الفوائد المنتقاه من شرح صحيح مسلم -الدرس29-
المقام في مسجد الشيخة /سلامة في مدينة العين
ألقاه : د. سيف الكعبي
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
📒تابع / كتاب : الآداب
بَاب كَرَاهَةِ قَوْلِ الْمُسْتَأْذِنِ أَنَا إِذَا قِيلَ مَنْ هَذَا
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
“أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَوْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هَذَا قُلْتُ أَنَا قَالَ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ أَنَا أَنَا” في رواية (استأذنت) وفي رواية (كأنه كره ذلك)
📌الفوائد:
-فيه خطأ من يقول (أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ) وقد وردت السنة بها فمنه حديث (أنا سيد ولد آدم ..) وحديث من زار اليوم مريضًا ؟ قال أبوبكر : أنا ….” وإنما تكره كلمة “أنا” في حالتين: 1-إن كانت على سبيل الكبر والإعجاب . 2-وفي الإستئذان كما في حديث الباب.
-المقصود بالإستئذان معرفة المستئذن فيجوز أن يذكر كنيته .قال النووي ” لا باس أن يقول أبو فلان ” بدليل حديث استئذان أم هانئ .
-قال بعض أهل العلم إن لم يتميز إلا بلقبه يذكره كالقاضي وليس هذا من الإعجاب ، لأنه إنما قصد التعريف.
-الإستئذان لدخول المنزل يلحق به الإستئذان بالهاتف بأن تعرف بنفسك .
-ترديد كلام المخطئ ليس فيه محذور ؛ إن كنت تريد الإنكار عليه .
-قد يحمل إنكار النبي” أنا أنا” على عدم السلام أو لم يعرف بنفسه أو كليهما .
-ورد حديث أن رجلًا استأذن على النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال : أألج، فقال النبي للجارية ” إذهبي وأخبريه أن يقول السلام عليكم أأدخل “.
-الإستئذان جائز بدق الباب وبالنداء .
-العتاب على قدر الخطأ فالنبي-صلى الله عليه وسلم- نبه على خطأه وخرج له .
-فيه الإنكار بالتلميح
-الأولى عدم تسمية الأولاد ب “أنا” و”أنت”و”هو” و”هي” ؛ لأنه لا يحصل بها التمييز.
بَاب تَحْرِيمِ النَّظَرِ فِي بَيْتِ غَيْرِهِ
**عن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ أَخْبَرَهُ
أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ فِي جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْتَظِرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ. وفي رواية (تنظر)
** عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ أَوْ مَشَاقِصَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتِلُهُ لِيَطْعُنَهُ.
** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ .
** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَيْكَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ جُنَاحٍ”
📌الفوائد:
-أخذ بهذا الحديث الشافعية والحنابلة وخالف فيه الأحناف والمالكية فقالوا : إن فقأ عينه فهو ضامن ، إليك أدلة الفريقين : دليل أصحاب القول الأول ، حديث ( من اطلع في بيت قوم بغير اذنهم ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص ) .أخرجه أحمد والنسائي” وفي مسلم “فقد حل لهم أن يفقئوا عينه ” وفي رواية له”ما كان عليك من جناح” والذين قالوا : هو ضامن استدلوا : إن العين بالعين ، وقالوا: فمن اعتدى عليك بلسانه لا يجوز أن تقطع لسانه وقالوا إن فقأ العين مخالف لهذه الأصول وقالوا لو دخل البيت وقبَّل زوجته وباشرها لا يجوز أن يفقأ عينه . ، قال ابن القيم هذا الحديث موافق للأصول ولحكمة الشارع ، بما أنه أذن لبصره أن يرى عورات الناس هذه عقوبته خاصة أنه ليس كالجاني الذي تستطيع إقامة البينة عليه ولا تستطيع دفع عدوان هذا العضو إلا برميه أو طعنه فليس هو كالصائل تدفعه بالأسهل فالأسهل قال الشنقيطي : كل ما أحله الله على لسان نبيه لا يؤاخذ على فعله.
قلت:
وقد ذكر البخاري هذه الآحاديث في كتاب الديات .
قال ابن حجر : فيه أنه يشرع الإستئذان على كل أحد حتى المحارم لئلا تكون منكشفه العورة.
ومنه استئذان أبي هريرة على أمه، وكذلك قال موسى بن طلحه : دخلت مع أبي على أمي فدفع في صدري وقال : تدخل بغير إذن ، وثبت عن حذيفه وابن مسعود وغيرهم أنهم قالوا:ما على كل حال تحب أن تراها . لكن من لم يكن في بيته إلا امرأته لا يستأذن ، وقال بعضهم يصدر صوت ، وهذا جيد للنهي عن التجسس . وقال ابن كثير : الذين قالوا بالإستئذان على الزوجة : محمول على عدم الوجوب وإلا فالأولى أن يعلمها لإحتمال تكون على هيئه لا تحب أن يراها .
-التنحنح يكفي إذا كان من أهل البيت ويعرف بصوته قرره القاري والمباركفوري .
-شرعية الإستئذان سبق ذكرنا الحكمة منه.
-المشروع رميه بحجر أو طعنه بشيء خفيف يفقأ عينه كالمشقص لا بأشياء تقتله أو طعنه بمثل السيف وكذلك إنما يشرع ذلك وقت النظر أما إذا نظر وذهب فلا يشرع فقأ عينه وإنما المشروع مقاضاته.
بَاب نَظَرِ الْفُجَاءَةِ
** عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي
📌الفوائد:
-ليس في الحديث ما قرره القاضي عياض أنه لا يجب أن تستر المرأه وجهها ، لأنه ليس فيه دليل أن نظر الفجأه هنا وقع على وجه الأجنبية فقد يكون يقع على جسمها خاصة أنها تقبل وتدبر بصورة شيطان وقد يكون يقع على اليهوديات والإماء فهن كاشفات للوجه فلو ثبت أن بعض المسلمات يكشف وجوههن فقد يكون دخلن في الإسلام حديثًا فلم ينكر عليهن حتى يتقوى إيمانهن وعليه يحمل حديث الخثعمية مع أن النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث الخثعمية أنكر بالفعل بل لو قلنا : أن حديث جرير وحديث الخثعمية دليل على تغطية الوجه لكان قويًا ومنه أن الشرع أمر بتغطية الكفين والقدمين فكيف لا يؤمر بتغطية الوجه. وكذلك الإذن برؤية من أراد نكاحها دليل على التغطية وإلا فما وجه التخصيص ومنه قوله تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ) [الأحزاب : 53] وقوله 🙁 وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ …..) [النور : 31]
-عدم المؤاخذه بنظر الفجأة وعليه يحمل حديث ” لا تتبع النظره النظره”وكذلك حديث ” إنما لك الأولى وليس لك الآخرة”
-عدم جواز مصافحة الأجنبية وهذا من باب أولى.
-فوائد غض البصر :
*يورث حلاوة الإيمان فمن ترك شيئًا مع حلاوته عوضه الله خيرًا منه .
*سدد الله بصيرته ونور قلبه فلما منع العبد نور بصره إلى مالا يحل أطلق الله له نور بصيرته.
*طاعة لله ورسوله ويوصل للجنة.
*يولد الحياء ، والحياء من الإيمان .
*راحة النفس والبدن.
*صون المحارم واجتناب الوقوع في الزلل.
*المجتمع الذي ينتشر فيه غض البصر ينتشر فيه الحب.
*يصون المجتمع من فاحشة الزنا.
*يستجلب العفة فيكون الرجل عفيف ويبحث عن العفاف ويغيض الشيطان.
*قال عمر ” من ملأ عينه من قاعة بيت قبل أن يؤذن له فقد خسر ” .
*تتمات في باب الإستئذان:
-لزوم الإستئذان عند ارادة الإنصراف “إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذن”.
-استئذان الأطفال في الثلاث الأوقات: قبل الفجر ، ووقت القيلولة ، وبعد صلاة العشاء.
-قرر ابن القيم أنه إن كان هناك عرف لصاحب الدار ؛ إن فتح بابه معناه الدخول ، فلا بأس من الدخول قلت : خاصه في المجالس الخارجية .
-لا يلزم في الإستئذان أن تخبر بمن معك ودليله استئذان جبريل لما عرج بمحمد-صلى الله عليه وسلم-؛ إنما أخبرهم بعد أن سألوا
-أبوهريرة استأذن عليه رجل فقال : أأدخل ، فقال : حتى تأتي بالمفتاح وهو السلام وفيه حديث مرفوع وقد سبق ذكره.