: باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة
ويذكر عن عبد الله بن عمرو: «نفخ النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده في كسوف
1213 – حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد، فتغيظ على أهـل المسجد، وقال: ” إن الله قبل أحدكم، فإذا كان في ص?ته ف? يبزقن – أو قال: ? يتنخمن – ” ثم نزل فحتها بيده وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «إذا بزق أحدكم فليبزق على يساره.
1214 – حدثنا محمد، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان في الص?ة، فإنه يناجي ربه، ف? يبزقن بين يديه، و? عن يمينه ولكن عن شماله تحت قدمه اليسرى.
(1214)
قال الشيخ العثيمين في شرح الواسطية:
يستفاد من هذا الحديث: أن الله تبارك وتعالى أمام وجه المصلي، ولكن يجب أن نعلم أن الذي قال: إنه أمام وجه المصلي، هو الذي قال: إنه في السماء، ولا تناقض في كلامه هذا وهذا؛ إذ يمكن الجمع من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن الشرع جمع بينهما، ولا يجمع بين متناقضين.
الوجه الثاني: أنه يمكن أن يكون الشيء عاليًا، وهو قِبَل وجهك؛ فها هو الرجل يستقبل الشمس أول النهار، فتكون أمامه، وهي في السماء، ويستقبلها في آخر النهار، تكون أمامه، وهي في السماء، فإذا كان هذا ممكنًا في المخلوق، ففي الخالق من باب أولى بلا شك.
الوجه الثالث: هب أن هذا ممتنع في المخلوق؛ فإنه لا يمتنع في الخالق، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته.
يستفاد من هذا الحديث من الناحية المسلكية وجوب الأدب مع الله عزَّ وجلَّ ويستفاد أنه متى آمن المصلي بذلك فإنه يحدث له خشوعًا وهيبة من الله عزَّ وجلَّ.
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الواسطية:
قال (وَقَوْلُهُ عليه الصلاة والسلام: “إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ؛ فَلاَ يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ؛ فَإِنَّ اللهَ قِبَلَ وَجْهِهِ “)
هذا فيه إثبات صفتين لله جل وعلا بل عدة صفات لكن يُستَدَل به على صفتين:
أما الصفة الأولى فهي صفة قرب الله جل وعلا من خلقه يعني من عباده المؤمنين أهل الصلاة وإحاطته جل وعلا بخلقه.
وأما القرب سيأتي الكلام عليه، وأما الإحاطة فإنه جل وعلا محيط بكل شيء وإحاطته جل وعلا بكل شيء جاءت في عدة آيات وفي أحاديث كثيرة …