90 ، 91 ، 92 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره
90 – حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ فقال أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة
فوائد الباب:
1- حديث أبي مسعود الأنصاري أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى.
2- قوله (قال رجل يا رسول الله) وعند البخاري من طريق زهير ” والله يا رسول الله” .
3- قوله (لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان) وعند البخاري من طريق زهير ” إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا” وعند البخاري عن محمد بن يوسف عن سفيان ” في الفجر”. وعند البيهقي في السنن الكبرى من طريق ابن عيينة ” إني لأتخلف عن صلاة الصبح مما يطول بنا فلان” وعند الإمام أحمد في مسنده 17065 عن يزيد ” إني لأتأخر في صلاة الغداة مخافة فلان – يعني إمامهم -.”
4- قوله ( فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ)
هذا هو موضع الشاهد ، وفيه الغضب إذا أساء الداعية فنفر الناس عن التدين ولو لم يقصد.
5- قوله (أيها الناس إنكم منفرون) وقدم أداة النداء ” يا” البخاري 704 من طريق سفيان الثوري ، وعند البخاري 702 من طريق زهير ” إن منكم منفرين”.
6- قوله ( فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة).
أي يخفف في القراءة وفيه تكلف أصحاب الأعذار حضور الجماعة. وفيه تعليل الحكم أي من أجل أصحاب الأعذار ممن يشق عليه التطويل.
7- فيه ” تخفيف الإمام في القيام وإتمام الركوع والسجود” قاله البخاري.
8 – قال ابن الملقن في «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (3/ 450):
فيه الأمر بالتخفيف، وما ورد من إطالته – صلى الله عليه وسلم – في بعض الأحيان محمول عَلَى تبيين الجواز أو أنه علم من حال من وراءه في تلك الصلاة إيثار التطويل.
9- فيه ” باب من شكا إمامه إذا طوّل” قاله البخاري.
10 – قوله (باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله وقال الله {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}) قاله البخاري. وترجم النسائي في السنن الكبرى” الغضب عند الموعظة والتعليم إذا رأى العالم ما يكره”. قلت وهي عين ترجمة البخاري في هذا الباب.
11 – قال ابن عثيمين :
هذا الحديث فيه من الفوائد الغضب عند السؤال ، والتعليم لكن إذا كان له سبب ، إذا رأى ما يكره مثل أن يسأل عن أشياء لا ينبغي السؤال عنها أو يعلم من حال السائل أنه متعنت ، أو يعلم من حال السائل أن يستغل جواب هذا المسؤول لأغراضه هو، أغراض ليست سليمة مثلاً
12- هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان؟ قاله البخاري
13- قوله (حدثنا محمد بن كثير) تابعه محمد بن يوسف كما عند البخاري 704
14 – قال ابن العثيمين في التعليق على البخاري:
فيه الغضب ، بأن النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضباً أشد ما رآه الراوي أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه ، وقوله : ( لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا ) يعني معناها لا أكاد أطيقها ، يعني لا أكاد أدرك إطاقتها من أجل طولها .
وفيه أن الإنسان ينبغي له أن يستجلب الناس ويستعطف الناس ويتألف الناس في أمور الدين وأن لا ينفرهم، لأنهم إذا نفروا كانوا هم السبب في نفورهم عن دين الله ، وإذا استجلبهم واستألفهم كان هو السبب في محبتهم لدين الله وقربهم.
استدل بهذا الحديث النقارون الذين ينقرون الصلاة نقر الغراب ، …..ولكنه لا دليل لهم في ذلك ، لأننا نقول المراد بالتخفيف ما طابق السنة
15- قوله (أخبرنا سفيان) هو الثوري تابعه زهير كما عند البخاري 702 تابعه يحيى بن سعيد كما عند البخاري 61110 والنسائي في السنن الكبرى5860 تابعه عبد الله بن المبارك كما عند البخاري 7159 تابعه هشيم كما عند مسلم 466 تابعه وكيع كما عند مسلم 466 تابعه عبد الله بن نمير كما عند مسلم 466 وابن ماجه 984 تابعه سفيان بن عيينة كما عند مسلم 466 تابعه يزيد عند الإمام أحمد في مسنده 17065.
16- قوله ( عن ابن أبي خالد) وعند البخاري 702 من طريق زهير ” حدثنا إسماعيل” وعند البخاري 7159 من طريق عبد الله هو ابن المبارك ” أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد”.
17- قوله ( عن قيس بن أبي حازم) وعند البخاري 702 من طريق زهير ” سمعت قيسا”.
18- قوله ( عن أبي مسعود الأنصاري) وعند البخاري 702 من طريق زهير ” أخبرني أبو مسعود”
———-
قال البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
91 – حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو عامر قال حدثنا سليمان بن بلال المديني عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة فقال اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعفاصها ثم عرفها سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه قال فضالة الإبل فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال احمر وجهه فقال وما لك ولها معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها قال فضالة الغنم قال لك أو لأخيك أو للذئب
فوائد الحديث:
1- حديث زيد بن خالد رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي في السنن الكبرى
2- قوله ( سأله رجل عن اللقطة) قال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح “قيل هو بلال وقيل هو الجارود وقيل عمير والد مالك وقيل هو زيد بن خالد نفسه” قلت وقد يكون هو سويد أبو عقبة كما ورد في الطبراني في الكبير 6468.
3- ” إذا جاء صاحب اللقطة بعد سنة ردها عليه لأنها وديعة عنده” قاله البخاري.
4- ورد من حديث عقبة بن سويد عن أبيه ” وكان إذا غضب عرف ذلك في حمرة وجنته” أخرجه البخاري في التاريخ الكبير وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة 1160 والطبراني في المعجم الكبير 6468 وقال الألباني كما في صحيح أبي داود حديث صحيح، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ” وعقبة بن سويد مستور لم يضعفه أحد وبقية رجاله رجال الصحيح.” والحديث أشار إليه أبو داود في سننه 1708. قلت وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3340 وقال والأول أصح أي حديث الباب حديث زيد بن خالد أصح من حديث عقبة بن سويد عن أبيه. وتبعه أبو نعيم الأصبهاني كما في معجم الصحابة له.
5- قوله ( اعرف وكاءها ) يعني الخيط الذي تشدُّ به”
يقال منه: أوكيّنها إيكاء، وعصتها عفصًا: إذا شددت العفاص عليها قاله أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث
6- قوله (فغضب حتى احمرت وجنتاه أو قال احمر وجهه) هذا هو موضع الشاهد، قال الحافظ ابن حجر إما لأنه نهى قبل ذلك عن التقاطها، وإما لأن السائل قصر في فهمه فقاس ما يتعين التقاطه على ما لا يتعين.
7- قال ابن بطال أجمع العلماء أنه يجوز الشرب من الأنهار دون استئذان أحد ، لأن الله – تعالى – خلقها للناس والبهائم ، وأنه لا مالك لها غير الله – تعالى –
———–
أخرج البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
92 – حدثنا محمد بن العلاء قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب ثم قال للناس سلوني عما شئتم قال رجل من أبي قال أبوك حذافة فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله فقال أبوك سالم مولى شيبة فلما رأى عمر ما في وجهه قال يا رسول الله إنا نتوب إلى الله عز وجل
فوائد الحديث:
1 – حديث أبي موسى الأشعري رواه الشيخان.
2 – يشكل من هذا الحديث معنى الغضب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال: (لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان) ثم قد فصل الحكم هاهنا في وقت غضبه .. ؟ قاله الخطابي في أعلام الحديث
3 – ثم أجاب الخطابي عن ذلك فقال: والجواب أن الغضب من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون على وجهين أحدهما: أن يكون خوفا وشفقا على الأمة أن يضلوا إذا خفي عليهم علمُ ما يلزمهم، ويعنيهم من أمر الدين، فيكون ذلك تحريضاً منه لهم على الواجب من ذلك. والوجه الآخر: ما يحدث له من الغضب البشري الذي هو طبع وجبلة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إني بشر أغضب كما تغضبون)، وعلى الوجهين معا، بل على الأحوال كلها لا يجوز عليه غلط في الحكم يقر عليه قولا ولا فعلا لعصمة الله عز وجل إياه صلى الله عليه وسلم .
4 – قال القسطلاني في « إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» (1/ 188):
وقيل أراد المؤلف الفرق بين قضاء القاضي وهو غضبان وبين تعليم المعلم وتذكير الواعظ فإنه بالغضب أجدر كذا قاله البرماوي والعيني كابن المنير، وتعقبه البدر الدماميني فقال: أما الوعظ فمسلم وأما تعليم العلم فلا نسلم أنه أجدر بالغضب لأنه مما يدهش الفكر فقد يفضي التعليم به في هذه الحالة إلى خلل والمطلوب كمال الضبط انتهى.
5 – ومن فوائد هذا الحديث ، فراسة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث رأى أن هذا إرهاق, على النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا قال إنا نتوب إلى الله عز وجل. قاله ابن عثيمين
6 – وفي هذا أيضاً من الفوائد أن أذية النبي صلى الله عليه وسلم ذنب ، وقد جاء ذلك في القرآن : (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً )) ، نعم . قاله ابن عثيمين
7 – فيه باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث قاله البخاري بعد أن أورده من حديث أنس “وفيه فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا فسكت”.
8 – فيه : فهم عمر وفضل علمه ، لأنه خشى أن يكون كثرة سؤالهم له كالتعنيت له ، والشك في أمره ( صلى الله عليه وسلم ) قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري
9 – وفيه : أنه لا يجب أن يسأل العالم إلا فيما يحتاج إليه قاله ابن بطال في شرحه
10 – وفى بروك عمر عند النبى ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، الاستجداء للعالم ، والتواضع له قاله ابن بطال في شرحه
11 – فيه التعوذ من الفتنة ، وما يكره من كثرة السؤال ، وتكلف ما لا يعني قاله البخاري
12 – حرص الطالب على عدم إغضاب العالم حتى لا يحرم نفسه وغيره الفوائد في المجلس
13 – قوله ( عن بريد) وأورده البخاري بنفس الإسناد في باب غزوة تبوك وفيه ” عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة”
14- فيه رواية الأقارب بعضهم عن بعض ، بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى