1393 .1394 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——–”——-“——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘——–‘
——–‘——–‘——–‘
بَابُ مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الأَمْوَاتِ
1393 – حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا» وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، وَابْنُ عَرْعَرَةَ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ
——
مشاركة أبي صالح حازم :
فوائد الحديث:
1- حديث عائشة رضي الله عنها رواه البخاري والنسائي وأحمد.
2- فيه الزَّجْرِ عَنْ قَدْحِ الْمَرْءِ الْمَوْتَى بِمَا يَعْلَمُ مِنْ مَسَاوِئِهِمْ. قاله ابن حبان في صحيحه.
3- ورد في الحديث (مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ: «أَثْنُوا عَلَيْهِ» ، فَقَالُوا: بِئْسَ الْمَرْءُ كَانَ فِي دِينِ اللَّهِ، فَقَالَ: وَجَبَتْ أَنْتُمْ شُهُودُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ) “فَهَذَا وَمَا رُوِيَ فِي مَعْنَاهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ فِيمَنْ كَانَ مُعْلِنًا بِشَرٍّ فَأَمَرَ بِالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِمَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ لِيَنْزَجِرَ أَمْثَالُهُ عَنِ الشَّرِّ وَإِطَالَةِ الْأَلْسُنِ فِي الْأَلْسُنِ فِي أَنْفُسِهِمْ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ”. قاله البيهقي في الآداب.
4- لذا خصها البيهقي بقوله فيه “النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ وَالْأَمْرِ بِالْكَفِّ عَنْ مَسَاوِئِهِمْ، إِذَا كَانَ مُسْتَغْنِيًا عَنْ ذِكْرِهَا”.
5- فيه إذا كان أغلب أحوال الميت الخير لم يجز ذكر ما فيه من شر ولا سبه به، وإن كان أغلب أحواله الشر فيباح ذكره منه، وليس ذلك مما نهى عنه من سب الأموات. قاله ابن بطال في شرحه.
6- وعن عائشة، قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا ماتَ صاحِبُكم فدَعُوه، ولا تَقَعُوا فيه” رواه أبو داود في سننه 4899 والترمذي في سننه 4233 وصححه الألباني.
7- وحديث الباب وردت فيه زيادة موقوفة في أوله فعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةَ: مَا فَعَلَ يَزِيدُ بْنُ قَيْسٍ ـ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ـ؟ قَالُوا: قَدْ مَاتَ قَالَتْ: فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فَقَالُوا لَهَا: مَا لَكَ لعَنْتِيه ثُمَّ قلتِ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ؟ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(لَا تَسُبُّوا الأموات فإنهم أَفْضَوا إلى ما قَدَّمُوا) أخرجه ابن حبان 3021.
تنبيه :
يزيد بن قيس الظاهر أنه ” الأرحبي” كذا وجدته في عدة مصادر منها تاريخ ابن معين والأعلام للزركلي ، وبهذا فالذي في الفتح تصحيف وهو “الأرجى” أو ” الأرجي”
8- يجوز ذكر مساوئ، الكفار ، والفساق للتحذير منهم، والتنفير عنهم،قاله القسطلاني في شرحه.
9- أجمع أهل العلم على جواز ذكر الكذابين وتجريح المجرَّحين. قاله ابن بطال في شرحه.
10- قوله (حَدَّثَنَا آدَمُ) هو ابن أبي إياس صرح به البيهقي في السنن الكبرى 7187 من طريق جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ ، تابعه بشر بن المفضل كما عند النسائي 1936 ، تابعه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ كما عند أحمد في مسنده 25470 ، تابعه سعيد بن الربيع كما عند الدارمي في سننه ، تابعه عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ كما عند الطبراني في الدعاء 2064.
11- قوله (تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ) وصله البخاري في موضع آخر من الصحيح 6516.
12- قوله (وَابْنُ عَرْعَرَةَ) قلت هو محمد بن عرعرة من شيوخ البخاري في الصحيح.
13- قوله (وابن أبي عدي ) وَطَرِيق ابْن أبي عدي ذكرهَا الْإِسْمَاعِيلِي أي في مستخرجه قاله العيني في العمدة.
14- قوله (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) تابعه عبثر كما عند ابن حبان في صحيحه 3021.
15- قوله ( مجاهد عن عائشة) قال بعضهم لم يسمع منها وقد ثبت سماعه منها في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 24248 والنسائي في الصغرى 226 من طريقين عن مُوسَى الْجُهَنِيِّ قَالَ: جَاءُوا بِعُسٍّ فِي رَمَضَانَ، فَحَزَرْتُهُ ثَمَانِيَةَ أَوْ تِسْعَةَ أَوْ عَشْرَةَ أَرْطَالٍ، فَقَالَ مُجَاهِدٌ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ، “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِمِثْلِ هَذَا”.
16- عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ» أخرجه الترمذي وأورده الألباني في الصحيحة 2397 ورجح أنه من مسند زيد بن أرقم رواه والمغيرة يسمع.
17- فيه ذِكْرُ الْبَعْضِ مِنَ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا نَهَى عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ قاله ابن حبان في صحيحه.
18- قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطبراني الإمام: عَنَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْكُفَّارَ الَّذِينَ أَسْلَمَ أَوْلَادُهُمْ .
—–
مشاركة أحمد بن علي :
رياح المسك
باب ما ينهى عن سب الأموات
بوب ابن حبان في صحيحه :
ذكر البعض من العلة التي من أجلها نهى عن سب الأموات
ثم أورد حديث المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ص:44]
(لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء). وصححه الألباني
قال الطيبي في شرحه على مشكاة المصابيح:
فإن قيل: كيف مكنوا من الثناء بالشر مع الحديث الصحيح في البخاري في النهي عن سب الأموات؟ قلت: إن النهي عن سب الأموات إنما هو في حق غير المنافق والكافر، وفي حق غير المتظاهر فسقه وبدعته، وأما هؤلاء فلا يحرم سبهم للتحذير من طريقهم، ومن الاقتداء بآثارهم، والتخلق بأخلاقهم. اهـ
قال ابن حزم في المحلى 3/383 :
[مسألة سب الأموات]
594 – مسألة: ولا يحل سب الأموات على القصد بالأذى، وأما تحذير من كفر أو بدعة أو من عمل فاسد: فمباح، ولعن الكفار: مباح؟
لما روينا من طريق البخاري: نا آدم نا شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا» .
وقد سب الله تعالى: أبا لهب، وفرعون، تحذيرا من كفرهما
وقال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل} [المائدة: 78]
وقال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [هود: 18] وأخبر – عليه السلام – «أن الشملة التي غلها مدعم تشتعل عليه نارا» ، وذلك بعد موته اهـ
قال العثيمين في شرح رياض الصالحين:
باب تحريم سب الأموات بغير حق أو مصلحة شرعية.
الأموات يعني الأموات من المسلمين، أما الكافر فلا حرمة له إلا إذا كان في سبه إيذاء للأحياء من أقاربه فلا يسب وأما إذا لم يكن هناك ضرر فإنه لا حرمة له وهذا هو معنى قول المؤلف رحمه الله: بغير حق لأننا لنا الحق أن نسب الأموات الكافرين الذين آذوا المسلمين وقاتلوهم ويحاولون أن يفسدوا عليهم دينهم.
أو مصلحة شرعية مثل أن يكون هذا الميت صاحب بدعة ينشرها بين الناس فهنا من المصلحة أن نسبه ونحذر منه ومن طريقته لئلا يغتر الناس به. اهـ
جاء في اللقاء المفتوح للعثيمين:
الفرق بين الغيبة وبين الكلام على الأموات
السؤال : كيف تجمع بين نهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الغيبة، ونهيه عن سب الأموات، وبين قوله: ( وجبت )، وقوله: ( أنتم شهداء الله في الأرض )؟
الجواب
الجمع بينهما: أن ما قاله الصحابة رضي الله عنهم حين أثنوا شراً على إحدى الجنازتين وخيراً على الأخرى هو مجرد الخبر الذي وقع تصديقه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والقصد منه التحذير، والغيبة وهي ذكر الإنسان بما يكره ليست حراماً في كل حال، في بعض الأحيان تكون حراماً، وفي بعض الأحيان تكون مباحة، وفي بعض الأحيان تكون مطلوبة، أليست فاطمة بنت قيس جاءت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تستشيره في أبي جهم و أبي سفيان و أسامة بن زيد كلهم خطبوها فقال لها: ( أما أبو سفيان فرجل شحيح، وأما أبو جهم فضرّاب للنساء، أنكحي أسامة ) ومعلوم أن وصف أبي سفيان في غيبته بأنه رجل شحيح غيبة، وكذلك وصف أبي جهم بأنه ضراب للنساء أو لا يضع العصا عن عاتقه هو أيضاً غيبة، لكن فيها مصلحة، فالغيبة في بعض الأحيان تكون مطلوبة، وبعض الأحيان تكون مباحة، قد يقصد بها مجرد التعريف مثل الأعرج والأعمش وما أشبه ذلك من كلام العلماء المحدثين الذي تسمعهم في الأسانيد كثيراً، هذه مباحة لأنه يقصد بها التعريف، وإذا قصد بها النصيحة صارت واجبة، فهذا الذي ذكره الصحابة رضي الله عنهم يريدون بذلك الإخبار عما حصل للتحذير منه إن كان شراً، والترغيب فيه إن كان خيراً. اهـ
قال البسام في توضيح الأحكام3/287 :
ما يؤخذ من الحديث: يعني حديث لا تسبوا الأموات. ….
– لكن هذا العموم مخصوص على أصح ما قيل: بأنَّ أموات الكفار والفساق يجوز ذكر مساوئهم؛ للتحذير منهم، والتنفير عنهم، وعن الاقتداء بآثارهم، والتخلق بأخلاقهم، والضابط في جواز ذكرهم بالسوء إذا كان لمصلحة شرعية للمسلمين.
– علَّل -صلى الله عليه وسلم- النهي عن سبهم؛ بأنَّهم أفضوا ووصلوا إلى جزاء ما قدموا وعملوا من خير أو شر، والله هو المجازي، فلا فائدة في سبهم، فيحرم إلاَّ لمصلحة شرعية؛ أو ما خصَّه الدليل من عموم هذا النهي.
– فإن كان في سبهم أذية للأحياء، فيكون محرمًا من جهتين، وإلاَّ كان محرمًا من جهة واحدة.
– وقوله -صلى الله عليه وسلم-: “فتؤذوا الأحياء” لا يدل على جواز سب الأموات عند عدم تأذي الأحياء، كمن لا قرابة له، أو كانوا ولكن لا يبلغهم ذلك؛ لأنَّ النَّهي عام إلاَّ لمصلحة شرعية.
– أجمع العلماء على جواز جرح المجروحين من الرواة أحياءً وأمواتًا، لابتناء أحكام الشرع على بيان حالهم.
– قال الشوكاني -رحمه الله-:
المتحري لدينه: في اشتغاله بعيوب نفسه، ما يشغله عن نشر مثالب الأموات، وسب مَنْ لا يدري كيف حاله عند بارىء البريات.
ولا ريب أنَّ تمزيق عِرض من قدم وجَثَا بين يدي من هو بما تكنه الضمائر أعلم -مع عدم ما يحمل على ذلك من جرح أو نحوه- أحموقة .
– ينبه هنا إلى أمر عظيم، وخطير جدًّا، وهو ما يقع من بعض الجاهلين الذين يقعون في أئمة ديننا، ويطعنون فيما سلف من أئمة الإسلام. اهـ
—–‘
مشاركة سيف بن دورة الكعبي :
بوب أبو داود :
50 – باب فِى النَّهْىِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى. (50)
4901 – حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ لاَ تَقَعُوا فِيهِ ».
قال الألباني: صحيح.
قلت : زهير تابعه عليه ابن معين، أخرجه ابن حبان 3019 دون( ولا تقعوا فيه ) وورد عند الطيالسي والدارمي والترمذي وابن حبان من طرق عن هشام بن عروة، وورد في البخاري( لا تسبوا الأموات فإنهم قد افضوا إلى ما قدموا ) أخرجه البخاري 1393، 6516، والنسائي في الكبرى عن مجاهد عن عائشة وهو في مسند أحمد 25470.
وأخرجه النسائي في الكبرى عن عائشة رضي الله عنها( ذكر هالك بسوء عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لا تذكروا هلكاكم إلا بخير ) وهو من طريق
منصور بن عبدالرحمن عن أمه عن عائشة مرفوعاً. قال العراقي في تخريج الإحياء : إسناده جيد.
ثم تبين لي أن الحديث معل حيث خولف فيه وهيب عن منصور عن صفيه عن عائشة مرفوعا .
خالفه فيه ابن جريج أخرجه عبدالرزاق 6042 . وابن عيينة أخرجه ابن أبي شيبة 10964 عن منصور عن صفية أنها سمعت عائشة تقول : لا تذكروا موتاكم إلا بخير. ولقنوهم شهادة أن لا إله إلا الله. موقوفا
ثم نفس النسائي أخرجه من نفس هذه الطريق عن وهيب به مرفوعا واقتصر على ( لقنوا هلكاكم قول لا إله إلا الله ) . وهو عند مسلم من حديث أبي سعيد الخدري.
ومما يدل على ضعف الزيادة ( إلا بخير ) : قول العقيلي: في حديث عمران بن أنس الذي أخرجه أبوداود :
4902 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ الْمَكِّىِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ ».
قال الألباني: ضعيف.
قلت سيف : قال العقيلي في ترجمة عمران بن أنس : لا يتابع على حديثه، وقال الترمذي : غريب، وذكر له الذهبي هذا الحديث في الميزان.
فتصلح زيادة ( إلا بخير ) أن تكون على شرط الذيل على أحاديث معلة ظاهرها الصحة.
====
====
====
باب ذِكْرُ شِرَارُ الْمَوْتَى
1394 – حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ أَبُو لَهَبٍ – عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ – لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.
——-
مشاركة أبي صالح حازم :
فوائد الباب:
1- قوله (باب ذكر شرار الموتى) ذكره السابق إشارة إلى أن السب المنهي عنه سب غير الأشرار. قاله القسطلاني، قلت أو لغير علة.
2- حديث ابن عباس أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي في السنن الكبرى
3- ومطابقة الحديث للترجمة في كون ابن عباس ذكر أبا لهب باللعن، وهو من شرار الموتى. قاله القسطلاني في إرشاد الساري.
4- ذكر شرار الموتى من أهل الشرك خاصة جائز قاله ابن بطال في شرحه.
5- إن فى الإعلان بقبيح أفعالهم مقبحًا لأحوالهم وذمًا لهم، لينتهى الأحياء عن مثل أفعالهم ويحذروها، جَنَّبنا الله أفعال الكفار، وأجارنا من النار. قاله ابن بطال.
6- حديث ابن عباس ذكره البخاري في موضع آخر من الصحيح 4770 بنفس الإسناد بأطول مما هنا، ففيه أن البخاري يرى جواز تقطيع الحديث بما لا يخل بالمعنى.
7- قوله ( حدثنا عمر بن حفص) وأخرجه من طريقه أيضا النسائي في السنن الكبرى 11426
وأخرجه ابن حبان ٣٠٢١ وصححه الألباني
8- قول عمر بن حفص (حَدَّثَنَا أَبِي) أي حفص بن غياث تابعه أبو معاوية كما عند البخاري في صحيحه 4801 و 4972 ومسلم 356 والترمذي 3363 النسائي في الكبرى 10819و11714 تابعه أبو أسامة كما عند البخاري 4971 ومسلم 355 تابعه شعبة كما عند الطبراني في الدعاء 2064 تابعه يَحْيَى الأُمَوِيّ كما عند السراج في حديثه 2642 تابعه عبد الله بن نمير كما عند أبي عوانة في مستخرجه والطبري في تفسيره
9- قوله (حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ) تابعه حبيب بن أبي ثابت كما عند البخاري 3526 والنسائي في الكبرى 10818و 11378 والطبري في تفسيره مختصرا.2064
10- قوله ( عن ابن عباس) وعند البخاري 4770 ” قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] – وعند البخاري من طريق أبي أسامة ” وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ “- ، صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا – وفي رواية عند البخاري فَقَالَ: «يَا صَبَاحَاهْ» – ، فَجَعَلَ يُنَادِي: «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ» – لِبُطُونِ قُرَيْشٍ – حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ” ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»”
11- قوله (قَالَ أَبُو لَهَبٍ – عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ -) لم أجد هذه اللفظة في غير هذا الموضع حتى إنه ليلقى في نفسي أنها من كلام البخاري رحمه الله تعالى.
12- قول أبي لهب لعنه الله تعالى (تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ) وزاد البخاري في رواية ” ألهذا جمعتنا”.
13- قوله (فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}.) وعند البخاري من طريق أبي معاوية ” إلى آخرها”.
14- يقول تعالى ذكره: خسرت يدا أبي لهب، وخسر هو. وإنما عُنِي بقوله: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) تبّ عمله. وكان بعض أهل العربية يقول: قوله: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) : دعاء عليه من الله.
15 قوله ( تبا لك فنزلت (تبت يدا) فيه الجزاء من جنس العمل
16- هذا آخر كتاب الجنائز اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وصحبه أجمعين.قاله الكرماني
====
====
مشاركة سيف بن دورة :
روى أبو القاسم الطبراني أيضاً: عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة)) .
ومعنى الحديث: (أي: يكاد أن يقع في الهلاك الأخروي، وأراد في ذلك المؤمن المعصوم والقصد به التحذير من السب) .
وهذا الحديث والذي قبله تضمنا العقوبة الشديدة التي تلحق ساب أي ميت من المسلمين وأي مؤمن كان فما الشأن بمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خيار موتى المؤمنين وأفضل المؤمنين بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
وفي فتاوى اللجنة الدائمة :
حديث : « إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا » وذلك حين خطبهم يوم النحر في حجة الوداع عليه الصلاة والسلام، فمال الميت المسلم وعرضه داخلان في هذا العموم، وسبق في جواب السؤال الأول ما يدل على أن حرمة جسده ميتا كحرمته حيا.
– عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : ( الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلَادُ ، وَالشَّجَر ُ، وَالدَّوَابُّ ) .
رواه البخاري ( 6147 ) ومسلم ( 950 ) ، وبوَّب عليه النسائي في سننهِ ( 1931 ) : ” باب الاستراحةُ من الكفارِ ” .
قال النووي – رحمه الله – :
معنى الحديث : أن الموتى قسمان : مستريح ومستراح منه ، ونصب الدنيا : تعبها ، وأما استراحة العباد من الفاجر معناه : اندفاع أذاه عنهم ، وأذاه يكون من وجوه ، منها : ظلمه لهم ، ومنها : ارتكابه للمنكرات فإن أنكروها قاسوا مشقة من ذلك ، وربما نالهم ضرره ، وإن سكتوا عنه أثموا ….” شرح مسلم ” ( 7 / 20 ، 21 ) .
فرح السلف بموت بعض الفجار :
. سجد علي رضي الله عنه لله شكراً لمقتل ” المخدَّج ” الخارجي لما رآه في القتلى في محاربته له .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
وقاتل أمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضي الله عنه الخوارجَ ، وذكر فيهم سنَّة رسول الله المتضمنة لقتالهم ، وفرح بقتلهم ، وسجد لله شكراً لما رأى أباهم مقتولاً وهو ذو الثُّدَيَّة .
بخلاف ما جرى يوم ” الجمل ” و ” صفين ” ؛ فإن عليّاً لم يفرح بذلك ، بل ظهر منه من التألم والندم ما ظهر ، ولم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك سنَّة بل ذكر أنه قاتل باجتهاده .
” مجموع الفتاوى ” ( 20 / 395 ) .
. ولما أُصيب المبتدع الضال ” ابن أبي دؤاد ” بالفالج – وهو ” الشلل النصفي ” – : فرح أهل السنَّة بذلك ، حتى قال ابن شراعة البصري :
أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ … وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِ
فَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها … مَن كَان منها مُوقناً بمعَادِ
لم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ … فوق الفِرَاشِ مُمَهَّداً بوِسادِ
وَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَمَا … قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ… ” تاريخ بغداد ” للخطيب البغدادي ( 4 / 155 ) .
. قال الخلاَّل – رحمه الله – :
قيل لأبي عبد الله – أي : الإمام أحمد بن حنبل – : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟ قال : ومن لا يفرح بهذا ؟ .
” السنَّة ” ( 5 / 121 ) .
. قال ابن كثير – رحمه الله – فيمن توفي سنة 568 هـ – :
الحسن بن صافي بن بزدن التركي ، كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة ، ولكنه كان رافضيّاً خبيثاً متعصباً للروافض ، وكانوا في خفارته وجاهه ، حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنَة في ذي الحجة منها ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى مقابر قريش ، فلله الحمد والمنَّة .
وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً ، وأظهروا الشكر لله ، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله .
” البداية والنهاية ” ( 12 / 338 ) .
. وقال الخطيب البغدادي – رحمه الله – في ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن الحسين أبو القاسم الحفَّاف المعروف بابن النقيب – :
كتبتُ عنه ، وكان سماعه صحيحاً ، وكان شديداً في السنَّة ، وبلغني أنه جلس للتهنئة لما مات ابن المعلم شيخ الرافضة وقال : ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موت ابن المعلم .
” تاريخ بغداد ” ( 10 / 382 ) .