تهذيب تفسير ابن كثير [سورة الحجرات (49): الآيات 4 الى 5]
قام به سيف بن محمد الكعبي وأحمد بن علي وصاحبهما
[سورة الحجرات (49): الآيات 4 الى 5]
إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهـم لا يعقلون (4) ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم (5)
—–
ثم إنه تبارك وتعالى ذم الذين ينادونه من وراء الحجرات وهـي بيوت نسائه، كما يصنع أجلاف الأعراب فقال: أكثرهـم لا يعقلون ثم أرشد تعالى إلى الأدب في ذلك فقال عز وجل: ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم أي لكان لهم في ذلك الخيرة والمصلحة في الدنيا والآخرة. ثم قال جل ثناؤه داعيا لهم إلى التوبة والإنابة والله غفور رحيم وقد ذكر أنها نزلت في الأقرع بن حابس التميمي رضي الله عنه فيما أورده غير واحد.
وروى ابن جرير: عن البراء في قوله تبارك وتعالى: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن حمدي زين وذمي شين، فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك الله عز وجل» (1) وهـكذا ذكره الحسن البصري وقتادة مرسلا.
—-
(1) هو في الصحيح المسند 137