سُورَةِ الدُّخَانِ تفسير آيات 43 – 50 تهذيب تفسير ابن كثير

(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الأثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَاسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50)}
…………………………….
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَمَّا يُعَذِّبُ بِهِ عِبَادَهُ الْكَافِرِينَ الْجَاحِدِينَ لِلِقَائِهِ: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ}
وَالْأَثِيمُ أَيْ: فِي قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ، وَهُوَ الْكَافِرُ. وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّهُ أَبُو جَهْلٍ، وَلَا شَكَّ فِي دُخُولِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَلَكِنْ لَيْسَتْ خَاصَّةً بِهِ.

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنْ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يُقْرِئُ رَجُلًا {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثِيمِ}
فَقَالَ: طَعَامُ الْيَتِيمِ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قُلْ: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْفَاجِرِ. أَيْ: لَيْسَ لَهُ طَعَامٌ غَيْرُهَا.
قَالَ مُجَاهِدٌ: وَلَوْ وَقَعَتْ مِنْهَا قَطْرَةٌ فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَعَايِشَهُمْ. وَقَدْ تَقَدَّمَ نَحْوُهُ مَرْفُوعًا. (1)
وَقَوْلُهُ: {كَالْمُهْلِ} قَالُوا: كَعَكَرِ الزَّيْتِ {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} أَيْ: مِنْ حَرَارَتِهَا وَرَدَاءَتِهَا.
وَقَوْلُهُ: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} أَيْ: خُذُوا الْكَافِرَ، {فَاعْتِلُوهُ} أَيْ: سُوقُوهُ سَحْبًا وَدَفْعًا فِي ظَهْرِهِ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} أَيْ: خُذُوهُ فَادْفَعُوهُ.
وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
لَيسَ الكِرَامُ بِنَاحِلِيكَ أَبَاهُمُ … حَتَّى تُرَدَّ إِلَى عَطيَّة تُعْتَلُ
{إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} أَيْ: وَسَطِهَا. {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَاسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ}
كَقَوْلِهِ {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ. يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الْحَجِّ: 19، 20]
وَقَوْلُهُ: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} أَيْ: قُولُوا لَهُ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّهَكُّمِ وَالتَّوْبِيخِ.
وَقَوْلُهُ: {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ}،

كَقَوْلِهِ {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا. هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ} [الطور: 13 – 15]؛ وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا: {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ}
……………..
(1) تقدم في سورة الصافات آية 70 واسناده ظاهره الصحة، لكن نقلنا في تعليقنا على تخريج مسند أحمد 3136 أن الشيخ الألباني تراجع عن تصحيحه كما في الضعيفه 6782 وأثبت أن الأعمش لم يسمعه من مجاهد ودلسه مع أن الراوي عنه شعبه ونقل أنه ورد من طريقين عن الأعمش عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قوله. ثم وقفت أن الإمام أحمد أشار لهذه العلة حيث أورد السند الذي رواه الأعمش عن أبي يحيى بعد ذلك السند. والحديث ذكره أبوزرعة في الفوائد المعللة.
ومسألة تعليل الأحاديث في مسند أحمد لم أر أحد نبه على ذلك، إنما يقولون إذا وجدوا حديث لأبي هريرة في مسند عائشة: ذكر بالخطأ.
والصواب أن الإمام أحمد يقصد التعليل