سُورَةِ القتال تفسير آيات 10 13 تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي ا صلى الله عليه وسلم رْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (10) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ صلى الله عليه وسلم مَوْلى لَهُمْ (11) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا ا صلى الله عليه وسلم نْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ ا صلى الله عليه وسلم نْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (12) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هـيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهـلَكْناهـمْ فَل ناصِرَ لَهُمْ (13)
يَقُولُ تَعَالَى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ الْمُكَذِّبِينَ لِرَسُولِهِ فِي ا صلى الله عليه وسلم رْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَيْ عَاقَبَهُمْ بِتَكْذِيبِهِمْ وَكُفْرِهـمْ، أَيْ وَنَجَّى الْمُؤْمِنِينَ من بين أظهرهـم، ولهذا قال تعالى: وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها.
ثُمَّ قَالَ: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ صلى الله عليه وسلم مَوْلى لَهُمْ وَلِهَذَا لَمَّا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ رَئِيسُ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، حِينَ سَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فَلَمْ يُجَبْ وَقَالَ: أَمَّا هـؤُ صلى الله عليه وسلم ءِ فَقَدْ هـلَكُوا، وأجابه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ بَلْ أَبْقَى اللَّهُ تعالى لَكَ مَا يَسُوؤُكَ، وَإِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ صلى الله عليه وسلم حْيَاءٌ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، أَمَا إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بها، ولم تسوؤني، ثم ذَهـبَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: اعْلُ هـبَلْ اعْلُ هـبَلْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أل تجيبوه؟» فقالوا: يا رسول الله وما نقول قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُولُوا: «اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ» ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى وَ صلى الله عليه وسلم عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَ صلى الله عليه وسلم تُجِيبُوهُ؟» قَالُوا: وَمَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُولُوا: «اللَّهُ مَوْ صلى الله عليه وسلم نَا وَ صلى الله عليه وسلم مَوْلَى لَكُمْ» أخرجه البخاري 3039.
ثُمَّ قَالَ سبحانه وتعالى: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا ا صلى الله عليه وسلم نْهارُ أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ ا صلى الله عليه وسلم نْعامُ أَيْ فِي دُنْيَاهـمْ يَتَمَتَّعُونَ بِهَا وَيَأْكُلُونَ مِنْهَا كَأَكْلِ ا صلى الله عليه وسلم نْعَامِ خَضْمًا وَقَضْمًا، وَلَيْسَ لَهُمْ هـمَّةٌ إِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، وَلِهَذَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ «الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يأكل في سبعة أمعاء» [أخرجه البخاري 5393] ثم قال تعالى: وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ أَيْ يَوْمَ جَزَائِهِمْ، وَقَوْلُهُ عز وجل: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هـيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ يَعْنِي مَكَّةَ أَهـلَكْناهـمْ فَل ناصِرَ لَهُمْ وَهـذَا تَهْدِيدٌ شَدِيدٌ وَوَعِيدٌ أَكِيدٌ صلى الله عليه وسلم هـلِ مَكَّةَ فِي تَكْذِيبِهِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهـوَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمُ ا صلى الله عليه وسلم نْبِيَاءِ، فَإِذَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَهـلَكَ المَمَ الَّذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ قَبْلَهُ بِسَبَبِهِمْ، وَقَدْ كَانُوا أَشَدَّ قُوَّةً مِنْ هـؤُ صلى الله عليه وسلم ءِ فَمَاذَا ظَنَّ هـؤُ صلى الله عليه وسلم ءِ أَنْ يَفْعَلَ اللَّهُ بِهِمْ فِي الدنيا والخرة؟ فَإِنْ رَفَعَ عَنْ كَثِيرٍ مِنْهُمُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا لِبَرَكَةِ وُجُودِ الرَّسُولِ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ فَإِنَّ الْعَذَابَ يُوَفَّرُ عَلَى الْكَافِرِينَ بِهِ فِي مَعَادِهـمْ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ مَا كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ
[هـود: 20]
وقوله تعالى: مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَيِ الَّذِينَ أَخْرَجُوكَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهـمْ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ذَكَرَ أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ ا صلى الله عليه وسلم عْلَى عَنِ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْغَارِ أراه قال فالتفت إِلَى مَكَّةَ وَقَالَ: «أَنْتِ أَحَبُّ بِ صلى الله عليه وسلم دِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَأَنْتِ أَحَبُّ بِ صلى الله عليه وسلم دِ اللَّهِ إِلَيَّ، ولول أن المشركين أخرجوني لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ» فَأَعْدَى ا صلى الله عليه وسلم عْدَاءِ مَنْ عَدَا على الله تعالى فِي حَرَمِهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قتل بذحول الجاهـلية، فأنزل اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هـيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهـلَكْناهـمْ فَل ناصِرَ لَهُمْ (1).
================
(1) صحيح دون قوله (فأعدى الأعداء …. ) فالاسناد فيه حنش، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لولا أن قومك أخرجوني ما خرجت) ورد من حديث ابن عباس وفيه عبدالله بن خثيم، وورد من حديث الزهري عن أبي سلمة عن عبدالله بن عدي بن الحمراء. وورد عن أبي هريرة لكن رجح الأئمة أن الصواب أنه حديث عبدالله بن عدي بن الحمراء. وراجع علل ابن أبي حاتم والدارقطني، وتحقيق الكشف لصاحبنا اليماني. ومن صحح حديث عبدالله بن عدي بن الحمراء ابن عبدالبر نقله عنه ابن حجر في الفتح. وألزم الدارقطني به الشيخين كما في تخريج الكشاف.سيف الكعبي: أضفت تصحيح الدارقطني