تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛ المقام في مسجد / علي بن رحمة الشامسي
(للأخ؛ سيف الكعبي)
(وممن شارك الأخ؛ سعيد الجابري)
بالتعاون مع مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1؛
843 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدعبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عز و جل إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء ثم يبسط يده فيقول هل من سائل يعطي سؤله فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر.
هذا حديث صحيح. رجاله رجال الصحيح.
……………………
– الحديث أخرجه مسلم 758 من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، وراجع علل الترمذي الكبير 131، والدارقطني 2779.
– فيه إثبات صفة النزول للرب عزوجل، وأنه من الصفات الإختيارية، خلافاً لمن أنكرها أو تأولها بنزول الرحمة ونزول الملَك وأنهما هما اللذان يناديان، والصواب الذي عليه أهل السنة أنه ليس أحد ينادي إلا الله عزوجل، أما رواية (ثم يأمر مناديا ينادي) فضعفها الشيخ الألباني فقال: منكرة، وراجع الضعيفة 3897.
ولابن تيمية كتاب بعنوان (شرح حديث النزول).
بل في بعض الروايات (لا أسأل عن عبادي أحدا غيري) أحمد 16316، وهو في الصحيح المسند 334
وراجع نقض الإمام أبي عثمان في باب النزول؛ فيه رد على المحرفه.
– أن من أحسن النوافل قيام الليل؛ ومنه حديث (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) أخرجه مسلم 1163، وأفضلها صلاة داود عليه الصلاة والسلام ففي الحديث (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود … )
– فيه الرد على الصوفية الذين يأخذون بالأثر الغير صحيح (علمه بحالي يغني عن سؤاله) بل بعضهم عدَّه من الإسرائيليات. وانظر الضعيفة 21.
فليس دعاء رب العزة لنقص في علمه تعالى الله عمَّا يقولون علوا كبيرا، وإنما سؤال أهل الإيمان ربهم ودعاءهم إياه سبحانه فيه مذله لله وعبودية وتضرع وكل هذه يحبها الله عزوجل.
– للدعاء آداب وأزمنة فاضلة ومنه أوقات السجود.
– فيه الرد على الخوارج في تكفيرهم لصاحب الكبيرة، وأن الصحيح مذهب أهل السنة أن الكبائر داخلة تحت مشيئة الرب، لأن الله عزوجل أطلق في الإجابة والغفران أما ما ورد من رواية (إلا عشارا أو زانية تزني بفرجها) فإن صحت فالمقصود أن الله عزوجل لا يستجيب لدعائهما، لا أن الله لا يقبل توبتهما، ففي حديث الرجل الذي (يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء؛ يا رب يا رب ومطعمه حرام … فأنا يستجاب لذلك). لم يستجب الله لدعائه لمّا تلبس بهذه المحرمات.
وورد في التوبة حديث (لقد تابت توبتا لو تابها صاحب مكس لقبل منه) أخرجه مسلم 1695.
تنبيه: رواية إستثناء العشار والزانية، ذهب بعض الباحثين إلى إعلالها بأن داود بن عبدالرحمن خالفه مرحوم بن عبدالعزيز وهو أوثق من داود بن عبدالرحمن، فرواها مرحوم بلفظ (إذا انتصف ليلة النصف من شعبان نادى مناد هل من مستغفر … إلا زانية بفرجها أو مشرك) وهي معلولة بالإنقطاع، ولنا بحث جمعنا فيه طرق حديث نزول الرب ليلة النصف من شعبان، ولا يصح منها شئ.
– فضيلة السحر؛ ومنه قوله تعالى (وبالأسحار هم يستغفرون).
– دليل على فضل الله وسعة رحمته وغناه وقدرته.
-إثبات الكلام لله عزوجل.
– وفيه أن وعد الله حق؛ قال القرطبي في المفهم: هذا من الله وعد حق فإذا وقعت هذه الشروط من العبد على حقيقتها وكمالها، فلا بد من المشروط، فإن تخلف شئ من ذلك، فذلك لخلل في الشروط.
– قرب إجابة رب العزة؛ ومنه قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
– فيه توحيد رب العزة بدعائه وطلبه مع التعظيم والتذلل، وهذه لا تكون إلا لله.
– فضيلة الدعاء والإستغفار.
– ورد رواية فيها (يفتح أبواب السماء منتصف الليل … )، ولا تعارض رواية ثلث الليل؛ فيمكن الجمع بأن نقول: ثلث الليل أرجى.
مع أن رواية نصف الليل فيها غرابة ومعلولة؛ كما سبق.
– ورد الحديث بثلاثة ألفاظ؛ هل من سائل، هل من داع، هل من مستغفر فالأولان لجلب سرور الدنيا والآخرة، والإستغفار لدفع الشرور (راجع فتح الباري)
-فيه أن الله عز وجل في السماء العلو على العرش؛ فوق سبع سماواته كما قالت الجماعة, وهـو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكان.
قال تعالى: يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون}
فأعلمنا الجليل جل وع? في هـذه ا?ية أيضا أن ربنا فوق م?ئكته, وفوق ما في السماوات, وما في ا?رض, من دابة, أعلمنا أن م?ئكته يخافون ربهم الذي فوقهم والمعطلة تزعم أن معبودهـم تحت الم?ئكة.
-وفيه أن الله ينزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق به من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل.
-وفيه استجابة الدعاء في الثلث الأخير من الليل.
– ذكر ابن كثير؛ أن الدارقطني أفرد جزءا لهذا الحديث.
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
844 – قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال صلى الله عليه وسلم أخر رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم قال وأنزل هؤلاء الآيات {ليسوا سواء من أهل الكتاب} حتى بلغ {وما تفعلوا من خير فلن تكفروه والله عليم بالمتقين}.
هذا حديث حسن.
……………….
– في الباب عن عائشة رضي الله عنها عند البخاري 566، و مسلم 638،218،219، وعن ابن عمر رضي الله عنه عند البخاري 570، ومسلم 639، 220، وعن أبي موسى رضي الله عنه عند مسلم 641.
وكذلك سبق في الصحيح المسند 411 من حديث أبي سعيد رضي الله عنه.
– في بعض ألفاظ الحديث (ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم) أخرجه البخاري، وورد في البخاري أيضا (ولا يصلى يومئذ إلا بالمدينة)
قال ابن رجب: لعل هذا مدرج من قول الزهري أو عروة، وإلا كان يصلى في غير مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كمسجد قباء وغيره من مساجد الأنصار. ثم استدل ابن رجب بهذا الحديث وغيره على أن المقصود؛ أهل الأديان ليس أحد يصلي هذه الساعة وبنحو هذا المعنى ورد في مسلم من حديث ابن عمر (ما ينتظرها أهل دين غيركم) الفتح 3/ 180
– ورد للآية سبب نزول آخر وهو قول أحبار اليهود لمَّا أسلم عبدالله بن سلام وآخرون من اليهود: لم يسلم إلا شرارنا.
واختار ابن جرير الأول، وقال الشيخ مقبل في الصحيح المسند من أسباب النزول: لا مانع من تعدد السبب.
-فضيلة انتظار الصلاة، وفضيلة تأخير العشاء وإنه لوقتها لكن خشي النبي صلى الله عليه وسلم أن يشق على أمته.
– أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم، لذا خصهم الله عزوجل بخصائص، ومنه ومن أدلة الخيرية؛ قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وقد أفرد العلماء خصائص الأمة بكتب.
– ورد رواية (لولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخرت الصلاة إلى شطر الليل) أخرجه أبوداود وهو في الصحيح المسند 411، ففيه رحمة الضعفاء وذوي الأسقام ومراعاة أحوالهم. وقد أعطاهم الشرع رخص في الصلاة فيصلون حسب استطاعتهم، وقضاء الصيام إن شق عليهم وغير ذلك من الرخص.
– فيه فضيلة ذكر الله تعالى في الأوقات التي يغفل الناس فيها ولهذا فضَّل التهجد في ثلث الليل.
– الإهتمام بالتبكير بالفجر، وكراهة النوم قبل العشاء وفضيلة ذكر الله بين المغرب والعشاء، وختم الأعمال بالصلاة، والصلاة بعيد عن الشواغل.
– وردت أخبار كثيرة في فضيلة تأخير العشاء، فإن علم من نفسه أنه إن أخرهـا ? يغلبه نوم و? كسل, استحب تأخيرهـا,
ولا يترك الجماعة، لأجل تأخير العشاء.
– من هدي النبي ? كان إذا كثر الناس عجل وإذا قلوا أخر
إن ا?خبار التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأخير العشاء دالة على أنه إنما فعل ذلك ليلة واحدة لعارض عرض له شغله ذلك عنه فأخر العشاء في تلك الليلة.
(المجموع النووي)
– النوم اليسير لا ينقض الوضوء.
لما أخر النبي ? ص?ة العشاء ا?خرة ذات ليلة حتى نام القوم ثم استيقظوا
قال: فصلوا ولم يذكر أنهم توضئوا.
– وفيه انهم لم يزالوا فى ص?ة ما انتظروها. فقد ورد في رواية (وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة)