1177 – 1179 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2 ، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————
بَابُ مَنْ لَمْ يُصَلِّ الضُّحَى وَرَآهُ وَاسِعًا
1177 – حَدَّثَنَا آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى»، وَإِنِّي لأسبحها .
بَابُ صَلاَةِ الضُّحَى فِي الحَضَرِ
قَالَهُ عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
1178 – حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الجُرَيْرِيُّ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: «صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»
1179 – حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ – وَكَانَ ضَخْمًا – لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الصَّلاَةَ مَعَكَ، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا، فَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ وَنَضَحَ لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ بِمَاءٍ، «فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ» وَقَالَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ جَارُودٍ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى؟ فَقَالَ: «مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى غَيْرَ ذَلِكَ اليَوْمِ»
……………………………………
مشاركة أبي صالح :
فوائد باب من لم يصل الضحى ورآه واسعا
1- قول البخاري (باب من لم يصل الضحى) أي مستنده ودليله.
2- قوله (ورآه واسعا) أي لا يعاب على من تركه، فاﻷمر واسع.
3- “يقال لصلاة التطوع السبحة، يقال سبح فلان سبحة الضحى يسبحها تسبيحا إذا صلى صلاة الضحى” قاله الطبري في تهذيب اﻵثار؛ وقال العراقي في طرح التثريب وتسمية
صلاة التطوع بذلك من باب تسمية الشيئ باسم بعضه.
4- حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي في السنن الكبرى.
5- قوله (حدثنا آدم ) هو ابن أبي إياس، تابعه أبو داود الطيالسي أخرجه في مسنده 1539 ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى 4911.
6- قوله (حدثنا ابن أبي ذئب) هو محمد بن عبد الرحمن
تابعه اﻹمام مالك كما في الموطأ 357 ورواه من طريقه البخاري 1128 ومسلم 718 وأبو داود 1295، والنسائي في السنن الكبرى 482،
وتابعهما معمر عن الزهري أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 4867 ومن طريقه اﻹمام أحمد في مسنده 25350، وعبد بن حميد في مسنده 1478 والبيهقي في السنن الكبرى 4911،
وتابعهم شعيب بن أبي حمزة أخرجه اﻹمام أحمد 24559 والطبراني في مسند الشاميين 3093،
وتابعهم ابن جريج عند أحمد في مسنده 24559.
7- قولها (ما رأيت رسول الله سبح سبحة الضحى) وزاد القسم في طريق شعيب فقالت (والله ما سبح ) ومن طريقه وطريق مالك (قط).
8- قوله (وإني ﻷسبحها) أي أصليها قاله البغوي في شرح السنة.
9- زاد معمر في روايته (وما أحدث الناس شيئا أحب إلي منها) ربما تقصد المداومة عليها أو صلاتها في المساجد ونحو ذلك ولا تقصد أصل الصلاة.
10- وعللت أم المؤمنين عائشة ترك النبي صلى الله عليه وسلم المواظبة على صلاة الضحى بقولها “إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل يعمل به الناس فيفرض عليهم”
كما ورد من طريق مالك الذي ذكرناه قبل وكذلك طريق معمر. وهذا التعليل مرجح قوي للقائلين باﻻستحباب.
11- قالت عائشة (وكان يحب ما خف على الناس) وزاد بعضهم (من الفرائض) كما ورد من طريق معمر وهذه الزيادة تصلح في الذيل على الصحيح المسند قسم الزيادات على الصحيحين.
12- قال رجل من آل الجارود ﻷنس رضي الله عنه أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قال ما رأيته صلاها إلا يومئذ.
رواه البخاري 670.
فوائد الباب الثالث والثلاثين، صلاة الضحى في الحضر
1- قول البخاري (صلاة الضحى في الحضر) إشارة منه الى طريقة جمعه بين النصوص التى ظاهرها التعارض في هذا الباب.
2-حديت عتبان الذي علقه وصله البخاري وهو متفق عليه وفيه (فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعدما اشتد النهار واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى قال أين تحب أن أصلي في بيتك فأشرت إليه إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم ) وواضح أن هذه الصﻻه كانت في وقت الضحى ، وفي روايه ﻷحمد (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى وسلمنا حين سلم ).
3- حديث أبي هريرة متفق عليه ورواه وأبو داود والنسائي.
4-فيه أهميه الصﻻه والصوم في حياه المسلم ، فذكر الصلاة في النهار وفي الليل . والصوم استوعب النهار كله.
5-قوله (ﻻ أدعهن حتى أموت ) وفي رواية خارج الصحيح (لست بتاركهن ﻻ في سفر ولا حضر ) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ومن طريقه الإمام أحمد في المسند 7671، ونحوه أبو داود في سننه 1432.
6-قوله (وصﻻة الضحى) وفي رواية في الصحيح(وركعتي الضحى) أي أقلها ركعتان.
7- فيه الحث على الوصيه كأسلوب من اساليب النصيحة.
8- الصﻻه والصيام من مكفرات الذنوب فاﻹكثار منها جبر للنقص الذي يعتري المسلم في حياته.
9- حديث أنس كأنه يشير إلى قصة عتبان ، وفيه أن الصلاة كانت وقت الضحى وهو الشاهد.
——–
مشاركة سيف الكعبي :
فيه مسائل:
تعريف الخُلَّة:
1- قال ابن الأثير: الخُلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب، فصارت خلاله؛ أي: في باطنه.
2- ولا تعارُض بين قول أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “خليلي”، وبين نفي النبي – صلى الله عليه وسلم – الخلة عن أحد؛ كما في قوله – عليه الصلاة والسلام -: ((لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا، لاتَّخذت ابن أبي قحافة خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله))؛ رواه البخاري، ومسلم.
فإن أبا هريرة لم يخبِر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – اتخذه خليلًا، ولكنه هو يخبر عن نفسه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – خليله؛ أي: إن الخلة من جهة أبي هريرة – رضي الله عنه.
3- اختُلِف في تعيين هذه الأيام على أقوال:
فسَّره جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم – بأيام البيض (13، 14، 15).
وقيل غير ذلك
4 -اختلاف وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه، مبني على علمه – صلى الله عليه وسلم – بأحوال أصحابه، وما يناسب كل واحد منهم
5 -الوتر سُنة مؤكدة؛ فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد حافَظ عليها، وأمر به من غير إيجابٍ، والله أعلم
====
6- زعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف فيها القراءة، مع إتمام الركوع والسجود، فهي صلاة قصيرة خفيفة،
فعن أم هاني رضي الله عنها في وصفها لصلاته لها:
” فلم أر قط أخَـفًّ منها، غير أنه يتم الركوع والسجود”.
وفي رواية عبد الله بن الحارث رضي الله عنه:
“لا أدري أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجـوده،
كل ذلك يتقارب”.
قال الحافظ: (واستدل به على استحباب تخفيف صلاة الضحى، وفيه نظر،
لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ لمهمات الفتح لكثرة شغله به، وقد ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم الضحى، فطوَّل فيها أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة).
7- وفي فتوى للجنة الدائمة :
فإنها رضي الله عنها – يعني عائشة – إنما نفت رؤيتها لفعله صلى الله عليه وسلم لها وأخبرت أنها كانت تفعلها كأنه استناد إلى ما بلغها من الحث عليها ومن فعله عليه الصلاة والسلام لها فألفاظها لا تتعارض حينئذ. أما عدد ركعاتها فأقلها ركعتان وأكثرها ثمان ركعات. أما الجهر فيها بالقراءة فإنه لا يجهر فيها بها، وأما أفضل أوقاتها فقد جاء بيانه في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال رواه مسلم والمعنى حين تحترق خفافها من الرمضاء وهي شدة حرارة الأرض من وقوع الشمس على الرمل وغيره وذلك عند ارتفاع الشمس وتأثيرها الحر، والفصال جمع فصيل وهو ولد الناقة، وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم: أوصى أبا هريرة رضي الله عنه بركعتي الضحى وثبت في صحيح مسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك أبا الدرداء رضي الله عنه، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى .
8- لفظ حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه:
“رأى قوماً يصلون الضحى، فقال:
لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعـة أفضل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”.
==========
مشاركة أحمد بن علي:1177
1- بوب النووي رحمه الله :
ﺑﺎﺏ اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺃﻥ ﺃﻗﻠﻬﺎ ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ، ﻭﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺛﻤﺎﻥ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻭﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﺃﺭﺑﻊ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﺃﻭ ﺳﺖ، ﻭاﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
2- بوب النسائي في الكبرى :
ﻋﺪﺩ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺮ
3- بوب البيهقي في الكبرى :
ﺑﺎﺏ ﺫﻛﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬﻱ ﺭﻭﻱ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺪاﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
4- قال الاثيوبي في ذخيرة العقبى :
ﺷﺮﺡ اﻟﺤﺪﻳﺚ
(ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺷﻘﻴﻖ) -ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ-، ﺃﻧﻪ (ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ ﻟﻌﺎﺋﺸﺔ) – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – (ﺃﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻳﺼﻠﻲ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ؟، ﻗﺎﻟﺖ: “ﻻ” ﺃﻱ ﻻ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ (ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺠﻲء ﻣﻦ ﻣﻐﻴﺒﻪ) – ﺑﻔﺘﺢ اﻟﻤﻴﻢ، ﻭﻛﺴﺮ اﻟﻤﻌﺠﻤﺔ- ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭا ﻟﻐﺎﺏ ﻳﻐﻴﺐ ﻏﻴﺒﺔ، ﻭﻏﻴﺎﺑﺎ -ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ، ﻭﻏﻴﻮﺑﺎ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻞ اﻟﻐﻴﺒﺔ، ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺮاﺩ ﻫﻨﺎ، ﺃ
ﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺳﻔﺮﻩ.
ﻭﻭﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ: “ﻣﻦ ﻣﻐﻴﺒﺔ” ﺑﻬﺎء اﻟﺘﺄﻧﻴﺚ: ﻭﻟﻌﻠﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ “ﺳﻔﺮﺗﻪ”.
ﻭﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ -، ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻧﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺪﻭﻡ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ، ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﺷﻴﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻘﺪ ﺃﺧﺮﺝ اﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺮﻭﺓ، ﻋﻨﻬﺎ، ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: “ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﺳﺒﺢ اﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺇﻧﻲ ﻷﺳﺒﺤﻬﺎ”. ﻭﻓﻲ ﻟﻔﻆ: “ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻳﺼﻠﻲ ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻀﺤﻰ ﻗﻂ، ﻭﺇﻧﻲ ﻷﺳﺒﺤﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻟﻴﺪﻉ اﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻴﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ” .
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻌﺎﺫﺓ اﻟﻌﺪﻭﻳﺔ، ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ -: ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻀﺤﻰ؟، ﻗﺎﻟﺖ: “ﺃﺭﺑﻌﺎ، ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﺎ ﺷﺎء”، ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: “ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﺎ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ”.
ﻓﻔﻲ اﻷﻭﻝ ﻧﻔﻲ ﺻﻼﺗﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﻣﻘﻴﺪا ﺑﻐﻴﺮ اﻟﻤﺠﻲء ﻣﻦ ﻣﻐﻴﺒﻪ، ﻭﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﻔﻲ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻭﻓﻲ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ.
ﻗﺎﻝ اﻟﻨﻮﻭﻱ -ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻓﻲ “ﺷﺮﺡ ﻣﺴﻠﻢ”: ﻣﺎ ﺣﺎﺻﻠﻪ: اﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻲ ﺻﻼﺗﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – اﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ، ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻭﻗﺎﺕ ﻟﻔﻀﻠﻬﺎ، ﻭﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ، ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﻭﻳﺘﺄﻭﻝ ﻗﻮﻟﻬﺎ: “ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺠﻲء ﻣﻦ ﻣﻐﻴﺒﻪ”، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺘﻬﺎ اﻷﺧﺮﻯ: “ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻳﺼﻠﻲ ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻀﺤﻰ”.
ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ اﻟﻀﺤﻰ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻧﺎﺩﺭ ﻣﻦ اﻷﻭﻗﺎﺕ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺴﺎﻓﺮا، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮا، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻧﺴﺎﺋﻪ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ، ﻓﻴﺼﺢ ﻗﻮﻟﻬﺎ: “ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ”، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺨﺒﺮﻩ، ﺃﻭ ﺧﺒﺮ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﺻﻼﻫﺎ، ﺃﻭ ﻳﻘﺎﻝ: ﻗﻮﻟﻬﺎ: “ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ”، ﺃﻱ ﻳﺪاﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻧﻔﻴﺎ ﻟﻠﻤﺪاﻭﻣﺔ، ﻻ ﻷﺻﻠﻬﺎ. ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ. اﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ اﻟﻨﻮﻭﻱ . اه
ثم أورد كلام ابن حجر الذي في الفتح
5- بَابُ صَلاَةِ الضُّحَى فِي الحَضَرِ
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺘﻜﻠﻴﻔﻲ:
– ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻭﺻﺮﺡ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭاﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ . ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﻼﻣﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺻﺪﻗﺔ: ﻓﻜﻞ ﺗﺤﻤﻴﺪﺓ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻛﻞ ﺗﻬﻠﻴﻠﺔ ﺻﺪﻗﺔ: ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻧﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﻳﺠﺰﺉ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ ﻳﺮﻛﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﺤﻰ .
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺪﺭﺩاء – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ – ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺑﺜﻼﺙ ﻟﻦ ﺃﺩﻋﻬﻦ ﻣﺎ ﻋﺸﺖ: ﺑﺼﻴﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ، ﻭﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﺃﻧﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺃﻭﺗﺮ .
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ – ﻗﺎﻝ: ﺃﻭﺻﺎﻧﻲ ﺧﻠﻴﻠﻲ ﺑﺜﻼﺙ: ﺻﻴﺎﻡ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ، ﻭﺭﻛﻌﺘﻲ اﻟﻀﺤﻰ ﻭﺃﻥ ﺃﻭﺗﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﻗﺪ
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ: ﻻ ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﺪاﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺸﺘﺒﻪ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺋﺾ، ﻭﻧﻘﻞ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ .
اﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ:
– اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻫﻞ اﻷﻓﻀﻞ اﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ، ﺃﻭ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ؟
ﻓﺬﻫﺐ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ؛ ﻟﻌﻤﻮﻡ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺃﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺎ ﺩاﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺇﻥ ﻗﻞ . ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ. ﻭﺭﻭﻯ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻷﻭﺳﻂ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ – ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﺑﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻀﺤﻰ ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩ: ﺃﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﻥ ﻳﺪﻳﻤﻮﻥ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ؟ ﻫﺬا ﺑﺎﺑﻜﻢ ﻓﺎﺩﺧﻠﻮﻩ ﺑﺮﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ .
ﻭﺭﻭﻯ اﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
{ﻻ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺇﻻ ﺃﻭاﺏ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﻲ ﺻﻼﺓ اﻷﻭاﺑﻴﻦ .
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ اﻟﻤﺬﻫﺐ – ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﻜﺎﻩ ﺻﺎﺣﺐ اﻹﻛﻤﺎﻝ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ: ﻻ ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﺪاﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺑﻞ ﺗﻔﻌﻞ ﻏﺒﺎ؛ ﻟﻘﻮﻝ ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﺳﺒﺢ ﺳﺒﺤﺔ اﻟﻀﺤﻰ ﻗﻂ .
ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻀﺤﻰ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻮﻝ: ﻻ ﻳﺪﻋﻬﺎ، ﻭﻳﺪﻋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻮﻝ: ﻻ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ
ﻭﻷﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺪاﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺸﺒﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺋﺾ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﺨﻄﺎﺏ: ﺗﺴﺘﺤﺐ اﻟﻤﺪاﻭﻣﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﻌﺔ اﻟﻀﺤﻰ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﺫﻧﻮﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺜﻞ ﺯﺑﺪ اﻟﺒﺤﺮ .
ﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺕ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ:
– ﻻ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ:
ﺑﺎﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﻠﻬﺎ ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ . ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺫﺭ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻳﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺳﻼﻣﻰ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺻﺪﻗﺔ…
ﻓﺄﻗﻞ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺭﻛﻌﺘﺎﻥ ﻟﻬﺬا اﻟﺨﺒﺮ .
ﻭﺇﻧﻤﺎ اﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻲ ﺃﻗﻠﻬﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ:
ﻓﺬﻫﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ – ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺬﻫﺐ – ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺛﻤﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﺭﻭﺕ ﺃﻡ ﻫﺎﻧﺊ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻭﺻﻠﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﻓﻠﻢ ﺃﺭ ﺻﻼﺓ ﻗﻂ ﺃﺧﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻢ اﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭاﻟﺴﺠﻮﺩ .
ﻭﺻﺮﺡ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺑﻜﺮاﻫﺔ ﻣﺎ ﺯاﺩ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺭﻛﻌﺎﺕ، ﺇﻥ ﺻﻼﻫﺎ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻀﺤﻰ ﻻ ﺑﻨﻴﺔ ﻧﻔﻞ ﻣﻄﻠﻖ، ﻭﺫﻛﺮﻭا ﺃﻥ ﺃﻭﺳﻂ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺳﺖ .
ﻭﻳﺮﻯ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻭاﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ – ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻤﺮﺟﻮﺡ – ﻭﺃﺣﻤﺪ – ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﻨﻪ – ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ اﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ، ﻟﻤﺎ ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﻓﻴﻪ ﺿﻌﻒ ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﻀﺤﻰ ﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ﺑﻨﻰ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻗﺼﺮا ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺷﺮﺡ اﻟﻤﻨﻴﺔ: ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭ ﺃﻥ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ .
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺤﺼﻜﻔﻲ ﻣﻦ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ، ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺬﺧﺎﺋﺮ اﻷﺷﺮﻓﻴﺔ: ﻭﺃﻭﺳﻄﻬﺎ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ؛ ﻟﺜﺒﻮﺗﻪ ﺑﻔﻌﻠﻪ ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻓﺒﻘﻮﻟﻪ ﻓﻘﻂ. ﻭﻫﺬا ﻟﻮ ﺻﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ﺑﺴﻼﻡ ﻭاﺣﺪ ﺃﻣﺎ ﻟﻮ ﻓﺼﻞ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺯاﺩ ﺃﻓﻀﻞ .
ﺃﻣﺎ اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ: ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻔﺖ ﻋﺒﺎﺭاﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻼﺓ اﻟﻀﺤﻰ ﺇﺫ ﺫﻛﺮ اﻟﻨﻮﻭﻱ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ اﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ اﻟﻤﻬﺬﺏ، ﻓﺤﻜﻰ ﻋﻦ اﻷﻛﺜﺮﻳﻦ: ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺛﻤﺎﻥ ﺭﻛﻌﺎﺕ . ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺭﻭﺿﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﻴﻦ: ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﺛﻤﺎﻥ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﺎ اﺛﻨﺘﺎ ﻋﺸﺮﺓ، ﻭﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ .
———
———