سورة الزمر تتمة لتفسير آية 53 – 59، مختصر تفسير ابن كثير،
(بالتعاون مع الأخوة بمجموعات؛ السلام والمدارسة والتخريج رقم 1، والاستفادة) اختصار سيف الكعبي وأحمد بن علي وبعض طلاب (من لديه تعقيب أو فائدة من تفاسير أخرى فليفدنا)
ذكر أحاديث فيها نفي القنوط:
روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “والذي نفسي بيده، لو أخطأتم حتى تم? خطاياكم ما بين السماء وا?رض، ثم استغفرتم الله لغفر لكم، والذي نفس محمد بيده، لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون، ثم يستغفرون الله فيغفر لهم” تفرد به [ا?مام] أحمد (الصحيحة1951).
وروى الإمام أحمد عن أبي أيوب ا?نصاري، رضي الله عنه، أنه قال حين حضرته الوفاة: قد كنت كتمت منكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لو? أنكم تذنبون، لخلق الله
قوما يذنبون فيغفر لهم”.وأخرجه مسلم والترمذي
– أورد ابن كثير حديث “كفارة الذنب الندامة” وإسناده ضعيف كما في الضعيفة 2236،ويغني عنه حديث (الندم توبة والتائب من الذنب كم لا ذنب له)
وروى ابن أبي حاتم عن عمر، رضي الله عنه، في حديثه قال: وكنا نقول ما الله بقابل ممن افتتن صرفا و? عد? و? توبة، عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لب?ء أصابهم. قال: وكانوا يقولون ذلك ?نفسهم. قال: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أنزل الله فيهم وفي قولنا وقولهم ?نفسهم: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ? تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هـو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم ? تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم ? تشعرون}
قال عمر، رضي الله عنه: فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هـشام بن العاص قال: فقال هـشام: لما أتتني جعلت أقرؤهـا بذي طوى أصعد بها فيه وأصوت و? أفهمها، حتى قلت: اللهم أفهمنيها. قال: فألقى الله في قلبي أنها إنما أنزلت فينا، وفيما كنا نقول في أنفسنا، ويقال فينا. فرجعت إلى بعيري فجلست عليه، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة. (وهو في أسباب النزول لمقبل)
ثم استحث سبحانه وتعالى عباده إلى المسارعة إلى التوبة، فقال: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}
أي: ارجعوا إلى الله واستسلموا له، {من قبل أن يأتيكم العذاب ثم ? تنصرون} أي: بادروا بالتوبة والعمل الصالح قبل حلول النقمة،. {واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم} وهـو القرآن العظيم، {من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم ? تشعرون} أي: من حيث ? تعلمون و? تشعرون.ثم قال: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} أي: يوم القيامة يتحسر المجرم المفرط في التوبة وا?نابة، ويود لو كان من المحسنين المخلصين المطيعين لله عز وجل.
وَقَوْلُهُ: {وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} أَيْ: إِنَّمَا كَانَ عَمَلِي فِي الدُّنْيَا عَمَلَ سَاخِرٍ مُسْتَهْزِئٍ غَيْرِ مُوقِنٍ مُصَدِّقٍ.
{أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} أَيْ: تَوَدُّ أَنْ لَوْ (2) أُعِيدَتْ إِلَى الدَّارِ فَتُحْسِنُ (3) الْعَمَلَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَخْبَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ (4)، مَا الْعِبَادُ قَائِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَقُولُوهُ، وَعَمَلَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَعْمَلُوهُ (5)، وَقَالَ: {وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فَاطِرٍ:14]،، {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى: أَنْ لَوْ رُدوا لَمَا قَدَرُوا عَلَى الْهُدَى، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الْأَنْعَامِ:28].
وَقَدْ روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي؟! فَتَكُونُ عَلَيْهِ حَسْرَةٌ”. قَالَ: “وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي! ” قَالَ: “فَيَكُونُ لَهُ الشُّكْرُ”.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ. (قلت سيف: وورد عن الأعرج عن أبي هريرة عند البخاري6569 بنحوه)
وَلَمَّا تَمَنَّى أَهْلُ الْجَرَائِمِ العَودَ إِلَى الدُّنْيَا، وَتَحَسَّرُوا عَلَى تَصْدِيقِ آيَاتِ اللَّهِ وَاتِّبَاعِ رُسُلِهِ، قَالَ [اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى] {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} أَيْ: قَدْ جَاءَتْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ النَّادِمُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ آيَاتِي فِي الدَّارِ الدُّنْيَا، وَقَامَتْ حُجَجِي عَلَيْكَ، فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ عَنِ اتِّبَاعِهَا، وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ بِهَا، الْجَاحِدِينَ لَهَا.