. التحديث بما لا يصح فيه حديث.
جمع سيف الكعبي
اشراف عبدالله البلوشي
بالتعاون مع مجموعات السلام 1، 2، 3 والاستفادة والمدارسة
—–”’——–”’——-
قاعدة (أنه لا يثبت في تمنى الفقر حديث وأحسنها حالا حديث اللهم أحيني مسكينا … و هو ضعيف وإن صح فمعناه التذلل والخضوع).
—–:
ورد ما يدل على التعوذ من الجوع
عن أبي هـريرة، قال: كان رسول صلى عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة.
رواه أبو داود 1547
وحسنه الألباني
—-
هذا الحديث رواه الترمذي (2352) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). وقَالَ الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
ورواه ابن ماجه (4126) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وقد ضعفه كثير من أهل العلم، وعلى فرض صحته فالمراد بالمسكنة هنا التواضع والإخبات، وليس المراد قلة المال.
قال ابن كثير في “البداية والنهاية” (6/ 75):
” فأمَّا الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي سعيد أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (اللهم أحيني مسكيناً. . . الحديث) فإنَّه حديث ضعيف، لا يثبت من جهة إسناده، لأن فيه يزيد بن سنان أبا فروة الرَّهاويّ وهو ضعيف جداً، والله أعلم.
وقد رواه التّرمذيّ من وجه آخر عن أنس. . . ثم قال: هذا حديث غريب.
قلت (ابن كثير): وفي إسناده ضعف، وفي متنه نكارة، والله أعلم ” انتهى.
وَقَالَ الْحَافِظُ فِي “التَّلْخِيصِ” (3/ 109) بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ:
” رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَاسْتَغْرَبَهُ , وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ اِبْنُ مَاجَهْ، وَفِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ أَيْضًا , وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْهُ، وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ” انتهى.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث فقال:
” هذا يُرْوَى، لكنه ضعيف لا يثبت، ومعناه: أحيني خاشعا متواضعا، لكن اللفظ لم يثبت ” انتهى. “مجموع الفتاوى” (18/ 357).
وقال أيضاً (18/ 326):
” هذا الحديث قد رواه الترمذي، وقد ذكره أبو الفرج (ابن الجوزي) في الموضوعات، وسواء صح لفظه أو لم يصح: فالمسكين المحمود هو المتواضع الخاشع لله ; ليس المراد بالمسكنة عدم المال، بل قد يكون الرجل فقيراً من المال وهو جبار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: ملك كذاب، وفقير مختال، وشيخ زان) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد) فالمسكنة خلق في النفس، وهو التواضع والخشوع واللين ضد الكبر. كما قال عيسى عليه السلام: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً) مريم/32. ومنه قول الشاعر:
مساكين أهل الحب حتى قبورهم عليها تراب الذل بين المقابر
أي: أذلاء ” انتهى.
وفي “لسان العرب” (13/ 216):
” وأَصل المسكين في اللغة الخاضع، وأَصل الفقير المحتاج.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم أَحْيِني مِسْكيناً) أَراد به التواضع والإِخْبات، وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين. أي: خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر، وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج ” انتهى.
ونقل الحافظ ابن حجر في “التلخيص” (3/ 109) عن البيهقي أنه قال عن هذا الحديث:
” وَوَجْهُهُ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الْقِلَّةِ , وَإِنَّمَا سَأَلَ الْمَسْكَنَةَ الَّتِي يَرْجِعُ مَعْنَاهَا إِلَى الإِخْبَاتِ وَالتَّوَاضُعِ ” انتهى
—-
من جهة أخرى، فإن الحديث صححه ابن الملقن في تحفة المحتاج و حسنه الحافظ ابن حجر في تخريج مشكاة المصابيح و حسنه الزرقاني و المنذري و السخاوي و الألباني.
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1/ 555:
أخرجه عبد بن حميد في ” المنتخب من المسند ” (110/ 2) فقال:
حدثني ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن همام عن قتادة عن أبي عيسى الأسواري عن
# أبي سعيد #: أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه. فذكره.
قلت: و هذا إسناد حسن عندي , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير أبي عيسى الأسواري فقد وثقه الطبراني و ابن حبان فذكره في ” الثقات ” (1/ 271) و روى عنه ثلاثة منهم , أحدهم قتادة و لذلك قال البزار: ” إنه مشهور “.
و قول من قال فيه ” مجهول ” أو ” لم يرو عنه غير قتادة ” فبحسب علمه و فوق كل ذي علم عليم , فقد جزم في ” التهذيب ” أنه روى عنه ثابت البناني و قتادة و عاصم الأحول.
قلت: و هؤلاء جميعا ثقات فبهم ترتفع الجهالة العينية , و بتوثيق من ذكرنا تزول الجهالة الحالية إن شاء الله تعالى , لاسيما و هو تابعي , و من مذهب بعض المحدثين كابن رجب و ابن كثير تحسين حديث المستور من التابعين , و هذا خير من المستور كما لا يخفى.
و للحديث طريق أخرى عن أبي سعيد , و شواهد عن أنس بن مالك و عبادة ابن الصامت و ابن عباس خرجتها كلها في ” إرواء الغليل ” (رقم 853) و إنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة لم يتعرض لها بذكر كل من تكلم على طرق الحديث كابن الجوزي و ابن الملقن في ” الخلاصة ” و ابن حجر في ” التلخيص ” و السيوطي في ” اللآلي ” و غيرهم , و لا شك أن الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الصحة , و لذلك أنكر العلماء على ابن الجوزي إيراده إياه في ” الموضوعات ” و قال الحافظ في ” التلخيص ” (ص 275):
” أسرف ابن الجوزي فذكر هذا الحديث في ” الموضوعات ” , و كأنه أقدم عليه لما رآه مباينا للحال التي مات عليها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان مكفيا، قال البيهقي: و وجهه عندي أنه لم يسأل حال المسكنة التي يرجع معناها إلى القلة , و إنما سأل المسكنة التي يرجع معناها إلى الإخبات و التواضع “.
قال ابن بطال في شرح البخاري:
وقال (صلى الله عليه وسلم): (ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخاف عليكم أن تفتح الدنيا عليكم. .) الحديث. وكان (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ من فتنة الفقر، وفتنة الغنى، هذا كله أن ما فوق الكفاف محنة، لا يسلم منها إلا من عصمه الله، وقد قال (صلى الله عليه وسلم): (ما قل وكفى خير مما كثر وألهى). وقال عمر بن الخطاب لما أوتى بأموال كسرى: (ما فتح الله هذا على قوم إلا سفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم. وقال: اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا، اللهم إنك منعت هذا رسولك إكراما منك له، وفتحته علي لتبتلينى به، اللهم سلطنى على هلكته فى الحق واعصمنى من فتنته). فهذا كله يدل على فضل الكفاف، لا فضل الفقر كما خيل لهم، بل الفقر والغنى بليتان كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ من فتنتهما …… فأما ما روى عنه أنه كان يقول: (اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا، واحشرنى فى زمرة المساكين). فإن ثبت فى النقل فمعناه ألا يجاوز به الكفاف، أو يريد به الاستكانة إلى الله، ويدل على صحة هذا التأويل أنه ترك أموال بنى النضير وسهمه من فدك وخيبر، فغير جائز أن يظن به أن يدعو إلى الله ألا يكون بيده شاء، وهو يقدر على إزالته من يده بإنفاقه. وما روى عنه أنه قال: (اللهم من آمن بى وصدق ما جئت به، فأقلل له من المال والولد). فلا يصح فى النقل ولا فى الاعتبار، ولو كان إنما دعا بذلك فى المال وحده لكان محتملا أن يدعو لهم بالكفاف، وأما دعاؤه بقلة الولد فكيف يدعو أن يقل المسلمون، وما يدفعه العيان مدفوع عنه (صلى الله عليه وسلم)، وأحاديثه لا تتناقض. كيف يذم معاوية، ويأمر أبا لبابة وسعدا أن يبقيا ما ذكر من المال ويقول: إنه خير، ثم يخالف ذلك، وقد ثبت أنه دعا لأنس بن مالك وقال: (اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته).
قال أنس: فلقد أحصت ابنتى أنى قدمت من ولد صلبى مقدم الحجاج البصرة مائة وبضعة وعشرين نسمة بدعوة رسول الله، وعاش بعد ذلك سنين وولد له). فلم يدع له بكثرة المال إلا وقد أتبع ذلك بقوله: (وبارك له فيما أعطيته)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في [مجموع الفتاوى ((148) / (20))]: ((الْمَحْمُودُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ إنَّمَا هُوَ إرَادَةُ الدَّارِ الْآخِرَةِ.
وَالْمَذْمُومُ إنَّمَا هُوَ مَنْ تَرَكَ إرَادَةَ الدَّارِ الْآخِرَةِ وَاشْتَغَلَ بِإِرَادَةِ الدُّنْيَا عَنْهَا.
فَأَمَّا مُجَرَّدُ مَدْحِ تَرْكِ الدُّنْيَا فَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ.
وَلَا تَنْظُرْ إلَى كَثْرَةِ ذَمِّ النَّاسِ الدُّنْيَا ذَمًّا غَيْرَ دِينِيٍّ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ الْعَامَّةِ إنَّمَا يَذُمُّونَهَا لِعَدَمِ حُصُولِ أَغْرَاضِهِمْ مِنْهَا! … )
:وفي الحديث ((اللهم ارزق آلَ محمدٍ قوتاً)). رواه البخاري ح (6460)، ومسلم ح (1055).
فليس فيه الدعاء بالفقر:
قال القرطبي: “معنى الحديث أنه طلب الكفاف , فإن القوت ما يقوت البدن ويكف عن الحاجة, وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغِنى والفقر جميعاً”.) نقله عنه ابن حجر في فتح الباري ح (11/ 299).
وكذلك قوله لأهل الصفة إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف إليهم فقال: (لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقةً وحاجةً) رواه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني. وهو في الصحيح المسند 1060 الخصاصة: الفاقة والجوع.
وهذا ليس فيه الدعاء عليهم بالفقر لكن حث لهم على الصبر
وراجع شروحنا:
1415 الصحيح المسند؛
قال الإمام أبو داود رحمه الله: حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد أخبرنا إسحق بن عبد الله عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم.
الصحيح المسند 1011
أخرج أحمد 4/ 204 عن عمرو بن العاص قال: لقد أصبحتم ترغبون في الدنيا. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم. يزهد فيها، والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر مما له، قال: فقال له بعض أصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسلف
الصحيح المسند
1476 عن مطرف بن عبد الله بن الشخير يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان بالكوفة أمير قال: فخطب يوما فقال: إن في إعطاء هذا للمال فتنة، وفي إمساكه فتنة، وبذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم. في خطبته حتى فرغ، ثم نزل.
هذا حديث صحيح
الصحيح المسند
1349 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم العمد) وفي العلل لابن أبي حاتم رجح ابوحاتم انه موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه 1898
ولو صح فليس فيه تمني الفقر فقد قال بعضهم: أشار بهذا إلى أن مضرة الفقر دون مضرة الغنى؛ لأن ضرر الفقر دنيوي وضرر الغنى ديني غالبا.