17 .18 رياح المسك العطرة بمشاركات الأصحاب المباركة على صحيح البخاري
مجموعة أبي صالح حازم وأحمد بن علي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
بإشراف سيف بن محمد بن دورة الكعبي
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
——-‘——-‘——-‘
قال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان من صحيحه:
بَابٌ: عَلاَمَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ
17 – حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ»
باب
18 – حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: «بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ [ص:13]، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ» فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ
———–‘———‘———‘
فوائد الباب:
1- قوله ( باب علامة الإيمان) أي شرح منه رحمه الله لمعنى آية أي علامة وهو تفسير أبي عبيدة معمر بن المثنى كما في مجاز القرآن.
2- حديث أنس رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وأورده الألباني في الصحيحة 668.
3- وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وأخرجه ابن ماجه مختصرا جدا.
4- هذه العلامة للمهاجرين من باب أولى لأنهم جمعوا بين الهجرة والنصرة.
5- قوله (آيَةُ الإِيمَانِ) أي علامته ودلالته قاله ابن الملقن وكما قاله البخاري في الترجمة أعلاه.
6- الحث عَلَى حب الأنصار، وبيان فضلهم لما كان منهم من مناصحتهم لله تعالى ولرسوله وللمهاجرين وسائر المسلمين، وإعزازهم للدين، وإيثارهم به على أنفسهم وغير ذَلِكَ” قاله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن.
7- وجه الدلالة فيه أن ” مجرد التصديق بالقلب لا يكفي حتى تنصب عليه علامة من الأعمال الظاهرة التي هي مؤازرة الأنصار ومواددتهم”. قاله القسطلاني كما في إرشاد الساري.
8- قوله ( آية الإيمان حب الأنصار) وعند مسلم والنسائي في السنن الكبرى من طريق عبد الرحمن بن مهدي وكذا عند الطيالسي في مسنده ” آية المؤمن حب الأنصار”
9- قوله ( سمعت أنسا) هو ابن مالك رضي الله عنه صرح به البخاري في الرواية الأخرى
10- عن البَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ» متفق عليه وهو من أدلة فضائل الأنصار رضي الله عنهم والترهيب من بغضهم رضي الله عنهم.
11 – قال القاضي عياض في إكمال المعلم 1/334 :
لأن من عرف حق الأنصار، ومكانهم من الدين، ومبادرتهم إلى نصره وإظهاره، وقتال كافة الناس دونه وذبهم عن النبى صلى الله عليه وسلم [ونصرهم إياه] حبهم ضرورة بحكم صحة إيمانه، وحبه الإسلام وأهله، وعظموا فى نفسه بمقدار عظم الإسلام فى قلبه، ومن كان منافق السريرة غير مسرور بما كان منهم ولا محب فى إظهارهم الإيمان ونصره، أبغضهم لا شك لذلك؛ وكذلك من حقق مكان على من النبى صلى الله عليه وسلم وحبه له وغناه فى الإسلام وسوابقه، أحبه إن كان مؤمنا محبا فى النبى وآله، وإن كان بخلاف ذلك أبغضه بفضل بغضه للنبى صلى الله عليه وسلم [وأهل ملته، ومثل هذا قوله صلى الله عليه وسلم] فى الحديث الآخر فى الصحابة: ” فبحبى أحبهم، وببغضى أبغضهم ” . اهــ
قلت سيف :
رواه أبو يعلى وفيه كريد بن رواحة وهو ضعيف .
وذكره الألباني في الصحيحة 991
وهو في مستخرج أبي نعيم من طريقين عن شعبة سمعت عدي بن ثابت يقول عن البراء به وقال : وإسناد الطريق الأولى ضعيف . رواه مسلم عن أبي خيثمة وعبيد الله بن معاذ عن معاذ بن معاذ عن شعبة انتهى
لفظ مسلم لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله . فمحتمل يكون محفوظ باللفظين
فيكون حديث أبي نعيم على شرط المتمم على الذيل على الصحيح قسم الزيادات على الصحيحين.
وورد من مرسل الحسن كما في فضائل الصحابة لأحمد
وورد عن أبي هريرة أخرجه الطبراني وقال الهيثمي رجاله ثقات . لكن أحمد بن حاتم لم يتميز لي فهم خمسة لكن الآن نبقى مع الهيثمي وإقرار الألباني
فصار على شرط المتمم على الذيل على الصحيح المسند
12- ” وأما حديث عبادة فإنما ذكره فى الباب؛ لأن الأنصار لهم من السبق إلى الإسلام بمبايعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ما استحقوا به هذه الفضيلة، وهذه أول بيعة عقدت على الإسلام، وهو بيعة العقبة الأولى بمكة، ولم يشهدها غير اثنى عشر رجلا من الأنصار، ذكر ذلك ابن إسحاق. وكذلك قال عبادة: وحوله عصابة من أصحابه -، مع أن المهاجرين بمكة قد كانوا أسلموا ولم يبايعوا مثل هذه البيعة، فصح أن الأنصار المبتدئون بالبيعة على إعلان توحيد الله وشريعته حتى يموتوا على ذلك؛ فحبهم علامة الإيمان” قاله ابن بطال في شرحه.
13- قوله (وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ) ، قال ابن السكن: حب جميعهم وبغض جميعهم؛ لأن ذلك إنما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ البغض له فليس داخلًا في ذلك. نقله الحافظ ابن حجر ثم قال: وهو تفسير حسن.
وليس مقصود الأئمة جواز بغض بعضهم إنما من اشتبه عليه أمر فأبغض بعضهم بتأويل فلا يدخل في النفاق.
قال صاحب المفهم : وأما الحروب الواقعة بينهم فإن وقع من بعضهم بغض لبعض فذاك من غير هذه الجهة بل للأمر الطارئ الذي اقتضى المخالفة . لذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام : للمصيب أجران وللمخطئ أجر واحد . نقله ابن حجر في الفتح
14 – قال العثيمين في تعليقه على البخاري:
فيه دليل على أن الإيمان له علامة والنفاق له علامة.
حب الأنصار من الإيمان وعلى رأسهم الأنصار الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم هناك أنصار كثيرون حتى في الأمم السابقة مثل الحواريون حين قالوا نحن أنصار الله. اهــ
15 – قال الأثيوبي في ذخيرة العقبى 37/335 :
فوائده:
(منها): أن الشخص إذا أحب الإنصار دلّ عَلَى أنه مؤمنٌ، كما نصّ عليه النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والعكس بالعكس.
(ومنها): ما قاله الحافظ ابن رَجَب رحمه الله تعالى: هَذَا المعنى يرجع إلى ما تقدّم منْ أن منْ أحبّ المرء لا يحبه إلا لله منْ علامات الإيمان، وأن الحبّ فِي الله منْ أوثق. عُرى الإيمان، وأنه أفضل الإيمان، فالأنصار نصروا الله تعالى، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، فمحبّتهم منْ تمام محبّة الله تعالى، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ: فمحبّة أولياء الله تعالى، وأحبابه عمومًا منْ الإيمان، وهي منْ أعلى مراتبه، وبغضهم محرّم، فهو منْ خصال النفاق؛ لأنه مما لا يتظاهر به غالبًا، ومن تظاهر به فقد تظاهر بنفاقه، فهو شرّ ممن كتمه، وأخفاه، ومن كَانَ له مزيّة فِي الدين لصحبته النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، أو لقرابته، أو نصرته، فله مزيد خصوصيّة فِي محبّته وبغضه، ومن كَانَ منْ أهل السوابق فِي الإسلام، كالمهاجرين الأولين، فهو أعظم حقًّا، مثل عليّ -رضي الله عنه-، وَقَدْ رُوي أن المنافقين إنما كانوا يُعرفون ببغض عليّ -رضي الله عنه-، ومن هو أفضل منْ عليّ، كأبي بكر، وعمر رضي الله تعالى عنهما، فهو أولى بذلك، ولذلك قيل: إن حبهما منْ فرائض الدين. وقيل: إنه يرجى عَلَى حبّهما ما يُرجى عَلَى التوحيد منْ الأجر. انتهى “شرح البخاريّ لابن رَجَب” رحمه الله تعالى 1/ 64 – 66.
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في “منهاج السنة” 4/40: السادس أن في الصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: “آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار”، وقال: “لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر”، فكان معرفة المنافقين في لحنهم ببغض الأنصار أولى، فإن هذه الأحاديث أصح مما يُروى عن عليّ أنه قال: لعهد النبي الأمي إلي: أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، فإن هذا من أفراد مسلم، وقد انتقد الدارقطني في “التتبع” ص 427 مسلماً لإخراجه هذا الحديث فقال: وأخرج مسلم حديث عدي بن ثابت: “والذي فلق الحبة … ” ولم يخرجه البخاري.
بخلافِ أحاديث الأنصار، فإنها مما اتفق عليه أهل الصحيح كلهم البخاري وغيره، وأهلُ العلم يعلمون يقيناً أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله، وحديث علي قد شك فيه بعضهم.
وقال الإمام الذهبي في “السير” 17/169: وقد جمعت طرقَ حديث الطير في جزء، وطرق حديث: “من كنت مولاه فعلى مولاه” وهو أصح، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن على قال: إنه لعهد النبي الأمي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي: “إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق” وهذا أشكلُ الثلاثة، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم.
قال محققو المسند بعد أن نقلوا كلام ابن تيمية والذهبي : وقد رد بعضهم هذا الإشكال، فقال: المراد: لا يحبك الحب الشرعي المعتدّ به عند الله تعالى، أما الحب المتضمن لتلك البلايا والمصائب، فلا عبرة به، بل هو وَبَال على صاحبه كما أحبتِ النصارى المسيح.
16- “الأنصار لقب إسلامي، سموا بذلك لنصرتهم النبي – صلى الله عليه وسلم – وهم ولد الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة” قاله ابن الملقن في التوضيح شرح الجامع الصحيح.
وكلمة الأنصار في نفسها تدل أن من أبغضهم لم يبغضهم إلا من حيث معنى النصرة.
17 – بوب أصحاب نضرة النعيم : الأحاديث الواردة في ذمّ (النفاق)
——–
فوائد حديث عبادة :
18- قوله ( بايعوني) زاد البخاري في رواية ” تعالوا بايعوني”
19- قوله (وهو أحد النقباء ليلة العقبة) وعند مسلم في رواية ” إِنِّي لَمِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم” فثبت أنه صرح بذلك رضي الله عنه
– قال العثيمين :
• المبايعة هي المصافحة لأنها مأخوذة من الباع وهو الذراع ، وكانت العادة أنهم يبايعون بمد اليد، كما قال الله تعالى : ” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم .
هذه البيعة تسمى بيعة النساء لأن الله تعالى قال: “يا آيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن … ” انتهى
يعني كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ على الرجال كما أخذ على النساء مع تأويل ما يخص الافتراء ما بين أيديهم وأرجلهم. راجع الفتح
20 – ورجح ابن حجر تعدد البيعة وأن عبادة بايع عدة مرات لأن في حديثه أن الحدود كفارة في قوله صلى الله عليه وسلم ( فهو كفارة له ) أما حديث أبي هريرة ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أدري الحدود كفارة أم لا . وأبو هريرة متأخر الإسلام وذكر توجيهات منها لعل أبا هريرة سمعه من صحابي متقدم ورده بأن أبا هريرة قال سمعت .
أخرج الإمام أحمد في مسنده
22700 – حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ الْوَلِيدِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ، قَالَ: ” بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الْحَرْبِ، وَكَانَ عُبَادَةُ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوا فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ،: فِي السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَلَا نُنَازِعُ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ”
حديث عبادة الذي ذكر ( بَيْعَةَ الْحَرْبِ )
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 22700 من طريق إبراهيم بن سعد عن ابن إسحق به
تابعه ابن هشام قال قال ابن إسحق فذكره كما في السيرة له.
تابعه سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحق فذكره أخرجه الطبري في تاريخه ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد والاستذكار
تابعه يونس – هو ابن بكير- عن ابن إسحق به أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/452
تابعه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ به أخرجه النسائي في السنن الصغرى 4152 وابن ماجه 2866 وزاد ابن ماجه فيمن تابع ” عُبَيْد اللَّهِ بْن عُمَرَ وَابْن عَجْلَان” ولم يذكرا جملة ” بيعة الحرب” فكأنهما أوردا المتن من غير طريق ابن إسحق
تابعه جرير عن ابن إسحق به أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1031 ولم يذكر لفظه وإنما أحال على الإسناد قبله وقال ” نحوه” ولم يقل ” مثله”
وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحق
قال الحافظ ابن رجب في الفتح له:
وتكون سميت هذه البيعة الثانية، بيعة الحرب، لأن فيها البيعة على منع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك يقتضي القتال دونه، فهذا هو المراد بالحرب وقد شهد عبادة البيعتين معا
قال الحافظ ابن حجر في انتقاض الاعتراض:
وهذا ظاهر في اتحاد البيعتين لكن فيه وهم، وسيأتي في كتاب الأحكام من وجه آخر عن يحيى بن سعيد على الصواب ليس فيه ذكر بيعة النّساء والحرب
قال في الفتح بعد أن ضعف الأحاديث التي ظاهرها اتحاد البيعتين : والصواب أن بيعة الحرب بعد بيعة العقبة؛ لأن الحرب إنما شرع بعد الهجرة ….. وقد اشتملت روايته على ثلاث بيعات : بيعة العقبة وقد صرح أنها قبل أن يفرض الحرب في رواية الصنابحي عن عبادة عند أحمد . والثانية بيعة الحرب وسيأتي في الجهاد أنها كانت على عدم الفرار . والثالثة بيعة النساء أي التي وقعت على نظير بيعة النساء. والراجح أن التصريح بذلك وهم من بعض الرواة .
أما ما وقع في الصحيحين من طريق الصنابحي عن عبادة قال : إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا . الحديث فظاهر هذا اتحاد البيعتين . ولكن المراد ما قررته أن قوله : إني من النقباء الذين بايعوا – أي ليلة العقبة – على الإيواء والنصرة . وما يتعلق بذلك ثم قال : بايعناه إلخ . أي في وقت آخر. ويشير إلى ذلك الإتيان بواو العاطفة في قوله : وقال بايعناه
21 – تنبيه : حديث أبي هريرة لا أدري الحدود كفارة ولا أدري تبع نبي أو لا رجح البخاري المرسل وكذلك ابن حجر نقل عن الدارقطني ترجيح المرسل ورده ابن حجر بأن راوي الوجه المتصل متابع لكن لعل ابن حجر لم يقف على ترجيح البخاري للمرسل.
22 – قوله (وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ ) وفي رواية عند مسلم ” وَلَا يَعْضَهَ بَعْضُنَا بَعْضًا ” قال أبو سليمان الخطابي بَهَتَ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ يَبْهَتُ بَهْتًا وَبُهْتَان ، وَهُوَ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيْهِ الْكَذِبَ الَّذِي يُبْهِتُ مِنْ شِدَّةِ نُكْرِه وَيَتَحَيَّرُ فِيهِ، فَيَبْقَى مَبْهُوتًا.نقله البغوي في شرح السنة.
23- فيه البَيْعَةُ عَلَى تَرْكِ عِصْيَانِ الإِمَامِ. قاله النسائي
24 – قوله ( ولا تعصوا في معروف) وعند البخاري في رواية ” ولا تعصوني في معروف”
25 – قال ابن عثيمين :
قوله (ولا تعصوني في معروف): هذا القيد يسمى عند العلماء القيد الكاشف ، أي الصفة الكاشفة المبينة للواقع والحال، فلا يظن الظان أن لها مفهوما وهو: (واعصوني في المنكر) ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يأمر بالمنكر .
ونظير هذا قوله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ” فهل معناه إذا دعاكم لما لا يحييكم فلا تجيبوه؟
لا. ولكنها لبيان الواقع والحال وهو أنه لا يدعوكم إلا لما يحييكم.
ونظيره كذلك قوله تعالى : ” يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ” فلا مفهوم لها أن لا تعبدوا ربكم الذي لم يخلقكم.
26 – وزاد البخاري من طريق سفيان بن عيينة ” وقرأ آية النساء” قلت وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) من سورة الممتحنة
27- قوله (فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) وفي رواية عند مسلم ” فَالْجَنَّةُ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ”.
28- قوله (وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا) كَانَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ مِنَ الْكَفَّارَةِ وَمِنَ السَّتْرِ الَّذِي قَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ الْعَفْوُ , إِنَّمَا يَرْجِعُ عَلَى مَا سِوَى الشِّرْكِ؛ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] قاله الطحاوي في شرح مشكل الآثار ، فالآية توضح أن الشرك المخرج من الملة مستثنى.
29- قوله(فمن أصاب من ذلك شيئًا فعوقب فى الدنيا فهو كفارة)- لفظه لفظ العموم، والمراد به الخصوص، لأنا قد علمنا أن من أشرك فعوقب بشركه فى الدنيا فليس ذلك بكفارة له، فدل أنه أراد بقوله: فمن أصاب من ذلك شيئًا – ما سوى الشرك، ومثله فى القرآن كثير كقوله تعالى: (تُدَمِّرُ كُلَّ شَىْءٍ)، [الأحقاف: 25] ) (وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ )، [النمل: 23] ومعلوم أنها لم تدمر السموات والأرض ولا جميع الأشياء ولا دمرت مساكنهم” قاله ابن بطال
وبنحوه نقل ابن حجر عن النووي وأعتبره هو الصواب.
30- قَالَ الإِمَامُ البغوي رَحِمَهُ اللَّهُ كما في شرح السنة له :” اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَخْرُجُ عَنِ الإِيمَانِ بِارْتِكَابِ شَيْءٍ مِنَ الْكَبَائِرِ إِذَا لَمْ يَعْتَقِدْ إِبَاحَتَهَا، وَإِذَا عَمِلَ شَيْئًا مِنْهَا، فَمَاتَ قَبْلَ التَّوْبَةِ، لَا يُخَلَّدُ فِي النَّارِ، كَمَا جَاءَ بِهِ الْحَدِيثُ، بَلْ هُوَ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ بِقَدْرِ ذُنُوبِهِ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فِي الْبَيْعَةِ.
اخْتَلَفُوا فِي تَرْكِ الصَّلاةِ الْمَفْرُوضَةِ عَمْدًا، فَكَفَّرَهُ بَعْضُهُمْ، وَلَمْ يُكَفِّرْهُ الآخَرُونَ”.
31 – قوله ( فهو كفارة له ) وزاد البخاري من طريق معمر ” وطهور” فيه الحدود كفارة قاله البخاري.
32 – قال ابن عثيمين : قوله في الحديث (عوقب في الدنيا) يعم العقوبة البدنية التي من فعل الخلق كالحدود والتعزيرات ، وكذلك العقوبة القلبية ، أو العقوبة البدنية التي من الله ، قال الله تعالى: ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير” .
• فيه دليل على أن فاعل المعاصي قد يُستر وقد يُكشف ، وهو ظاهر. اهــ
33 – قوله ( ثم ستره الله فهو إلى الله) وفي رواية عند البخاري ” فأمره إلى الله”.
34 – وقوله ( وإن شاء عاقبه) وفي رواية عند البخاري ” وإن شاء عذبه”.
35 – قوله (فبايعناه على ذلك) وفي رواية عند البخاري ” فبايعته على ذلك” فاستحقوا المحبة التي يكمل بها إيمان المؤمن.
فبذلك يكون الحديث تابعا للباب السابق باب علامة الإيمان حب الأنصار. وإنما بوب البخاري عليه ( باب ) دون ترجمة كالفصل بين الحديثين خاصة أن حديث عبادة تعلقه بباب علامة الإيمان حب الأنصار بالاستنباط .
قال ابن حجر : ووجه التعلق أنه لما ذكر الأنصار في الحديث الأول أشار في هذا إلى إبتداء السبب في تلقيبهم بالأنصار ؛ لأن أول ذلك كان ليلة العقبة ….. ثم إن في متنه ما يتعلق بمباحث الإيمان من وجهين آخرين : أحدهما أن اجتناب المناهي من الإيمان كامتثال الأوامر. وثانيهما أنه تضمن الرد على من يقول : إن مرتكب الكبيرة كافر أو مخلد في النار .
36 – ذكر ابن حجر عن بعض العلماء أن معنى ( فعوقب به ) أعم من الحد . وقالوا إن عقوبته رادع لغيره لأن المقتول لم يصل إليه حق . ثم قال بل وصل إليه حق وهو أن القتل محاء الخطايا كما ورد في الخبر وحسنه الألباني وقال محققو المسند فيه ابوالمثنى مجهول .
لكن ورد عن عائشة مرفوعأ وكذلك ورد من أثر ابن مسعود . انتهى من الفتح باختصار
فيحمل حديث : سل هذا فيما قتلني على من لم يقم عليه القصاص.
أو يأتي بالقاتل ثم يعفو الله عنه بسبب القصاص في الدنيا أو التوبة
37 – فيه إثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى.
38 – فضائل الأنصار سبق وأن ذكرناها في الصحيح المسند برقم 1284 وفي صحيح مسلم 4687 بتوسع.
39 – قوله في حديث أنس (حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ) هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، تابعه مسلم بن إبراهيم هو الفراهيدي عند البخاري 3784 تابعه عبد الرحمن بن مهدي كما عند مسلم 74 والنسائي في السنن الكبرى 8331 تابعه خالد بن الحارث كما عند مسلم 74 والنسائي في السنن الصغرى 5019تابعه عفان كما عند أحمد في مسنده 13607 تابعه محمد بن جعفر كما عند أحمد 12316 تابعه بهز كما عند أحمد في مسنده 12369 تابعه أبو داود الطيالسي كما في مسنده 2101.
40- قوله (أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْر) وعند أحمد في رواية ” حدثني عبد الله”.
41 – قوله في حديث عبادة ( أخبرنا شعيب) تابعه ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ كما عند البخاري 3892 تابعه سفيان بن عيينة كما عند البخاري 4894 و 6784 ومسلم 1709 تابعه معمر كما عند البخاري 6801 و 7468 ومسلم 1709 والنسائي 4178 تابعه يونس كما عند البخاري معلقا 7213 قال قال الليث فذكره ووصله مسلم 1709 تابعه صالح بن كيسان كما عند النسائي 4161.
42 – قوله (أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) تابعه الصنابحي كما عند البخاري 3893 و 6873 تابعه أبو الأشعث الصنعاني كما عند مسلم 1709 وابن ماجه 2603