الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم –
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
ألقاه الأخ : سيف الكعبي
بالتعاون مع الأخوة في مجموعات السلام والمدارسة والتخريج رقم 1
من عنده تعقيب أو تنبيه فليفدنا
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
( 24 باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء )
2202 عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم * ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر
الفوائد :
– فيه توحيد رب العزة بإرجاع الأمور إليه سبحانه ومنها شفاء الأمراض.
– اللجوء لله والتوكل عليه والثقة به سبحانه؛ فإنه هو وحده الشافي للأمراض الظاهرة والباطنة.
-الدعاء من الأسباب التي أمرنا الله عزوجل بتحصيلها؛ بل هو أعظم الأسباب.
– تكرار الدعاء ومنه حديث أبي هريرة مرفوعا ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول، قد دعوت، فلم يستجب لي )، أخرجه البخاري، كما أن المريض يكرر الدواء؛ بل الدعاء أولى ؛ لأنه في أجر وعلى خير.
-نعمة الصحة وسؤال الله عز وجل المعافاة. – نصيحة العليل باللجوء لله والإستعاذة من الشيطان.
-ورد عند الإمام مالك في الموطأ بسند صحيح زيادة( ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم ) ففيه وصية الأهل والغير بالخير.
-الدعاء بدفع الضر؛ وهو سنة الأنبياء؛ ومنه قول أيوب عليه الصلاة والسلام( وأيوب إذ نادى ربه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين )، والدعاء بحفظ الأبناء ودفع البلاء ومنه قول يعقوب عليه الصلاة والسلام( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ).
– وورد كذلك بأن؛ توضع اليمين على مكان الشكوى، ويمسح بها سبع مرات مع قول:
” أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد ” في كل مسحة.
أخرجه أبوداود 3885 وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
– فضيلة البسملة.
– هذا الذكر من السنن المهجورة.
– إثبات أسماء وصفات لله عزوجل .
– مسألة :دعاء الصفة؛
الأحوال ثلاثة : 1_دعاء الصفة : لا يجوز لأن الدعاء عبادة والعبادة لا تصرف إلا لله سبحانه . 2_التوسل إلى الله بصفاته أو بصفة منها : مشروع كما وردت به السنة وأدعية السلف. 3_الحلف بها : جائزة ؛ لأنه من باب التعظيم لله – سبحانه –
ويجب معرفة الفرق بين باب الدعاء وباب الحلف فإن باب الدعاء مبناه على الإفتقار والمذلة التي تقوم بالداعي وأنه لا يدعو إلا من يقدر على الإجابة الذي يملك الضر والنفع وهذا لا يملكه إلا الله تعالى فلا يفتقر إلا إليه ولا يملك النفع والضر إلا هو سبحانه وتعالى فمن هذا الباب لم يجز الدعاء إلا لله تعالى . وأما باب الحلف فمبناه على التعظيم فلا تحلف إلا بمعظم والله وصفاته كلها عظيمة فمن هذا الباب جاز الحلف بالصفة والله سبحانه وتعالى عظيم في ذاته عظيم في صفاته عظيم في أفعاله هذا الجواب الأول . ويقال ثانيًا: أنه قد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف ببعض الصفات كقوله :” والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا المقتول في أي شيء قتل” والأحاديث في ذلك كثيرة لكن لم يرد قط انه دعا صفة من الصفات وباب العبادة باب مبناه على الحظر.
وذَكَرَ سماحةُ الشيخِ ابنُ بازٍ: ” أنّ دعاءَ الصّفةِ لا يجوز قولاً واحدًا لأهل ِالسُّنَّةِ»،
أما كيف نجمع بين هذا الكلامِ وحديثِ النّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وسَلَّم: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ” .
فيُوجَد فرقٌ بين دعاءِ الصّفةِ والدّعاءِ بالصّفةِ: والمرادُ مِن دعاءِ الصّفةِ أن تكونَ الصّفةُ المدعوُّ بها تقتضي شيئًا منفصِلاً ومستقِلاًّ عنِ الذّاتِ الإلهيّةِ تسمع الدّعاءَ وتجيب ُمِثْلَ أن يقولَ: «يا رحمةَ اللهِ ارحميني»، «يا عزّةَ اللهِ أَعِزّيني»، «ياقوّةَ اللهِ قَوّيني” ونحوِ ذلك ممّا لم يَرِدْ قطُّ في الأدعيةِ المأثورةِ، فمَنِ اعتقد أنّ الصّفةَ المنفصِلةَ عنِ الموصوفِ تغفر وترحم وتُغْني وتُقَوِّي. فقد جعل الصّفةَ إلهًا معبودًا، وهذاكفرٌ باتّفاقِ العلماءِ، ذلك لأنّ صفاتِ اللهِ تعالى ملازِمةٌ لذاتِه لا تنفكّ عنه، فهو سبحانه إلهٌ واحدٌ بجميعِ صفاتِه، وأسماؤُه وصفاتُه داخلةٌ في اسمه«الله»، ولا يجوز أن يُطْلَقَ على الصّفةِ بأنّها إلهٌ أو خالقٌ أو رزّاقٌ ونحوُذلك، وقد نقل ابنُ تيميّةَ -رحمه الله- اتّفاقَ العلماءِ على أنّ دعاءَ صفاتِه وكلماتِه كفرٌ حيث قال: « وأمّا دعاءُ صفاتِه وكلماتِه فكفرٌ باتّفاقِ المسلمين،فهل يقول مسلمٌ: يا كلامَ اللهِ اغفِرْ لي وارحمْني وأَغِثْني أو أَعِنِّي، أو ياعِلْمَ اللهِ أو يا قدرةَ اللهِ أو يا عزّةَ اللهِ، أو يا عظمةَ اللهِ ونحوَ ذلك؟».
وهذا الذي عناه الشّيخُ ابنُ بازٍ -رحمه اللهُ- بتقريرِالإجماعِ على عدمِ مشروعيّةِ دعاءِ الصّفةِ. وأمّا الدّعاءُ بالصّفةِ أو مسألةُ اللهِ بأسمائِه وصفاتِه فمشروعٌ، وهو مِنْ قَبِيلِ التّوسّلِ المشروعِ، وقد ثبت مِن مأثورِ الأدعيةِ ما يدلّ على جوازِ التّوسّلِ إلى اللهِ تعالى بصفةِ الرّحمةِ، كما ذُكِرَ في السّؤالِ حديثُ: «بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ومعناه: «أسألك يا اللهُ برحمتِك»، وكذلك الاستعاذةُ بالصّفةِ مِثْلَ: قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَعُوذُ ُبِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» أو قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِه ِمِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» أو قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنْكَ»أو الاستخارةُ بالصّفةِ مِثْلَ: قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ». فإذا تقرّر الفرقُ بين الدّعاءَيْنِ فلا تَعارُضَ بين القولَيْنِ لإمكانِ حملِ كلِّ واحدٍ منهما على معناه الصّحيحِ الموافقِ له. والعلمُ عند الله تعالى،
هذا ما قرره شيخ الإسلام وابن باز وابن عثيمين وصالح آل الشيخ وغيرهم
قال شيخ الإسلام:” والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة وكما أن القسم بصفاته قسم به في الحقيقة، ففي الحديث أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، وفيه أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، ولهذا استدل الأئمة فيما استدلوا على أن كلام الله غير مخلوق بقوله :أعوذ بكلمات الله التامة، قالوا :والاستعاذة لا تصلح بالمخلوق، وكذلك القسم قد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت، وفى لفظ من حلف بغير الله فقد أشرك رواه الترمذي وصححه، ثم قد ثبت في الصحيح الحلف بعزة الله و لعمر الله ونحو ذلك مما اتفق المسلمون على أنه ليس من الحلف بغير الله الذي نهى عنه” [مجموع الفتاوى 1/111-112].
تنبيه :
في شرح الدر النضيد : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم كثيراً بربه جل في علاه، إما بذاته وإما بأسمائه وصفاته وإما بأفعاله، فكان يقول: (والذي نفسي بيده) وهذا قسم بالذات.
وكان صلى الله عليه وسلم يقسم ويقول: (لا ومقلب القلوب) وهذا قسم بأفعال الله.
————————-
( 25 باب التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة )
2203 عن عثمان بن أبي العاص أنه؛ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال * يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
الفوائد :
– عدم جواز التفل للقبلة؛ وفيه أحاديث.
– هذا الذكر من السنن المهجورة.
– ورد في دلائل النبوة للبيهقي رواية( يا شيطان أخرج من عثمان ) وراجع الصحيحة 2918 حيث رد الشيخ الألباني على الذين أنكروا تلبس الجني بالأنسي؛ واستدل عليهم بهذه الرواية، وبقوله تعالى( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ).
– عظم منزلة الصلاة والإهتمام بما يصلحها؛ والخشوع فيها؛ ومنه حديث الخميصة ذات العلم( ألهتني عن صلاتي)بمعناه.
– الشيطان لا يفتر عن أذية بني آدم.
– للشيطان أعوان.
– ضعف الشيطان، وبركة التعوذ والدعاء؛ ومنه قوله تعالى( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) و( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ).
وقوله صلى الله عليه وسلم( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول :من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ).
وفي رواية( فليقل : آمنت بالله )
– تسمية الشياطين؛ ومنه؛( ولهان ) شيطان الوضوء وفيه حديث ضعيف، والأجدع، والحباب؛ وتحتاج بحث، ولا يجوز التسمي بأسماء الشياطين.
– الشيطان يجري من آدم مجرى الدم، ويتشكلون فمنهم حيات وغير ذلك ؛ ومنه قصة الشاب الذي طعن حيه بحربه فاضطربت عليه فقتلته، وحديث أبي هريرة وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( صدقك وهو كذوب).
-ذكر الله عزوجل دافع للشرور؛ وجالب للخيرات.
– الشيطان لا يقدر على ابن آدم إلا بالوسوسه؛ ومنه حديث( فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا )، أو بالتخويف؛ فلما عرض الشيطان على النبي صلى الله عليه وسلم بشهاب من نار، فخنقه النبي صلى الله عليه وسلم.
بل حتى شياطين الإنس ضعفاء أمام الحق؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حق الدجال( هو أهون على الله من ذلك ).
أما حديث(إذا تعثرت دابة أحدكم فلا يقل :تعس الشيطان… ) فليس فيه أن الشيطان هو الذي أعثرها؛ إنما فيه الإرشاد إلى عدم أعتقاد ذلك.( قرره الطحاوي في شرح مشكل الآثار ).
– الأفعال اليسيرة لمصلحة الصلاة جائزة، ولا تبطل الصلاة بها؛ خلافا لمن قال :أن الأمر بالتفل كان بعد الأنتهاء من الصلاة.
-تلبيس الشيطان على ابن آدم( وراجع كتاب تلبيس أبليس ).
– كره بعض الأئمة أمامة الموسوس والذي يصرع.
– التعوذ أثناء القراءة لا يفسد الصلاة لأنه ذكر؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لما عرض له الشيطان ( أعوذ بالله منك )، وحديث( ما مرَّ بآية فيها تسبيح إلا سبح… ) بمعناه.
– السهو في الصلاة من الشيطان؛ فيجب تعلم أحكام السهو.
– الوسوسة في الصلاة لا تبطلها؛ لكن يجب على الموسوس أن يجاهد نفسه لدفعها.
– أعظم علاج للوسوسة التعوذ والأذكار، والإعراض عنها فإنه متى أصغى إليها قادته للجنون، وكم من الموفقين أعرضوا عنها فلم يلبثوا إلا مدة فشافاهم الله عزوجل. فعليه أن يعتبر نفسه كالمجاهد قال تعالى( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )، وعليه أن يجد حلول عمليه فإن كان وسوسته في البول يرش إزاره، ويقنع نفسه أن ما يجده أثر بلل الماء. وإن كان وسوسته في الوضوء يحدد كمية من الماء في إناء ولا يزيد عليها. وإن كان وسوسته في الصلاة فإن كان مأموما فيتابع الإمام، وإن ابتلي بأن كان إماما فلا يزيد في الركعات إلا إذا نبهه الناس.
ومن العلاج قراءة القرآن والسور الطاردة للشياطين مثل؛ المعوذات والبقرة وآية الكرسي. والإبتعاد عن المعاصي والإقبال على الطاعات والإستقامة ومخالطة الأخيار وحضور الدروس. والإبتعاد عن الغضب ومنه حديث( إني أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )، ملازمة ذكر الله والإستغفار و كثرة السجود؛ لأن الشيطان يقول:( يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد… ) قال تعالى( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) وقال تعالى( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) وقال تعالى( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ) ومنه حديث ؛ إن زكريا عليه السلام قال لقومه 🙁 إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن – وذكر منها – : وآمركم أن تذكروا الله؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله )
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في منظومة منهج الحق:
فذكر إله العرش *** يزيل الشقا والهم عنك ويطرد
ويجلب للخيرات دنيا وآجلا ***وإن يأتك الوسواس يوما يشرد
ومنه الاستنثار عند الإستيقاظ ، وكف الصبيان عند أول الليل، وتغطية الآنية وإيكاء السقاء وإغلاق الباب مع ذكر إسم الله، وعدم النوم وفي اليد بقايا غمر أو طعام. وكل هذا وردت فيه أحاديث.
تنبيه : لابد للمسلم في لجوئه لله أن يكون حسن الظن به سبحانه؛ وأن يكون قوي الشكيمة كالجمل الأنف؛ لا ينقاد إلا للخير.
ويجب على المسلم أن لا يعتقد في هذه الوساوس أنه مسحور مقهور بالجن، فأغلب الحالات التي يعتقد الناس أن بهم سحر أو مس من الجن إنما هي وساوس، بل لو أتضح أنه مسحور أو به مس فيجب أن يضاعف لجوءه إلى ربه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا سحر. ويجب على المسلم أن لا يستهزئ بمن أبتلي بالوسواس، فقد يعاقبه رب العزة به.