاق بإطلاق وهو مفسدة.
– من ذلك سؤال العوام عن علل مسائل الفقه وحكم التشريعات وإن كان لها علل صحيحة وحكم مستقيمة ولذلك أنكرت عائشة على من قالت: لم تقضى الحائض الصوم ولا تقضى الصلاة وقالت لها: أحروية أنت؟ ” وقد ضرب عمر بن الخطاب صبيغا وشرد به لما كان كثير السؤال عن أشياء من علوم القرآن لا يتعلق بها عمل وربما أوقع خيالا وفتنة وإن كان صحيحا وتلا قوله تعالى: ﴿وفاكهة وأبا﴾ فقال: هذه الفاكهة فما الأب؟ ثم قال: ما أمرنا بهذا إلى غير ذلك مما يدل على أنه ليس كل علم يبث وينشر وإن كان حقا وقد أخبر مالك عن نفسه أن عنده أحاديث وعلما ما تكلم فيها ولا حدث بها وكان يكره الكلام فيما ليس تحته عمل وأخبر عمن تقدمه أنهم كانوا يكرهون ذلك فتنبه لهذا المعنى.
وضابطه أنك تعرض مسألتك على الشريعة فإن صحت فى ميزانها فانظر فى مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله فإن لم يؤد ذكرها إلى مفسدة فاعرضها فى ذهنك على العقول فإن قبلتها فلك أن تتكلم فيها إما على العموم ان كانت مما تقبلها العقول على العموم وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم وإن لم
يكن لمسألتك هذا المساغ فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية)
36 – حديث ظاهره مشكل :
قال رسول الله ﷺ:
«إذا ظهرت البدع في أمتي وشتم أصحابي فليظهر العالم علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»
رواة أبو بكر الآجر ي في الشريعة
وأبو عمر الداني في السنن الواردة في الفتن
لكن الحديث المذكور إسناده ضعيف فيه محمد بن عبدالمجيد التميمي المفلوج ضعفه محمد بن غالب تمتام والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٢/ ٣٩٢) وقال الحافظ في لسان الميزان (٥/ ٢٦٤): (محمد بن عبد المجيد التميمي المفلوج عن حماد بن زيد ضعفه محمد بن غالب تمتام ومن مناكيره ….) فذكر هذا الحديث .
37 – وهناك من يشكك في حفظ أبي هريرة وصحة أحاديثه. وراجع لتفنيد هذه الشبه وردها
رد المعلمي على أبي رية المسمى الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من التضليل والزلل والمجازفة .
وايضا راجع مجموع الفتاوى: ٤/ ٥٣٢
و سير أعلامالنبلاء: ٣/ ٥٢٥، و البداية والنهاية: ٨/ ١٠٥
38 – ليس معنى أن أبا هريرة أحفظ أنه كان أكثر حديثا من أبي بكر فأبوبكر منذ أسلم لم يفارق النبي صلى الله عليه وسلم . وإنما يقال أبوهريرة أكثر تحديثا . فأبوبكر انشغل بالخلافة ولم يبق بعد النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا أما أبوهريرة فعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم مدة وتفرغ للتحديث . قاله ابن عثيمين بمعناه شرحه للبخاري .
39 – قال يَزِيد بْن الْأَصَمِّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «يَقُولُونَ أَكْثَرْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنِّي حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ، يَعْنِي الْمَزَابِلَ، ثُمَّ مَا نَاظَرْتُمُونِي» أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن سعد في الطبقات الكبرى واللفظ له من طريق جعفر بن برقان عن يزيد به
40- وعند البخاري 2047 من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن” وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة”.
41- وعند البخاري 2047من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن” وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة أعي حين ينسون”.
42- قوله (حدثنا عبد العزيز بن عبد الله) تابعه معن كما عند مسلم 2492، تابعه إسحق بن عيسى كما عند النسائي في السنن الكبرى5836 .
43- قوله (حدثني مالك) تابعه إبراهيم بن سعد كما عند البخاري 2350 وابن ماجه 262 تابعه سفيان بن عيينة كما عند البخاري 7354 ومسلم 2492 والنسائي في السنن الكبرى 5837 تابعه معمر كما عند مسلم 2492
45- قوله (عن ابن شهاب) وعند البخاري من طريق سفيان ” حدثني الزهري”
46 – قوله (عن الأعرج) وعند البخاري من طريق سفيان ” أنه سمعه من الأعرج”
47- حديث أبي هريرة الثاني أخرجه البخاري والترمذي.
48- قوله (حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار) تابعه ابن أبي فديك كما في آخر الحديث هنا وأعاده البخاري أيضا 3648 وعند أبي طاهر المخلص في المخلصيات 2963 تابعه عثمان بن عمر كما عند الترمذي في سننه 3835 تابعه روح بن عبادة كما عند ابن أخي ميمي في فوائده 276
49- قوله (عن سعيد المقبري) تابعه أبو الطفيل كما عند أبي يعلى في مسنده 6219 بإسناد حسن
50- حديث أبي هريرة الثالث تفرد به البخاري.
51- قوله (حدثنا إسماعيل) هو ابن أبي أويس قاله الخطيب البغدادي.
52 – قوله (حدثني أخي) هو أبو بكر عبد الحميد ، تابعه ابن أبي فديك- راوي الحديث السابق- كما عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله 1910 وأبي القاسم المهرواني كما في المهروانيات 20