121 رياح المسك العطرة من رياض صحيح البخاري المزهرة
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
مراجعة سيف بن غدير النعيمي
وعبدالله البلوشي أبي عيسى
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا وأن يبارك في ذرياتهم وذرياتنا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب العلم من صحيحه:
باب الإنصات للعلماء
121 – حدثنا حجاج قال حدثنا شعبة قال أخبرني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع استنصت الناس فقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
فوائد الباب:
1- قوله (باب الإنصات للعلماء) وقال النسائي أيضا كما في السنن الكبرى ” الإنصات للعلماء”، ومن فقه البخاري استنباطه أن العلم يؤخذ عن العلماء وينبغي الإنصات لهم، لا لغيرهم.
2- حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي وابن ماجه.
3- عن أسامة بن شريك، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصحابه عنده كأن على رءوسهم الطير – وفي رواية عند الطبراني في الكبير 471 ” ما يتكلم منا متكلم” أخرجه أبو داود 3855 والنسائي في السنن الكبرى 5850 وأبو داود الطيالسي والإمام أحمد في مسنده 18453و18454 والطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك 416 والضياء في المختارة وأورده الشيخ مقبل في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 20 وفي بعض طرقه أنه كان في الحج وفي عرفة
4- قوله ( كأنما على رؤوسهم الطير) قال السندي كناية عن سكونهم ووقارهم في حضرته صلي الله عليه وسلم، لأن الطير لا تكاد تقع إلا على شيء ساكن.
5- وجه المناسبة بين هذا الباب والذي قبله البابين من حيث إن العلم إنما يحفظ من العلماء ولا بد فيه من الإنصات لكلام العالم حتى لا يشذ عنه شيء فبهذه الحيثية تناسبا في الاقتران قاله العيني في عمدة القاري
6 – قال أبو الزناد : الإنصات للعلماء ، والتوقير لهم ، لازم للمتعلمين ، لأن العلماء ورثة الأنبياء ، وقد أمر الله عباده المؤمنين ألا يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولا يجهروا له بالقول خوف حبوط أعمالهم نقله ابن بطال في شرح صحيح البخاري
7 – قال ابن بطال:
وكان عبد الرحمن بن مهدى إذا قرأ حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمر الناس بالسكوت، وقرأ: (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ) [الحجرات: ٢] ، ويتأول أنه يجب من الإنصات والتوقير عند قراءة حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) مثل ما يجب له (صلى الله عليه وسلم) ، فكذلك يجب توقير العلماء والإنصات لهم، لأنهم الذين يحيون سنته، ويقومون بشريعته.
وقال شريك: كان الأعمش لا يتجاوز صوته مجلسهُ إجلالاً للعلم.
وقال مطرف: كان مالك إذا أراد الحديث عن النبى، (صلى الله عليه وسلم) ، اغتسل وتطيب ولبس ثيابًا جددًا، ثم تحدث، إجلالاً لحديثه (صلى الله عليه وسلم) . …..
«شرح صحيح البخارى لابن بطال» (1/ 196)
8 – قال ابن عبد البر
٧٥٨ – أخْبَرَنا عَبْدُ الوارِثِ بْنُ سُفْيانَ، نا قاسِمُ بْنُ أصْبَغَ، نا أحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ المُبارَكِ يَقُولُ: «أوَّلُ العِلْمِ النِّيَّةُ ثُمَّ الِاسْتِماعُ ثُمَّ الفَهْمُ ثُمَّ الحِفْظُ ثُمَّ العَمَلُ ثُمَّ النَّشْرُ»
جامع بيان العلم وفضله
9 – وقال ابن العثيمين في شرح رياض الصالحين:
باب إصغاء الجليس لحديث جليسه الذي ليس بحرام، واستنصات العالم والواعظ حاضري مجلسه.
أما هذا الباب ففيه أنه ينبغي للإنسان أن يكون حسن الإصغاء إلى كلام جليسه إذا لم يكن يتكلم بمحرم وحسن الإصغاء يكون بالقول وبالفعل أما القول: فبألا يتكلم إذا كان جليسه يتكلم، فيحصل بذلك التشويش بأن يكون الكلام كلاما واحدا حتى ينتفع الناس جميعا بما يتكلم به بعضهم وأما الإصغاء بالفعل: فينبغي إذا كان الإنسان يحدثك أن تقبل إليه بوجهك وألا تلتفت يمينا وشمالا، لأنك إذا التفت يمينا وشمالا وهو يحدثك نسبك إلى الكبرياء
10 – علم جبريل الصحابة حسن الإصغاء وآداب الطلب وألفت المؤلفات في آداب الطلب
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بَيْنَما نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ- صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ… متفق عليه.
11- ذم الله عزوجل الذين لا يستمعون للذكر
قال الطبري
قوله تعالى (لا تَسْمَعُوا لِهَذا القُرْآنِ والغَوْا فِيهِ) يقول: قالوا للذين يطيعونهم من أوليائهم من المشركين: لا تسمعوا لقارئ هذا القرآن إذا قرأه، ولا تصغوا له، ولا تتبعوا ما فيه فتعملوا به.
وقوله: (والغَوْا فِيهِ) يقول: الغطوا بالباطل من القول إذا سمعتم قارئه يقرؤه كَيْما لا تسمعوه، ولا تفهموا ما فيه.
12 – قال ابن كثير : وقد أمر الله عزوجل عباده المؤمنين بخلاف ذلك، فقال تعالى: ﴿وإذا قُرِئَ القُرْآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ وأنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾
13 – قال ابن تيمية:
فَصْلٌ:
فِي السَّماعِ
أصْلُ السَّماعِ الَّذِي أمَرَ اللَّهُ بِهِ هُوَ سَماعُ ما جاءَ بِهِ الرَّسُولُ ﷺ سَماعُ فِقْهٍ وقَبُولٍ؛ ولِهَذا انْقَسَمَ النّاسُ فِيهِ أرْبَعَةَ أصْنافٍ: صِنْفٌ مُعْرِضٌ مُمْتَنِعٌ عَنْ سَماعِهِ وصِنْفٌ سَمِعَ الصَّوْتَ ولَمْ يَفْقَهْ المَعْنى وصِنْفٌ فَقِهَهُ ولَكِنَّهُ لَمْ يَقْبَلْهُ والرّابِعُ الَّذِي سَمِعَهُ سَماعَ فِقْهٍ وقَبُولٍ…… ثم ذكر هذه الأنواع مع الآيات الدالة مجموع الفتاوى 16ج/8
14 – وقال : فصل [آيات الله توجب فهمها، وعبادة الله]
فآياته سبحانه توجب شيئين:
أحدهما: فهمها وتدبرها، ليعلم ما تضمنته.
والثاني: عبادته، والخضوع له إذا سمعت، فتلاوته إياها وسماعها يوجب هذا وهذا، فلو سمعها السامع ولم يفهمها، كان مذموما. ولو فهمها ولم يعمل بما فيها كان مذمومًا، بل لابد لكل أحد عند سماعها من فهمها والعمل بها. كما أنه لابد لكل أحد من استماعها، فالمعرض عن استماعها كافر، والذي لا يفهم ما أمر به فيها كافر. والذي يعلم ما أمر به فلا يقر بوجوبه ويفعله كافر. وهو سبحانه يذم الكفار بهذا
سجود التلاوة معانيه وأحكامه ١/٣٦
15 – قال ابن القيم :
فالسَّماعُ رَسُولُ الإيمانِ إلى القَلْبِ وداعِيهِ ومُعْلِمُهُ، وكَمْ فِي القُرْآنِ مِن قَوْلِهِ: ﴿أفَلا يَسْمَعُونَ﴾ [السجدة ٢٦] وقالَ ﴿أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها﴾ [الحج ٤٦] الآيَةَ.
فالسَّماعُ أصْلُ العَقْلِ، وأساسُ الإيمانِ الَّذِي انْبَنى عَلَيْهِ، وهُوَ رائِدُهُ وجَلِيسُهُ ووَزِيرُهُ، ولَكِنَّ الشَّأْنَ كُلَّ الشَّأْنِ فِي المَسْمُوعِ، وفِيهِ وقَعَ خَبْطُ النّاسِ واخْتِلافُهُمْ، وغَلِطَ مِنهُمْ مَن غَلِطَ.
وحَقِيقَةُ السَّماعِ تَنْبِيهُ القَلْبِ عَلى مَعانِي المَسْمُوعِ، وتَحْرِيكُهُ عَنْها طَلَبًا وهَرَبًا
وحُبًّا وبُغْضًا، فَهُوَ حادٍ يَحْدُو بِكُلِّ أحَدٍ إلى وطَنِهِ ومَأْلَفِهِ.
وأصْحابُ السَّماعِ، مِنهُمْ: مَن يَسْمَعُ بِطَبْعِهِ ونَفْسِهِ وهَواهُ، فَهَذا حَظُّهُ مِن مَسْمُوعِهِ ما وافَقَ طَبْعَهُ.
ومِنهُمْ مَن يَسْمَعُ بِحالِهِ وإيمانِهِ ومَعْرِفَتِهِ وعَقْلِهِ، فَهَذا يُفْتَحُ لَهُ مِنَ المَسْمُوعِ بِحَسَبَ اسْتِعْدادِهِ وقُوَّتِهِ ومادَّتِهِ.
ومِنهُمْ مَن يَسْمَعُ بِاللَّهِ، لا يَسْمَعُ بِغَيْرِهِ، كَما فِي الحَدِيثِ الإلَهِيِّ الصَّحِيحِ «فَبِي يَسْمَعُ، وبِي يُبْصِرُ» وهَذا أعْلى سَماعًا، وأصَحُّ مِن كُلِّ أحَدٍ.
والكَلامُ فِي السَّماعِ مَدْحًا وذَمًّا يُحْتاجُ فِيهِ إلى مَعْرِفَةِ صُورَةِ المَسْمُوعِ، وحَقِيقَتِهِ وسَبَبِهِ، والباعِثِ عَلَيْهِ، وثَمَرَتِهِ وغايَتِهِ، فَبِهَذِهِ الفُصُولِ الثَّلاثَةِ يَتَحَرَّرُ أمْرُ السَّماعِ ويَتَمَيَّزُ النّافِعُ مِنهُ والضّارُّ، والحَقُّ والباطِلُ، والمَمْدُوحُ والمَذْمُومُ.
فَأمّا المَسْمُوعُ فَعَلى ثَلاثَةِ أضْرُبٍ:
أحَدُها: مَسْمُوعٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ ويَرْضاهُ، وأمَرَ بِهِ عِبادَهُ، وأثْنى عَلى أهْلِهِ، ورَضِيَ عَنْهُمْ بِهِ.
الثّانِي: مَسْمُوعٌ يُبْغِضُهُ ويَكْرَهُهُ، ونَهى عَنْهُ، ومَدَحَ المُعْرِضِينَ عَنْهُ.
الثّالِثُ: مَسْمُوعٌ مُباحٌ مَأْذُونٌ فِيهِ، لا يُحِبُّهُ ولا يُبْغِضُهُ، ولا مَدَحَ صاحِبَهُ ولا ذَمَّهُ، فَحُكْمُهُ حُكْمُ سائِرِ المُباحاتِ مِنَ المَناظِرِ، والمَشامِّ، والمَطْعُوماتِ، والمَلْبُوساتِ المُباحَةِ، فَمَن حَرَّمَ هَذا النَّوْعَ
الثّالِثَ فَقَدْ قالَ عَلى اللَّهِ ما لا يَعْلَمُ، وحَرَّمَ ما أحَلَّ اللَّهُ، ومَن جَعَلَهُ دِينًا وقُرْبَةً يَتَقَرَّبُ بِهِ إلى اللَّهِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلى اللَّهِ، وشَرَعَ دِينًا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ، وضاهَأ بِذَلِكَ المُشْرِكِينَ …… ثم ذكر فصل لكل نوع مدارج السالكين 1/479
16 – يتسلى العالم بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم اذا لم يصغ إليه الناس فإنما عليه البلاغ بالتي هي أحسن.
قال تعالى
: ﴿إلا إذا تَمَنّى ألْقى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾، هَذا فِيهِ تَسْلِيَةٌ لَهُ، صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيْهِ ، أيْ: لا يَهيدنّك ذَلِكَ، فَقَدْ أصابَ مِثْلَ هَذا مَن قَبْلَكَ مِنَ المُرْسَلِينَ والأنْبِياءِ.
قالَ البُخارِيُّ: قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: ﴿فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ إذا حَدَّثَ ألْقى الشَّيْطانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ويُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ
ومن ذلك قضية الإفك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعذروه من رجل بلغ أذاه في أهله فحصل لغط من بعض الصالحين .
وكذلك علي بن أبي طالب لغط الخوارج عليه
17 – فيه باب حجة الوداع قاله البخاري.
18 – قول الله تعالى {ومن أحياها } قال ابن عباس من حرم قتلها إلا بحق { فكأنما أحيا الناس جميعا } ترجم عليه البخاري هذا الحديث.
19 – فيه تحريم القتل قاله النسائي في السنن الصغرى والكبرى.
20 – فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض قاله البخاري.
21 – قوله ( قال لي) وعند أبي داود الطيالسي ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جرير” وكذا عند الإمام أحمد في مسنده عن حجاج – هو المصيصي-
قال ابن حجر :جرير أسلم في رمضان سنة عشر قاله البغوي وابن حبان خلافا لابن عبد البر الذي قال : أسلم قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما . ووقع في رواية المصنف – يعني البخاري – لهذا الحديث في باب حجة الوداع بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجرير، وهذا لا يحتمل التأويل فيقوي ما قال البغوي . انتهى
22 – قال ابن حبان في صحيحه : قوله صلى الله عليه وسلم: «لا ترجعوا بعدي كفارا» لم يرد به الكفر الذي يخرج عن الملة، ولكن معنى هذا الخبر أن الشيء إذا كان له أجزاء يطلق اسم الكل على بعض تلك الأجزاء، فكما أن الإسلام له شعب، ويطلق اسم الإسلام على مرتكب شعبة منها لا بالكلية، كذلك يطلق اسم الكفر على تارك شعبة من شعب الإسلام لا الكفر كله، وللإسلام والكفر مقدمتان، لا تقبل أجزاء الإسلام إلا ممن أتى بمقدمته، ولا يخرج من حكم الإسلام من أتى بجزء من أجزاء الكفر، إلا من أتى بمقدمة الكفر، وهو الإقرار والمعرفة، والإنكار والجحد.
23 – وقال أبو عبيد القاسم بن سلام كما في كتاب الإيمان له ” باب الخروج من الإيمان بالمعاصي … أما هذا الذي فيه ذكر الذنوب والجرائم، فإن الآثار جاءت بالتغليظ على أربعة أنواع: فاثنان منها فيها نفي الإيمان، والبراءة من النبي صلى الله عليه وسلم والآخران فيها تسمية الكفر وذكر الشرك، وكل نوع من هذه الأربعة تجمع أحاديث ذوات عدة…. ومن النوع الذي في تسمية الكفر: قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”
24 – ثم قال أبو عبيد ” إن الذي عندنا في هذا الباب كله: أن المعاصي والذنوب لا تزيل إيمانا، ولا توجب كفرا، ولكنها إنما تنفي من الإيمان حقيقته وإخلاصه الذي نعت الله به أهله، واشترطه عليهم في مواضع من كتابه”.
25 – قال البغوي في شرح السنة: “ويتأول الخوارج الحديث على الكفر الذي هو الخروج عن الدين، ويكفرون مرتكب الكبائر، وهو عند أهل العلم بمعنى الزجر، أي: لا تتشبهوا بالكفار في قتل بعضكم بعضا، وقيل: هؤلاء أهل الردة قتلهم أبو بكر رضي الله عنه. قال رحمه الله: إذا تقاتل رجلان، فقتل كل واحد منهما صاحبه، فهما عاصيان، ودمهما هدر، لأن كل واحد منهما قاصد ودافع، فمن حيث إنه قاصد لا يستحق شيئا، ومن حيث إنه دافع لا يجب عليه شيء، ولو قتل أحدهما صاحبه، فعليه القود.
26 – ذكر النووي سبعة توجيهات للفظة ( لا ترجعوا بعدي كفارا…) تدفع شبهة الخوارج لأنهم يأخذون بالمتشابه من النصوص ولا يرجعونها للنصوص المحكمة التي فيها عدم تخليد أصحاب الكبائر من المسلمين في النار.
27 – قال ابن عثيمين : وفي هذا دليل على أن قتال المؤمنين بعضهم كفر، لكنه كفر لا يخرج من الملة، والدليل على أنه لا يخرج من الملة قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلى قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}.
«شرح رياض الصالحين لابن عثيمين» (4/ 68)
28 – قوله (حدثنا حجاج) هو ابن منهال قاله المزي في تحفة الأشراف، تابعه حفص بن عمر كما عند البخاري 4405 تابعه سليمان بن حرب كما عند البخاري 7080 تابعه محمد بن جعفر غندر كما عند البخاري 6869 ومسلم 65 والنسائي في السنن الصغرى 4131 والكبرى 3583 وابن ماجه 3942 تابعه معاذ كما عند مسلم 65 تابعه عبد الرحمن بن مهدي كما عند النسائي في السنن الصغرى 4131 والكبرى 3583 و ابن ماجه 3942 تابعه حجاج بن محمد المصيصي كما عند الإمام أحمد في مسنده 19167تابعه أبو الوليد كما عند الدارمي في سننه وابن حبان في صحيحه تابعه أبو داود الطيالسي كما عند أبي داود في مسنده 699 ومن طريقه أبو عوانة في مستخرجه 61
29 – قوله (عن أبي زرعة) وعند البخاري من طريق غندر ” سمعت أبا زرعة” وعند البخاري عن حفص بن عمر ” عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير”
30 – قوله ( عن أبي زرعة) تابعه “قيس بن أبي حازم قال بلغنا أن جريرا كما عند النسائي في السنن الصغرى ” 4132 وعند الطبراني في المعجم الكبير 2277 ” عن قيس، عن جرير” فجوده.
31 – الإسناد فيه رواية ابن الابن عن جده قاله العيني في العمدة