47 عون الصمد شرح الذيل على الصحيح المسند
جمع نورس الهاشمي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1،2،3
——————-
مسند أحمد :
5724 – حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا، وَصَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ”
قلت سيف : 5724 على الشرط
وأخرجه أبو داود 662
-_-_-_-_-_-_-
تسوية الصفوف
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم -لم يقل عيسى : بأيدي إخوانكم- ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله).
الشرح
( أقيموا الصفوف ) أي عدلوها وسووها ( وحاذوا بين المناكب ) أي اجعلوا بعضها حذاء بعض بحيث يكون منكب كل واحد من المصلين موازيا لمنكب الأخر ومسامتا له فتكون المناكب والأعناق والأقدام على سمت واحد ( وسدوا الخلل ) أي الفرجة في الصفوف ( ولينوا ) أي كونوا لينين هينين منقادين ( بأيدي إخوانكم ) أي إذا أخذوا بها ليقدموكم أو يؤخروكم حتى يستوي الصف لتنالوا فضل المعاونة على البر والتقوى
ويصح أن يكون المراد لينوا بيد من يجركم من الصف أي وافقوه وتأخروا معه لتزيلوا عنه وصمة الانفراد التي أبطل بها بعض الأئمة
وجاء في مرسل عند أبي داود إن جاء فلم يجد خللا واحدا فليختلج إليه رجلا من الصف فليقم معه فما أعظم أجر المختلج وذلك لأنه بنيته محصل له فضيلة ما فات عليه من الصف مع زيادة من الأجر الذي هو سبب تحصيل فضيلة للغير ( ولا تذروا ) أي لا تتركوا ( فرجات للشيطان ) الفرجات بضم الفاء والراء جمع فرجة بسكون الراء ( ومن وصل صفا ) بالحضور فيه وسد الخلل منه ( وصله الله ) أي برحمته ( ومن قطع ) أي بالغيبة أو بعدم السد أو بوضع شيء مانع ( قطعه الله ) أي من رحمته الشاملة وعنايته الكاملة عون المعبود ( 2/ 258 )
قال المناوي في فيض القدير ( 2 / 75) :[ فرجات الشيطان] وفيه إيماء إلى منع كل سبب يؤدي لدخوله كما أمر بوضع يده على فيه عند التثاؤب. انتهى
وفيه أبلغ حث على وصل الصفوف بسد فروجها وتكميلها بأن لا يشرع في صف حتى يكمل ما قبله، وأبلغ زجر عن قطعها بأن يقف في صف وبين يديه صف آخر ناقص أو فيه فرجة، ومن تأمل بركة دعائه للواصل وخطر دعائه المقبول الذي لا يرد على القاطع وكان عنده أدنى ذرة من الإيمان بادر إلى الوصل وفر عن القطع ما أمكنه . دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين ، 6 / 573 .
قال العباد : قوله: (ومن وصل صفاً وصله الله)، أي: أن يقرب بعضهم من بعض، وإذا كانت هناك فرجة في الصف فإنه يدخل فيها ويسدها، فكل هذا من وصل الصفوف.
قوله: (ومن قطع صفاً قطعه الله)، أي: يتسبب في قطع الصف، فالأول يوصله الله بالثواب، والثاني يقطعه من الثواب، أو يحصل له الإثم، أو يعاقبه بضرر يحصل له كما جاء في الحديث (أو ليخالفن الله بين قلوبكم) فتكون هناك منافرة بين القلوب، فهذه عقوبة للقلب، أو تكون عقوبة للوجه كما في الرواية الأخرى، فتحصل مخالفة بين الوجوه.[ شرح سنن ابي داود]
و يؤخذ من الحديث : اقامة تسوية الصفوف على الوجوب
قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى ( 5/ 331 ): وظاهر كلام أبي العباس أنه يجب تسوية الصفوف؛ لأنه عليه السلام {رأى رجلا باديا صدره فقال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم} وقال عليه السلام: {سووا صفوفكم فإن تسويتها من تمام الصلاة} متفق عليهما. وترجم عليه البخاري بباب: إثم من لم يقم الصف. قلت: ومن ذكر الإجماع على استحبابه فمراده ثبوت استحبابه لا نفي وجوبه والله أعلم.
قال ابن باز في المجموع ( 12/ 200): ج: الواجب على المصلين إقامة الصفوف وسد الفرج بالتقارب وإلصاق القدم بالقدم من غير أذى من بعضهم لبعض.
قال الالباني :
و في هذين الحديثين فوائد هامة :
الأولى : وجوب إقامة الصفوف و تسويتها و التراص فيها ، للأمر بذلك ، و الأصل فيه الوجوب إلا لقرينة ، كما هو مقرر في الأصول ، و القرينة هنا تؤكد الوجوب و هو قوله صلى الله عليه وسلم : ” أو ليخالفن الله بين قلوبكم ” . فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب ، كما لا يخفى .
الثانية : أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب بالمنكب ، و حافة القدم بالقدم ، لأن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم حين أمروا بإقامة الصفوف و لهذا قال الحافظ في ” الفتح ” بعد أن ساق الزيادة التي أوردتها في الحديث
الأول من قول أنس :
” و أفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، و بهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف و تسويته ” .
و من المؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تهاون بها المسلمون ، بل أضاعوها إلا القليل منهم ، فإني لم أرها عند طائفة منهم إلا أهل الحديث ، فإني رأيتهم في مكة سنة ( 1368 ) حريصين على التمسك بها كغيرها من سنن المصطفى عليه الصلاة و السلام بخلاف غيرهم من أتباع المذاهب الأربعة – لا أستثني منهم حتى الحنابلة – فقد صارت هذه السنة عندهم نسيا منسيا ، بل إنهم تتابعوا على هجرها و الإعراض عنها ، ذلك لأن أكثر مذاهبهم نصت على أن السنة في القيام التفريج بين القدمين بقدر أربع أصابع ، فإن زاد كره ، كما جاء مفصلا في ” الفقه على المذاهب الأربعة ” ( 1 / 207 ) ، و التقدير المذكور لا أصل له في السنة ، و إنما هو مجرد رأي ، و لو صح لوجب تقييده بالإمام و المنفرد حتى لا يعارض به هذه السنة الصحيحة
كما تقتضيه القواعد الأصولية .
و خلاصة القول : إنني أهيب بالمسلمين – و خاصة أئمة المساجد – الحريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم و اكتساب فضيلة إحياء سنته صلى الله عليه وسلم أن يعملوا بهذه السنة و يحرصوا عليها ، و يدعوا الناس ، إليها حتى يجتمعوا عليها جميعا . و بذلك ينجون من تهديد ” أو ليخالفن الله بين قلوبكم ” . [ السلسلة الصحيحة : 1/ 31 ]
تنبيه:
قال شيخ الإسلام في ” مجموع الفتاوى ” ( 23 / 410 ) : ” ولا يصف في الطرقات والحوانيت مع خلو المسجد ومن فعل ذلك استحق التأديب ولمن جاء بعده تخطيه ويدخل لتكميل الصفوف المتقدمة فإن هذا لا حرمة له
قال : فإن امتلأ المسجد بالصفوف صفوا خارج المسجد فإذا اتصلت الصفوف حينئذ في الطرقات والأسواق صحت صلاتهم
وأما إذا صفوا وبينهم وبين الصف الآخر طريق يمشي الناس فيه لم تصح صلاتهم في أظهر قولي العلماء
وكذلك إذا كان بينهم وبين الصفوف حائط بحيث لا يرون الصفوف ولكن يسمعون التكبير من غير حاجة فإنه لا تصح صلاتهم في الأظهر وكذلك من صلى في حانوته والطريق خال لم تصح صلاته وليس له أن يقعد في الحانوت وينتظر اتصال الصفوف به بل عليه أن يذهب إلى المسجد فيسد الأول فالأول فالأول ”
[ اختلاف الظواهر سبباً لاختلاف البواطن والقلوب ]
” لا تختلفوا؛ فتختلفَ قلوبكم “.
رواه أبو داود (1/107) ، والنسائي (1/130) ، وابن خزيمة في ” صحيحه ”
وسنده صحيح عن البراء به. وعن النعمان بن بشير مرفوعاً: ” عباد الله! لَتُسَوُّنَّ صفوفكم؛ أو ليخالفن الله بين وجوهكم
أخرجه الشيخان، وأصحاب ” السنن ” وغيرهم
فقد بوب ابن خزيمة في صحيحه[ باب التغليظ في ترك تسوية الصفوف تخوفا لمخالفة الرب عز وجل بين القلوب]
قال الصنعاني في سبل السلام ( 1/ 374): وهذه الأحاديث، والوعيد الذي فيها دالة على وجوب ذلك، وهو مما تساهل فيه الناس كما تساهلوا فيما يفيده حديث أنس عنه – صلى الله عليه وسلم – «أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر» أخرجه أبو داود فإنك ترى الناس في المسجد يقومون للجماعة وهم لا يملئون الصف الأول لو قاموا فيه فإذا أقيمت الصلاة يتفرقون صفوفا على اثنين وعلى ثلاثة ونحوه.
[ أفضلية الصف الأول ] و [ حث الإمام على مساواة الصفوف ]
عن جابر بن سمرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقال:
(ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟ ) قالوا: يا رسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربهم؟ قال:
(يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف). [ص:44] ((صحيح أبي داود)) (667)
عن البراء بن عازب قال:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتخلَّلُ الصَّفَّ من ناحية إلى ناحية، يمسح
صدورنا ومناكبنا، ويقول: ” لا تختلفوا فتختلفَ قلوبكم “. وكان يقول : ” إن الله عز وجل وملائكته يُصَلون على الصفوف الأُوَلِ
(قلت: إسناده صحيح، وكذ ا قال النووي. وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في “صحيحيهما”) . صحيح ابي داود
عن أبي هريرة أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “خيرُ صفوفِ الرجالِ أولُها، وشرُّها آخرُها، وخيرُ صفوفِ النساءِ آخرُها، وشرُّها أولُها”.
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه
قال النووي على مسلم ( 4 / 159- 160 ) : أما صفوف الرجال فهي على عمومها فخيرها أولها أبدا وشرها آخرها أبدا أما صفوف النساء فالمراد بالحديث إما صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال وإما إذا صلين متميزات لا مع الرجال فهن كالرجال خير صفوفهن أولها وشرها آخرها والمراد بشر الصفوف في الرجال والنساء أقلها ثوابا وفضلا وأبعدها من مطلوب الشرع وخيرها بعكسه وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم.
واعلم أن الصف الأول الممدوح الذي قد وردت الأحاديث بفضله والحث عليه هو الصف الذي يلي الإمام سواء جاء صاحبه متقدما أو متأخرا وسواء تخلله مقصورة ونحوها أم لا هذا هو الصحيح الذي يقتضيه ظواهر الأحاديث وصرح به المحققون وقال طائفة من العلماء الصف الأول هو المتصل من طرف المسجد إلى طرفه لا يتخلله مقصورة ونحوها فإن تخلل الذي يلي الإمام شيء فليس بأول بل الأول مالا يتخلله شيء. وإن تأخر وقيل الصف الأول عبارة عن مجيء الإنسان إلى المسجد أولا وإن صلى في صف متأخر وهذان القولان غلط صريح وإنما أذكره ومثله لأنبه على بطلانه لئلا يغتر به والله أعلم
قال ابن رجب في الفتح ( 6/ 276 ) : وحمل أحاديث فضل الصف الأول على البكور إلى المسجد خاصة لا يصح، ومن تأمل الأحاديث علم أن المراد بالصف الأول الصف المقدم في المسجد، لا تحتمل غير ذَلِكَ.
عن النعمان بن بشير قال:
( كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوينا في الصفوف كما يقوم القدح حتى إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه، وفقهنا أقبل ذات يوم بوجهه إذا رجل منتبذ بصدره، فقال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم). صحيح أبي داود
وورد( كأنما يسوي بها القداح )عند الإمام مسلم وابن حبان. .
وعن نافع «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ, فَإِذَا جَاءُوهُ فَأَخْبَرُوهُ بِأَنْ قَدِ اسْتَوَتْ كَبَّرَ». رواه مالك. وعن سهل بن مالك عن أبيه قال كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَأَنَا أُكَلِّمُهُ فِي أَنْ يَفْرِضَ لِي, فَلَمْ أَزَلْ أُكَلِّمُهُ وَهُوَ يُسَوِّي الْحَصَا بِنَعْلَيْهِ, حَتَّى جَاءَهُ رِجَالٌ قَدْ وَكَلَهُمْ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ, فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الصُّفُوفَ قَدِ اسْتَوَتْ فَقَالَ لِي اسْتَوِ فِي الصَّفِّ. ثُمَّ كَبَّرَ. رواه مالك في الموطأ.
[ كراهية التأخر عن الصف الاول ]
عن عائشة، عن النبي – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قالَ: ((لا يزال أقوام يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار)) . [ صحيح ابو داود ]
قال الطيبي في شرح المشكاة ( 4/ 1143 ): قوله: ((حتى يؤخرهم الله)) ((مح)): أي عن رحمته، وعظيم فضله، ورفيع منزلته، وعن العلم ونحو ذلك. أقول: جاء في حديث عائشة رضي الله عنها في الفصل الثالث: ((حتى يؤخرهم الله في النار)) ومعناه لا يزال يؤخرهم عن رحمته وفضله حتى تكون عاقبة أمرهم إلى النار.
قال العباد في شرح سنن ابي داود : يعني: في حق الرجال، وليس في حق النساء؛ لأنّ كراهية التأخر عن الصف الأول إنما هو في حق الرجال، وكذلك في حق النساء إذا صلين وحدهن، فإنهن يتقدمن إلى الصف الأول ولا يتأخرن. وأورد أبو داود رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ (لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار) ] يعني أنهم يعاقبون، فيكون الجزاء من جنس العمل، حيث تأخروا ولم يقوموا بواجب تسوية الصفوف، وإكمال الصف الأول فالأول، فترتب على ذلك أن يؤخرهم الله في النار، وأن يعاقبهم في النار، فيكون هذا التأخر سبباً في تأخر الثواب عنهم، وفي وقوعهم في النار، وتأخرهم عمَّن يتقدم إلى الجنة، لكن من المعلوم أن كل من دخل النار وهو ليس من الكفار إنه لابد من أن يصل إلى الجنة، ولا يخلد في النار إلا الكفار الذين هم أهلها.
قال العثيمين : أن الإنسان لا ينبغي له أن يتأخر عن فعل الخير، بل لابد أن يتقدم ولا يتهاون أو يتكاسل. شرح رياض الصالحين ( 1/ 131).
وقال أيضا: وهذه خطيرة أن الإنسان كلما تأخر عن الصف الأول أو الثاني أو الثالث ألقى الله في قلبه محبة التأخر في كل عمل صالح والعياذ بالله ولهذا قال لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله فأنت يا أخي تقدم في الصف الأول فالأول. نفس المصدر السابق
[ أجر سد الفرج في صفوف الصلاة ]
إن الله تعالى و ملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف و من سد فرجة رفعه الله بها درجة ( حم هـ حب ك ) عن عائشة . قال الشيخ الألباني : ( حسن ) انظر حديث رقم : 1843 في صحيح الجامع
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم ” من سد فرجة بنى الله له بيتا في الجنة و رفعه بها درجة ” .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خياركم ألينكم مناكب في الصلاة وما من خطوة أعظم أجرا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها
رواه البزار بإسناد حسن وابن حبان في صحيحه كلاهما بالشطر الأول ورواه بتمامه الطبراني في الأوسط ، قال الألباني ( حسن لغيره )
فائدة : وإذا ثبت ضعف الحديث فلا يصح حينئذ القول بمشروعية جذب الرجل من الصف ليصف معه لأنه تشريع بدون نص صحيح وهذا لا يجوز بل الواجب أن ينضم إلى الصف إذا أمكن وإلا صلى وحده وصلاته صحيحة وكذلك لوحضر اثنان وفي الصف فرجة الراجح أن سد الفرجة واجب ما أمكن وإلا وقف وحده . السلسلة الضعيفة ( 2/ 322 )
[إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف ]
عن النعمان بن بشير قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم على الناس بوجهه فقال : ( فذكره ) . قال : فرأيت الرجل يلصق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعب صاحبه . وسنده صحيح
وعن البراءِ بن عازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُول اللهِ – صلى الله عليه وسلم – يَتَخَلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إلى نَاحِيَةٍ، يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا، وَيَقُولُ: «لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ». وكانَ يَقُولُ: «إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ». رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
قال العيني : وفيه: دليل على أن الكعب هو العظم الناتىء في مفصل الساق والقدم، وهو الذي يمكن إلزاقه، وقال بعضهم، خلافا لمن ذهب: إلى أن المراد بالكعب مؤخر القدم، وهو قول شاذ ينسب إلى بعض الحنفية. عمدة القاري ( 5 / 259 – 260 ).
تنبيه : يخطأ بعض ائمة المساجد في قولهم صلوا صلاة مودع .
السائل: … صلوا صلاة مودع
الشيخ: صلوا صلاة إيش
السائل: مودع
الشيخ: مودع يقول هذه يقولها بعض الأئمة هنا، لا هذا ما صح عن الرسول عليه السلام، أنه قال بالمناسبة هذه، لكن هو في الصحيح.
السائل: في مسند أحمد.
الشيخ: في مسند أحمد وغيره، لكن ما ورد إطلاقا أنه كان يقوله بعد إقامة الصلاة، فإذا كنت تسأل عن صحة الحديث فالحديث صحيح وإذا كنت تسأل هل يشرع قوله من الإمام في هذا المكان فالجواب لا. [ سلسلة الهدى والنور / ش 11 ]