115 – رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه
باب العلم والعظة بالليل
115 – حدثنا صدقة أخبرنا ابن عيينة عن معمر عن الزهري عن هند عن أم سلمة وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري عن هند عن أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة
فوائد الباب:
1- حديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أخرجه البخاري والترمذي، واستدركه الحاكم على الشيخين 8552 فلم يصب حيث أخرجه من طريق سفيان بن عيينة فقد أخرجه البخاري كما ترى ومن طريق ابن عيينة أيضا.
2- فيه تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب قاله البخاري
3- فيه علامات النبوة في الإسلام قاله البخاري.
4- فيه التكبير والتسبيح عند التعجب قاله البخاري .
فقد ذكر البخاري حديث أم سلمة برقم ٦٢١٨ وبوب عليه وعلى غيره بذلك
قال ابن باز: وكذا ورد التكبير لقول عمر: الله أكبر، حينما علم أن النبي – ﷺ – لم يطلق أزواجه، وكذا تكبير الصحابة عندما قال المصطفى «إني أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة» الحديث، وكذا كل أمر هام فيذكر الله عنده.
الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري
5 – وفيه التهليل عند التعجب أيضا حيث ورد عند البخاري من طريق هشام كما سيأتي ذكره
6 – باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه قاله البخاري.
7 – فيه ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم قاله الترمذي، وقال أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن ” بَابُ مَا جَاءَ فِي كَثْرَةِ الْفِتَنِ وَتَوَاتُرِها وَسُوءِ عَوَاقِبِها”.
8 – فيه ما يكره للنساء لباسه من الثياب قاله الإمام مالك في الموطأ.
9 – فيه ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قلة الاغترار بمن أوتي هذه الدنيا الفانية الزائلة قاله ابن حبان في صحيحه.
10 – ما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر ألا ترضى أن تكون لهم الدنيا قاله ابن أبي عاصم في الزهد 200و201 وذكر حديث الباب بعد أن ذكر حديثا لعمر رضي الله عنه.
11- فيه أن للرجل أن يوقظ أهله بالليل لذكر الله وللصلاة ، ولا سيما عند آية تحدث ، أو مأثور رؤيا مخوفة قاله ابن بطال.
12 – قولها (استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة) زاد البخاري 7069 من طريق محمد بن أبي عتيق ” فزعا”. وعند الطبراني في مسند الشاميين من طريق شعيب 3225 ” فرِقا”.
13 – يعني أنه صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنه سيقع بعده فتن وتفتح لهم الخزائن وعرف عند الاستيقاظ حقيقته بالتعبير وغيره… قاله الكرماني في شرحه، وذكر بعده احتمالين آخرين بعيدين في نقدي.
14 – رؤيا الأنبياء حق وفيه حديث
15 – ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم لذكر الله في كل أحواله
ففي صحيح مسلم 2880 ففي حديث زينب بنت جحش – أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اسْتَيْقَظَ مِن نَوْمِهِ وَهو يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِن شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هذِه. وَعَقَدَ سُفْيَانُ بيَدِهِ عَشَرَةً. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قالَ: نَعَمْ، إذَا كَثُرَ الخَبَثُ.
16 – قوله( أنزل ) «وماذا أنزل من الفتن؟»: أراد بها: العذاب، عبَّر عنه بالفتن؛ لأنها مؤدية إليه؛ أي: كم رحمة نزلت؟ وكم عذاب نزل؟
قاله ابن الملك شرح المصابيح
(وماذا أنزل من الفتن) ما وقعت بعد كشف الله له فرآها قاله صاحب الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري
قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح صحيح البخاري:
الظاهر والله أعلم ماذا قدر في هذه الليلة من نزول الفتن وفتح الخزائن وإلا فإن تلك الليلة ليس فيها قتال وليس فيها جهاد ، ولم يظهر فتن فيها لكن والله أعلم من هذا المراد أنزل أي تقديره ، أي ماذا قدر في هذه الليلة ثم أمر بإيقاظ صواحبات الحجر يعني زوجاته .
والنبي صلى الله عليه وسلم يريه رب العزة بعض الفتن المستقبلية فأخرج البخاري 2467 عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ قَالَ : ” هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ؟ مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ “.
وبوب ابن كثير في البداية والنهاية على هذا الحديث وحديث الباب وغيرها من الأحاديث :
[ذِكْرُ أنْواعٍ مِنَ الفِتَنِ وقَعَتْ وسَتَكْثُرُ وتَتَفاقَمُ فِي آخِرِ الزَّمانِ]
17- قولها (فقال سبحان الله) وعند البخاري 5844 من طريق هشام ” وهو يقول لا إله إلا الله” وعند ابن أبي شيبة في المصنف ” خرج ليلة فنظر إلى أفق السماء” قال البوصيري كما في إتحاف الخيرة المهرة رجاله ثقات قلت وأسقط أم سلمة من الإسناد وأبهم هندا فقال امرأة من قريش. وأخرجه الإمام مالك في الموطأ 8 لكنه أسقط هندا أيضا.
18- قوله (ماذا أنزل الليلة من الفتن وماذا فتح من الخزائن) وعند البخاري 7069 من طريق محمد بن أبي عتيق ” ماذا أنزل الله من الخزائن وماذا أنزل من الفتن” فقدم الخزائن على الفتن.
19 – قوله ( ماذا أنزل الليلة…) ما استفهامات متضمنة لمعنى التعجب والتعظيم. قاله ابن حجر
20 – قال المهلب: “فيه دليل أن الفتن تكون في المال، وغيره لقوله (ماذا أنزل من الفتن، وماذا فتح من الخزائن)” نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري.
21 – قوله (أيقظوا صواحبات الحجر) وعند البخاري 1126 من طريق عبد الله هو ابن المبارك ” من يوقظ صواحب الحجرات” وزاد البخاري 6218 من طريق شعيب ” يريد به أزواجه حتى يصلين” وعند البخاري 7069 من طريق محمد بن أبي عتيق ” لكي يصلين”.
22 – فضيلة أمهات المؤمنين وأنهن قدوة فبدأ بهن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن حجر: ومن باب ابدأ بنفسك ثم بمن تعول .
23 – قوله ( فرب كاسية) وعند البخاري 1126 والترمذي 2196 من طريق عبد الله بن المبارك ” يا رب”.
24 – قوله ( رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة) “هذا كناية عما يقدمه الإنسان لنفسه من الأعمال الصالحة ، يقول : رب غني في الدنيا لا يفعل خيرا ، هو فقير في الآخرة ، ورب مكتس في الدنيا ذي ثروة ونعمة ، عار في الآخرة شقي.” قاله ابن الأثير في جامع الأصول
25 – “يحتمل أن تكون الكاسيات مما لا يسترهن من واصف الثياب ورقيقه، فهي كاسية عارية، فربما عوقبت في الآخرة بالتعرية والفضيحة التي كانت تبتغى في الدنيا “. قاله ابن بطال في شرح صحيح البخاري له.
26 – وقد فسر مالك حديث كاسيات عاريات أنهن لابسات رقيق الثياب قاله ابن بطال.
27 – “ويحتمل أن تكون رب كاسية في الدنيا لها المال تكتسي به رفيع الثياب وتكون عارية من الحسنات في الآخرة”. قاله ابن بطال.
28 – التستر في اللباس محمود مرغب فيه ولباس التقوى ذلك خير.
29 – فعرف النبي ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، أن الصلاة تعصم من شر ذلك قاله ابن بطال.
30 – وأخبرنا ( صلى الله عليه وسلم ) أن حين نزول البلاء ينبغي الفزع إلى الصلاة والدعاء ، فيرجى كشفه لقوله تعالى : ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ) [ الأنعام : 43 ] الآية قاله ابن بطال.
31 – وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى. رواه أبو داود في سننه 1319 ، وأقوى منه إسنادا حديث صهيب رضي الله عنه في قصة نبي ممن تقدم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” فقام – أي ذلك النبي عليه السلام- إلى صلاته ” قال: ” وكانوا يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة ” رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
31 – زاد البخاري 5844 من طريق هشام” قال الزهري وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها” وعند أبي يعلى في مسنده من طريق إسماعيل بن إبراهيم ” فرأيت هندا اتخذت لكم درعها أزرارا”
32 – عن مجاهد قال: كانت المرأة من النساء الأولى تتخذ لكم درعها أزرارا تجعله في إصبعها تغطي به الخاتم أخرجه أبو يعلى في مسنده 6989 بإسناد صحيح وإيراد أبي يعلى للأثر عقب حديث أم سلمة كالمفسر لقوله” فرأيت هندا اتخذت لكم درعها أزرارا”
33 – قول الزهري: وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها. وإنما فعلت ذلك، لئلا يبدو من سعة كميها شيء من جسدها، فتكون وإن كانت ثيابها غير واصفة لجسدها داخلة في معنى قوله: (كاسية عارية). قلت والأظهر أنها لتخفي خاتمها الذي ربما كان من ذهب لا يحل إظهاره. لقوله ” وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها” كما رواه البخاري، وأثر مجاهد السابق يدل عليه.
34 – قوله (أخبرنا ابن عيينة) تابعه عبد الله بن المبارك كما عند البخاري 1126 والترمذي 2196 تابعه هشام – هو ابن يوسف قاله الحافظ ابن حجر- كما عند البخاري 5844 تابعه إسماعيل بن إبراهيم كما عند أبي يعلى في مسنده 6988 تابعه عبد الرزاق كما في مصنفه 20748 وعنه الإمام أحمد في مسنده 26545
35 – قوله ( عن معمر) تابعه شعيب – هو ابن أبي حمزة- كما عند البخاري 3599 و 6218 تابعه محمد بن أبي عتيق كما عند البخاري 7069
36 – قوله (عن معمر) وعند البخاري 1126 من طريق عبد الله هو ابن المبارك ” أخبرنا معمر”. تابعه يحيى بن سعيد – هو الأنصاري قاله الكرماني في شرحه – كما عند البخاري 115 وابن حبان في صحيحه 691 والطبراني في المعجم الكبير 833 وأبو طاهر المخلص في المخلصيات 298 تابعه عمرو هو ابن دينار كما عند البخاري 115 وابن حبان في صحيحه 691 والطبراني في المعجم الكبير 833 وأبو طاهر المخلص في المخلصيات 298
37 – وقول البخاري ( وعمرو ويحيى بن سعيد عن الزهري) هو موصول بالإسناد المذكور من طريق ابن عيينة، ويؤكده أن الطبراني أخرجه في المعجم الكبير 833 من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار ويحيى بن سعيد ومعمر، وأخرجه ابن بشران في أماليه 206 من طريق إبراهيم بن بشار عن سفيان به وصرحا بوصله
38 – قوله (عن هند) وعند البخاري 3599 من طريق شعيب ” حدثتني هند بنت الحارث” زاد البخاري 7069 من طريق محمد بن أبي عتيق ” الفراسية” وقال البخاري في صحيحه 850 ” لحديث آخر وقال الزبيدي أخبرني الزهري أن هند بنت الحارث القرشية أخبرته وكانت تحت معبد بن المقداد وهو حليف بني زهرة وكانت تدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم” ووصل هذه الجملة الطبراني في مسند الشاميين 1788
39 – قوله (أن أم سلمة رضي الله عنها) زاد الطبراني في مسند الشاميين 3225 من طريق أبي اليمان ” زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم”، وكانت آخر أمهات المؤمنين وفاة رضي الله عنها قاله الكرماني في الكواكب الدراري.