1037-1305 رياح المسك العطرة بفوائد الأصحاب المباركة؛؛ على صحيح البخاري
[بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺَ نُصِرْتُ بِالصَّبَا]
1035 – حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّﷺَقَالَ: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ»
——————
مشاركة أحمد بن علي :
حديث: [1035]
١-فيه أن الله يضع القوة حيث شاء من خلقه، فحيث الهواء الذي فيه حياة الناس يجعله الله سبباً للهلاكهم.
٢-فيه أن الهواء جند من جنود الله عز وجل.
٣-فيه العمل بالأسباب، فالله قادر على إهلاكهم بغير سبب ولكن شاءت حكمته أن يهلكهم بسبب.
٤-فيه بيان قوة الهواء وأنه لا يستهان به.
———
مشاركة سيف بن دورة الكعبي :
ذكر باحث : جنود لرب العزة فقال :
أسباب السماوات والأرض:
ومما ينصر الله به عباده المتقين أن يسخر لهم أسباب السماوات والأرض، التي لا يحيط بعلمها إلا هو ـ سبحانه وتعالى.
ومن هذه الأسباب ما يلي:
١ ـ الريح:
الريح من جنود الله ـ تعالى ـ التي لا يقاومها شيء، فإذا خرجت عن سرعتها المعتادة ـ بإذن ربها ـ دمرت المدن وهدمت المباني، واقتلعت الجبال والأشجار، وقد وصفها الله ـ سبحانه وتعالى ـ (العاتية) في قوله: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة: 6]
وفي الحديث المتفق عليه «أن النبي ﷺَ
في غزوة تبوك قال لأصحابه: «ستهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يَقُمْ فيها أحد، فمن كان له بعير فليشد عقاله» فهبت ريح شديدة، فقام رجل، فحملته الريح حتى ألقته بجبل طيء» .
بل إن الريح قد قاتلت مع النبيﷺَ في غزوة الخندق،
وفي تفسير ابن كثير عند قول الله ـ سبحانه ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الأحزاب: 9] .
قال مجاهد: هي الصَّبا، أُرسِلَتْ على الأحزاب يوم الخندق حتى ألقت قدورهم، ونزعت فساطيطهم.
ويدل على هذا ما ثبت عند مسلم أنه ﷺَقال: «نُصِرتُ بالصَّبا، وأُهلِكتْ عاد بالدَّبُور» .
وقد روى مسلم أيضاً في صحيحه عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ «أن رجلاً قال له: لو أدركتُ رسول الله ﷺَ
لقاتلتُ معه وأبليت. فقال له حذيفة: أكنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله ﷺَليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر … إلى أن قال حذيفة ـ كما في رواية يونس بن بكير عن زيد بن أسلم ـ: …في ليلة باردة مطيرة… ثم ذكر نحو ما تقدم مطولا وروى بلال بن يحيى العبسي عن حذيفة نحو ذلك – أيضاً.
وقد أخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل من حديث عكرمة بن عمار عن محمد بن عبدالله الدؤلي عن عبدالعزيز ابن أخي حذيفة وفيه(…. وإذا الريح في عسكرهم ما تجاوز عسكرهم شبراً؛ فوالله إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم وفرشهم، الريح تضربهم بها، ثم خرجتُ نحو النبي ﷺ فلما انتصفت الطريق؛ إذ أنا بنحوٍ من عشرين فارساً معتمين «وهم الملائكة» فقالوا: أخبر صاحبك أن الله ـ سبحانه ـ كفاه القوم» . اهـ
تفسير ابن كثير مختصر[سورة الأحزاب آية 10]
قلت سيف : تنبيه : حديث حذيفة من طريق عبدالعزيز ابن أخي حذيفة عن حذيفة قال محقق دار الفتح : إسناده ضعيف ولبعضه شواهد.
ففيه عكرمة بن عمار ومحمد الدؤلي وابن اخي حذيفة.
ووردت قصة الريح كذلك عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي فذكره من حديث حذيفة، ومحمد بن إسحاق دلس لكنه في المتابعات كما ذكر ابن كثير بعض الأسانيد.
تنبيه : مما ذكر ابن كثير : قالت الجنوب للشمال ليلة الأحزاب : انطلقي ننصر رسول الله ﷺفقالت الشمال : إن الحرة لا تسري بالليل، قال : فكانت الريح التي ارسلت عليهم الصبا. وعزاه لابن جرير .
لكنه من مراسيل عكرمة.
وقد أخبر النبي ﷺ أن الله ـ سبحانه ـ يرسلها (أي الريح) على قوم من هذه الأمة، قد تمادوا في غيهم وعصيانهم؛ فتهلكهم، كما في حديث أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ أن النبيﷺ
قال: «يبيت طائفة من أمتي على أكل، وشرب، ولهو، ولعب، ثم يصبحون قردة وخنازير، ويُبعث على أحياء من أحيائهم ريح، فتنسفهم كما نسفت من كان قبلكم؛ باستحلالهم الخمر، وضربهم بالدف، واتخاذهم القينات»
وهذا الحديث فيه علل بينها محققو المسند [36 /564] ، أما الخسف والمسخ له شواهد.
-بوب ابن منده في كتاب التوحيد :
ذِكْرُ آيَةٍ أُخْرَى تَدُلُّ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ , وَأَنَّهُ مُرْسِلُ الرِّيَاحَ وَالرِّيحَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ. . . . . . وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ. . .} الْآَيَةَ وَقَالَ: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22] وَقَالَ: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ. . .} [الفرقان: 48] وَقَالَ: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ. . .} [الروم: 46] , بَيَانُ أَسْمَاءِ الرِّيَاحِ وَالرِّيحِ مِنَ الْكِتَابِ وَالْأَثَرِ , وَهِيَ الرَّحْمَةُ، وَالْمَخِيلَةُ، وَالْلَوَاقِحُ، وَالْأَزِيبُ، وَالذَّارِيَاتُ، وَالْمُثِيرَةُ، وَالْمَنْشُورَةُ، وَالْمُؤَلَّفَةُ، وَالْعَقِيمُ، وَالْقَاصِفُ، وَالصَّرْصَرُ وَمِنَ الْأَثَرِ: الصَّبَاءُ، وَالشَّمَالُ، وَالْجَنُوبُ، وَالدُّبُرُ .
ثم ذكر بعض الأحاديث حديث[نصرت بالصبا…] وحديث[إذا رأى في السماء مخيلة؛ دخل وخرج…]
ثم ذكر :
ذِكْرُ الْفَرْقِ بَيْنَ الرِّيحِ وَالرِّيَاحِ وَمَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُرْسِلُ الرِّيحَ لِلنِّقْمَةِ، وَالرِّيَاحَ لِلرَّحْمَةِ، وَمَنْ قَالَ: مَعْنَى الرِّيَاحِ وَالرِّيحِ وَاحِدٌ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9] وَقَالَ تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا} [فصلت: 16] الْآَيَةَ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيﷺيَدْعُو إِذَا رَأَى الرِّيحَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا» . وَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ الرِّيَاحَ فَهِيَ الرَّحْمَةُ , وَالرِّيحُ الْعَذَابُ.
وهذه المسألة سبق التعرض لها الباب السابق.
أما الطحاوي في شرح مشكل الآثار : فرد على أبي عبيدة قوله :أن الرياح بالجمع الرحمة، وما كان منها من العذاب فإنه على واحدة، وذكر الأدلة على خطأ ذلك من القرآن والسنة ومنه قوله تعالى{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ } ثم ما يدل على ذلك من السنة، عن أبي بن كعب{اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح…} ونقل عن النسائي ترجيح الوقف وعن أبي هريرة( الريح من روح الله… )وسبق الكلام عليه في الباب السابق وأنه ضعيف ، وعن عائشة{كان رسول اللهﷺ إذا عصفت الريح قال : اللهم إني أسألك خيرها….}ثم استدل بحديث( نصرت بالصبا.. ) وانظر الأبواب السابقة.
ثم استدلال الطحاوي بالآية قوي. وجعل ابن مندة أن الريح والرياح بمعنى واحد احتمال، كما سبق النقل عنه.
أما البيهقي فبوب في سننه الكبرى [3/507] باب أي ريح يكون بها المطر .
وذكر حديث الباب{نصرت بالصبا…}
ثم ذكر أثر من طريق الأعمش عن المنهال بن عمرو فقال عن قيس بن السكن عن مسعود {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا} [النبأ: 14] قال: ” يبعث الله الريح فتحمل الماء من السماء، فتمر في السحاب حتى تدر كما تدر اللقحة، ثم تبعث من السماء أمثال العزالي فتصر به الرياح؛ فينزل متفرقا ”
واسناده جيد.
ثم ذكر مرسل لقتادة أن الجنوب هي تأتي بالمطر، ثم حديث لأبي ذر كذلك، لكن فيه يزيد بن جعدبه فإن كان الحفيد كما ذهب إليه ابن عدي فهو كذاب، وذكر الحديث في ترجمته، وخالفه الذهبي فقال الاحتمال الأكبر أنه جد لصاحب الترجمة( الميزان ).
المهم الجد مجهول.
وأورد حديث سلمة بن الأكوع مرفوعاً( اللهم لقحا لا عقيما ) وهو في الصحيح المسند[446]
وكذلك هو في الصحيحة برقم [2058]
أما البغوي في شرح السنة فبوب :
[باب الخوف من الريح]
قال الله سبحانه وتعالى: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية} [الحاقة: 6]، قال ابن عيينة: عتت على الخزان {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما} [الحاقة: 7] أي: متتابعة، جمع حاسم، مثل: شاهد وشهود، وقيل: حسوما، أي: دائمة، وقال الليث: حسوما، شؤما عليهم ونحسا.
حسوما : من الحسم – يعني :تحسم عنهم كل خير وتقطع.
-أكثر من توسع في ذكر أحاديث وآثار الرياح الأصبهاني في كتابه العظمة.
قال ابن الملقن : في الحديث تفضيل بعض المخلوقات على بعض، وإخبار المرء عن نفسه بما خصه الله به، والإخبار عن الأمم الماضية وإهلاكها على وجه التحدث بالنعم والاعتراف بها والشكر له لا على وجه الفخر في حقنا .
ذكر ابن حجر: أن من الرياح الصبا وهو شرقية وتسمى القَبول لمقابلتها باب الكعبة، والدبور لأنها تستدبره، وفي هذه الأسماء معنى لطيف، وهو أن المقبلين على الله فلهم القبول، والمدبرين عن الله لهم الدبور.
وذكر من الرياح الجنوب والشمال، أما النكباء فهي التي تهب من بين جهتين.
ونقل ابن الملقن أنواع الرياح في التوضيح : وقال : في إشعار العرب أن الجنوب هي التي تجمع السحاب، والشمال تقصره، والصبا تسلي عن المكروب، فهذه الثلاثة تأتي بخير وهي المنشآت.
تنبيه :
وردت رواية( نصرت بالصبا وكانت عذابا على من قبلنا ) وهو ضعيف جدا قاله الألباني كما في الضعيفه[ 5252]
============
[بَابُ مَا قِيلَ فِي الزَّلاَزِلِ وَالآيَاتِ]
1036 – حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّﷺَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ – وَهُوَ القَتْلُ القَتْلُ – حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ»
1037 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَفِي يَمَنِنَا» قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا» قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: «هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ»
————
مشاركة أحمد بن علي.
حديث: [1036]
-فيه فضل العلم وشرفه وذلك أن النبي بدأ به، فلا تقوم الساعة حتى يقبض العلم فيبقى جهال الناس وعليهم تقوم الساعة.
-وفيه أن العلم إذا كان مستمراً فذلك علامة على عدم قرب العلامات الكبرى.
-وفيه فضيلة للعلماء وطلبة العلم.
حديث:[1037]
-فيه أن الله تعالى قدر الفتن وقدر البركة.
-فيه فضيلة للشام واليمن.
-فيه أن النبي قد يخص قوم أو شخص أو جهة بدعاء.
مشاركة سيف بن دورة الكعبي :
٢ـ الزلازل:
الزلازل من أشد الأسباب الطبيعية التي يقدرها الله ـ تعالى ـ تخويفاً لعباده، كما قال ـ سبحانه ـ: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59] ، وقال ـ سبحانه ـ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ} [الأنعام: 65] .
والعذاب الذي يكون من فوق هو الصيحة أو الحجارة، والذي من تحت هو الرجفة (الزلازل) والخسف، كما ذكر الأصبهاني في تفسيره عن مجاهد .
قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ: وقد يأذن الله ـ سبحانه وتعالى ـ للأرض في بعض الأحيان بالتنفس، فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف، والخشية، والإنابة، والإقلاع عن المعاصي،
وقال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وقد زلزلت المدينة: (لئن عادت لا أساكنكم فيها) .
فإذاً، عُلِمَ أن الزلازل الهائلة إنما تحدث بأمر ربها، بل وقد أهلك الله بها ثمود ـ قوم صالح عليه السلام ـ كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [الأعراف: 77 – 78] .
قال الشوكاني: {فأخذتهم الرجفة}أي: الزلزلة .
وهي من أوضح الدلالات على عظمة الجبار ـ سبحانه وتعالى ـ وضعف جبابرة الأرض مهما أوتوا من قوة.
كيف؟! وهي في بضع ثوانٍ تُهلِك مئات الألوف من الناس:
تنبيه :
أثر عمر صححه مجموعة من الباحثين :
قال نعيم بن حماد في الفتن : حدثنا ابن عيينة عن عبيد الله عن نافع عن صفية قالت : تزلزلت المدينة على عهد عمر وابن عمر قائم لا يشعر حتى اصطفقت السرر ، فلما أصبح عمر رضى الله عنه قال : يا أيها الناس ما أسرع ما أحدثتم .
قال ابن عيينة : وفي غير حديث نافع لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم .
وقال ابن عبد البر في الاستذكار 2/418 :
لم يأت عن النبي ﷺ من وجه صحيح أن الزلزلة كانت في عصره ولا صحت عنه فيها سنة ، وقد كانت أول ما كانت في الإسلام على عهد عمر فأنكرها وقال : أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم .
رواه ابن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن صفية قالت : زلزلت المدينة على عهد عمر حتى اصطكت السور فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما أسرع ما أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم ).
هو عند نعيم في الفتن[ ص421]
أما من تابع نعيما فعبدالرحمن بن عبدالله الباهلي رواه ابن ابي الدنيا في العقوبات (20)
عنه عن ابن عيينة به والباهلي هذا هو ابن أخي الاصمعي ذكره ابن حبان في الثقات .
وأخرجه ابن أبي شيبة برقم: [8412] {الرشد}: قال حدثنا ابن نمير عن عبيدالله عن نافع عن صفية ابنة ابي عبيد……فذكر الخبر
واخرجه البيهقي[ 3\342]من طريق محمد بن عبيد ثنا عبيد الله بن عمر به نحوه.
وزاد السيوطي نسبته في كشف الصلصلة ص[65] الى الخطيب البغدادي والله الموفق.
[انتهى المراد من تخريج الباحثين]
وقد توسعنا في شرح بعض أحكام الحديث تحت حديث[ 1385] من أحاديث الصحيح المسند ولفظه[لتقمصن بكم الأرض قماص البكر] وسوف ننقل ما يتعلق بما شرحه ابن حجر هنا ونؤجل ما أجله لكتاب الفتن، قلنا في شرح الحديث رقم [1385] من الصحيح المسند :
يتقارب الزمان :
قال ابن بطال: “معناه تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون فيهم من يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر لغلبة الفسق وظهور أهله”.
وقال البيضاوي: “يحتمل أن يكون المراد تسارع الدول إلى الانقضاء والقرون إلى الانقراض فيتقارب زمانهم وتتدانى أيامهم” الفتح (13/18، 19)
وقال الشيخ ابن باز:
الأقرب تفسير التقارب المذكور في الحديث
بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقصر زمن المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما ذلك والله أعلم”
ا. هـ فتح الباري (2/606) بتعليق ابن باز.
قلت سيف :ذكرت في تعليقي على الفتح أن النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم يخاطب الصحابة بما يفهمون، فإذا لم يفهموا سألوا.
هل يُقنت بسبب الزلزال:
في حاشية الجمل:
(لنازلة) كوباء وقحط وعدو ….. وروى الشيخان في القنوت للنازلة {أنه صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو على قاتلي أصحابه القراء ببئر معونة} ويقاس بالعدو غيره.
هل تشرع الصلاة للزلازل؟
وقد قال قوم بمشروعية الصلاة للزلازل كصلاة الكسوف، وآخرون بعدم مشروعية صلاة الكسوف، وإنما مطلق الصلاة فيصلي ركعتين أو أكثر منفردا أو يقتصر الناس على الدعاء فرادى، ولعل حجة من استحب الصلاة حديث (كان ُّﷺَ إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة)، وأما استحباب الدعاء فدليله عموم نحو قوله تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) فالزلازل ضرورة حلت وسوء نزل.
قال الإمام الشافعي في الأم:
ولا آمر بصلاة جماعة في زلزلة ولا ظلمة ولا لصواعق ولا ريح ولا غير ذلك من الآيات وآمر بالصلاة منفردين كما تصلى سائر الصلوات.
وقال صاحب تحفة الحبيب على شرح الخطيب:
يسن لكل أحد أن يتضرع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها، كالصواعق والريح الشديدة والخسف، وأن يصلي في بيته منفردا كما قاله ابن المقري لئلا يكون غافلا لأنهُّﷺَ{كان إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا} …. إلى أن قال: وقد وقعت الزلزلة في عهد النبيُّﷺَ ثم في عهد عمر ثم في عهد علي. وكان ابن عباس أميرا على البصرة في خلافة علي.اهـ
القنوت عند الزلازل فلم يصح فيه شي والله أعلم.
قال الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الكسوف..
-باب ما قيل في الزلازل والآيات-
قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث فتح الباري (2\ 521)
قوله:[باب ما قيل في الزلازل والآيات]
قيل : لما كان هبوب الريح الشديدة يوجب التخوف المفضي إلى الخشوع والإنابة كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك لا سيما وقد نص في الخبر على أن أكثر الزلازل من أشراط الساعة.
وقال الزين بن المنير وجه إدخال هذه الترجمة في أبواب الإستسقاء أن وجود الزلزلة ونحوها يقع غالبا مع نزول المطر وقد تقدم لنزول المطر دعاء يخصه (فأراد المصنف أن يبين أنه لم يثبت على شرطه في القول عند الزلازل ونحوها شيء)
وبعض الباحثين قرر أن هناك فرق :
بين صلا ة النازلة وبين قنوت النازلة
فيشترط لقنوت النازلة شرطان:
١-أن تكون النازلة عامة وليست على أفراد.
٢-أن يكون للخلق فيها يد، كعدو مثلا، فإن لم يكن للمخلوقين فيها يد وإنما قدر محض كالزلازل والفيضانات فلا يشرع لها قنوت.
ثم الزلزال شبيه بالطاعون إذ لم يثبت عن السلف القنوت فيه؟
قال المرداوي في الإنصاف:
“قد يقال ظاهر كلام المصنف وغيره أنه يقنت لرفع الوباء لأنه شبيه بالنازلة وهو ظاهر ما قدمه في الفروع، وقال: ويتوجه أنه لا يقنت لرفعه في الأظهر، لأنه لم يثبت القنوت في طاعون عمواس ولا في غيره، ولأنه شهادة للأخيار فلا يسأل رفعه”.
-وهل يصلي عند وجودها؟
حكى ابن المنذر فيه الاختلاف وبه قال أحمد وإسحاق وجماعة وعلق الشافعي القول به على صحة الحديث عن علي وصح ذلك عن ابن عباس أخرجه عبد الرزاق وغيره.
وروى ابن حبان في صحيحه من طريق عبيد بن عمير عن عائشة مرفوعا صلاة الآيات ست ركعات وأربع سجدات) انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
لكن من الأدلة على الصلاة عند الزلزال
ماروى أبو داود في سننه (1198) عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سجد لموت بعض أزواج النبي ُّﷺَ و قال سمعت النبيُّﷺَ
يقول (إذا رأيتم آية فاسجدوا)
ولاشك أن الزلازل من الآيات.
والآيات يصلى عندها، كما في صلاة الكسوف والخسوف {وهما آيتان من آيات الله}
ومما يدل على أن المقصود بالصلاة للآيات أوسع من كونها للكسوف والخسوف فقط عدة أدلة منها:
منها ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبيُّﷺَ عندما صلى بالناس صلاة الخسوف قال بعدها (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فكبروا وادعوا الله وصلوا وتصدقوا)
وجاء عن عائشة كما عند البخاري في كتاب العلم.
عن أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقالت سبحان الله.
قلت آية فأشارت برأسها أي نعم
وتعقب بعضهم هذا الاستدال : بلفظ( فإذا رأيتموهما) يعني الشمس والقمر.
وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه كما عند عبدالرزاق في المصنف (3\ 98 – 104) أنه صلى في الزلزلة بالبصرة فأطال القنوت ثم ركع، ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم ركع ثم سجد ثم صلى الثانية، وكذلك فصارت صلاته ثلاث ركعات وأربع سجدات،وقال هكذا صلاة الآيات.
قال البيهقي في السنن الكبرى (3\ 343) (هو عن ابن عباس ثابت).
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة (2\ 220)
في الصلاة في الزلزلة.
حدثنا الثقفي عن خالد عن عبد الله بن الحارث أن ابن عباس صلى بهم في زلزلة كانت أربع سجدات فيها ست ركعات.
حدثنا ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن صفية ابنة أبي عبيد قال زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر فوافق ذلك عبد الله بن عمر وهو يصلي فلم يدر قال فخطب عمر للناس فقال أحدهما لقد عجلتم قال ولا أعلمه إلا قال لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم
وقد تكلم على هذه المسألة الحافظ ابن رجب في فتح الباري (9\ 244 – 255) بكلام نفيس.
ومما ذكر (وقد اختلف العلماء في الصلاة للآيات، فقالت طائفة: لايصلي لشيء منها سوى الشمس والقمر، وهو قول مالك والشافعي.
وقالت طائفة: يصلي لجميع الايات في البيوت فرادى، وهو قول سفيان، وأبي حنيفة، وأصحابه، وكذلك (نقل) إسماعيل بن سعيد الشالنجي، عن أحمد قال: صلاة الآيات وصلاة الكسوف واحد، والذي نقله الجوزجاني في كتاب المترجم عن إسماعيل بن سعيد قال سألت أحمد عن صلاة كسوف الشمس والقمر والزلازل؟ قال: تصلى ثمان ركعات وأربع سجدات، وكذلك الزلزلة، قال وبذلك قال أبو أيوب -يعني سليمان بن داود الهاشمي-وأبو خيثمة.
ابن أبي شيبة: نرى فيها الخطبة وجماعة
فالمنصوص عن أحمد إنما يدل على الصلاة للزلزلة خاصة، وهو الذي عليه عامة اصحابنا، وخصوه بالزلزلة الدائمة التي يتمكن من الصلاة مع وجودها.
وروى عن ابن عباس أنه صلى للزلزلة بعد سكونها وانقضائها.
وحكى بعض أصحاب الشافعي قولا أنه يصلي للزلزلة، ومنهم من حكاه في جميع الآيات.
وحكى ابن عبدالبر عن أحمد وإسحاق وأبي ثور الصلاة للزلزلة والطامة والريح الشديدة.
وهذا يدل على استحبابها لكل آية كالظلمة في النهار، والضياء المشبه للنهار بالليل سواء في السماء أو انتثار الكواكب وغير ذلك، وهو اختيار ابن أبي موسى من أصحابنا وظاهر كلام أبي بكر عبدالعزيز في الشافي أيضا.
وروي عن طائفة من علماء الشام أنهم كانوا يأمرون عند الزلزلة بالتوبة والاستغفار ويجتمعون لذلك، وربما وعظهم علمائهم وأمرهم ونهاهم، واستحسن ذلك الإمام) انتهى.
والله تعالى أعلم.
قال الشيخ محمد العثيمين في ” الشرح الممتع “:
قوله: ” أو كانت آية غير الزلزلة لم يُصِلِّ “، أي: إذا وُجدت آية تخويف كالصواعق، والرياح الشديدة، وبياض الليل، وسواد النهار، والحمم، وغير ذلك فإنه لا تصلى صلاة الكسوف إلا الزلزلة، فإنه إذا زلزلت الأرض فإنهم يصلون صلاة الكسوف حتى تتوقف.
والمراد بالزلزلة: الزلزلة الدائمة.
وهذه المسألة اختلف فيها العلماء على أقوال ثلاثة:
القول الأول: ما مشى عليه المؤلف أنه لا يصلى لأي آية تخويف إلا الزلزلة.
وحجة هؤلاء أن النبيُّﷺَ كانت توجد في عهده الرياح العواصف، والأمطار الكثيرة، وغير ذلك مما يكون مخيفاً ولم يصل، وأما الزلزلة فدليلهم في ذلك أنه روي عن عبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب – -: أنهما كانا يصليان للزلزلة، فتكون حجة الصلاة في الزلزلة هي فعل الصحابة.
القول الثاني: أنه لا يصلى إلا للشمس والقمر؛ لقوله ُّﷺَ: “فإذا رأيتموهما فصلوا”، ولا يصلى لغيرهما من آيات التخويف.
وما يروى عن ابن عباس أو علي فإنه – إن صح – اجتهاد في مقابلة ما ورد عن النبي ُّﷺَ من ترك الصلاة للأشياء المُخيفة.
القول الثالث: يصلى لكل آية تخويف.
واستدلوا بما يلي:
-عموم العلة وهي قوله ُّﷺَ: “إنهما آيتان من آيات الله يخوِّف الله بهما عباده”، قالوا: فكل آية يكون فيها التخويف، فإنه يصلى لها.
– أن الكربة التي تحصل في بعض الآيات أشد من الكربة التي تحصل في الكسوف.
– أن ما يروى عن ابن عباس وعلي – يدل على أنه لا يقتصر في ذلك على الكسوف وأن كل شيء فيه التخويف فإنه يصلى له.
– أن النبي ُّﷺَ: “إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة”، أي: إذا كربه وأهمه؛ وإن كان الحديث ضعيفاً لكنه مقتضى قوله تعالى: {وإستعينوا بالصبر والصلاة} [البقرة: 45.
وأما ما ذكر من أن النبيُّﷺَ كانت توجد في عهده العواصف، وقواصف الرعد، فإن هذا لا يدل على ما قلنا؛ لأنه قد تكون هذه رياحاً معتادة، والشيء المعتاد لا يخوِّفُ وإن كان شديداً، فمثلاً في أيام الصيف اعتاد الناس أن الرياح تهب بشدة وتكثر، ولا يعدُّون هذا شيئاً مخيفاً.
صحيح أنه أحياناً قد توجد صواعق عظيمة متتابعة تخيف الناس، فهل الصواعق التي وقعت في عهد النبي ُّﷺَ كهذه؟ لا يستطيع أحد أن يثبت أن هناك صواعق في عهد النبي عليه الصلاة والسلام خرجت عن المعتاد، لكن لو وجدت صواعق عظيمة متتابعة، فإن الناس لا شك سيخافون، وفي هذه الحال يفزعون إلى ربهم – عز وجل – بالصلاة.
وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، له قوة عظيمة. وهذا هو الراجح.
قال صاحبنا عبدالله الديني :
– قال القسطلاني : ويستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء عند الزلازل ونحوها، كالصواعق والريح الشديدة ، والخسف ، وأن يصلي منفردا لئلا يكون غافلا ؛ لأن عمر رضي الله عنه حث على الصلاة في زلزلة، ولا يستحب فيها الجماعة .
قال الحليمي : وصفتها عند ابن عباس وعائشة كصلاة الكسوف ، ويحتمل أن لا تغير عن المعهود إلا بتوقيف .
-هل يصلى عند وجود الزلازل ؟
حكى ابن المنذر الخلاف ،
وبه قال أحمد وإسحاق وجماعة
وعلق الشافعي القول به على صحة الحديث عن علي .
قال النووي : لا يصح عن علي .
وصح عند ابن عباس عند عبد الرزاق وغير وعن عائشة عند ابن حبان في صحيحه مرفوعا : ” صلاة الآيات ست ركعات ، وأربع سجدات ”
وقيل : لما كانت هبوب الريح الشديدة توجب التخوف المفضي إلى الخشوع والإنابة ، كانت الزلزلة ونحوها من الآيات أولى بذلك ، لا سيما وقد نص في الخبر على أن كثرة الزلازل من أشراط الساعة .والله أعلم
[عون الباري بحل أدلة البخاري ، للعلامة صديق حسن خان 3/320 ] انتهى نقل الديني
-قرر ابن رجب الفرار في حال وجود رجفة الصحراء، وليس ذلك كالفرار من الطاعون لأن الغالب عدم النجاة أما الفرار من البيوت في حال حدوث الرجفة فالغالب النجاة. إنما جاء النهي من الخروج للدجال عند أن ترجف المدينة ثلاث رجفات.
—- .