سُورَةِ الجاثية تفسير آيات 26 – 24 تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
{وَقَالُوا مَا هـيَ إِ? حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِ? الدَّهـرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هـمْ إِ? يَظُنُّونَ (24) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِ? أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ?َ رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ?َ يَعْلَمُونَ (26)}
………………………….
يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ قَوْلِ الدَّهـرِيَّةِ مِنَ الْكُفَّارِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ فِي إِنْكَارِ الْمَعَادِ: {وَقَالُوا مَا هـيَ إِ? حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} أَيْ: مَا ثَمَّ إِ?َّ هـذِهِ الدَّارُ، يَمُوتُ قَوْمٌ وَيَعِيشُ آخَرُونَ وَمَا ثَمَّ مَعَادٌ وَ?َ قِيَامَةٌ وَهـذَا يَقُولُهُ مُشْرِكُو الْعَرَبِ الْمُنْكِرُونَ لِلْمَعَادِ، وَيَقُولُهُ الْفَ?َسِفَةُ ا?ِْلَهِيُّونَ مِنْهُمْ، وَهـمْ يُنْكِرُونَ الْبُدَاءَةَ وَالرَّجْعَةَ، وَيَقُولُهُ الْفَ?َسِفَةُ الدَّهـرِيَّةُ الدَّوْرِيَّةُ الْمُنْكِرُونَ لِلصَّانِعِ الْمُعْتَقِدُونَ أَنَّ فِي كُلِّ سِتَّةٍ وَثَ?َثِينَ أَلْفَ سَنَةٍ يَعُودُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ. وَزَعَمُوا أَنَّ هـذَا قَدْ تَكَرَّرَ مَرَّاتٍ ?َ تَتَنَاهـى، فَكَابَرُوا الْمَعْقُولَ وَكَذَّبُوا الْمَنْقُولَ، وَلِهَذَا قَالُوا {وَمَا يُهْلِكُنَا إِ? الدَّهـرُ}
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هـمْ إِ? يَظُنُّونَ} أَيْ: يَتَوَهـمُونَ وَيَتَخَيَّلُونَ.
فَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي أَخْرَجَهُ صَاحِبَا الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي هـرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ؛ يَسُبُّ الدَّهـرَ وَأَنَا الدَّهـرُ، بِيَدِي ا?َْمْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ” وَفِي رِوَايَةٍ: “?َ تَسُبُّوا الدَّهـرَ، فَإِنَّ اللَّهَ هـوَ الدَّهـرُ”. (1)
وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي هـرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَسُبُّ ابْنُ آدَمَ الدَّهـرَ، وَأَنَا الدَّهـرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ”.
وَأَخْرَجَهُ صَاحِبَا الصَّحِيحِ
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْعَ?َءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هـرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “يَقُولُ اللَّهُ: اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَلَمْ يُعْطِنِي، وسَبّنِي عَبْدِي، يَقُولُ: وَادَهـرَاهُ. وَأَنَا الدَّهـرُ”.
قَالَ الشَّافِعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهـمَا مِنَ ا?َْئِمَّةِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ، عَلَيْهِ الصَّ?َةُ وَالسَّ?َمُ: “?َ تَسُبُّوا الدَّهـرَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ هـوَ الدَّهـرُ”: كَانَتِ الْعَرَبُ فِي جَاهـلِيَّتِهَا إِذَا أَصَابَهُمْ شِدَّةٌ أَوْ ب?ء أو نكبة، قالوا: يا خَيْبَةَ الدَّهـرِ. فَيُسْنِدُونَ تِلْكَ ا?َْفْعَالَ إِلَى الدَّهـرِ وَيَسُبُّونَهُ، وَإِنَّمَا فَاعِلُهَا هـوَ اللَّهُ
[عَزَّ وَجَلَّ] فَكَأَنَّهُمْ إِنَّمَا سَبُّوا، اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ ?َِنَّهُ فَاعِلُ ذَلِكَ فِي الْحَقِيقَةِ، فَلِهَذَا نُهي عَنْ سَبِّ الدَّهـرِ بِهَذَا ا?ِعْتِبَارِ؛ ?َِنَّ اللَّهَ هـوَ الدَّهـرُ الَّذِي يَعْنُونَهُ، وَيُسْنِدُونَ إِلَيْهِ تِلْكَ ا?َْفْعَالَ.
هـذَا أَحْسَنُ مَا قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ، وَهـوَ الْمُرَادُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ غَلِطَ ابْنُ حَزْمٍ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُ مِنَ الظَّاهـرِيَّةِ فِي عَدِّهـمُ الدَّهـرَ مِنَ ا?َْسْمَاءِ الْحُسْنَى، أَخْذًا مِنْ هـذَا الْحَدِيثِ. .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ} أَيْ: إِذَا اسْتُدِلَّ عَلَيْهِمْ وَبُيِّنَ لَهُمُ الْحَقُّ، وَأَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى إِعَادَةِ ا?َْبْدَانِ بَعْدَ فَنَائِهَا وَتَفَرُّقِهَا، {مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِ? أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أَيْ: أَحْيَوْهـمْ إِنْ كَانَ مَا تَقُولُونَهُ حَقًّا.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ} أَيْ: كَمَا تُشَاهـدُونَ ذَلِكَ يُخْرِجُكُمْ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ، {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}
[الْبَقَرَةِ: 28] أَيِ: الَّذِي قَدَرَ عَلَى الْبُدَاءَةِ قَادِرٌ عَلَى ا?ِْعَادَةِ بِطَرِيقِ ا?َْوْلَى وَا?َْحْرَى .. {وَهـوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهـوَ أَهـوَنُ عَلَيْهِ}
[الرُّومِ 27]، {ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ?َ رَيْبَ فِيهِ} أَيْ: إِنَّمَا يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ?َ يُعِيدُكُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى تَقُولُوا: {ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ}
[التَّغَابُنِ: 9] {?يِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ. لِيَوْمِ الْفَصْلِ}
[الْمُرْسَ?َتِ: 12، 13]، {وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِ? ?جَلٍ مَعْدُودٍ} [هـودٍ: 104] وَقَالَ هـاهـنَا: {ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ?َ رَيْبَ فِيهِ} أَيْ: ?َ شَكَّ فِيهِ، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ?َ يَعْلَمُونَ} أَيْ: فَلِهَذَا يُنْكِرُونَ الْمَعَادَ، وَيَسْتَبْعِدُونَ قِيَامَ ا?َْجْسَادِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا} [الْمَعَارِجِ: 6، 7]
أَيْ: يَرَوْنَ وُقُوعَهُ بَعِيدًا، وَالْمُؤْمِنُونَ يَرَوْنَ ذَلِكَ سَهْ?ً قَرِيبًا.
———
(1) ذكر ابن كثير هنا عن ابن جرير حديثاً وقال: سياقه غريب جداً.
قلت (سيف): فحذفته احتياطاً، وقال الشيخ مقبل في الصحيح المسند من أسباب النزول: فما أدري ما وجه غرابة سياقه فأما سنده فرجاله رجال الصحيح.
قلت (سيف): راجع علل الدارقطني 8/ 81