الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم -الدرس28 –
المقام في مسجد الشيخة /سلامة
ألقاه : الأخ؛ سيف الكعبي
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
📒تابع / كتاب : الآداب
باَب الِاسْتِئْذَانِ
**عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ –رضي الله عنه- قال:
كُنْتُ جَالِسًا بِالْمَدِينَةِ فِي مَجْلِسِ الْأَنْصَارِ فَأَتَانَا أَبُو مُوسَى فَزِعًا أَوْ مَذْعُورًا قُلْنَا مَا شَأْنُكَ قَالَ إِنَّ عُمَرَ أَرْسَلَ إِلَيَّ أَنْ آتِيَهُ فَأَتَيْتُ بَابَهُ فَسَلَّمْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ فَرَجَعْتُ فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَقُلْتُ إِنِّي أَتَيْتُكَ فَسَلَّمْتُ عَلَى بَابِكَ ثَلَاثًا فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيَّ فَرَجَعْتُ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَلْيَرْجِعْ
فَقَالَ عُمَرُ أَقِمْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ وَإِلَّا أَوْجَعْتُكَ فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ لَا يَقُومُ مَعَهُ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ قُلْتُ أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ قَالَ فَاذْهَبْ بِهِ .
وعنه قال : كُنَّا فِي مَجْلِسٍ عِنْدَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَأَتَى أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ مُغْضَبًا حَتَّى وَقَفَ فَقَالَ أَنْشُدُكُمْ اللَّهَ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلَّا فَارْجِعْ
قَالَ أُبَيٌّ وَمَا ذَاكَ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمْسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي فَرَجَعْتُ ثُمَّ جِئْتُهُ الْيَوْمَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي جِئْتُ أَمْسِ فَسَلَّمْتُ ثَلَاثًا ثُمَّ انْصَرَفْتُ قَالَ قَدْ سَمِعْنَاكَ وَنَحْنُ حِينَئِذٍ عَلَى شُغْلٍ فَلَوْ مَا اسْتَأْذَنْتَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَكَ قَالَ اسْتَأْذَنْتُ كَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَوَاللَّهِ لَأُوجِعَنَّ ظَهْرَكَ وَبَطْنَكَ أَوْ لَتَأْتِيَنَّ بِمَنْ يَشْهَدُ لَكَ عَلَى هَذَا فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَوَاللَّهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَحْدَثُنَا سِنًّا قُمْ يَا أَبَا سَعِيدٍ فَقُمْتُ حَتَّى أَتَيْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا
وفي لفظ آخر ؛ أَنَّ أَبَا مُوسَى أَتَى بَابَ عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ عُمَرُ وَاحِدَةٌ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ عُمَرُ ثِنْتَانِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ عُمَرُ ثَلَاثٌ ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَتْبَعَهُ فَرَدَّهُ فَقَالَ إِنْ كَانَ هَذَا شَيْئًا حَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَا وَإِلَّا فَلَأَجْعَلَنَّكَ عِظَةً قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَأَتَانَا فَقَالَ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ قَالَ فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ قَالَ فَقُلْتُ أَتَاكُمْ أَخُوكُمْ الْمُسْلِمُ قَدْ أُفْزِعَ تَضْحَكُونَ انْطَلِقْ فَأَنَا شَرِيكُكَ فِي هَذِهِ الْعُقُوبَةِ فَأَتَاهُ فَقَالَ هَذَا أَبُو سَعِيدٍ .
وعَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ أَبَا مُوسَى اسْتَأْذَنَ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا فَكَأَنَّهُ وَجَدَهُ مَشْغُولًا فَرَجَعَ فَقَالَ عُمَرُ أَلَمْ تَسْمَعْ صَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ائْذَنُوا لَهُ فَدُعِيَ لَهُ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ قَالَ إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا قَالَ لَتُقِيمَنَّ عَلَى هَذَا بَيِّنَةً أَوْ لَأَفْعَلَنَّ فَخَرَجَ فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا لَا يَشْهَدُ لَكَ عَلَى هَذَا إِلَّا أَصْغَرُنَا
فَقَامَ أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ كُنَّا نُؤْمَرُ بِهَذَا فَقَالَ عُمَرُ خَفِيَ عَلَيَّ هَذَا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْهَانِي عَنْهُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ .
وعن أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ هَذَا أَبُو مُوسَى السَّلَامُ عَلَيْكُمْ هَذَا الْأَشْعَرِيُّ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ رُدُّوا عَلَيَّ رُدُّوا عَلَيَّ فَجَاءَ فَقَالَ يَا أَبَا مُوسَى مَا رَدَّكَ كُنَّا فِي شُغْلٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلَّا فَارْجِعْ
قَالَ لَتَأْتِيَنِّي عَلَى هَذَا بِبَيِّنَةٍ وَإِلَّا فَعَلْتُ وَفَعَلْتُ فَذَهَبَ أَبُو مُوسَى قَالَ عُمَرُ إِنْ وَجَدَ بَيِّنَةً تَجِدُوهُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ عَشِيَّةً وَإِنْ لَمْ يَجِدْ بَيِّنَةً فَلَمْ تَجِدُوهُ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ بِالْعَشِيِّ وَجَدُوهُ قَالَ يَا أَبَا مُوسَى مَا تَقُولُ أَقَدْ وَجَدْتَ قَالَ نَعَمْ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَالَ عَدْلٌ قَالَ يَا أَبَا الطُّفَيْلِ مَا يَقُولُ هَذَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَلَا تَكُونَنَّ عَذَابًا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّمَا سَمِعْتُ شَيْئًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَثَبَّتَ.
📌الفوائد.
-مشروعية الإستئذان بالكتاب والسنة والإجماع .
-يجوز العمل بالقرائن ومعرفة أحوال الناس بها ومنه الإستخبار عن حال صاحبك إذا كانت هناك قرينة أنه مذعور.
-في الحديث رد على القائلين أن الذي بينك وبينه موعد أو أرسل إليك لتأتيه؛ أنه يشرع له أن يزيد على ثلاث .
-يحمل السلام ثلاثا في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم تكلم ثلاثًا وإذا سلم سلم ثلاثًا على حالة الإستئذان. وذكر له توجيهات أخرى.
-فيه أنه يستحب تقديم السلام على الإستئذان قال النووي : وصح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- حديثان في تقديم السلام ، قلت : أحدهما أخرجه النسائي ؛ أن رجلًا جاء فقال : أألج ، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- لجارية ، أخرجي وعلميه أن يقول : السلام عليكم أأدخل … . والحديث الثاني سبق في الفقرة السابقة(إذا سلم سلم ثلاثا) .
-نصيحة الأعلى لمن هو أعلى منه منزلة.
-في قصة الرسول-صلى الله عليه وسلم مع عمر في المشربة حملوها على شيئين:
1-أن الحاجة تختلف.
2-أو أن عمر نسي الحديث.
-دليل على شجاعة أبي بن كعب.
-في قوله “يذهب أصغرنا” هذا دليل أن الحديث معروف لنا جميعًا أصغرنا وأكبرنا.
-كان عمر يخيف الناس حتى أن معاوية منع الناس أن يحدثوا بحديث إلا حديث حدثوه في عهد عمر .
-الصحابة ضحكوا تعجبا ولم يضحكوا إستهزاء.
-فيه قبول خبر الآحاد ؛ لأن شهادة أبي سعيد لأبي موسى لا تخرج عن كونها خبر آحاد، ومنه أن الصحابه غيروا القبلة وهم في الصلاة بخبر الواحد، وتشدد عمر في طلب البينة إنما لخوفه من مسارعة الناس للتحديث فيتقول المبتدعه أحاديث مكذوبة، وإلا ثبت أن عمر أخذ في حديث الطاعون بخبر الواحد ، وفي حديث المسح على الخفين قال لابنه ، إذا حدثك سعد فلا تسأل عنه غيره. حتى أن أبي بن كعب أنكر على عمر وقال : لا تكن عذابًا على أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
-في قول العالم ” ألهاني كذا وكذا ” هذا من تواضعه فلا تستحقره.
-على المستأذن أن يعرف بنفسه بما اشتهر به.
-للصحابة طرق للتثبت من الحديث منها :
*الاستشهاد؛ الدليل حديث الباب .
*التأكيد على الراوي بسؤاله.
*استحلاف الراوي بل بعضهم بنفسه يحلف إذا حدث .
*اختبار الراوي بأن يسأله عن الحديث بعد مده .
*الرجوع إلى صاحب الشأن في الرواية؛ يسمى علو الإسناد.
*سؤالهم صحابة آخرين هل حفظ الصحابي الرواية .
*شهادة بعضهم لبعض كان أبوهريرة يحدث بحديث الشفاعة ” آخر رجل يدخل الجنة ” فأقره بعض الصحابه وزاد عليه .
-جواز العقوبة في البطن .
-فيه دليل أن قول الصحابي (كنا نؤمر بهذا ) في حكم الحديث المرفوع.
-التثبت من صحة الفتوى ، وطلب الدليل والبرهان على المسائل الشرعية.
-الصحابي رفيع القدر شديد اللزوم بالنبي-صلى الله عليه وسلم- قد تخفى عليه سنة.
– -فضيلة لعمر حيث تعجب كيف وهو الملازم للنبي-عليه السلام- وخفيت عليه هذه السنة . وتواضعه وخضوعه للحق وحرصه على حماية الدين.
-فضيلة للأنصار؛ كونهم عندهم سنن فاتت كبار الصحابة .
-فيه التعاون على الخير ومساعدة المكروب.
-الإذعان للحق.
-فيه التشديد في قبول خبر النبي-صلى الله عليه وسلم-.
-مشروعية التعفف عن الناس والكسب للعيال.
-إزالة عوائق طلب العلم ولو من مباحات فكيف بالمحرمات.
-التوقي للدين وطلب الدليل.
-العقوبة بالضرب في غير حالة الزوج مع زوجته والأب مع ابنه يختص بها الحاكم .
-فيه الإشتهار بالكنيه والإشتهار بالإسم؛ فالأول كأبي موسى وأبي سعيد، والثاني عمر بن الخطاب وأبي بن كعب.
-الإستئذان من محاسن الإسلام ومن محاسن الإستئذان أنه ألفة للقادم ولصاحب البيت ، وفيه المحافظة على العورات ، وأن لصاحب الدار الحق في إدخال من شاء ، وسد الذرائع لأن عدم الإستئذان يستلزم وقوع النظر على مالا يحل وقد يكون سببًا للفتنة ، والإستئذان يشيع جو الأمن في المجتمع .
قال ابن كثير : في تفسير قوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)النور آية (27)
هذه آداب شرعية، أدّب الله بها عباده المؤمنين، وذلك في الاستئذان؛ أمر الله المؤمنين ألا يدخلوا بيوتًا غير بيوتهم حتى يستأنسوا،أي: يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا بعده وينبغي أن يستأذن ثلاثًا، فإن أذن له، وإلا انصرف، وينبغي للمستأذن على أهل المنزل ألا يقف تلقاء الباب بوجهه، ولكن ليَكن البابُ، عن يمينه أو يساره. انتهى كلامه باختصار.
-نقل الشنقيطي في أضواء البيان أنه إذا لم يسمعك ، هل تستمر بالإستئذان؟ قال : نبقى على ظاهر النص”.
-لا يقاس الهاتف بالمنزل في الاقتصار على ثلاث مرات لكن لا تبالغ. وكذلك لا تغضب إن لم يجبك قال تعالى ( وإذا قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم ).