31 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
ومراجعة سيف بن غدير النعيمي
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
(بحوث شرعية يبحثها طلاب علم إمارتيون بالتعاون مع إخوانهم من بلاد شتى ، نسأل الله أن تكون في ميزان حسنات مؤسس دولة الإمارات زايد الخير آل نهيان صاحب الأيادي البيضاء رحمه الله ورفع درجته في عليين ووالديهم ووالدينا )
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
——-‘——-‘——–‘
قال الإمام البخاري في كتاب الإيمان من صحيحه:
بَابُ {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9] فَسَمَّاهُمُ المُؤْمِنِينَ
31 – حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، وَيُونُسُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلْتُ: أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ، قَالَ: ارْجِعْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُولِ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ»
——-‘——-‘——-‘
فوائد الحديث:
1- عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَتَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ، «فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكِبَ حِمَارًا، فَانْطَلَقَ المُسْلِمُونَ يَمْشُونَ مَعَهُ وَهِيَ أَرْضٌ سَبِخَةٌ»، فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي، وَاللَّهِ لَقَدْ آذَانِي نَتْنُ حِمَارِكَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَحِمَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنْكَ، فَغَضِبَ لِعَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَشَتَمَهُ، فَغَضِبَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْحَابُهُ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا ضَرْبٌ بِالْجَرِيدِ وَالأَيْدِي وَالنِّعَالِ، فَبَلَغَنَا أَنَّهَا أُنْزِلَتْ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات: 9] متفق عليه
2- قَالَ الإمام الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: سَمَّاهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالْمُؤْمِنِينَ , وَأَمَرَ بِالْإِصْلَاحِ بَيْنَهُمْ . كما في كتاب الأم له.
3- قال ابن مندة كما في كتاب الإيمان له : “ذكرُ ما يدلّ على أنّ مواجهة المسلم بالقتال أخاه كفرٌ لا يبلغ به الشّرك والخروج من الإسلام”. فذكر بسنده حديث الباب.
4- قال الحافظ ابن كثير فَسَمَّاهُمْ مُؤْمِنِينَ مَعَ الِاقْتِتَالِ. وَبِهَذَا اسْتَدَلَّ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَخْرُجُ مِنَ الْإِيمَانِ بِالْمَعْصِيَةِ وَإِنْ عَظُمَتْ، لَا كَمَا يَقُولُهُ الْخَوَارِجُ وَمَنْ تَابَعَهُمْ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ.
5- “الطائفة واحد أو اثنان ،واحتج به في قبول خبر الواحد” قاله الكرماني كما في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري.
6- صحابي الحديث هو أبو بكرة نفيع الصائغ قال ابن الملقن في التوضيح ” رُوِي لَهُ مائة واثنان وثلاثون حديثًا، اتفقا عَلَى ثمانية، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بحديث”.
7- وفي الباب عن أبي موسى الأشعري وأنس بن مالك وأبي هريرة ووائل بن حجر رضي الله عنهم
8- قَالَ الحَسَنُ – هو البصري-: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ»، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ – هو البخاري-:
” قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّمَا ثَبَتَ لَنَا سَمَاعُ الحَسَنِ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ، بِهَذَا الحَدِيثِ ” البخاري 2704
9- حديث أبي بكرة في الباب رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والأخير أخرج المرفوع منه.
10- قوله (ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ) وعند البخاري 7083 في رواية ” خَرَجْتُ بِسِلاَحِي لَيَالِيَ الفِتْنَةِ”.
11- قوله (أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ) وعند البخاري في رواية وكذا مسلم واللفظ له “أُرِيدُ نَصْرَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَعْنِي عَلِيًّا –”.
12- قوله (ارْجِعْ) فيه النصيحة وحب الخير للمسلمين والإفتاء بالحديث.
13- قوله (إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ) وفي رواية عند البخاري ” إِنَّهُ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ” كما في الحديث المشهور إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى. “فمن عزم على المعصية بقلبه، ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه” قاله الكرماني قلت وفي الحديث سعى بجوارحه تجاهها.
قال ابن العثيمين في تعليقه على البخاري :
فيه دليل على أن من همَّ بالشيء وقام بالعمل ولم يدركه يكتب له ما يكتب للعامل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
: 14- فيه أن قتل النفس بغير حق من الكبائر بل ثبت أنها من السبع الموبقات.
15- فيه النهي عن القتال في الفتنة قاله الإمام أبو داود صاحب السنن.
16- ” حديث أبى بكرة لا يراد به الإلزام والحتم بالنار لكل قاتل ومقتول من المسلمين، لأنه (صلى الله عليه وسلم) سماهما مسلمين وإن التقيا بسيفيهما وقتل أحدهما صاحبه، ولم يخرجهما بذلك من الإسلام، وإنما يستحقان النار إن أنفذ الله عليهما الوعيد، ثم يخرجهما من النار بما فى قلوبهما من الإيمان وعلى هذا مضى السلف الصالح”. قاله ابن بطال في شرحه.
17 – قال القسطلاني في شرح البخاري 1/117 :
(فالقاتل والمقتول في النار) إذا كان القاتل منهما بغير تأويل سائغ أما إذا كانا صحابيين فأمرهما عن اجتهاد وظن لإصلاح الدين فالمصيب منهما له أجران والمخطئ أجر، وإنما حمل أبو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيهما حسمًا للمادة، وقد رجع الأحنف عن رأي أبي بكرة في ذلك وشهد مع علي باقي حروبه، ولا يقال إن قوله فالقاتل والمقتول في النار يشعر بمذهب المعتزلة القائلين بوجوب العقاب للعاصي، لأن المعنى أنهما يستحقان وقد يعفى عنهما أو واحد منهما فلا يدخلان النار كما قال تعالى: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93] أي جزاؤه وليس بلازم أن يجازى.
18 – قال ابن عثيمين :
في هذا الحديث يكون كل واحد منهما معتد على الآخر ، يريد أن يأخذ ماله أو يأخذ نفسه أو ما أشبه ذلك فهو معتدي، وهذان كل واحد منهما يريد الاعتداء على الآخر ، أما ما شجر بين الصحابة فإنه عن تأويل واجتهاد
19 – قال ابن تيمية: (السنة والإجماع متفقان على أن الصائل المسلم إذا لم يندفع صوله إلا بالقتل قتل … ) مجموع الفتاوى 28/ 540.
20- “في الباب من الفوائد أيضا الإصلاح بين الناس استدلالا بالآية والحديث الذي ذكرناه أعلاه في سبب نزولها”.
21 – قوله (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المُبَارَكِ) تابعه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ كما عند البخاري 7083، وتابعه سليمان بن حرب كما عند البخاري 7083 تابعه مؤمل علقه البخاري في صحيحه 7083 تابعه أبو كامل الجحدري 2888 كما عند مسلم 2888 وأبي داود 4268 تابعه أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ كما عند مسلم 2888
22- قوله (حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ) تابعه معمر عن أيوب وحده علقه البخاري في صحيحه 7083 ووصله مسلم في صحيحه 2888 ولم يسق لفظه وأحال على حديث حماد وظاهره عنده أنه عن أيوب ويونس
23- قوله (عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ) تابعه في المرفوع كل من عبد العزيز بن أبي بكرة علقه البخاري في صحيحه 7083 ، ورِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ كما عند مسلم 2888وابن ماجه 3965
24 – تنبيه : ابن حجر ذكر اختلاف الروايات لصحيح البخاري في جمع هذا الباب مع الباب السابق . وكذلك خلافها في إسقاط حديث أبي بكرة ( الفتح )
===
===.