تعليق على الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين؛
للأخ سيف الكعبي؛
بالتعاون مع مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1؛
(وممن شارك الأخ سعيد الجابري)
من لديه فائده أو تعقيب فليفدنا؛
839 – قال الإمام الترمذي رحمه الله: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
قال أبو عبدالرحمن: هذا حديث حسن.
—————–
الشرح:
?? (أحداث ا?سنان)
قال الحافظ أحداث بمهملة ثم مثلثة جمع حدث بفتحتين والحدث هـو الصغير السن وا?سنان جمع سن والمراد به العمر والمراد أنهم شباب انتهى
?? (سفهاء ا?ح?م)
جمع حلم بكسر أوله والمراد به العقل.
والمعنى أن عقولهم رديئة
قال النووي يستفاد منه أن التثبت وقوة البصيرة تكون عند كمال السن وكثرة التجارب وقوة العقل
?? (? يجاوز تراقيهم)
قال الجزري في النهاية التراقي جمع ترقوة وهـي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهـما ترقوتان من الجانبين وزنها فعلوة بالفتح
والمعنى أن قراءتهم
? يرفعها الله و? يقبلها فكأنها لم تتجاوز حلوقهم وقيل المعنى أنهم ? يعملون بالقرآن و? يثابون على قراءته ف? يحصل لهم غير القراءة انتهى.
قلت: فهم لا يصل لقلوبهم شئ من القرآن؛ فليس في قلوبهم رحمة ولا تسليم لأوامر الله بل؛ لا يعتقدون إلا ما أشربوا من أهوائهم.
?? (يقولون من قول خير البرية) قال الحافظ أي من القرآن وكانت أول كلمة خرجوا بها قولهم ? حكم إ? لله وانتزعوهـا من القرآن وحملوهـا غير محملها
?? (يمرقون من الدين)
إن كان المراد به ا?س?م فهو حجة لمن يكفر الخوارج ويحتمل أن يكون المراد بالدين الطاعة ف? يكون فيه حجة وإليه جنح الخطابي؛ ونقل ابن حجر الخلاف في في كفرهم؛ وقال أن ظاهر النصوص تدل عليه؛ وذكر أدلة القائلين بعدم كفرهم وأن بعض الصحابة لم يكفرهم ثم قال: والسلامة لا يعدلها شئ؛ يعني القول بعدم تكفيرهم هو السلامة.
(كما يمرق السهم من الرمية) بوزن فعيلة بمعنى مفعولة وهـو الصيد المرمي شبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد فيدخل فيه ويخرج منه ومن شدة سرعة خروجه لقوة الرامي ? يعلق من جسد الصيد شيء
قال الجزري في النهاية أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه كما يخرق السهم الشيء المرمي به ويخرج منه انتهى.
??فيه أن الإنسان يخشى على نفسه من الغيرة الشديدة، التي ربما تجعله ظاهريا، والقلب خاو، كما كان عليه هولاء الخوارج.
شرح مسلم ابن عثيمين.
قال النووي: وهـو إجماع من العلماء قال القاضي عياض أجمع العلماء على أن الخوارج وأشباهـهم من أهـل البدع والبغي متى خرجوا على ا?مام, وخالفوا رأي الجماعة, وشقوا العصا وجب قتالهم بعد إنذارهـم وا?عذار إليهم قال الله تعالى {فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} [الحجرات: (9)
(تحفة الأحوذي شرح الترمذي ج6ص354)
– وقد توسع ابن حجر في الفتح في شرح الحديث الذي في الصحيح في قصة الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أعدل) فطلب عمر بن الخطاب أن يضرب عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه … ثم ذكر بنحو هذا الحديث، وذكر الراوي أن علي بن أبي طالب قاتلهم؛ وكان من علامتهم أن فيهم ذا الثدية فيهم؛ فوجده علي بن أبي طالب مقتول؛ فكبر.
وذكر ابن حجر؛ أن العلة في ترك قتلهم؛ خشية أن ينفر أتباعه عن الإسلام؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق أبي بن سلول؛ وترك قتله (حتى لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه).
وحديث ابن مسعود ذكره الألباني في الصحيحة 2005 مطول؛ وذكر فيه إنكاره على أصحاب الحلق. وأصح رواياته أن ابن مسعود أخبر أن رجلا يقوم بالليل ويقول للناس قولوا كذا قولوا كذا … يعني أنه ابتدع ذكرا في وقت معين
– فيه أنه قد يظل أناس وعندهم كتاب الله؛ ومنه حديث (هؤلاء أهل الكتابين ضلوا وعندهم ما عندهم من كتاب الله).
– فيه أن الله عزوجل لا يقبل من الكلام والعمل إلا ما أريد به وجهه؛ ومنه قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وحديث (إن الله طيب لا يقبل إلا طيب)، فلما كان هؤلاء ليس عندهم صدق لم ترجع بركة قراءة القرآن عليهم بشئ بل صار حجة عليهم.
– ضرب الأمثلة للفهم.
– جواز قتل صاحب البدعة المغلظة على القول بعدم تكفير الخوارج، وقد نقل النووي والقاضي عياض الإجماع على ذلك كما سيأتي.
– العبرة ليست بكثرة العبادة وإنما بكونها على السنة بعيدة عن البدعة. فالبركة في السنة ولو كانت قليلة.
– فيه علم من أعلام النبوة.
– فيه خطر الخوارج على المجتمعات؛ وأنهم ليس عندهم علم وهداية.
– أهمية العلم؛ قال ابن حجر: وهؤلاء تركوا أهل الذمة؛ وقالوا: نفي لهم بعهدم، وتركوا المشركين واشتغلوا بقتال المسلمين، وهذا كله من آثار عبادة الجهال الذين لم تنشرح صدورهم بنور العلم، ولم يتمسكوا بحبل وثيق من العلم. – قتال الخوارج أولى من قتال المشركين؛ لأن قتالهم محافظة على رأس المال، وقتال المشركين يقصد به الربح، والمحافظة على رأس المال أولى من الربح.
فيه التحذير من الغلو في الديانة، والتنطع في العبادة.
– لا يكتفي في التعديل؛ العجلة بالنظر لظاهر الحال.
مسألة: وقفت على بحث في مسألة قتال الخوارج؛
فذهب جماعة من العلماء منهم مالك وأحمد إلى مشروعية قتل الداعية إلى البدعة المغلظة لأن فعله شبيه بالخروج من الدين ووسيلة إلى ذلك. فمتى ما أظهر بدعته ودعى الناس إليها وحملهم عليها قتل وإن استخفى ببدعته ولم يدع الناس إليها كان حكمه حكم المنافقين المستخفين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعرض لهم بقتل ولا قتال. فقد سئل الإمام أحمد عن الجهمي قال: (أرى قتل الدعاة منهم). وهذا من باب التعزير وهو راجع إلى نظر الإمام في تحقيق المصلحة ويختلف بحسب قوة أهل الحق وضعفهم وما يترتب على ذلك.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج بقوله: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود) خرجاه في الصحيحين. وفيهما أيضاً من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة). وقال صلى الله عليه وسلم فيهم: (طوبى لمن قتلهم ثم قتلوه) رواه الإمام أحمد. واتفق الصحابة على قتالهم واختلف الفقهاء في حكم من أظهر مذهب الخوارج ولم يخلع طاعة الإمام أو يسفك دما حراما على ثلاثة أقوال:
1. ذهب مالك إلى ابتداء قتالهم مطلقا لفسادهم في الأرض وعملا بظاهر النصوص. فقال يستتابون فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم.
2. وذهب أحمد إلى التفصيل فقال إن دعوا إلى بدعتهم قوتلوا وإن لم يدعوا إليها لم يقاتلون. قال: (الحرورية إذا دعوا إلى ما هم عليه إلى دينهم فقاتلهم وإلا فلا يقاتلون).
3. وذهب الشافعي وأبو حنيفة إلى عدم قتالهم بمجرد دعوتهم وإنما يقاتلون إذا بدئوا القتال وسفكوا الدماء. واستدلوا بأن الخليفة علي رضي الله عنه لم يقاتلهم حتى سفكوا الدماء ولم يتعرض لهم قبل ذلك. ووافقه عمر بن عبد العزيز.
والذي يظهر أن الإمام الشرعي له قتال الخوارج عند ظهور أمرهم وانتشار دعوتهم ولو لم يخرجوا عليه ويسفكوا الدماء لعموم الأمر بقتالهم دون تقييده بحصول القتال منهم، ودرءا للفتنة عن المسلمين، واستئصالا لشوكتهم قبل تمكنهم فإنهم لو تركوا ولم يتعرض لهم لإستفحل أمرهم وقويت شوكتهم وعظم فسادهم وشق على أهل السنة القضاء عليهم والتأريخ يشهد بهذا. أما تركهم يدعون غيرهم ويشيعون مذهبهم ويتترسون دون تعرض لهم فهذا قول فيه بعد عن روح الشريعة ويترتب عليه فساد عظيم. وللإمام ترك قتالهم حتى يسفكوا الدماء ينظر الأصلح في ذلك ويراعي الأحوال كأن يخشى مفسدة أعظم أو يكون غير متهيأ لقتالهم كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل ذي الخويصرة تأليفا للناس في الإسلام وخشية تنفيرهم عنه كما ثبت في صحيح مسلم عن جابر لما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق فقال رسول الله: (معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي إن هذا وأصحابه يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية). والله الموفق.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
840 – قال الإمام النسائي رحمه الله: أخبرنا إسحق بن إبراهيم وهناد بن السري عن حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال
لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر فقال ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يصلي بالناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.
هذا حديث حسن.
* قال الإمام أحمد رحمه الله: ثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت صلى الله عليه وسلم الأنصار منا أمير ومنكم أمير قال فأتاهم عمر فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر أبا بكر أن يؤم بالناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر. فقالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.
——————
الشرح: قولهم:منا أمير ومنكم أمير.
فمرادهـم منا وال فإذا مات فمنكم وال, وهـكذا أبدا; ? على أن يكون إمامان في وقت.
واستعجل الصحابة في علاج الخلاف خوفا من مبادرة أصحاب السقيفة.
فقال أبو بكر: نحن ا?مراء وأنتم الوزراء, إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ا?ئمة من قريش”
وقال: أوصيكم با?نصار خيرا أن تقبلوا من محسنهم, وتتجاوزوا عن مسيئهم
فتذكرت ا?نصار ذلك, وانقادت إليه, وبايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه,
وفيه أن الخلفاء من قريش
وفيه فضل الأنصار امتثلوا أمر الله ورسوله عندما ذكرهم عمر بن الخطاب
وفيه فضل الإمامة في الصلاة
وفيه إشارة أن النبي أراد الخلافة بعده لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ومنه حديث عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا, فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل, ويأبي الله والمؤمنون إ? أبا بكر”.
أخرجه أحمد ” (6) / (144) “, ومسلم ” (2387) ”
وفيه أن الله نصر هذا الدين بأبي بكر عندما ثبته لما سمع بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومنه خطبته المشهورة؛ من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات …
وفيه مشروعية القياس وأن عمر بن الخطاب قاس الإمامة الكبرى.
قال ابن حجر: والمذهب المعتدل ما قاله الشافعي؛ أن القياس مشروع عند الضرورة لا أنه أصل برأسه.
وفيه فضيلة لأبي بكر الصديق. وأن أفضل الصحابة بإجماعهم؛ وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخلفه في الصلاة إشارة الإمامة الكبرى.
وفيه معرفة مراتب الصحابة في الفضل والعلم، حتى قال ابن القيم أيكم يطيب له أن يقدم رأي من قلده على رأي أبي بكر الصديق.
وفيه تآلف الصحابة وإن وقع بينهم في بادئ الأمر خلاف، فما أسرع رجوعهم للحق.
وفيه فضيلة لعمر بن الخطاب حيث اختار للمسلمين أفضلهم. وأنه كان مفتاح للخير مغلاق للشر.
وفيه أنه لا يصح عن ابن مسعود أنه قدم علي بن أبى طالب على أبي بكر وعمر في الفضيلة.
وفيه الحرص على جمع الكلمة ونبذ الإختلاف والفرقة.
أخرج أبوداود بسنده؛
قَالَ جُبَيْرٌ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ذِي مِخْبَرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلَهُ جُبَيْرٌ عَنْ الْهُدْنَةِ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَاءِكُمْ فَتُنْصَرُونَ وَتَغْنَمُونَ وَتَسْلَمُونَ ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَدُقُّهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ.
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَزَادَ فِيهِ وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ بِالشَّهَادَةِ
وهو في الصحيح المسند 326
وورد في بعض الروايات؛ يفر ثلث لا يغفر الله لهم ويقتل ثلث هم خير الشهداء يومئذ وينتصر ثلث … بمعناه