تهذيب تفسير ابن كثير سورة الطور الآيات 20 – 17:
قام به سيف الكعبي وأحمد بن علي وصاحبهما
سورة الطور الآيات 20 – 17:
———-
(إن المتقين في جنات ونعيم (17) فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم (18) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون (19) متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين (20))
———–
يخبر تعالى عن حال السعداء فقال: (إن المتقين في جنات ونعيم)، وذلك بضد ما أولئك فيه من العذاب والنكال.
(فاكهين بما آتاهم ربهم) أي: يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم، من أصناف الملاذ، من مآكل ومشارب وملابس ومساكن ومراكب وغير ذلك، (ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) أي: وقد نجاهم من عذاب النار، وتلك نعمة مستقلة بذاتها على حدتها مع ما أضيف إليها من دخول الجنة التي فيها من السرور ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وقوله: (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون)، كقوله: (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) [الحاقة: 24]. أي هذا بذاك، تفضلا منه وإحسانا.
وقوله: (متكئين على سرر مصفوفة) قال الثوري، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس: السرر في الحجال.
ومعنى (مصفوفة) أي: وجوه بعضهم إلى بعض، كقوله: (على سرر متقابلين) [الصافات: 44]. (وزوجناهم بحور عين) أي: وجعلناهم قرينات صالحات، وزوجات حسانا من الحور العين.
وقال مجاهد: (وزوجناهم): أنكحناهم بحور عين، وقد تقدم وصفهن في غير موضع بما أغنى عن إعادته ههنا.