1148- 1147 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح وأحمد بن علي وناصر الريسي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
————–
باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره
1147 – حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه أخبره: أنه سأل عائشة رضي الله عنها، كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا»
قالت عائشة: فقلت يا رسول الله: أتنام قبل أن توتر؟ فقال: «يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي»
1148 – حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام، قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا، حتى إذا كبر قرأ جالسا، فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية، قام فقرأهن، ثم ركع»
……………………
مشاركة أبي صالح :
فوائد الباب:
1- قوله (قيام النبي صلى الله عليه وسلم) أي صفة صلاة قيام النبي صلى الله عليه وسلم.
2- قوله (بالليل) تأكيدا لوقت الفعل، وقد ترجم البخاري قبل خمسة أبواب بشأن عدد الركعات، وكونها مثنى مثنى، وهنا بشأن صفة الصلاة من حيث الطول والحسن، وحال القوة والضعف.
3- قوله (في رمضان وغيره) موافقة لحديث عائشة اﻷول رضي الله عنها .
4- حديث عائشة اﻷول من طريق اﻹمام مالك – وأخرجه في الموطأ- رواه الستة إلا ابن ماجه.
5- قوله (حدثنا عبدالله بن يوسف) تابعه جمع عن مالك يزيدون على العشرة ، ولولا خشية اﻹطالة لذكرت طائفة منهم.
6- ذكر عدد الركعات التي تستحب للمرء أن يكون تهجده بها قاله ابن حبان وتقدم قبل خمسة أبواب كما ذكرنا.
7- هناك فرق بين النبي صلى الله عليه وسلم وببن أمته في النوم، ففرق بينه وبينهم في إيجاب الوضوء من النوم على أمته دونه عليه السلام.
8- ينبغي مراعاة العدد الثابت والصفة عند الحديث عن اﻻستحباب، قال ابن عبد البر في اﻻستذكار: وأكثر اﻵثار على أن صلاته كانت إحدى عشرة ركعة وقد روي ثلاث عشرة ركعة.
9 – فيه إجابة سؤال السائل وزيادة عليه بما يزيل أي وهم قد يحدث أفاده قولها (في رمضان ولا في غيره).
10- قوله (إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) تلك من علياء مراتب اﻷنبياء صلوات الله عليهم.
قلت سيف : وورد في الحديث ( نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا ) .
وقد عزاه ابن كثير للبخاري في أول سورة الإسراء . في (ذكر الأحاديث الواردة في الإسراء) وهو أول حديث في الباب عن أنس يقول : ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة؛ إنه جاءه ثلاثة نفر. …حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه ، وتنام عينه ولا ينام قلبه – وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم – فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعهن عند بئر زمزم. …) وذكر ابن كثير اضطراب شريك فيه. ونقل عن البيهقي أن في حديث شريك زيادة تفرد بها على مذهب من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه عزوجل . انتهى
مع احتمال الإدراج لكني لم ابحثه
وسيأتي في مشاركتي نقل حديث مرفوع يدل على ذلك .
11- لا خلاف بين المسلمين أن صلاة الليل ليس فيها حد محدود، وأنها نافلة، وفعل خير وعمل بر ، فمن شاء استقل، ومن شاء استكثر قاله ابن عبد البر في التمهيد.
12- قوله (يصلي أربعا) هذا مرتب على قوله صلاة الليل مثنى مثنى ﻷنه من مفسر وقاض على المجمل قاله ابن الملقن في التوضيح.
13- مفهوم قوله (يصلي أربعا…..ثم يصلي أربعا) يشير إلى الترويحة بينها والله أعلم.
14- قوله (عن أبي سلمة بن عبد الرحمن) هو ابن عوف والده أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى.
15- قوله (أنه سأل عائشة) فيه حرص التابعين على سؤال أهل العلم، وطلب عليِّ اﻹسناد، فإن أمهات المؤمنين أعلم من غيرهن بأحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته. وقد سألها غيره أيضا كسعد بن هشام بن عامر.
16- قيام النبي صلى الله عليه وسلم كان من نوم وقد مر سابقا ويؤكده هنا قولها أتنام قبل أن توتر؟
17- يغفل بعضهم عن الكيفية من حيث الحسن والطول ويهتم بالعدد فقط، وهذا خطأ ظاهر.
فوائد حديث عائشة الثاني:
18 – أخرجه الستة.
19- حديث عائشة ليس فيه تبيان لوقت الفعل، وإنما فيه إشارة إلى أن ذلك كان في آخر حياته صلى الله عليه وسلم.
20- اﻷصل القيام في صلاة النافلة وأن الجلوس إنما كان لسبب.
21- يجوز التنفل جالسا بغير سبب، لكن أجره حينها على النصف من صلاة القائم.
22- جواز النافلة قائما وقاعدا، وفعل بعض الركعة قائما، وبعضها قاعدا.
23- قولها (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من صلاة الليل جالسا) وفي رواية (قط) وهي عند البخاري دليل على أن فعله صلى الله عليه وسلم إنما كان لسبب ولكي يبقى مداوما على قيام الليل.
24- قولها (حتى إذا كبر) هذا صريح في سبب الجلوس، وفي رواية (بدن)، وفي رواية (ثقل)، وفي رواية (دخل في السن)، وفي رواية (بعدما حطمه الناس) أي وإن لم يكن به مرض.
25- ورد في حديث أم المؤمنين حفصة عند مسلم روت فعله صلى الله عليه وسلم فقالت (حتى كان قبل وفاته بعام).
26- (وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها) كما في حديث حفصة عند مسلم، وهذا كالتفسير لقول عائشة في الحديث اﻷول (فلا تسل عن حسنهن وطولهن).
قلت سيف : وصف حفصة لطول السورة دليل أنه كان يجهر بالقراءة .
27- قوله (فإذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام) فيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من اﻻجتهاد في العبادة إلى آخر حياته، وسبق أن أشرنا أن قوله (بقي من السورة) إشارة إلى أن ما مضى أكثر من ذلك، كما أن ذلك منه مداومة لما كان عليه قبل ذلك.
28- أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الصلاة قائما وقاعدا فإذا افتتح الصلاة قائما ركع قائما، وإذا افتتح الصلاة قاعدا ركع قاعداً” .
قال ابن خزيمة في صحيحه فهذا الخبر يبين هذه اﻷخبار كلها، فعلى هذا الخبر إذا افتتح الصلاة قائما ثم قعد وقرأ انبغى له أن يقوم فيقرأ بعض قراءته ثم يركع وهو قائم، فإذا افتتح صلاته قاعدا قرأ جميع قراءته وهو قاعد، ثم ركع وهو قاعد اتباعا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
——-
مشاركة ناصر الريسي:
1- حديث 1147 متفق عليه
2- في الحديث دلالة على أن صلاته كانت متساوية في جميع السنة
3- في الحديث بيان عدد ركعات صلاة الليل
4- قال القرطبي: أشكلت روايات عائشة على كثير من أهل العلم حتى نسب بعضهم حديثها إلى الاضطراب، وهذا إنما يتم لو كان الراوي عنها واحدا، أو أخبرت عن وقت واحد، والصواب أن كل شيء ذكرته من ذلك محمول على أوقات متعددة، أو أحوال مختلفة بحسب النشاط، وبيان الجواز، والله أعلم.
5- قال الحافظ وظهر لي أن الحكمة في عدم الزيادة على إحدى عشرة ركعة أن التهجد والوتر مختص بصلاة الليل وفرائض النهار الظهر وهي أربع والعصر وهي أربع والمغرب وهي ثلاث وتر النهار فناسب أن تكون صلاة الليل كصلاة النهار في العدد جملة وتفصيلا، وأما مناسبة ثلاثة عشر فبضم صلاة الصبح لكونها نهارية إلى ما بعدها انتهى
6- فيه كراهة النوم قبل الوتر لاستفهام عائشة عن ذلك/ الفتح
7- قولها: (يا رسول الله! أتنام قبل أن توتر؟ قال: إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) صلى الله عليه وسلم، وهذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام، وأن نومه لا ينقض وضوءه؛ لأن نومه في عينه لا في قلبه، فيشعر بخروج ما يخشى منه نقض الوضوء.
8- قولها: ( فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ) لأنهن في نهاية من كمال الحسن والطول مستغنيات لظهور حسنهن وطولهن عن السؤال عنه والوصف.
9- قولها: (يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن) مرادها أنه يصلي أربعاً يسلم من كل اثنتين وإنما أرادت بذلك وصفهن بالحسن والطول لا أنهن بسلام واحد/ ابن باز
10- فيه ما كان عليه هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – من تطويل صلاة الليل.
11- فيه دليل للجمهور في أن تطويل القيام أفضل من تكثير الركوع والسجود
12- حديث 1148 متفق عليه
13- فيه التحديث بالجمع والإخبار بالإفراد والقول والعنعنة.
14- رواته بصريان ومدنيون.
15- فيه رد على من اشترط على من افتتح النافلة قاعدا أن يركع قاعدا أو قائما أن يركع قائما وهو محكي عن أشهب وبعض الحنفية.
———–
مشاركة أحمد بن علي:1147
قال العثيمين رحمه الله:
فيه دليل عل خصيصة من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم أن عينيه تنامان ولا ينام قلبه، ولذلك قال العلماء إن نوم الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينقض الوضوء وأنه لا يحتلم. انتهى
أورد الخلال بسند عن الإمام أحمد أن هذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام.
223 – أخبرني محمد بن علي، قال: ثنا صالح أنه قال لأبيه: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تنام عيناي، ولا ينام قلبي» قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم خص بهذا، كان إذا نام لم يتوضأ» ، وقال: «تنام عيناي، ولا ينام قلبي» [ص:202].
بوب ابن خزيمة تبويبا يبين أنه من خصائصه:
باب ذكر ما كان الله عز و جل فرق به بين نبيه صلى الله عليه و سلم و بين أمته في النوم من أن عينيه إذا نامتا لم يكن قلبه ينام ففرق بينه و بينهم في إيجاب الوضوء من النوم على أمته دونه عليه السلام
قلت سيف : وهناك حديث يدل أن نومه لا ينقض الوضوء . وسيأتي في مشاركتي التوسع في مسألة إن النبي صلى الله عليه وسلم بل الأنبياء لا تنام قلوبهم.
فيه دليل على أن الصحابة يناقشون أو يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام عن كل ما يرونه غريبا.
قلت سيف : ومنه السؤال عما يرونه مخالفا لوصاياه. فعائشة تقول 🙁 تنام قبل أن توتر ) وقد كان يوصي بعض الصحابة بالوتر قبل النوم.
بوب عليه أبو داود وأطلق ولم يقيده برمضان: 27 – باب فى صلاة الليل.
وكذلك فعل الترمذي:
325 – باب ماجاء في وصف صلاة النبي صلى الله عليه و سلم
بوب عليه النسائي: باب كيف الوتر بثلاث
أما ابن حبان فتبويبه على أن صلاة الليل ركعتين ركعتين فقال:
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن المصطفى صلى الله عليه و سلم كان يصلي بالليل كل أربع ركعات بتسليمة ويوتر بتسليمة
بوب عليه النووي مع أحاديث أخرى :
17 – باب صلاة الليل، وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم في الليل، وأن الوتر ركعة، وأن الركعة صلاة صحيحة
قال القاضي عياض في إكمال المعلم:
ومعنى: ” لا تسل عن حسنهن وطولهن “، أى: أنها فى ذلك فى النهاية والمبالغة بحيث اكتفى أمرها عن السؤال، واستغنى عن الوصف، وهذا من الإيجاز فى الكلام، وكذلك تكرار طول الركعتين ثلاثا مبالغة فى الوصف. اهـ
قال صاحب العرف الشذي شرح سنن الترمذي:
وتمسك الأحناف في مذهب أبي حنيفة بحديث عائشة حديث الصحيحين: كان يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. إلخ، وأقول: إنه ليس بحجة لنا، فإن الحديث مبهم ولا يدل على أنها بتسليمة واحدة بل هي محمولة عندي على هيأة التراويح في زماننا أي التسليمة على ركعتين ركعتين والترويحة على أربعة، ومر عليه أبو عمر في التمهيد، وقال في شرح الحديث مثل ما قلت، وإنما جمعت بين أربع لعدم الوقفة والترويحة على ركعتين، ثم وجدت في السنن الكبرى مرفوعا: يصلي أربعا فيتروح إلخ، ويدل على التسليم على ركعتين عن عائشة ما في مسلم ص254 يسلم بين كل ركعتين، وفي النسائي عن أم سلمة: يسلم على كل ركعتين، فلا يكون حجة لنا ناهضة فإن الرواة بعضهم يعبرون المراد مجملا، وبعضهم يفصحون بالمراد ويذكرون التسليم على كل ركعتين والأولون لا يذكرون التسليم فلا يمكن الاستدلال بالإجمال، فالحاصل أني لم أجد ما يدل على مختار أبي حنيفة رحمه الله إلا ما روي عن ابن مسعود موقوفا، ولكنه مرفوع حكما
بسند قوي أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: من صلى أربعا بتسليمة واحدة بالليل عدلن بمثل قيام ليلة القدر، وإنما قلت: إنه مرفوع حكما فإن ذكر فضل العمل لا يمكن لأحد بلا إخبار الشارع، ولهذا تتبعت الكتب لأجد الرواية عن أبي حنيفة مثل الصاحبين، ولكني لم أجد مع التتبع الكثير ولو وجدت عنه لرجحت ولو شاذة. اهـ
قلت (أحمد): هذه رواية ابن أبي شيبة:
7275 – حدثنا وكيع، عن عبد الجبار بن عباس، عن قيس بن وهب، عن مرة، عن عبد الله، قال: «من صلى أربعا بعد العشاء لا يفصل بينهن بتسليم، عدلن بمثلهن من ليلة القدر»
وأورد عن عبدالرحمن بن الأسود مثله:
7279 – حدثنا الفضل بن دكين، عن بكير بن عامر، عن عبد الرحمن بن الأسود، قال: «من صلى أربع ركعات بعد العشاء الآخرة، عدلن بمثلهن من ليلة القدر»
قال في سبل السلام:
كأنه كان ينام بعد الأربع ثم يقوم فيصلي الثلاث وكأنه كان قد تقرر عند عائشة أن النوم ناقض للوضوء فسألته فأجابها بقوله: “قال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي” دل على أن الناقض نوم القلب وهو حاصل مع كل من نام مستغرقاً فيكون من الخصائص أن النوم لا ينقض وضوءه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم، وقد صرح المصنف بذلك في التلخيص، واستدل بهذا الحديث وبحديث ابن عباس: “أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم نام حتى نفخ ثم قام فصلى ولم يتوضأ”. وفي البخاري: “إن الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم” متفق عليه:”. اهـ
قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى:
(المسألة الرابعة): في فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان كيفية الإيتار بثلاث ركعات، وهو أن يصلّيها متّصلة، وفي ذلك اختلاف بين العلماء، سيأتي في شرح الحديث التالي، إن شاء اللَّه تعالى. (ومنها). ما كان عليه هدي النبيّ – صلى اللَّه عليه وسلم – من تطويل صلاة الليل. (ومنها): بيان خصوصيته – صلى اللَّه عليه وسلم – في كون نومه لا ينقض وضوءه؛ لأن نومه في عينه لا في قلبه، فيشعر بخروج ما يُخشى منه نقض الوضوء. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
1148بوب عليه أبو داود:
باب فى صلاة القاعد
بوب ابن حبان في صحيحه:
ذكر البيان بأن المرء مباح له إذا عجز عن القيام لتهجده أن يصلي جالسا
وبوب أيضا:
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه و سلم لما حطمه السن كان يصلي صلاة الليل جالسا
بوب النووي:
باب جواز النافلة قائما وقاعدا، وفعل بعض الركعة قائما وبعضها قاعدا
قال العباد في شرح سنن أبي داود:
….وهذا يدلنا على أن مثل هذه الحالة سائغة وأن الإنسان له أن يصلي بعض الركعة وهو قائم وبعضها وهو جالس، وله أن يبدأ الصلاة جالساً ثم يقوم، وله أن يبدأ الصلاة قائماً ثم يجلس. اهـ
قال ابن بطال في شرح البخاري:
وقد اختلف السلف فى عدد الصلاة فى رمضان ، فذكر ابن أبى شيبة ، قال : حدثنا يزيد ابن هارون ، قال : حدثنا إبراهيم بن عثمان ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، أن النبى ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، كان يصلى في رمضان عشرين ركعة والوتر ، وروى مثله عن عمر بن الخطاب ، وعلى بن أبى طالب ، وأبى بن كعب ، وبه قال : الكوفيون والشافعى ، إلا أن إبراهيم هذا هو جد بنى شيبة ، وهو ضعيف ، فلا حجة فى حديثه ، والمعروف القيام بعشرين ركعة فى رمضان عن عمر وعلى . وقال عطاء : أدركت الناس يصلون ثلاثا وعشرين ركعة ، الوتر منها ثلاثا . وروى ابن مهدى عن داود بن قيس ، قال : أدركت الناس بالمدينة فى زمن عمر بن عبد العزيز ، وأبان بن عثمان يصلون ستا وثلاثين ركعة ، ويوترون بثلاث ، وهو قول مالك وأهل المدينة. اهـ
——–
مشاركة سيف :
– فيه الرفق بالناس . قال ابن باز : الأفضل أن يصلي إحدى عشرة ركعة فإن أوتر بثلاث عشرة فهو أيضا سنة وحسن ، وهذا العدد ارفق بالناس واعون للإمام على الخشوع . وإن أوتر بثلاث وعشرين كما فعل عمر والصحابة في بعض الليالي من رمضان فلا بأس. وإن صلى سبعا متصلة فجائز لكن الأفضل يجلس في السادسة. والأفضل يسلم من كل ركعتين وهو ارفق بالناس . انتهى مختصر ( الأسئلة وجهت للشيخ عن صلاة التراويح )
والتوسعة في عدد ركعات صلاة التراويح هو اختيار ابن تيمية كما في الاختيارات . وراجع كذلك مجموع الفتاوى 23/112 وشكك باحث صحت نسبة قول لمالك : أن الزيادة على الاحدى عشرة لا أصل له. فهو يخالف المشهور عن المالكية.
يعني أن الباحث يؤيد صحت الإجماع الذي نقل عن ابن عبدالبر في جواز الزيادة على الاحدى عشرة ركعة.
ولعلنا نتوسع إن شاء الله في جامع الأجوبة الفقهية.
– ذكر أبو عوانة الأحاديث التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بتسع وبسبع وبخمس. …ثم ذكر باب الأخبار التي تعارض أخبار عائشة في الوتر في روايتها وأنه صلى الله عليه وسلم كان يسلم في كل ركعتين ثم يوتر بركعة. ثم ذكر أحاديث منها حديث عائشة الذي ذكره البخاري أولا في هذا الباب . ومرة بوب على الحديث باب مبلغ عدد الركعات التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليها من الليل في شهر رمضان وأنه كان يداوم عليها في سائر الشهور.
وابن خزيمة ذكر حديث ابن عباس في ذكر أنه صلى الله عليه وسلم صلى ثلاثة عشرة ركعة ثم قال نقص النبي صلى الله عليه وسلم إلى إحدى عشرة ثم نقص إلى تسعة
وذكر ابن المنذر هذه الصفات وجعلها من باب التنوع فكلها جائزة.
جعل أعضاء اللجنة الدائمة حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة . يفسر رواية أنه يصلي أربع فيعلم أنه كان يفصل بتشهد وسلام . وهذا هو الغالب من فعله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عنه أنواع أخرى في صلاة التهجد ذكرها مسلم في صحيحه وغيره فراجعها . انتهى
وراجع للتوسع عشرين سنة من سنن المصطفى في كتاب قيام رمضان للألباني.
– ورد في الصحيح المسند 1335 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( تنام عيني، ولا ينام قلبي )
وقلنا في التعليق عليه :
أخرجه أحمد (12/ 380) والبزار (8373) وابن خزيمة (1/ 30) وابن حبان (6386) كلهم عن يحيى بن سعيد به وله شواهد:
-يشهد له ما أخرجه البخاري 7281 من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في قصة إتيان الملائكة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم وفيه 🙁 فقال بعضهم إنه نائم وقال بعضهم إن العين نائمة والقلب يقظان.. فقالوا :مثله كمثل رجل بنى داراً وجعل فيها مأدبة وبعث داعياً فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل المأدبة… ) وراجع الصحيحة 3595
وورد عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ فَقَالَتْ مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ قَالَ يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي. [رواه البخاري (2013) مسلم (738)]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة ميبته عند خالته ميمونة بنت الحارث وفيه(.. فقام النبي صلى الله عليه و سلم من الليل يصلي ثم أضطجع فنام حتى نفخ قال : ثم جاءه بلال فآذنه بالصلاة فقام فصلى ولم يتوضأ… ) الحديث
رواه البخاري (6316) ومسلم (2/ 178) والبخاري في الأدب (695) (397) وأحمد (5/ 270)
قال في المجموع (2/ 24):
(كان من خصائص نبينا صلى الله عليه وسلم أنه لا ينتقض وضوءه بالنوم مضطجعا للأحاديث الصحيحة، منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين: (أنه صلى الله عليه وسلم نام حتى سمع غطيطه، ثم صلى ولم يتوضأ) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن عيني تنامان ولا ينام قلبي).
فإن قيل: هذا مخالف للحديث الصحيح (أن النبي صلى الله عليه وسلم نام في الوادي عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس)، ولو كان غير نائم القلب لما ترك صلاة الصبح؟
قال النووي له جوابان: أحدهما: ان القلب انما يدرك الحسيات المتعلقة به كالحدث والالم ونحوهما ولايدرك مايتعلق بالعين لانها نائمة والقلب يقظان.
والثاني: انه كان له حالان: حال كان قلبه فيه لاينام وهو الاغلب وحال ينام فيه قلبه وهو نادر فصادف هذا أي قصة النوم عن الصلاة. قال: والصحيح المعتمد هو الاول والثاني ضعيف.
قال ابن عبدالبر :
والنكتة في ذلك أن الأنبياء – عليهم السلام – تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ولذلك كانت رؤيا الأنبياء وحيا وكذلك قال ابن عباس رؤيا الأنبياء وحي وتلا( افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ )الصافات 102.
وقد روي عن النبي – عليه الصلاة والسلام – أنه قال ((إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا))
ونومه عليه السلام في سفره من باب قوله ((إني لأنسى أو أنسى لأسن)) فخرق نومه ذلك عادته عليه السلام ليسن لأمته.
ألا ترى إلى قوله في حديث العلاء بن خباب ((لو شاء الله لأيقظنا ولكنه أراد أن تكون سنة لمن بعدكم)).
وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن أبي سلمة عن مسروق عن ابن عباس قال ((ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها بصلاة النبي – عليه السلام – الصبح بعد طلوع الشمس)).
وكان مسروق يقول ذلك أيضا.
قال أبو عمر :وذلك عندي – والله أعلم – لأنه كان سببا إلى أن علم أصحابه المبلغون عنه إلى سائر أمته أن مراد الله من عباده الصلاة وإن كانت مؤقتة أن من لم يصلها في وقتها فإنه يقضيها أبدا متى ما ذكرها ناسيا كان لها أو نائما عنها أو متعمدا لتركها.
ورد في الفتح : قال بن دقيق العيد : كأن قائل هذا أراد تخصيص يقظة القلب بإدراك حالة الانتقاض وذلك بعيد وذلك أن قوله صلى الله عليه وسلم( إن عيني تنامان ولا ينام قلبي )خرج جوابا عن قول عائشة: أتنام قبل أن توتر)وهذا كلام لا تعلق له بانتقاض الطهارة الذي تكلموا فيه، وإنما هو جواب يتعلق بأمر الوتر، فتحمل يقظته على تعلق القلب باليقظة للوتر وفرق بين من شرع في النوم مطمئن القلب به وبين من شرع فيه متعلقا باليقظة، قال: فعلى هذا فلا تعارض ولا إشكال في حديث النوم حتى طلعت الشمس؛ لأنه يحمل على أنه اطمأن في نومه لما أوجبه تعب السير معتمدا على من وكله بكلاءة الفجر اه والله أعلم
تنبيه : حديث( إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا )ذكره الألباني في الصحيحة1705 من مراسيل عطاء، وقال يشهد له حديث أنس بن مالك، وفيه : والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم أخرجه البخاري.
وللحديث شواهد منها ما ذكره الألباني في الصحيحة 1872، وفيه( أن علامة النبي تنام عينه ولا ينام قلبه، وسأل عن صوت الرعد فقال ذلك ملك بيده مخراق يزجر السحاب )بمعناه أخرجه أحمد 2483
وصحح الحديث الشيخ مقبل في أسباب النزول فقال :فيه بكير خولف لكن له طرق.
وذهب باحث لتضعيفه يعني كون الرعد صوت ملك : حيث نقل أن ابن منده قال : هذا إسناد متصل، ورواته مشاهير ثقات. وصححه الشيخ أحمد شاكر.
لكن قال ابونعيم : غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير.
قلت : وقول ابن عبدالبر وما نقله ابن حجر أقوى الأقوال.
تنبيه : -أما حديث ((لو شاء الله لأيقظنا ولكنه أراد أن تكون سنة لمن بعدكم)) فالعلاء بن خباب قال ابن عبدالبر ما أظنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم( جامع المسانيد
وراجع المسألة مطولة وذكر طرق الأحاديث والحكم عليها في مختلف الحديث رقم 67 )
ثم نقلنا في تعليقنا على الصحيح المسند 1335 . كلام ابن عبدالبر في قضاء الفائته ثم ذكرنا إحدى عشر نقطه من خصائص الأنبياء وبعض صفاتهم فراجعه فهو مهم.
أما حديث عائشة الثاني فتوسعنا في شرحه تحت حديث 1116 . 1117 صحيح البخاري.