سُورَةِ الجاثية تفسير آيات 1 – 5 تهذيب تفسير ابن كثير
(بالتعاون مع الإخوة بمجموعات؛ السلام،1،2،3 والمدارسة، والاستفادة وأهل الحديث همو أهل النبي صلى الله عليه وسلم) تهذيب سيف بن دورة الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب العلم (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تَفْسِيرُ سُورَةِ الْجَاثِيَةِ
وَهـيَ مَكِّيَّةٌ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{حم (1) تَنزيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَا?رْضِ ?يَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِ?فِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ ا?رْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5)}
……………………………
يُرشد تَعَالَى خَلْقَهُ إِلَى التَّفَكُّرِ فِي آ?َئِهِ وَنِعَمِهِ، وَقُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي خَلَقَ بِهَا السَّمَوَاتِ ا?َْرْضَ، وَمَا فِيهِمَا مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ ا?َْجْنَاسِ وَا?َْنْوَاعِ مِنَ الْمَ?َئِكَةِ وَالْجِنِّ وَا?ِْنْسِ، وَالدَّوَابِّ وَالطُّيُورِ وَالْوُحُوشِ وَالسِّبَاعِ وَالْحَشَرَاتِ، وَمَا فِي الْبَحْرِ مِنَ ا?َْصْنَافِ الْمُتَنَوِّعَةِ، وَاخْتِ?َفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي تَعَاقُبِهِمَا دَائِبَيْنِ ?َ يَفْتُرَانِ، هـذَا بِظَ?َمِهِ وَهـذَا بِضِيَائِهِ، وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ السَّحَابِ مِنَ الْمَطَرِ فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، وَسَمَّاهُ رِزْقًا؛ ?َِنَّ بِهِ يَحْصُلُ الرِّزْقُ، {فَأَحْيَا بِهِ ا?رْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} أَيْ: بَعْدَ مَا كَانَتْ هـامِدَةً ?َ نَبَاتَ فِيهَا وَ?َ شَيْءَ.
وَقَوْلُهُ: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} أَيْ: جَنُوبًا وَشَآمًا، وَدَبُورًا وَصَبًا، بَحْرِيَّةً وَبَرِّيَّةً، لَيْلِيَّةً وَنَهَارِيَّةً. وَمِنْهَا مَا هـوَ لِلْمَطَرِ، وَمِنْهَا مَا هـوَ لِلِّقَاحِ، وَمِنْهَا مَا هـوَ غِذَاءٌ لِ?َْرْوَاحِ، وَمِنْهَا مَا هـوَ عَقِيمٌ [?َ يَنْتِجُ] وَقَالَ أَوَّ?ً {?يَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ}، ثُمَّ {يُوقِنُونَ} ثُمَّ {يَعْقِلُونَ}
وَهـوَ تَرَقٍّ مِنْ حَالٍ شَرِيفٍ إِلَى مَا هـوَ أَشْرَفُ مِنْهُ وَأَعْلَى. وَهـذِهِ ا?ْيَاتُ شَبِيهَةٌ بِآيَةِ “الْبَقَرَةِ” وَهـيَ قَوْلُهُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَا?رْضِ وَاخْتِ?فِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ ا?رْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَا?رْضِ ?يَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الْبَقَرَةِ: 164]
وَقَدْ أَوْرَدَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ هـاهـنَا عَنْ وَهـبِ بْنِ مُنَبِّه أَثَرًا طَوِي?ً غَرِيبًا فِي خَلْقِ ا?ِْنْسَانِ مِنَ ا?َْخْ?َطِ ا?َْرْبَعَةِ. (1)
……………….
(1) والاستغراب دليل الضعف.