(شرح عبدالله المشجري. للصحيح المسند)
1253 – قال الإمام أبو عبدالله بن ماجه رحمه الله ((262) / (1)): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن سعيد بن يسار عن أبي هـريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ما توطَّن رجلٌ مسلمٌ المساجدَ للص?ة والذكر إ? تبشبشَ اللهُ له كما يتبشبشُ أهـلُ الغائبِ بغائبهم إذا قدم عليهم)).
ـــــــــــــــــــــ
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا الحديث على شرط الشيخين.
الحديث أخرجه الإمام أحمد ((328) / (2)) فقال: ثنا أبو النضر, وابن أبي بكر, عن ابن أبي ذئب.
وقال ص: ((453)): ثنا حجاج, قال: أنا ابن أبي ذئب به.
وأخرجه الحاكم ((213) / (1)): وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرِّجاه.
وقد خالف ابنُ أبي ذئب الليثَ بن سعد, فزاد فيه رجلاً.
????? قال الإمام أحمد رحمه الله ((307) / (2)): حدثنا هـاشم بن القاسم، حدثنا ليث، حدثني سعيد يعني المقبري، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار، أنه سمع أبا هـريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((? يتوضأ أحدُ فيحسنُ وُضُوءه ويُسْبغُه، ثم يأتي المسجدَ ? يريد إ? الص?ةَ فيه، إ? تبشْبَشَ اللهُ به كما يتبشبش أهـل الغائب بطلعته)).
وقال رحمه الله ص ((340)): ثنا يونس وحجاج, قالا: ثنا ليث … به.
وأبوعبيدة هذا أظنه ابن عبدالله بن مسعود, فإنَّ هذه طبقته.
وأشار إليه الحاكم رحمه الله ((213) / (2)).
أما الحديث فصحيح ; لأنَّ سعيد بن أبي سعيد قد سمع سليمان بن يسار, والليث وابن أبي ذئب هما أثبت الناس في سعيد بن أبي سعيد, فيُحمل الحديث أنه جاء على الوجهين, والله أعلم.
———————-
أولاً: ما يتعلَّق بسند الحديث:
الليث في رواية الامام أحمد هو الليث بن سعد, وخالف الليثُ ابنَ أبي ذئب فزاد بين سعيد المقبري وسعيد بن يسار رجلاً وهو أبي عبيدة.
وأبو عبيدة:
قال أحمد شاكر في تحقيق المسند: لم أستطع تعيين مَن هو؟ ولكنه على كل حال من التابعين …
وقال الألباني رحمه الله: وأبوعبيدة هذا لم أعرفه. كما في الثمر المستطاب.
أما الدارقطني فقد رجح رواية الليث التي فيها أبو عبيدة وجهَّله.
ثم قال: ويُشبه أن يكون الليث قد حفظه عن المقبري.
وقد ضعَّف رواية الإمام أحمد محققو المسند ((428) / (13)) لجهالة أبي عبيدة.
فالله أعلم.
ثانياً: ما يتعلق بمتن الحديث وغريبه:
* قوله: (يتبشبش):
قال ابن رجب في شرحه لحديث هرقل عند قوله لأبي سفيان رضي الله عنه: (وهكذا الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب) قال: البشاشة: الفرح والاستبشار ثم قال: ومنه حديث وذكر حديث أبي هريرة.
وقال أبو يعلى: معنى البشبشة يقارب معنى الفرح.
وكذلك قال الشيخ العباد: والتبشبش نوع من أنواع الفرح, ثم قال: وهو كقوله تعالى-: {ذو القوة المتين} فالمتين: معناه صاحب القوة الشديدة.
* صفة البشبشة والتبشبش هي من صفات الله تعالى الفعلية ; كالضحك والحب, والبغض, والفرح إلى غير ذلك من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله تعالى.
وهي صفة لائقة بالله تعالى فتُثْبَتُ لله بلا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف.
* ومن الذين أثبتوا صفة التبشبش لله تعالى:
(1) – ابن قتيبة في غريب الحديث ((160) / (1)) قال: (يتبشبش: هو من البشاشة, وهو يتفعَّل. ا. هـ
قال أبو يعلى معلقاً على كلام ابن قتيبة: فحمل الخبر على ظاهره ولم يتأوله.
(2) – الدارمي في رده على المريسي إنكارَه بعض الصفات الفعلية … فقال الدارمي: (وسننقل بعض ما روي في هذه الأبواب من الحب, والبغض, والسخط, والكراهية …. ثم ذكر حديث أبي هريرة في صفة البشبشة.
(3) – بوَّب ابن بطة في الإبانة الكبرى ((334) / (7)) باب: جامع من أحاديث الصفات رواها الأئمة.
ثم ذكر حديث أبي هريرة.
(4) – قال شيخ الاسلام في كتابه النبوات: (وأما الضحك: فكثير في الأحاديث. ولفظ البشبشة جاء أيضاً أنه يتبشبش للداخل إلى المسجد ; كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم).
وقال شيخ الإسلام أيضا في كتاب جامع المسائل: (العبارات المجملة لا نُطلقها إذا لم يجئ بها الشرع مفسَّرة, فالشرع جاء بالحب والرضا والفرح والضحك والبشبشة ونحو ذلك .. ) ا. هـ
(5) – الشيخ العباد لما سئل هل يثبت لله صفة التبشبش؟ فأجاب: ما أضيف إلى الله فإنه يضاف إليه ,ومعناه قريب لمعنى الفرح.
– قلت (سيف):
ـ فضيلة المساجد ومنه قوله تعالى (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه) وذكر بعض الباحثين أربعين حديثا في فضل المساجد.
– وذهب ابن حبان إلى أن أحاديث النهي عن الاستيطان في غير الذكر والصلاة. وتحتاج بحث
———————–
1254 – قال الإمام بن ماجه رحمه الله ((252) / (1)) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هـارون ح وحدثنا أبو بشر بكر بن خلف حدثنا يزيد بن زريع قا? حدثنا هـشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هـريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لم تجدوا إ? مرابض الغنم وأعطان ا?بل فصلوا في مرابض الغنم و? تصلوا في أعطان ا?بل)).
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه اللهُ: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
الحديث أخرجه الإمام أحمد ((451) / (2)) فقال: ثنا يزيد, عن هشام به.
وقال رحمه الله ((491) / (2)): ثنا محمد بن جعفر, قال: أنا هاشم ويزيد قال: أنا هشام به.
????? قال الإمام الترمذي رحمه الله ((327) / (2)): حدثنا أبو كريب حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن هـشام عن ابن سيرين عن أبي هـريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((صلوا في مرابض الغنم و? تصلوا في أعطان ا?بل)).
قال أبو عيسى: حديث أبي هـريرة حديث حسن صحيح.
قال أبو عبدالرحمن: هو حديث صحيح على شرط البخاري.
———————–
أولاً: ما يتعلق بسند الحديث:
صحح هذا الحديث الألباني ومحققو السنن ((491) / (1))
ثانياً: ما يتعلق بمتن الحديث:
ورد في البخاري (234) ومسلم (524) عن أنس رضي الله عنه كان يصلي في مرابض الغنم قبل أن يُبنى المسجد.
وفي صحيح مسلم (360) عن جابر بن سمرة أن النبيَّ ? سأله رجل: أصلي في مرابض الغنم؟ فقال: ((نعم)).
ثالثاً: ما يتعلق بفقه الحديث:
* “الصلاة في مرابض الغنم”:
دلت أحاديث الباب وحديث أنس وجابر بن سمرة, على جواز وإباحة الصلاة في مرابض الغنم.
قال ابن المنذر: أجمع كل ما نحفظ عنه من أهل العلم على إباحة الصلاة في مرابض الغنم إلا الشافعي فإنه قال: لا أكره الصلاة في مُراح الغنم إذا كان سليما من أبوالها وأبعارها.
* ” الصلاة في مواضع البقر “:
ذكر ابن رجب في الفتح ((424) / (2)): (وأما مواضع البقر فغير منهي عن الصلاة فيه عند أكثر العلماء) واستدل بحديث ((أينما أدركتك الصلاة فصلِّ فهو مسجد)).
ثم ذكر حديثين أحدهما في إباحة الصلاة فيها وآخر في تحريم الصلاة فيها وبيَّن ضعفهما.
* ” الصلاة في معاطن الإبل “:
معاطن الإبل: هي الأماكن التي تقيم فيه الإبل وتأوي إليها.
نقل هذا المعنى ابن قدامة في المغني عن الإمام أحمد وجوَّده ; لأنه جعله في مقابلة مُراح الغنم.
أما عن حكم الصلاة فيها:
فقد ذهب جمع من أهل العلم إلى بطلان الصلاة فيها, وهي رواية عن الإمام أحمد , واختاره شيخ الإسلام والشوكاني والسعدي و ابن عثيمين رحمهم الله جميعاً.
لأنَّ النهي في أحاديث الباب تقتضي التحريم.
وقال بعض أهل العلم ليس المقصود من التحريم أنها نجسة بل لما يُخشى نفورها.
# أما الصلاة في مواضع نزول الإبل وبروكها غير مباركها.
فقد ذكر ابن رجب رحمه الله في فتح الباري ((424) / (2)) وشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ((524) / (20)) وابن القيم في إعلام الموقِّعين ((396) / (1)) أنَّ مباركها في السفر الصلاةُ فيها جائزة, وقال ابن القيم: لأنَّ الشيطان هناك عارض.
ويدل لهذا حديث ابن عمر: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى راحلته)) وقال ابن نمير: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بعير)) رواه مسلم.